مُترجَم | تناقضات الحرب السورية.. الصراع الذي لن ينتهي

منشور الاثنين 29 أغسطس 2016

ماكس فيشر

ترجمة عن نيويورك تايمز


هناك حقيقة أساسية متعلقة بالحرب في سوريا لا يبدو أنها ستتغير أبدًا؛ وهي أن الحرب تحبط أي محاولة للحل.

على الرغم من العديد من عمليات الهجوم، ومؤتمرات السلام، والتدخلات الأجنبية، ومن ضمنها التوغل التركي إلى مدينة حدودية الأسبوع الماضي، فالشيء الوحيد الذي يبدو أنه يتغير هو مدى معاناة السوريين، التي تزداد فحسب.

يكشف لنا النظر في البحوث الأكاديمية المتعلقة بالحروب الأهلية عن سبب ذلك. مثل تلك الصراعات يبلغ متوسط وقت استمرارها حوالي عِقد من الزمان؛ وهو ضعف الوقت الذي قضته سوريا في الصراع حتى الآن. ولكن هناك عدة عوامل يمكن أن تجعل هذه الصراعات تطول أكثر، وتجعلها أكثر عنفًا وأصعب على الإيقاف. وتقريبًا كل هذه العوامل متحققة في سوريا.

العديد من تلك العوامل نابعة من التدخلات الأجنبية التي كان الغرض منها إنهاء الحرب، ولكنها بدلًا من ذلك رسّخت حالة الجمود الذي يتزايد فيه العنف ذاتيًا وتُغلق فيه كل الطرق الطبيعية المؤدية للسلام.

حقيقة أن المعركة الجارية متعددة الأطراف وليست مكونة من طرفين تساعد أيضًا على عدم الحل.

عندما سألتُ باربارا ف. والتر، الأستاذة في جامعة كاليفورنيا، سان دييجو، والخبيرة الرائدة في الحروب الأهلية، عن أي من الصراعات الأخرى على مدار التاريخ كان لها ديناميات مشابهة، صمتت، وفكرت في عدة احتمالات ثم استسلمت، لا يوجد صراع شبيه. قالت: "هذه حالة صعبة بالفعل".

 

صراع لا يُنهِك أحدًا

تنتهي معظم الحروب الأهلية بهزيمة أحد الطرفين. سواء بأن تكون الهزيمة عسكرية أو باستهلاك أسلحته، أو بأن يفقد الدعم الشعبي، وبالتالي يضطر إلى أن يستسلم. حوالي ربع الحروب الأهلية انتهت باتفاق سلام، غالبًا بسبب أن الطرفين يصلان إلى مرحلة الإنهاك.

كان من الممكن أن يحدث هذا في سوريا؛ إذ أن المتصارعين الاثنين الأساسيين – الحكومة والمتمردين الذين بدأوا القتال عام 2011 – ضعيفان جدًا، ولا يستطيعان تحمل القتال طويلًا.

ولكن الطرفين ليسا وحدهما. كل طرف تدعمه قوى أجنبية – من ضمنها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية والآن تركيا – عطلت تدخلاتهما قوانين الطبيعة المعتادة. القوى التي من المعتاد أن تخفف من جمود الصراع غائبة، وتسمح باستمرار القتال لوقت أطول مما يحدث في الصراعات الشبيهة.

الحكومة والقوات المتمردة يتلقيان الدعم من الخارج، هذا الذي يعني أن أسلحتهما لن تنتهي أبدًا. إنهما يلجآن أيضًا للدعم السياسي من الحكومات الأجنبية التي لا تشعر بتكاليف الحرب من الأصل، بخلاف المواطنين الذين ربما يسعون للسلام لإنهاء آلامهم. التكاليف المادية والبشرية سهلة التحمل بالنسبة للقوى الأجنبية الأغنى.

