تصميم aespo، فليكر- مفتوحة المصدر
أنشطة منزلية

إغلاق المدارس: كيف نهون على أولادنا التعليم المنزلي والعزل في البيت؟

منشور الأحد 15 مارس 2020

بين الخوف والإنكار والتوجس، تابع المصريون خلال الأيام الماضية قرارات إغلاق الحضانات والمدارس في دول مختلفة بعد انتشار فيروس كورونا المستجد. تباينت الآراء حول ما يجب القيام به في مصر وتحول الأمر إلى اتهامات وسخرية متبادلة وشائعات كثيرة تحاصر الجميع، إلى أن صدر القرار بتعليق الدراسة في الحضانات والمدارس والجامعات لمدة أسبوعين. 

بالنسبة للأسر والعائلات التي لم تعتد على وجود أطفالها في المنزل خلال أشهر العام الدراسي، كيف يمكن أن تتعامل مع الأوضاع الجديدة؟ وبالنسبة للطالب/ ـة، لقد عُطلت الدراسة ولكن لم تخفف المناهج ولم تؤجل الامتحانات ولم يتقرر إعفاؤهم من مسؤوليات الدراسة والاستذكار، فما العمل؟ ماذا عن التدريبات والأنشطة والفسح والزيارات؟ هل تتوقف كل جوانب حياة الطفل؟ كيف يتعامل الأهل مع كل هذه المتغيرات؟

التعليم

هناك عدة طرق يمكن للأهل من خلالها مساعدة أبنائهم في إنهاء الدروس المطلوبة منهم خلال هذه الفترة. أولى هذه الطرق قد تناسب الأم والأب المهتمين بالتعليم والمحبّين للتعلم، كل المطلوب هو إعداد قائمة بالمواد التي يجب على الطالب/ ـة دراستها، ثم إعداد قائمة فرعية بالدروس المطلوب دراستها في كل مادة.

الخطوة التالية هي إعداد جدول يومي للدراسة والاستذكار. لنجاح الجدول، لا يجب أن تتعدى ساعات الدراسة والاستذكار ثلاث ساعات للطلبة حتى الصف الثاني الابتدائي، وخمس أو ست ساعات حتى نهاية المرحلة الابتدائية. يجب أيضًا أن تتخلل فترة الدراسة استراحات قصيرة متعددة حتى لا يتحول هذا الجدول إلى مجرد خطة طموحة أخرى على الورق.

أخيرًا، يأتي دور الأهل في البحث. محرك البحث جوجل هو صديق المرحلة وكل مرحلة؛ ابحثوا عن عنوان الدرس على جوجل، ستجدون مقالات وملفات وصور وفيديوهات وملخصات وتدريبات وغيرها من الأساليب المناسبة لتتعلموا الدرس ثم تقدموه لأبنائكم. ستجدون أيضًا مواقع ومنصات للتعليم عن بعد مثل نفهم وخان أكاديمي وغيرهم.

هناك أيضًا مواقع تعليمية مثل توينكل كانت تقدم خدماتها باشتراك مدفوع، أعلنت فتح الباب مجانًا لتحميل مصادرها التعليمية باللغتين العربية والإنجليزية لمراحل التعليم المختلفة، تضامنًا مع الأهل والمعلمين في ظل الظروف الراهنة.

تذكروا أنه في السن الصغير، أقل من 12 سنة، يحتاج الأولاد لوجودكم معهم وتحفيزكم لهم. لا تتوقعوا من طفل/ ـة في الصف الرابع الابتدائي أن "يعرف اللي وراه من نفسه".

ولكن يظل هذا الاقتراح بحاجة إلى وقت ومجهود وطول بال من الأهل، ولكن ماذا لو لم تكن/ تكوني من هذا النوع من الأهل؟ هناك بالتأكيد حلول ومقترحات أخرى. 

سأسمي هذا الاقتراح درس خصوصي أونلاين. هناك برامج عديدة تتيح التواصل بالصوت والصورة مع الآخرين؛ أبسطهم فيسبوك ماسنجر وأشهرهم سكايب وأحدثهم زووم. لا يهم اسم البرنامج أو المنصة، ولكن المهم أن يستطيع كل مدرس/ ـة الاجتماع بالطلبة والتدريس لهم أونلاين.

ولكن كيف يمكن تنفيذ هذا الاقتراح؟ يتواصل كل فصل مع مدرس/ ـة المادة، الذي سينشئ مجموعات على منصة التعليم التي سيتفق عليها على أن تضم كل مجموعة خمسة طلاب على الأكثر. بعدها يحضّر المدرس/ ـة المادة العلمية بصورة تناسب التعليم أونلاين في جدول يمكنه استيعاب المنهاج الخاص بكل مادة. هكذا؛ أصبح لدى كل طالب/ ـة جدول حصص محترم.

