نص كلمة السيسي بمناسبة المولد النبوى الشريف 26/12/2016

منشور الأحد 11 ديسمبر 2016

 

نص خطاب السيسي بمناسبة المولد النبوى الشريف بتاريخ 8 ديسمبر/كانون الأول 2016

 

 بسم الله الرحمن الرحيم، كل سنة وانتم طيبين جميعًا، وكل التحية والتقدير والاحترام ليكم.

بسم الله الرحمن الرحيم، فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر الشريف، السادة العلماء الأجلاء، السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اسمحوا لي في البداية، أن أتوجه بالتهنئة لشعب مصر، ولكافة الشعوب العربية والإسلامية، بمناسبة ذكرى مولد نبينا الكريم، صلوات الله عليه وسلامه، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه الذكرى بالخير على الشعب المصري العظيم وعلى كل مسلم ومسلمة في كافة ربوع الأرض.

إن احتفالنا بذكرى نبي الرحمة والهدى لهو مناسبة طيبة للتعمق بهدوء وسكينة في أحوالنا، مقارنين بين الأمس واليوم، وقاصدين الإجابة عن أسئلة العصر الذي نعيش فيه، مستلهمين في ذلك عظمة تراثنا ودروسه الخالدة.

وأقول لكم بكل صراحة، بكل صراحة ووضوح، إن طريقنا طويلًا.. إن طريقًا طويلًا ينتظرنا، إذا ما أردنا إحياءً حقيقيًا، لذكرى النبي العظيم. إنه طريق من العمل الشاق مع الأمل في غد أفضل، ومن الصبر على مشقة الطريق، مع التطلع إلى جزاء الصابرين المجتهدين، ومن الجَلَد على مواجهة الشدائد مع الإيمان بالنجاح في مسعانا نحو التقدم والازدهار. 

وخلال هذا الطريق يجب أن نعلم أننا نحتاج إلى مقارنة شاملة لجميع قضايانا وتحدياتنا، وأن التركيز على جانب واحد لن يجدي نفعًا، فالرسول عليه الصلاة والسلام، قاد ثورة هائلة من التحولات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ونحن إذ نقتضي بسنته العطرة نأمل في أن نواجه قضايانا بنفس الجراءة والشجاعة التي تحلى بها النبي الكريم صلوات الله عليه وسلم.

اقرأ أيضًا: نص خطاب السيسي في افتتاح مشروع بشاير الخير

 

إن أول التحديات التي نعاني منها منذ فترة هو انفصال خطابنا الديني عن جوهر الإسلام ذاته، وعن احتياجات عصرنا الحالي. إننا تحدثنا من قبل في هذا الأمر. وأجمع علماؤنا ومفكرونا على احتياجنا الماس لتحديث الخطاب الديني لتصويب ما تراكم داخله من مفاهيم خاطئة، سواء تراكمت بفعل مرور الزمن وتعاقب السنين، أو بفعل فاعلين أرادوا إخفاء نوايا الشر بداخلهم وراء غطاء مقدس، يبررون به إرهابهم للأبرياء من خلق الله، ويعطون لأنفسهم حصانة من العقاب وهو آت لا ريب فيه، وهو آت لهم لا ريب فيه، بقدر ما أفسدوا في الأرض، وتسببوا في كثير من الأذى والدمار والألم.

إننا مطالبون اليوم بوقفة مع النفس نستلهمها من سيرة النبي الكريم ونواجه فيها بجراءة وشجاعة ما نعلم جميعًا أنه دخيل على ديننا الحنيف، فنصوبه إلى صحيح الإسلام، وأصل رسالة الله سبحانه وتعالى للبشر. وقفة مع النفس نرفض فيها ما يعادي العقل ويعادي الإنسانية. نقوم بتحديث التفسيرات التي اجتهد فيها من سبقونا، فنجتهد نحن بدورنا لنصنع السلام داخل بلادنا بالإيمان والعلم، كي نُشهِد الله ونُشهِد العالم أن الإسلام كما هو دين عظيم فإنه قد خلق أمة عظيمة كذلك، تستطيع تجديد ذاتها والمساهمة في تطور الحضارة الإنسانية بما يليق بعظمة دينها.

