ميدان الشيخ زويد. الصورة: محمد علي السوهاجي

قذيفة مجهولة جديدة: مقتل وإصابة 15 شخصًا من عائلة واحدة في الشيخ زويد

منشور الأحد 20 أكتوبر 2019

استقبل مستشفى العريش المركزي بمحافظة شمال سيناء جثامين 4 أشخاص و11 مصابًا من أسرة واحدة نقلتهم سيارات الإسعاف من مستشفى الشيخ زويد العام، بعد تعرض منزل في قرية أبو العراج إلى قذيفة "مجهولة المصدر" مساء أمس.

ذكر مصدر طبي بمستشفى العريش المركزي أنه جرى استدعاء الأطباء ورفع حالة الطوارئ بالمستشفى بعد وصول أخبار بنقل 11 مصابًا قادمًا من مستشفى الشيخ زويد العام، بخلاف 4 جثث، تم إيداعها المشرحة لحين قيام الجهات المختصة باصدار تصاريح الدفن بعد بيان أسباب الوفاة.

وبحسب المصدر الطبي فإن قائمة القتلى تحمل أسماء 4 مواطنين هم: رانيا جمعة عيد 24 عامًا، وآية جمعة عيد 29 عامًا، ومحمد مسعود سلمان 29 عامًا، وفرحة إبراهيم فراج 90 عامًا.

والمصابون وعددهم 11 فردًا من بينهم 5 أطفال هم: جمانة أحمد سليم، عام واحد، ومايا عيد، عامين، ومحمد عيد، 7 أعوام، وشاهندة جمعة 15 عامًا، وعبد الرحمن أحمد نعيم 5 أعوام. ومن البالغين: يوسف حمدان سلامة 19 عامًا، وكوثر عيد 22 عامًا، وماهر عيد 20 عامًا، ونانسي عيد 20 عامًا، وتمام محمد علي 49 عامًا، وفاطمة عيد 45 عامًا.

يقول أحد السكان على أطراف مدينة الشيخ زويد من جهة الجنوب للمنصة، بعد انتهاء صلاة العشاء سمعنا دويًا هائلًا جهة جنوب المدينة، وأنارت الانفجارات السماء، تلا ذلك بفترة وجيزة ارتفاع عويل وصراخ ساهم سكون الليل في وصوله إلى مسافات بعيدة، فتيقنا أن كارثة قد وقعت في صفوف الأهالي، وبعدها سمعنا أصوات سيارات الإسعاف تصل إلى جهة ميدان الشيخ زويد المغلق منذ عام 2013 والمحاذي لقسم الشرطة.

أكثر من شخص من سكان مدينة الشيخ زويد أكد سماع صوت طائرة دون طيار، زنانة، تحلق في الأجواء قبيل وقوع الانفجار، واختفى صوتها بعد وقوع الانفجار بفترة قصيرة.

وقال عدد من مرافقي المصابين في مستشفى العريش العام إن أفراد العائلة والأقارب كانوا يجتمعون في مكان واحد عندما باغتتهم قذيفة أحدثت دويًا هائلًا، واستنجد أهالي القرية بالكمين الأمني المشرف على القرية، وإخطار الجهات الأمنية وإرسال سيارات الإسعاف لنقل المصابين والجثث.

و بعد أن تناقلت بعض صفحات فيسبوك أنباء الواقعة عبر صفحات فيسبوك؛ سارع عدد من السكان إلى مستشفى العريش العام للتبرع بالدم.

ويسكن قرية أبو العراج عشيرة العرارجة، إحدى العائلات التي تبقى بعض أبنائها في قريتهم بينما نزح الباقون إلى مدينة العريش ومراكز محافظة الإسماعيلية نظرًا لتردي الأحوال المعيشية وسقوط قذائف وإطلاق رصاص عشوائي على سكان القرية.

