يوميات صحفية برلمانية | تصفيق وهتافات وأغاني نصر أكتوبر في استقبال سلمان "حفظه الله"

منشور الأحد 10 أبريل 2016

أكتب يومياتي اليوم مصحوبة بشحنة من الغضب والشعور بالذل، لن أطيل عليكم في وصفه، إنما سأحكي لكم عن ما ساهم في تعزيز هذه المشاعر  في سياق الزيارة "التاريخية" للملك سلمان عاهل السعودية وما تخللها من مبالغات في الترحيب والموافقة على ضم جزيرتي البحر الأحمر للمملكة السعودية وإليكم تفاصيل الكواليس:

  1.  في البداية أحكي لكم عن التفاصيل خارج المجلس من العاشرة وحتى الحادية عشر والنصف صباحًا. منذ ذلك التوقيت، وحتى رحيل سلمان في الواحدة وخمسة وثلاثين دقيقة كان الصحفيون قابعين في شرفة الصحافة المطلة على القاعة، أو غرفة الاعلام يتابعون المشهد عبر بث حي.
  2. كان هناك تواجد أمني مكثف في ميدان التحرير  والمناطق المحيطة بالمجلس، وكانت أعداد قوات الأمن تتصاعد تدريجيًا؛ ضباط بملابس مدنية وزي رسمي ورتب كبيرة، ووسط هذا كله وقف "شخص" ربما يكون مواطنًا، أو "مخبرًا" يرتدي نظارة شمسية وطاقية مكتوب عليها "تحيا مصر"، ويرفع صورة كبيرة "بوستر" لسلمان ويضع فوقها باقة زهور، وعلميّ مصر والسعودية.
  3.  في البداية دخل الصحفيون الذين حضروا مبكرًا من البوابة الرئيسية المطلة على شارع قصر العيني، بينما بعد العاشرة صباحّا خصص المجلس بوابتين جانبيتين لمرور الصحفيين والنواب.
  4. الدخول من البوابة الجانبية شهد إجراءات أمنية مشددة وتواجدت العقيدة "نشوى" من الشرطة النسائية؛ وهي معروفة قبل ثورة يناير بتاريخ حافل في قمع المتظاهرات، وفي ما بعد 30 يونيو تظهر مع وحدة مكافحة العنف ضد المرأة ومناهضة التحرش، كانت نشوى متواجدة ايضا الأحد قبل الماضي في تأمين محيط المجلس بالتزامن مع إلقاء برنامج الحكومة.
  5. مَنَع الأمن دخول الصحفيين والنواب بالهواتف المحمولة وخصصوا لهم مكان يسلمون فيه تليفوناتهم قبل الدخول لفناء المجلس.
  6. بعض الصحفيين تمكنوا من الدخول بهواتفهم، وبالحديث مع أحد القيادات الأمنية أوضح أن اختلاف الأجهزة الأمنية المسؤولة عن تأمين اليوم أدى لاختلافات في التعامل.
  7. اختلاف الأجهزة وتباين مواقفها أدى إلى تضارب التعامل مع أحد المصورين؛ إذ سمح له ضباط الحرس الجمهوري بالتصوير من خارج البوابة التي يدخل منها النواب، لتصوير البرلمانيين قبل دخولهم للقاعة، بينما بعد حوالي ساعة، تعامل معه ضباط قالوا إنهم من المخابرات ورفضوا وقوفه خارج المجلس تمامًا.
  8. بدخولي وخروجي من المجلس مرتين قبل الثانية عشر ظهرًا، أقول إن كلما اقتربت ساعة الصفر، زادت التشديدات الأمنية، فعلى ناصية الشارع الفاصل بين مجلس النواب والوزراء، وقفت إحدى عناصر الشرطة النسائية التي لم تكن متواجدة في العاشرة صباحًا، لتفتيش حقائب النائبات قبل دخولهن عبر البوابة الالكترونية.
  9. استوقفني الشخص المسؤول عن التفتيش بعدما ظهر عبر التفتيش الالكتروني "باور بانك " في الحقيبة، فيما سمح لي أحد الضباط بالمرور وقال "مافيش مشكلة معاهاش تليفون"، بينما رد آخر "المرور بالباور بانك أخطر من الموبايل، ده أخطر حاجة".
  10. داخل القاعة بثت الإذاعة الداخلية لمجلس النواب أغاني وطنية معظمها مرتبط بانتصارات أكتوبر واسترداد سيناء، فبإمكانك وأنت تناقش زملاءك عن التفريط في جزيرتي "تيران وصنافير" أن تستمع لصوت وردة وهي تغني: "وأنا على الربابة بغني غنوة الحرية ..."، أو شادية وهي تشدو: "ما شافش الأمل في عيون الولاد وصبابا البلد ....أصله ماعداش على مصر"!!
  11. مع اقتراب الساعة نحو الواحدة ظهرًا بدأ استقبال الوفد المرافق لسلمان والذي حضر في موكب من 26 سيارة ، تلاه وفد أخر ثم الموكب الأخير الذي كان فيه سلمان.
  12. طبعًا كان في استقباله عبد العال والوكيلين السيد الشريف وسليمان وهدان، وأيضا بالونات كبيرة كالتي تشاهدونها في احتفالات افتتاح المحلات أو الأفراح، وعدد البالونات هذه المرة كان أكبر من الموجود خلال زيارة السيسي للمجلس.
  13. دخول الوفد السعودي للقاعة كان من خلال بوابة 2، وهي البوابة المقابلة لقاعة الوزراء والتي يدخلون منها.
  14. جلس أعضاء الوفد المرافق في المقاعد الأمامية البنية المخصصة للوزراء.
  15. ترحيب النواب طبعا كان مبالغًا فيه، هتافات: "عاش الملك سلمان" وقصائد شعر إحداها كانت للنائب السيناوي سلامة الرقيعي، ورُفع علم المملكة في القاعة، ولافتة مكتوب عليها: "الله أكبر وشعب الصعيد فداء المملكة"!!
  16. بدأ عبد العال كلمته بالترحيب "بجلالة الملك حفظه الله" والحديث عن الدور الذي بذلته المملكة لمساعدة مصر، وأشاد بسلمان الذي حقق إنجازات خلال عام واحد من حكمه.
  17. كرر عبد العال في كلمته "حفظه الله" خمس مرات.
  18. أتوقف هنا عند كلمة عبد العال التي قال فيها: "بيننا الكثير.. بيننا الدم الواحد.. والتاريخ الواحد.. واللغة الواحدة.. والعقيدة الواحدة"، وأتساءل هنا عن أي مستقبل لتجديد الخطاب الديني الذي كان سبق وتحدث السيسي ونواب عنه؟!
  19. كلمة سلمان كانت باردة وكان إلقاؤه ضعيفًا ومخارج ألفاظه تتوارى خلف صوت متعب، لم يرد في كلمته أي ذكر للجزيرتين اللتين أُعلن عن تسليمهما للسعودية، واكتفى فقط بالحديث عن الجسر البري. 
  20. أخيرًا.. النواب سعداء (حقيقي سعداء) بالزيارة، سعداء بالتقارب الذي ليس له مثيل، وسعداء بالمساعدات المالية.