إننا وإذ نؤكد عزمنا خوض هذه المعركة الفكرية الكبرى، معركة تصويب الخطاب الديني وتحديثه، لا تفوتنا الإشارة إلى إننا سنستكمل بنفس العزم الذي لا يلين باقي جوانب المعركة، ونؤكد أنه لا مكان للإرهاب وجماعاته وأفكاره وممارساته داخل مصر، وأن مواجهتنا إياه بالوسائل العسكرية والأمنية ستستمر. وستظل تضحيات أبنائنا من القوات المسلحة والشرطة المدنية مصدر إلهام...

(تصفيق)

مصدر إلهام وإعزاز لكل مصري ومصرية، ولن تضيع هدرًا، بل ستستمر وطنًا آمنًا أبيًا ننعم فيه وينعم أبناؤنا بالحياة الكريمة.

واسمحولي إن انا، يعني.. أخرج عن نص الخطاب ده..

احنا اتكلمنا في موضوع تصويب الخطاب الديني ده كتير، واحنا مش بنتكلم في ترف، ولا رفاهية، احنا بنتكلم عن موضوع، من فضلكم جميعًا، جميعًا.. توقفوا قدامه كويس أوي، وشوفوا إحنا فين، وشوفوا إحنا بنعمل ايه، وشوفوا إيه المطلوب.

من عدة شهور كنت تحدثت مع الدكتور محمد مختار جمعة. قلتله على خطاب، الخطاب اللي بيتم تناوله في يوم الجمعة على مستوى مصر بالكامل. أنا قلت إيه؟ أنا بطرحه النهاردا عليكم عشان نتوقف كثيرًا قدام اللي أنا بتكلم فيه وبتناوله لأن احنا بنتكلم في امر جلل وعظيم، أمر دين.

أقولكوا حاجة تانية أصعب من كدا؟ احنا مش بنتكلم في أمر الدين الإسلامي بس، إحنا بنتكلم في فكرة الأديان كلها اللي بتُنتهك النهارده، وبيتم، مش عايز أقول التراجع عن فكرة الدين مش فكرة الإسلام. اللي بيشوفوا العالم كله دلوقتي مش خلّى الناس فقط تبقى، بتتحسب أو تنتقد الخطاب ده، الخطاب التكفيري الإرهابي ده، لأ. ده ابتدت الناس كمان، فيه ناس، فيه شباب، واحنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كدا، ابتدت تكفر بفكرة الأديان، فاحنا مش بندافع عن الإسلام، احنا بندافع عن اللي بيحاولوا يخلوا الناس تقول إن، تنكر الأديان، كل الأديان.                 

خلّي بالكم، اذا كانت القضية اللي احنا بنتكلم فيها قضية مهمة أوي، فأنا أعتبرها هي أهم قضايانا على الإطلاق. فتكلمت مع الدكتور وقلت له أنا أتصور إن احنا دايمًا في تصويب الخطاب الديني ده معناه ببساطة محدش هايمس الثوابت، ولا يقدر يتكلم فيها. لكن احنا بنتكلم في إن احنا مفردات عصرنا، وزي ما تصدى الآخرون أو الآخرين لقضاياهم وفهموها وتعاملوا معاها واجتهدوا فيها، احنا كمان محتاجين نعمل دا. وانا متصور ان احنا عشان حالة التشرذم اللي موجودة في المجتمعات بتاعتنا احنا، في مصر على الأقل، ما ينفعش إن أنا أترك ده، أترك القضية الخطيرة دي؛ اللي هي صياغة الفهم الديني الحقيقي على مستوى الدولة لاجتهاد - مع كل التقدير والاحترام.. مع كل التقدير والاحترام - الاجتهاد الخطير.

قلت له الموضوع ده عشان يتعمل انا أتصور إن احنا محتاجين نشكّل لجنة من كبار علماء الاجتماع وعلماء النفس والأخلاق وكبار علماء الدين ونقعد ندرس ونتباحث في كل الموضوع وكل السلبيات وكل نقاط القوة والضعف في مجتمعاتنا، أنا بتكلم عن المجتمع المصري، ثم تتعمل خريطة طريق بكبار علماء الدين والاجتماع.