ولم تصدر الجهات الرسمية أية تصريحات أو بيانات بشأن الواقعة في القرية التي تبعد نحو 8 كيلو مترات عن ميدان مركز الشيخ زويد جهة الجنوب.

وتعتبر قرية أبو العراج واحدة من 3 قرى لا تزال مأهولة بالسكان جنوب المدينة، حيث يقيم بعض الأهالي في قرى أبو العراج والظهير والجورة، وجميعها تقع بمحاذاة الطريق الممتد من ميدان الشيخ زويد إلى جهة الجنوب، ويعاني سكان القرى الثلاث من انقطاع إمدادات المياه والتيار الكهربائي وتعذر التنقلات، وكذلك عدم انتظام العملية الدراسية.

قذائف مجهولة

وشهد مركز بئر العبد واقعتين مماثلتين، الأولى يوم 12 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أسفرت عن مقتل 10 أفراد وإصابة 5 آخرين غالبيتهم من أسرة واحدة نتيجة قذيفة طائرة "مجهولة المصدر" في منطقة مزارع تفاحة جنوب مدينة بئر العبد بحوالي 4 كيلو مترات.

وفي الواقعة الثانية يوم 27 سبتمبر/ أيلول 2019، انفجرت سيارة ربع نقل بالتزامن مع تحليق طائرة حربية في الأجواء، ما أسفر وقتها عن مصرع شقيقين وإصابة والدهما قرب منطقة المغارة. وذلك عقب هجوم استهدف كمين تفاحة التابع للقوات المسلحة جنوب مركز بئر العبد ظهر يوم الجمعة 27 سبتمبر/ أيلول 2019، ما أسفر وقتها عن سقوط 8 قتلى و10 مصابين من الجيش والمدنيين.

ورسميًا؛ عقد محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبد الفضيل اجتماعًا مع أسر قتلى ومصابي حادث تفاحة في بئر العبد. وبحسب بيان للمحافظة "نقل المحافظ تحيات رئيس الجمهورية ووزير الدفاع لأسر الشهداء والمصابين، وصرف 750 ألف جنيه لأهالي الأسر الشهداء والمصابين". وقال شوشة إنه سيدرس توظيف اثنين من أبناء الضحايا والتكفل برعايتهم، والعمل على إيجاد فرص عمل لاثنين من المصابين، وصرف معاش شهري بقيمه 1500جنيه من وزارة التضامن الاجتماعي لكل قتيل، ومعاش للمصابين حسب نسبة الإصابة.

وتشير وقائع أخرى إلى سقوط ضحايا من المدنيين في مناطق متفرقة بشمال سيناء منذ انطلاق العلية الشاملة سيناء في فبراير/ شباط 2018، ضد عناصر تنظيم ما يسمى ولاية سيناء، داعش.

ومن بين هذه الوقائع؛ مقتل 5 مدنيين وإصابة 11 آخرين غالبيتهم من قبيلة السواركة في قصف جوي بمحيط قرية الجورة جنوب مدينة الشيخ زويد.

كما قتل 9 أفراد من قبيلة السواركة في قصف جوى بالخطأ لديوان عائلي بقرية الميدان غرب العريش.

وفي 8 أبريل/ نيسان 2015 حدثت واقعة عائلة الهبيدي من قبيلة السواركة بقرية الظهير جنوب الشيخ زويد، حيث سقطت قذيفة مدفعية تسببت في مقتل 13 فردًا من العائلة بينهم 4 أطفال و5 سيدات.

وفي 13 سبتمبر 2013 قتل 4 أطفال و3 سيدات، وشاب نتيجة إصابة منزل بقذيفة دبابة.

وبحسب إحصائية لمديرية التضامن الاجتماعي بشمال سيناء؛ بلغ عدد القتلى المدنيين في شمال سيناء منذ العام 2013 حتى يوليو 2017 نحو 600 قتيل، و1240 مصاب غالبيتهم من مركزي الشيخ زويد ورفح.