موقع سكاي نيوز عربية يثبت القصة الرئيسية عن إيران لأكثر من 4 ساعات

الإعلام.. سلاح آخر في يديّ السعودية وإيران

منشور الاثنين 4 يناير 2016

فجر السبت، وبعدما أعلنت السعودية عن إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر باقر النمر، بدأت أزمة دبلوماسية بين الغريمين الإقليميين، السعودية وإيران. اقتحم متظاهرون إيرانيون مقرين دبلوماسيين سعوديين في إيران، واستدعت طهران القائم بأعمال سفارتها في السعودية. كان للرياض ردودها الدبلوماسية على طهران، ولكنها استغلت أيضا الوسائل الإعلامية التي تملكها هي وحلفاؤها في العالم العربي للرد على إيران. 

كانت اللغة التي استخدمتها المؤسسات الإعلامية المملوكة لرجال أعمال سعوديين صريحة في الوقوف إلى جانب السعودية وانتقاد إيران. وصف الموقع الإلكتروني لجريدة "الحياة"، التي يملكها الأمير خالد بن سلطان، حكم الإعدام بـ "حكم القصاص"، ووصف المُعدَمين بـ "الإرهابيين"، والاعتداءات على السفارة السعودية بـ "الاعتداءات الإرهابية".  

أما موقع العربية.نت الذي يصدر عن القناة الإخبارية التي تحمل الاسم نفسه، والتابعة لشركة "مركز تلفزيون الشرق الأوسط" ذات التمويل السعودي،  فكرس العديد من مواده الصحفية للهجوم على إيران، فنشر تقريرا بعنوان "إيران والقاعدة.. صوتان يرفضان تنفيذ القصاص بالإرهابيين"، وأعاد نشر خبر يزعم إعدام إيران لـ 27 ناشطا معارضا "سنيا"، نقلا عن وكالة أنباء إيرانية تتبع منظمة حقوقية (هرانا). الخبر الذي تداوله موقع العربية.نت، الذي يرأس تحريره الإعلاميا لسعودي مطر الأحمدي، يعود إلى تاريخ 24 ديسمبر الماضي.

 

موقع العربية.نت يعيد نشر نفس خبر إعدام إيران معارضين بعد الأزمة الدبلوماسية مع السعودية

استدعت الإمارات السفير الإيراني وسلمته مذكرات احتجاج على الاعتداءات الإيرانية على البعثة الدبلوماسية السعودية، وخفضت تمثيلها الدبلوماسي مع طهران. وعلى المستوى الإعلامي لم يحدث موقع "سكاي نيوز عربية" قصته الرئيسية يوم الأحد لمدة أربع ساعات على خلاف الشائع في الموقع الإخباري، وظل تقرير "إيران ثاني أكثر الدول ممارسة لعقوبة الإعدام" في صدارة الموقع رغم تحديث جوانب الموقع الأخرى بالعديد من الأخبار. 

 

موقع سكاي نيوز عربية في الأعلي يركز على عدد الإعدامات في إيران، فيما يعقد موقع سي إن إن عربية مقارنة بين إيران والسعودية

يذكر أن تقرير "سكاي نيوز عربية" تجنب تماما الحديث عن عمليات "الإعدام" في السعودية، وهي أكثر دولة عربية تمارس العقوبة. في المقابل قارن موقع قناة "سي إن إن بالعربية" بين ممارسات الإعدام في البلدين، في تقرير بعنوان "جدل بين إيران والسعودية بعد إعدام النمر.. لكن من تفوق بعمليات الإعدام خلال 2015؟"، يذكر التقرير تجاوز أرقام عمليات الإعدام في إيران، ولكنه يشير أيضا إلى قفزة في ممارسات الإعدام في السعودية. 


إيران أيضا لا تكتفي بالمواجهة الدبلوماسية، فالمواقع المؤيدة للسياسة الإيرانية أو ذات الميل الشيعي تسرد قصتها عن الحدث وتضفي مسمياتها على عملية الإعدام. يبرز موقع قناة "المنار"، المعروفة بتبعيتها لمنظمة حزب الله، مقالات تهاجم تصرف المملكة السعودية بإعدام الشيخ النمر، منها مقال بعنوان "الإبل المرتعدة من عيون النمر"، الذي يتحدث عن كون إعدام النمر دليل على "الرعب" الذي تعيشه المملكة بسبب إخفاقاتها في الملفات الخارجية. 

نفس الفكرة تحدث عنها حسن عبد الله في مقال له بموقع "الميادين"، إذ يذكر الكاتب أيضا أن إعدام النمر يدل على مشكلات في الداخل السعودي. ويبرز موقع قناة "العالم" الإيرانية ملف عن الشيخ النمر بعنوان "شهيد العدالة"

يتصاعد الخلاف الدبلوماسي بين البلدين، ويأخذ كل حليف هذا الجانب أو ذاك، ولكن لا يكتفي أي طرف بالإجراءات السياسية، إذ يستخدم كل منهما أذرعه الإعلامية لمحاولة كسب التعاطف وإظهار ضعف الآخر.