السنة فيها 52 أسبوع تطلع منها، أو يتسجل في الـ 52 أسبوع دول أهم المناسبات وتتحط في الأجندة ديّت، ثم على مدى 5 سنوات تتعمل خطة، الخطة دي تهدف إلى صياغة فهمنا الديني، عايزين نعلم الناس إيه؟ اللي في السلوم زي اللي في إسكندرية، اللي في بورسعيد زي اللي في أسوان، عشان كلنا نبقى فاهمين ومتعلمين، والكلام ده مش يبقى اجتهاد خطيب.. بقول مرة تانية عشان ماتفهمونيش غلط، مع كل التقدير والاحترام للخطيب، خطيب الجمعة، دي أمة بيتعاد صياغتها، أمة بيتعاد صياغتها، بعد حالة تشرذم لسنين طويلة فاتت ونتج عنها اللي إحنا فيه ده، مش اللي احنا فيه في مصر بس، خلّي بالكم، الناس بتقتُل، محمد بيقتل محمد، وعبد الرحمن بيقتُل عبد الرحمن، وهو بيقول "الله أكبر!" إنتم مش واخدين بالكم ولا إيه من عِِظَم القضية اللي احنا بنتكلم فيها؟ دا... دا احنا والله هانتسئِل. وأنا لتالت مرة بتكلم هنا، وأُفاجأ بعد كدا ييقولك طب انت هتحرمهم، هتحرم الخطباء من الاجتهاد؟

طب انا هرد عليكوا رد بالمصلحة.. يعني اجتهاد 100 ألف ولا 90 مليون؟ أو عدد المسلمين في الـ 90 مليون؟ أقول تاني؟ اجتهاد الـ 100 ألف اللي اقدر اعوضه بندوات ودراسات ومسابقات اعملها ولا إن أنا أشرذم فكر وعقل بيخش جوة المسجد. الدكتوراه، اللي معاه دكتوراه في الطب والهندسة وغيره، وبيخش فيها الراجل البسيط. عايزين نبقى مطمنين إن بيتلقوا كلام كلنا، ما قلتش انا اللي بقوله، وما قلتش حد بعينه بيقوله، قلت ده لجنة تدرس وتقعد تقول عشان تنقّى وتطلّع أفضل ما يمكن تقديمه للقضية اللي احنا بنتكلم فيها أو الموضوع اللي بنتكلم فيه. بس كدا.

انا فوجئت بعد كدة إن الموضوع على طول الدكتور كان متحمس راح طالع على طول مدّي تصريح ها نعمل خطبة موحدة. احنا كدة بنختزل الموضوع يا جماعة.. احنا كدة بنختزل الموضوع يا جماعة..

(تصفيق)

فـ... (يضحك)

(تصفيق)

يعني.. فضيلة الإمام كل ماشوفه أقول له يا فضيلة الإمام انت بتعذبني، فيقولي انت بتحبني ولا حكايتك إيه؟ أقول له يا فضيلة الإمام لا بحبك، وبحترمك وبقدرّك.

(تصفيق)

صحيح...

إياكم تكونوا فاكرين.. غير كدا تبقى مصيبة، لا صحيح..

(تصفيق)

أنا عارف دور الأزهر كويس وحريص عليه أوي والله كتير أوي، يمكن مش عايز أقول أكتر من حد عشان ماميّزش نفسي، بس كل الناس النهاردا يا فضيلة الإمام بيبصوا ع الأزهر، مش في مصر بس، في العالم كله بيبصوا، وبيقولوا هو ده القلعة المستنيرة اللي ممكن نعتمد عليها في إن هي تحيي صحيح الدين، تحيي صحيح الدين.

(تصفيق)

فأرجو اإ انتم ما تفهموش جديتي في الكلام غير إن هي عبارة عن غضبة في الله، غضبة في مين، في الله سبحانه وتعالى. ‘نه يقدّم ربنا سبحانه وتعالى في الأرض بالطريقة اللي احنا بنقدمه بيها، لا يليق والله لهذا المقام انه يُقَدَّم كدا للناس ويُفَزّع الناس ويُرَوّع الناس ويُقتل الناس، ويبقى الخراب والدمار في كل حتة على إن دا نصر للعظيم، لربنا، لا والله، والله لن يقوم أبدًا بناء على الهدم والقتل والتدمير. أبدًا.