وفقًا للبروفيسور جيمس د. فيرون، الذي درس الحروب الأهلية في جامعة ستانفورد، فهذا هو سبب أن العديد من الدراسات وجدت أنه "إذا كان لديك تدخل خارجي على الجانبين، فمدة القتال ستطول بشكل ملحوظ".

المعارك التي تجري على الأرض تتضمن أيضًا الميليشيات الكردية، التي تتمتع ببعض الدعم الأجنبي، إلى جانب الدولة الإسلامية، التي لا تتمتع بهذا الدعم. ولكن القوات المؤيدة للحكومة وقوات المعارضة تركز على بعضها، هذا الذي يجعلهم هم ورعاتهم المحركين المركزيين للحرب.

 

لا يمكن لأحد أن يُهزم، ولا يمكن لأحد أن ينتصر

الرعاة الأجانب لا يزيلون فقط الميكانيزمات المؤدية للسلام. إنهم يضيفون ميكانيزمات داعمة ذاتيًا للجمود المكثف طوال الوقت.

عندما يخسر أحد الطرفين أرضًا، يزيد داعموه الأجانب من تدخلهم، ويرسلون التموينات والدعم الجوي لمنع لاعبهم المفضل من الهزيمة. بالتالي يبدأ هذا الطرف في الانتصار، هذا الذي يحث الداعمون الأجانب الآخرون إلى أن يزيدوا من دعمهم في المقابل. يصير كل تصعيد أقوى من ذي قبل، ويسرّع من وتيرة القتل بدون أن يغيّر من التوازن الأساسي في الحرب.

كانت هذه قصة سوريا تقريبًا منذ البداية. في نهاية عام 2012، والجيش السوري يعاني من الهزائم، تدخلت إيران لصالحه. مع بدايات عام 2013، تراجعت القوات الحكومية، وكانت الدول الخليجية الثرية سخية في دعمها للمتمردين، وبعد عدة جولات، انضمت الولايات المتحدة وروسيا إلى القتال.

تلك القوى الأجنبية قوية بما يكفي لتواجه فعليًا أي تصعيد. لا يمكن لأحد أن يفرض الانتصار الكامل لأن الجانب الآخر يمكنه أن يواجه ذلك، وبالتالي تستمر الدائرة. حتى التقلبات الطبيعية في خطوط القتال يمكنها أن تؤدي إلى جولة جديدة.

على سبيل المثال، في العام الماضي، دعمت الولايات المتحدة الأكراد السوريين ضد الدولة الإسلامية. كان تنامي قوة الأكراد مفزعًا لتركيا، التي تحارب المتمردين الأكراد بداخلها. في الماضي، تدخلت تركيا لتستولي على مدينة جرابلس السورية، مدعومة بالولايات المتحدة، قامت بذلك جزئيًا لمنع الأكراد من الاستيلاء عليها قبلهم. (دعمت الولايات المتحدة هذا الجهد أيضًا، وكأن طبيعة التحالف لم تكن معقدة بما يكفي من قبل).

يقول البروفيسور والتر: "نميل إلى أن نعتقد أن هذا أسوأ شيء يمكن حدوثه، ولكن لا، من الممكن أن تصير الأمور أسوأ".

 

بنية الحرب تشجع على الفظائع

شهدت سوريا قتل جماعي عشوائي للمدنيين، من كل الأطراف، وليس الدافع لذلك هو الشر فحسب، وإنما شيء أكثر قوة، وهو الدوافع البنيوية.

في معظم الحروب الأهلية، تعتمد القوى المقاتلة على الدعم الشعبي من أجل تحقيق النجاح. هذه "الأرض البشرية" كما يطلق عليها خبراء مكافحة التمرد، يزودون كل الأطراف بالدافع لحماية المدنيين والحدّ من الفظائع، وكثيرًا ما أثبت المدنيون أنهم عامل حاسم للانتصار في الحروب.

