السيسي مع الرئيس السوداني البشير

نص كلمة السيسي في ذكرى السادس من أكتوبر 5/10/2016

منشور الأربعاء 19 أكتوبر 2016

بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس البشير، اسمحلي مرة تانية إني ارحب بيك، وللوفد المرافق لفخامتك في زيارتك لمصر، أهلا وسهلاً، باسمي وباسم الشعب المصري برحب بيك.

واسمحولي في بداية كلمتي إن أنا أطلب من كل الحضور أن همّا بهذه المناسبة العظيمة جداً، أكتوبر، ان احنا نقف دقيقة حداداً تحيةً وتقديراً لأرواح شهداء مصر، كل الشهداء.

اتفضلوا يا فندم.

بسم الله الرحمن الرحيم، السيدات والسادة.

أود في البداية؛ أن أتوجه بالتهنئة للشعب المصري العظيم وقواته المسلحة، بمناسبة مرور 43 سنة، على ذكرى نصر حرب أكتوبر المجيدة. كما أتوجه بالتهنئة لكل العالم العربي في ضوء ما قدمه من تضحيات؛ خلال تلك الحرب دفاعاً عن الأراضي العربية المحتلة، وسعياً لتحريرها. وهو ما مثل ملحمة عظيمة في التضامن والتكاتف والدفاع العربي المشترك، ما أحوجنا إليه اليوم، إلى التعلم من دروسها واستدعاء روحها والتسلح بقيمها، حتى نتمكن سوياً من التغلب على التحديات غير المسبوقة التي تواجه أمتنا العربية.

اقرأ أيضًا: نص كلمة السيسى بتاريخ 24 فبراير 2016

وفي هذا الإطار يشرفني اليوم، أن أرحب بالأخ العزيز الرئيس السوداني عمر حسن البشير، والذي يشاركنا اليوم في إحياء هذه الذكرى الغالية لحرب الكرامة التي خاضتها الشعوب والجيوش العربية.

وأود في هذه السياق أن أشيد بالمساهمات القيمة التي قدمتها عدة دول عربية خلال حرب أكتوبر، وفي مقدمتها السودان الشقيق، الذي حرص على ارسال لواء مشاة من الجيش السوداني الباسل، للجبهة المصرية، بين صفوفه الرئيس عمر البشير شخصياً.

إضافة إلى المتطوعين السوريين، والذين عبر عدد منهم القناة، جنباً إلى جنب، مع أشقائهم من الجيش المصري، ليوفقهم الله في تحقيق النصر، واسترداد الأرض الغالية.

إن كل ذلك، لا يعكس فقط خصوصية ما يربط بين شعبي وادي النيل، من تاريخ مشترك وعلاقات المودة، وجيرة وصداقة ممتدة، ولكنه يؤكد صلة الدم، ووحدة الهدف والمصير، التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.

واسمحوا لي ، أن أتقدم في هذه المناسبة للشعب السوداني الشقيق، وللرئيس البشير شخصياً، بكل التحية والتقدير والاحترام، واثقاً في أن أواصر التعاون والتكامل والتضامن القائم بين الدولتين، ستشهد خلال الفترة القادمة مزيداً من الازدهار  والتقدم والنمو، بما يتناسب مع التاريخ الكبير الذي يجمعهمها.

أبناء مصر الكرام..

لقد مرة أكثر من 40 عاماً على حرب أكتوبر المجيدة. وهي الحرب التي ساهمت في تغيير الكثير من المفاهيم العسكرية التي كانت سائدة حينها. وضرب بها المصريون مثلاً عظيماً في تحدي الواقع المرير والعبور إلى مستقبل أفضل.

إن ملحمة حرب أكتوبر، وما حققته من نصر غال، لم تكن لتحدث دون تحلي شعب مصر العظيم خلال تلك الفترة العصيبة من تاريخ الوطن، بقيم التضحية والانضباط والجدية والتصميم والإصرار. وهي القيم التي تمثل دروساً تتطلب منا استيعابها والتفكر فيها طويلاً عند إحياء ذكرى هذا النصر الجليل.

فقد جاء هذا النصر عقب هزيمة مريرة، تعرضت لها البلاد عام 1967. وفي خضم مصاعب وتحديات سياسية واقتصادية كبيرة؛ لم يكن من الممكن التغلب عليها إلا بوحدة الشعب المصري واصطفافه الوطني. وبفضل الله وارادة هذا الشعب تحقق النصر.