(تصفيق)

أنا عايز أقولكم على حاجة ومش عايز أطوّل أكتر من كدا. تصوروا إن.. أنا كنت بقول لفضيلة الإمام قبل ما نلتقي، تصوروا ان فيه ناس كانت قعدت بقالها، مش بقالها شهور بس، دا بقالها من 3/7 بتسعى لهدم الدولة دي وعندها استعداد تضيّع الـ 90 مليون، أو الـ 92 مليون دول من أجل أفكار ليس لها مكان حقيقي والله، مستعدية تدمر الـ 92 مليون وتروّع أطفال ونساء وشيوخ وتخلّي الناس مفزّعة في بيوتها وتهد دولة لا تعود تاني من اجل أفكار سبحان الله العظيم، والله سبحان الله العظيم، في الشهر اللي فات كانوا بيراهنوا على إن الدولة دي خلاص، راحت، الشهر اللي فات. تخيل يا فضيلة الامام لما الأموال تُنفَق في هدم البشر وخراب الأمم. أنا عايز أعرف، في عددنا كلنا كمسلمين، فيه كام دولة مننا بتنتهج سياسة تتسم بالرشد الديني؟ أنا قلت الكلام ده قبل ما أخش هنا، كام؟ كام فينا بيحترم وبيحافظ على جواره؟ كام مننا بيتآمر على الآخر؟ كام مننا بيسعى لمصالحه الذاتية هو فقط؟ حتى لو كان على حساب مصالح الآخرين؟ كانوا الشهر اللي فات بيقولوا خلاص، راحت مصر.. بس أنا عايز أقولهم: إن الله معنا...

(تصفيق) 

إحنا عمرنا ما تآمرنا على حد ولا هانتآمر، ولا قتلنا حد ولا هنقتل، ولا خُنّا ولا هنخون، وهنفضل نبني ونعمر ونصلّح، وإذا كان دا يرضي ربنا، يبقى اللي يقدر على ربنا يقدر علينا.

(تصفيق)

نؤكد أن رؤية مصر لمنطقة الشرق الأوسط، تقوم على احترام سيادة الدولة الوطنية وعلى حَث المجتمع الدولي على التكاتف من أجل القضاء على جماعات الإرهاب. وعلى عدم التفرقة بين الأخطار التي تمثلها تلك الجماعات ومعاملتها جميعًا بمعيار واحد.

السيدات والسادة، إن الجراءة والشجاعة التي واجه بها نبينا الكريم قضايا عصره تقتضي منا التدبر بعمق في حقيقة بسيطة وواضحة وهي إن كثيرًا من مشكلاتنا المعاصرة تفاقمت نتيجة التردد في مواجهتها. وأنه لو تم التعامل الجاد مع مشكلاتنا في مهدها لما كانت قد تشابكت وتعقدت وارتفعت تكلفة حلها اليوم.

 

اقرأ أيضًا: نص خطاب السيسي بمناسبة مرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة

 

وأضرب لكم مثلًا بالوضع الاقتصادي، فمن المعلوم لدى خبراء الاقتصاد منذ عقود أن اقتصادنا في حاجة إلى إصلاح هيكلي يصل إلى جذور بنيته ولا يكتفي بالفروع والقشور، ونعلم جميعًا كمصريين كما يعلم معنا العالم أجمع، أن قرارات الإصلاح الاقتصادي تلك ليست نزهة أو مهمة سهلة، وإنما مشقة وصبر وتضحية. وإنه بدون هذا الدواء فإننا نستمر في إضعاف أنفسنا وصولًا لا قدّر الله للتوقف التام وهو ما لم ولن نسمح به أبدًا.