ولكن في الحروب الشبيهة بحرب سوريا، التي تعتمد فيها الحكومة والمعارضة بشكل مكثف على الدعم الخارجي، يتم تشجيع السلوك المقابل لذلك، وفقًا لأبحاث العلماء السياسيين ريد م. وود من جامعة أريزونا، وجاكوب د. كاثمان، من جامعة نيويورك في بافالو، وستيفن إي. جين في جماعة نورث كارولاينا.

لأن المتحاربين في سوريا يعتمدون على الرعاة الأجانب، وليس السكان المحليين، فليس لديهم دافع كبير لحماية المدنيين. في الحقيقة، حوّلت هذه الديناميكية السكان المحليين إلى تهديد كامن بدلًا من أن يكونوا موردًا ضروريًا.

وجد الباحثون أن تلك الدوافع تحثهم على "استخدام العنف والإرهاب الجماعي لتشكيل سلوكيات السكان". الصور التي نراها للأمهات والأطفال الموتى ربما لا تمثل مقتل عابرين لا حول لهم، ولكنها تمثل مقتل أهداف مقصودة، لم يُقتلوا بسبب الجنون أو القسوة ولكن بحسبة عقلية باردة.

الهجمات العشوائية القاسية على المدنيين تؤدي إلى مخاطر قصيرة الأمد، وفوائد جوهرية، منها: تعطيل سيطرة العدو أو الدعم المحلي، وتحييد التهديدات الكامنة، ونهب الموارد وغير ذلك.

حتى الآن قامت القوات الموالية للحكومة بمعظم الهجمات على المدنيين، ولكن مقاتلي المعارضة قاموا ببعض تلك الهجمات أيضًا. وسط المتمردين، رفضت عدة مجموعات الهجوم على المدنيين وانتهت بأن تكون في وضع أقل بالمقارنة بالمجموعات المستعدة للقيام بذلك.

 

الخوف من الهزيمة يدعم الوضع القائم

من الأشياء المؤدية للجمود هو عدم اليقين. لا أحد يثق كيف ستبدو سوريا ما بعد الحرب أو كيفية الوصول إلى هذه الحالة، ولكن يمكن لجميع الأطراف أن يتخيلوا موقفًا أسوأ. يخلق هذا تحيزًا للوضع القائم، تهتم الأطراف المتصارعة فيه بالحفاظ على ما يملكونه، بدلًا من المخاطرة والسعي نحو أهداف أكبر.

كما يشرح الأستاذ فيرون من جامعة ستانفورد: "أن تمنع الطرف الآخر من الانتصار أهم من أن تنتصر أنت".

كل الأطراف الأجنبية تفهم أنها لن تنتصر، ولكنها تخشى بالفعل من أن يؤدي انتصار الطرف الآخر إلى وضع غير محتمل. على سبيل المثال، ترى السعودية وإيران سوريا كأرض معركة لصراع القوى الإقليمي بينهما، وهما يعتقدان أن هزيمتهما هناك ستجلب المخاطر على نظاميهما.

حتى إذا كانت الحرب في سوريا تؤذي جميع الناس على المدى البعيد، وتؤدي إلى التطرف وعدم الاستقرار، فالمخاوف قصيرة الأمد من الهزيمة تدفع جميع الناس للحفاظ على تعادل مستمر وغير منتصر.

يستفحل هذا عن طريق ديناميات صناعة القرار لدى التحالفات الفضفاضة. كل طرف يتكون من عدة فاعلين لديهم أجندات وأولويات متعددة. على الأغلب فكل ما يستطيعون الاتفاق عليه هو كونهم لا يرغبون في الهزيمة. إنها استراتيجية تعتمد على القاسم المشترك الأصغر.

هناك ما يبرر الاعتقاد بأن روسيا، على سبيل المثال، ستفضل تنحي بشار الأسد، أو على الأقل أن يقوم ببعض التنازلات من أجل السلام. ولكن روسيا لا يمكنها أن تفرض عليه شيئًا، ولا يمكنها ببساطة أن تنسحب من سوريا بدون تجاهل مصالحها هناك. وربما يريد الأسد الآن تدخل روسي كامل يجلب له الانتصار، وهو شيء لا تريد موسكو أن تقدمه.

