الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة
الرئيس السيسي والمستشار النمساوي سيباستيان كورتس خلال مؤتمر صحفي في فيينا

حَقِّقْ| مصر بها خمسة ملايين لاجئ

منشور الأربعاء 19 ديسمبر 2018

"إحنا في مصر لدينا ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ، لم تقم مصر بالمزايدة عليهم أو ابتزاز أحد بشأنهم.. اتعاملنا معاهم كأنهم مواطنين ومن حقهم إنهم يعني ياخدوا فرصة، والحقيقة إحنا في مصر الخمسة مليون اللي بنتكلم عليهم دول و11 ألف خلال عام 2018 وصلوا، موجودين عشان لم نسمح لهم إن هما يتحركوا تجاه أوروبا، ولم يخرج قارب واحد. وأنا بقولها بكل التقدير لكل أجهزة الدولة المصرية اللي عملت ده عشان تمنع أي قارب يتحرك من مصر أو من الحدود البرية تجاه أوروبا".

جاءت تلك الكلمات على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه بالمستشار النمساوي سباستيان كورتس، خلال زيارة السيسي إلى فيينا. وبعدها بلحظات؛ خرجت المواقع الإخبارية المصرية وتلتها الصحف الورقية وقد عنونت صفحاتها الأولى بتصريحات الرئيس مصحوبة بالرقم الضخم "خمسة ملايين لاجئ في مصر".   

ولكن هل لدى مصر خمسة ملايين لاجىء بالفعل؟ 

في اتصال تليفوني مع المنصة ذكرت كريستين بشاي المتحدثة الرسمية باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئوون اللاجئين في مصر، أن أحدث رقم لعدد اللاجئين المسجلين لدى المفوضية في مصر بلغ 242 ألف لاجئ، وذلك بحسب آخر إحصائية أجريت في نوفمبر/ كانون ثان 2018.  الأرقام التي ذكرتها المتحدثة باسم المفوضية في مصر كانت مفتاحًا للبحث على الإنترنت عن الأرقام الحقيقية والمتداولة للاجئين. وبيّن البحث أن هذه ليست المرة الأولى التي يذكر فيها الرئيس السيسي هذا الرقم كتقدير لعدد اللاجئين في مصر؛ فقد طرح السيسي الرقم نفسه (خمسة ملايين لاجئ) في سبتمبر/ أيلول 2016 خلال مشاركته في قمة الأمم المتحدة للاجئين، والتي جمعت قرابة خمسين دولة حول العالم، وعقدت آنذاك على هامش اجتماعات الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. 

 

 

 

قال الرئيس وقتها في كلمته إن "مصر تتحمل أعباء استضافة قرابة 5 ملايين لاجئ، ما بين مسجلين وغير مسجلين، ونعمل على توفير الحياة الكريمة لهم، دون عزلهم في مراكز إيواء، ونوفر لهم الخدمات بالمساواة مع المصريين". ولكن بالعودة إلى الإحصائيات الصادرة عن مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وقت إلقاء هذا الخطاب؛  يظهر أن سوريا احتلت وقتها المرتبة الأولى كأعلى مصدر للاجئين في نهاية 2015. إذ بلغ عدد السوريين النازحين إلى خارج البلاد؛ أربعة ملايين وتسعمائة ألف شخص، استضافت الدول المجاورة الغالبية الساحقة من هذا العدد، حيث احتلت تركيا المركز الأول بنسبة 2.5 مليون لاجئ سوري، يليها لبنان بنسبة 1.1 مليون، ثم الأردن (628 ألف)، والعراق (244 ألف)، ولم تستقبل مصر منهم سوى (117 ألف). بينما تعد ألمانيا (115,600) والسويد (52,700) من أكثر الدول غير المجاورة استضافة للاجئين السوريين. 

 

 

 

 

إحصائية أكثر الدول المصدرة للاجئين طبقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

 

وبالعودة إلى رقم "الخمسة مليون" المتكرر باستمرار في كلمات الرئيس السيسي خلال السنوات الأربعة الماضية، سواء في حديثه داخل مصر، أو خارجيًا في المحافل الدولية كالأمم المتحدة، أو خلال لقاءات صحفية مع الصحافة الأجنبية؛ كانت المرة الأولى خلال منتدى أسبوع شباب الجامعات في محافظة الإسماعيلية في 13 سبتمبر/ أيلول 2015 قال السيسي "جوا مصر وبرا مصر في خمسة مليون موجودين عايشين في وسطينا بكل ظروفنا الاقتصادية الصعبة.. على الأقل في 500 ألف من أهلنا في سوريا، الأمم المتحدة أحصت فقط أكتر من 130 ألف في مصر".

 

 

في ذلك الوقت في سبتمبر 2015 كان الرقم المعلن من مفوضية الأمم المتحدة لعدد اللاجئين السوريين المسجلين في مصر هو 130 ألف سوري .  في حوار مع صحيفة لوفيجارو الفرنسية في أكتوبر/ تشرين أول 2017، قال الرئيس السيسي إن مصر بالرغم من الضغوط الاقتصادية والتحديات الأمنية "استقبلت خلال السنوات الستة الأخيرة أكثر من 500 ألف لاجئ سوري". نقلت صحيفة أخبار اليوم المملوكة للدولة هذه التصريحات، وهي تحوي أقرب رقم إلى العدد الكُلّي للاجئين المسجلين في مصر.

 والحقيقة أن رقم 5 مليون لاجئ يقارب العدد الرسمي المسجل للاجئين السوريين في كافة أنحاء العالم، وليس في مصر فقط. وهو عدد الذين فروا من سوريا على مدار ثماني سنوات، بدأت مع اندلاع الحرب الأهلية في 2011.