لقد بدأنا طريقًا صعبًا، قررنا نحن المصريين جميعًا بشجاعة أن نسير فيه. وأن نواجه صعابه بقلوب ثابتة، معتمدين فيه على أنفسنا وعلى الله سبحانه وتعالى. نصنع أملًا للأجيال القادمة، وننقذ أنفسنا من وضع اقتصادي صعب، لو تركناه دون مواجهة، لطغى علينا ونال من مستقبلنا ومستقبل أولادنا.

إننا معًا نقود تحولًا ضخمًا يسير على خطى مدروسة، لا نطبق أجندات اقتصادية نمطية، بل نتبع منهجًا علميًا يراعي بدقة المتطلبات الخاصة لاقتصادنا في هذه الظروف. نهدف لجَعْل مصر دولة تنموية، نفتح بلادنا للاستثمار الجاد الذي يتيح فرص عمل لشبابنا ويوكِل إلينا تكنولوجيا حديثة متطورة. نهدف لصنع تعاون خلّاق بين الدولة والقطاع الخاص المصري والأجنبي.

لا نتوانى عن مكافحة الفساد بصرامة وحسم، ونعمل بعزم لا يلين على ضمان تكافؤ الفرص بين جميع أبناء الوطن.

وبرضو اسمحولي إن أنا دلوقتي معاكم كدا إن أنا أوجه تحية للرقابة الإدارية على جهدها.

(تصفيق)

متشكرين، متشكرين، اتفضل..

أنا عايز أقولكم على حاجة. إحنا... بنواجه الفساد بجد. بس خلّي بالكم إننا بنواجهه ودايمًا حريصين على إن آليات القانون تُستخدم. عشان ما يبقاش فيه تجاوز أو مظالم. وده أمر مش بسيط. لأن إذا كان فيه حجم فساد ضخم في بلدنا فمواجهته مش بس بالإرادة السياسية ولا بجهد حتى مؤسسة أو مؤسسات، لكن دا لازم يكون كمان فيه قناعة لدى الرأي العام ولدى الشعب المصري على إن الفساد دا لا بد من مواجهته. لأن اللي بيقوم بالموضوع دا إحنا كلنا.. إحنا كلنا بنواجه الفساد. فـ... مفيش مجاملة.

و.. وبالمناسبة بقى..

أنا أبص ألاقي حد يقول.. إن مش عارف.. برضو تاني بقولها، أنا بطلّع كل شهر جواب من الـ.. من الرياسة للوزرا إن مافيش مجاملات ولا محسوبية لحد. كل شهر. وبعدين أُفاجأ يقولك أصل دي قريبة فلان، ده أخوه، ده قريبه، ده أخته.. إيه الكلام دا؟ إيه الكلام دا؟!

والله العظيم أنا لم أحابي أحد حتى أولادي في شغلهم، أنا بحلف بالله..

(تصفيق)

بقول تاني.. يا جماعة من فضلكم، كل مسؤول في وزارة، أو في مؤسسة، ألاقي الرقابة بتقبض على.. مدعي.. إن هو.. يعني، على... سكرتير... في الرياسة. ياخد 100 الف جنيه عشان مش عارف يعمل إيه. وهو ولا هو عندنا ولا أي حاجة. ولو عندنا.. أنا لو عايز منكم حاجة هكلمكم شخصيًا.

(تصفيق)

إيه اللي بيحصل دا؟ إزاي تقبلوا كدة على نفسكم؟ فين المسؤول وثقته بنفسه؟ وقبل ثقته بنفسه ثقته بربه؟ يقبل إزاي إنه يحابي ويجامل؟ إيه دا؟ مفيش كلام من دا. من فضلكم. أنا على الأقل بكررها تاني عشان آجي يوم القيامة أقول يا رب أنا قلت مرتين، بالطريقة دي، قلتلكم مرتين.

لو سمحتم، مفيش مخلوق، أنا بتكلم أما كان حد تاني بيتجامل عشان خاطر الوظيفة ولا كلام من هذا القبيل دا موضوع.. دا فساد بردو. فمن فضلكم تاني..