نتيجة ذلك: يظل الأسد في مكانه، وتتدخل روسيا فقط بما يكفي لأن يحافظ على السلطة حتى الآن.

 

الأطراف السورية تعرف القتال، لا الانتصار

الحكومة السورية والمتمردون الذين يحاربونها ضعيفين داخليًا لدرجة تفضيلهما للجمود بغض النظر عن بشاعته، وذلك على حساب أي نتيجة متاحة في الأفق.

ينتمي معظم قادة سوريا الكبار إلى الأقلية الدينية العلوية، تلك التي تشكل نسبة صغيرة من سكان البلد، ولكن العلويين لا يشكلون نسبة مكافئة من قوات الأمن. بعد سنوات من الحرب على الخطوط الديموغرفية، يخشى العلويون من التعرض لإبادة جماعية إذا لم يحصل الأسد على الانتصار الشامل.

ولكن يبدو أنه من غير المرجح الحصول على هذا الانتصار، جزئيًا بسبب أن وضع الأقلية العلوية لا يدع لهم سوى دعم قليل لاستعادة النظام بأي شيء سوى العنف. بالتالي يعتقد قادة سوريا أن الجمود هو أفضل طريق للحفاظ على أمن العلويين اليوم، حتى إذا كانت نتيجة ذلك هي تزايد المخاطر عليه في المستقبل البعيد.

معارضة سوريا ضعيفة بشكل مختلف. تجزأت بين العديد من الجماعات، وهو عامل آخر يؤدي إلى إطالة الحروب الأهلية ويجعلها أقل عرضة للانتهاء بشكل سلمي.

في دراسة شملت كل جهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام منذ عام 1945، نجد أنها نجحت في حل ثلثي الحروب الأهلية التي تشتمل على طرفين، ولكنها لم تحل سوى ربع الحروب متعددة الأطراف. أرض المعارك في سوريا تمثل شكل مضلع معقد، به مجموعة من الجماعات السورية المتمردة التي تضم وسطيين وإسلاميين وموالين للقاعدة والدولة الإسلامية، وقوات سورية ودخلاء مثل حزب الله؛ الميليشيا الشيعية اللبنانية، والمقاتلين الأجانب الذين ينضمون باسم الجهاد.

كل تلك الأطياف لديها أهدافها، تلك التي تحدّ من فرص تحقيق اتفاق سلام. كل منها أيضًا لديه دافع للتنافس مع الجماعات الأخرى من أجل الموارد أثناء الحرب، وللحصول على الامتيازات بعدها.

هذا هو سبب أن المعارضة متعددة الأطراف تميل إلى الفشل، حتى إذا أطاحوا بالحكومة، عادة ما ينتهي الأمر بأن يخوضوا حربًا ثانية بينهم.

 

مخاطر الانتصار

الطريقة المؤكدة الوحيدة لاختراق الجمود لأحد الطرفين هو الاندفاع في ما وراء ما يمكن أن يصل إليه الطرف الآخر. لأن سوريا واقعة في شراك اثنتين من القوى العسكرية الكبرى في العالم، روسيا والولايات المتحدة، سيكون في الإمكان رفع الحاجز فقط عن طريق الغزو واسع النطاق.

في أفضل الأحوال، سيتطلب ذلك شيء مشابه للاحتلال الأمريكي المطول للعراق وأفغانستان. في أسوأ الأحوال، فغزو منطقة حرب ينشط فيها العديد من الأعداء الأجانب ، يمكن أن يستثير حربًا إقليمية واسعة.

من الطرق الأخرى التي يمكن أن تنهي تلك الحروب هي أن يغيّر أحد الداعمين الأجانب من سياسته الخارجية وأن يقرر الانسحاب، هذا الذي سيسمح للطرف الآخر أن ينتصر سريعًا.