ضحك ولعب وأشياء أخرى

حسنًا، قضى الأطفال ثمان ساعات في النوم وست ساعات في الدراسة وثلاث ساعات أخرى بين وجبات الطعام. ماذا سنفعل في الساعات المتبقية من اليوم؟ 

يجب أن تكون توقعاتنا واقعية من أطفال لديهم طاقة عظيمة يخضعون لفترة عزل، لا تدريبات ولا أنشطة ولا مدرسة ولا اختلاط إلا في أضيق الحدود. ماذا نتوقع وكيف نتعايش معهم ونساعدهم على التأقلم؟

ابتداءً يجب أن نسمح بمساحة من "الهبل" و"التنطيط" والحركة العشوائية. وثانيًا ينبغي إيجاد بديل يمكن للأبناء من خلاله الاختلاط بأصدقائهم افتراضيًا طالما أن مساحة الحركة محدودة في ظل تهديد كورونا. من المهم أن يتمكن أولادنا من التواصل مع أطفال في نفس المراحل العمرية عبر تطبيقات مثل فيسبوك ماسنجر مثلًا، من خلال حسابات الأهل أو حساباتهم الشخصية، حسب أعمارهم. 

هناك أيضًا الكثير من الأنشطة التي يمكن أن يمارسها الأمهات والآباء مع أولادهم كـ"عائلة"، كيس فيشار وفيلم أو مسلسل مناسب، أو تجارب علمية مبتكرة وبسيطة يمكن إيجاد الكثير منها على جوجل. اكتبوا مثلًا "تجارب عملية لعمر سبع سنوات" باللغة العربية أو الإنجليزية. ستظهر لكم العديد من التجارب بأدوات منزلية ومكونات من المطبخ.

تنمية مهارات الطفل مسألة مهمة ويمكن استغلال فترة العزل الإجباري هذه في ممارسة أنشطة يدوية كالرسم أو العزف أو النحت أو الصلصال أو الكروشيه أو التريكو أو الرسم على الزجاج أو مشاريع إعادة التدوير وغيرها من الأنشطة بحسب المرحلة العمرية لكل طفل واهتماماته. هناك الكثير من النتائج المثيرة للاهتمام عند كتابة "أنشطة يدوية" على جوجل.

اللعب أيضًا مسألة مهمة بالنسبة للأطفال، وهناك الكثير من الألعاب المسلية للكبار والصغار على حد سواء. نصف ساعة في اليوم من اللعب والضحك ستحسّن سلوك الطفل بدرجة كبيرة خلال فترة العزل هذه. أحدث لعبة اشتريتها اسمها وجدتها. ظاهر هذه اللعبة المرح والتسلية ولكنها في الوقت نفسه توسع معلومات الطفل عن الجغرافيا والقارات وتعزز قدرته على التركيز والملاحظة. هذا بالإضافة إلى الألعاب الكلاسيكية مثل السلم والثعبان والشطرنج والدومينو والكوتشينة وسكرابل.

الطبخ أيضًا من الأنشطة التي تعزز مهارات الطفل على عدة أصعدة. فهو مكان رائع لتعلم الكسور وتحويل الكميات؛ من كوب لجرام مثلًا، وأيضًا لتنمية المهارات اليدوية والثقة بالنفس. في المطبخ يمكن أن نتعلم أشياء عن تاريخ حبة القمح وتاريخ صنع الدقيق وتاريخ تطور الأفران، وعن الجغرافيا كذلك لأن كل طبخة لها بلد وأصل وقصة وكل علبة توابل لها بلد ومنشأ. لا حدود للاستمتاع مع الأطفال في المطبخ وتكوين ذكريات سعيدة معهم.

.. وأخيرًا: احتضنوا أطفالكم

الأطفال يفهمون الخوف، يعرفونه، يشعرون به، لكن غالبيتهم لا يتحدثون عن مخاوفهم. المرحلة الحالية والقادمة يسودهما الخوف والتخبط والمجهول. احتضنوا أطفالكم كثيرًا وطويلًا وتحدثوا معهم واستمعوا لهم واستوعبوا مخاوفهم. قراءة قصة لطيفة لطفلك أو طفلتك، من شأنه توطيد علاقتكم والمساعدة على تطوير مهارات القراءة والفهم والتلخيص.


اقرأ أيضًا عن مواقع تتيح المناهج التعليمية بشكل مجاني في هذه القصة|

الدراسة في زمن العزل: قائمة بمصادر التعليم الإلكتروني