الإخوة والأخوات..

لقد أكد نصر أكتوبر قدرة شعب مصر على تجاوز مختلف الصعاب، والتغلب على كافة التحديات، أياً كانت طبيعتها، ومهما كانت صعوباتها، إذا ما تحلى بعزيمة راسخة لتحقيق تطلعاته المشروعة، وتسلح بقيم الانضباط والعمل، والإصرار للوصول إلى غاياته وتحقيق آماله.

وإني على ثقة في أن شعب مصر سيتمكن من تجاوز كل ما يواجه الوطن، من تحديات تنموية واقتصادية راهنة. فكما حققنا النصر عام 1973 بالتضحية والانضباط والإصرار، سنحقق التنميةوالتعمير والبناء بعزيمة المصريين، وعملهم الجاد، وتصميمهم على تشكيل مستقبل أفضل لهم وللأجيال القادمة.

وأؤكد لكم في هذه المناسبة، أننا نعمل جاهدين على تحقيق آمال المصريين، في توفير الواقع الأفضل الذي يستحقونه. ونسابق الزمن من أجل تحقيق الإنجازات التي طال انتظارها. إذ قمنا على مدار العامين الماضيين بإطلاق مشروعات قومية في مختلف المجالات والقطاعات. بالإضافة إلى تعبئة جهود الدولة من أجل تحسين الظروف المعيشية للمواطنين.

ولا يخفى عليكم، أن حجم التحدي كبير، وأن علينا بذل جهود مضاعفة، من أجل تعويض ما ضاع من وقت خلال السنوات الماضية، ولا سيما في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها الوطن. فضلاً عما يشهده عالم اليوم من متغيرات وتحديات كبيرة تؤثر على الجميع.

إلا أنني على ثقة في أن ما يتم بذله من جهود ضخمة من جانب أبناء مصر المخلصين، كفيل بتحقيق التقدم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يطمح إليها الشعب المصري.

شعب مصر العظيم..

لقد علمتنا حرب أكتوبر ال... أيضاً، أن العلاقة الخاصة التي تجمع بين الشعب المصري وقواته المسلحة هي مفتاح النصر، حيث تضامنت جميع أطياف الشعب مع القوات المسلحة، وضحت العديد من الأسر المصرية بأحبائها فداء لهذا الوطن. لقد أدى الجميع دوره ووقف الشعب خلف جيشه بحب واحترام.

وقد أثبتت الأحداث عبر السنوات الماضية، أن القوات المسلحة المصرية، ظلت تقوم بدورها مخلصة لهذا الشعب. وإنها لم ولن تتردد في حمايته والدفاع عنه من كل شر. وكما نجحت بفضل الله في استعادة الأرض والكرامة، فإنها تخوض اليوم معركة ضد الإرهاب وقوى الشر. كما تساهم في مسيرة البناء والتعمير والتنمية. فاسمحوا لي أن اوجه كل التحية والتقدير، للقوات المسلحة المصرية، وأبنائها الشرفاء الذين يضحون بحياتهم، ويحمون حدود الوطن، ويجابهون الإرهاب الأسود، جنباً إلى جنب، مش أشقائهم من الشرطة المصرية الباسلة.

الإخوة المواطنون..

سنظل دوماً نتذكر شهداءنا، ولن ننسى تضحياتهم، وبطولاتهم، ولن نتخلى عن أسرهم، وسنعمل دوماً معاً من أجل توفير حياة أفضل لأبنائهم، لنؤكد أن دماءهم الطاهرة لم تذهب هباء. وإني أدعو الله أن يتغمدهم بواسع رحمته.

وختاماً أقول..

إن حرب أكتوبر المجيدة ستظل تذكرنا أن الأوطان تعيش بتضحيات شعوبها، وأن مصر لن تنهض سوى بجهود أبنائها وشبابها الأوفياء. وستظل مصر دائماً عزيزة قوية بشعبها الأبيّ الكريم. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

------------------------------------------

أعدت السحابة الكلامية لنص الخطاب بعد استبعاد حروف الجر والعطف وأسماء وضمائر الوصل والإشارة