ولكن كل طرف في سوريا تدعمه قوى أجنبية متعددة، لذلك فكل الرعاة الأجانب لأحد الأطراف عليهم أن يتوقفوا عن الدعم في وقت واحد.

 

قوات حفظ السلام عقبة في الطريق

عادة ما تنجح اتفاقات السلام أو تفشل اعتمادًا على سؤال مَن الذي يتحكم في القوات العسكرية والأمنية. في سوريا، ربما يكون هذا السؤال بلا إجابة.

هذه ليست قضية متعلقة بالجشع، وإنما بالثقة. بعد حرب بشعة مثل الحرب في سوريا، التي قُتل فيها ما يزيد عن 400 ألف شخص حتى الآن، يخشى المتصارعون من أن يتعرضوا لمذبحة إذا حصلت الأطراف الأخرى على قدر كبير من القوة. في حين أن وجود اتفاق يمنح للأطراف المتحاربة قوة عسكرية متساوية يؤدي لخطر كبير للانتكاس إلى حالة الحرب. وأيضًا فالسماح للمتمردين بإبقاء أسلحتهم واستقلالهم سيؤدي للانتكاس نفسه – وهذا هو الدرس الذي تعلمه العالم من ليبيا.

في الوقت نفسه، هناك نوع من من القوى المسلحة تعمل على استرجاع الأمن وتطهير الأرض من أي زعماء حرب أو ميليشيات متبقية. عادة ما يكون الحل في يد دولة أو منظمة خارجية، مثل الأمم المتحدة، وذلك بأن ترسل قوات حفظ سلام. تُبقي تلك القوات جميع الأطراف عند حدودها أثناء انتقال البلاد إلى مرحلة السلام، وتصنع غطاء أمنيًا أساسيًا بطريقة تمنع أي طرف من أن يعاود التسلح.

ولكن أي من البلاد ستتطوع بمواطنيها لتحتل سوريا لوقت لا نهائي، خاصة أنهم لم ينسوا تجربة أمريكا في العراق؟

أي قوة خارجية ستجعل من نفسها هدفًا للإرهابيين الجهاديين؟ فهي على الأرجح ستواجه تمردًا مطولًا يمكن أن يكلفها حياة المئات أو الآلاف من مواطنيها.

 

الانجراف نحو الكارثة

طرح البروفيسور فيرون الطرق التي لا يمكن لحرب سوريا بها أن تنتهي، وقال إنه في أفضل الأحوال، سيحقق أحد الطرفين انتصارًا بعيدًا وبطيئًا سيؤدي لمجرد من التقليل من وطأة الحرب لتتحول إلى "نوع من التمرد ذي المستوى الأقل إلى جانب الهجمات الإرهابية وهكذا".

الحالة الأسوأ ستؤدي إلى وضع مُزرٍ أكثر.

وفقًا لورقة بحثية تعود إلى عام 2015 للبروفيسير والتر وكينيث م. بولاك الخبير في الشرق الأوسط: "الانتصار العسكري الحاسم في الحرب الأهلية عادة ما يؤدي إلى مستويات مرعبة (أحيانًا تصل إلى مدى الإبادة الجماعية) من العنف ضد المهزوم، ومن ضمن ذلك السكان المدنيين".

ربما يجلب ذلك صراعات جديدة لمنطقة الشرق الأوسط، يقول الباحثان: "في بعض الأحيان تحاول الجماعات المنتصرة في الحرب الأهلية أيضًا أن توظف قوتها القائمة ضد الدول المجاورة، وينتج عن ذلك حروب بين الدول".

ليس هذا هو الطريق الذي يرغب فيها أي أحد. ولكنه الطريق الذي ينحو إليه العديد من المشاركين الداخليين والأجانب في سوريا، التي ربما تكون أيامها المظلمة قادمة.