(تصفيق)

آه دا فساد برضو.. يعني إيه إن حد على مقربة من الرياسة أو مجلس الوزرا او الوزير يتجامل يعني؟ ايه الكلام دوّت؟ هو فيه حد تاني، هنا مافيش حد أعلى من حد، كلنا زي بعض. كلنا زي بعض. (تصفيق) كل واحد ياخد حقه بس. وأنا بقولهالكم المرة دي كدة في اللقاء دا. كل واحد ياخد حقه بس. مفيش اكتر من كدا. أرجو إن الرسالة دي تكون واضحة لينا كلنا. واضحة لينا كلنا.

وخلال كل ذلك نسمع صوت الألم الذي يتسبب فيه الإصلاح الحقيقي. نشعر به. ونعمل جاهدين على تخفيفه بالتوسع في شبكات الحماية الاجتماعية. نتعاطف مع كل من يكافح بشرف وبطولة لتوفير حياة كريمة لنفسه وأولاده وأسرته. نؤكد له أن الدولة بكافة أجهزتها ومؤسساتها تبذل قصارى الجهد لتوفير حياة أفضل لكل مصري ومصرية.

 

اقرأ أيضًا: نص كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمام ممثلي المجتمع

 

نؤكد لكل المكافحين بشرف على أرض مصر أننا معكم، وأننا نسير معًا على الطريق الصحيح، لأن ينال من عزيمتنا المشككون، ولأن يسلم عقولنا كمصريين لمن يتمنون عودتنا إلى الوراء. سنستكمل ما بدأناه وسنصل بعون والله وتوفيقه إلى وجهتنا. مصر عزيزة قوية مزدهرة.

قبل ما أوصل للختام، أنا عارف، وأرجو إن كلامي وصِدقي يصل لكل الناس، لأن فعلًا دلوقتي، فعلًا، فعلًا الظروف صعبة. فعلًا الظروف صعبة، والأٍسعار كبيرة، غالية، ودا كان كل جهدنا، بس أنا برضو عايز أوضحلكم حاجة: إحنا اتأخرنا كتير أوي أوي في الإصلاح، لدرجة إن احنا اضطرينا، وأنا دايمًا بقول لزمايلنا أثناء اللقاءات اللي احنا بنعملها، كان قدامنا دلوقتي إن احنا نعبر، يعني، ترعة صغيرة، صعبة بس ننجح، أو نستنى ونعبر بحر لا يمكن هننجح فيه.

احنا اخترنا دلوقتي، لأن أنا برضو كانت الأمانة تقتضي، إن أنا اقولكم، كان الخيار قدامي، كان الخيار قدامي، نبدأ دلوقتي، ولا أأجلها لغيري؟ نبدأ دلوقتي، ولا أأجلها لغيري؟ طب لو أجلتها لغيري ولا قدر الله، راحت، أنا قدام ربنا هبقى مسؤول ولا لأ؟ طب مانا كنت عارف.

(تصفيق)

مانا كنت عارف إنها لو اتسابت كدا، هتضيع، بس عشان مايتقالش إنها ضاعت معايا؟ لا والله. والله ما كان فيه خيار تاني غير اللي احنا بنعمله ده دلوقتي.

وأرجو إن.. خلّي بالكم احنا.. بقالنا 6 سنين والـ 6 سنين دول تمنهم غالي أوي علينا كلنا. الـ 6 سنين اللي فاتوا دول من أول 25 يناير وحتى الآن، تكلفتهم كتير علينا، واحنا بندفعها دلوقتي مع سنين كتير طويلة قبل كدة حتى للإصلاح ده.

وخليني أقولكم باختصار شديد، يعني، لما تترفع المرتبات للقطاع الحكومي، من 80 مليار جنيه، لـ 230 أنا بقول أرقام ممكن تحفظوها يا مصريين وانتم بتسمعوني، من 80 مليار جنيه، لـ 230 مليار جنيه، يعني 150 مليار زيادة. طب هل جت موارد للدولة تغطي المبلغ دا؟ بالطبع لأ، وانتم عارفين الظروف. طب الـ 150 مليار جنيه دول بنجيبهم إزاي؟ بنستلفهم ضمن.. يعني بنقترض، بنقترض ال 150 مليار دول، في 6 سنين تقريبًا بـ 900 مليار. بكام؟ بـ 900 مليار جنيه. استلفنا الـ 150 مليار في 6 سنين بـ 900 مليار جنيه، طب الاقتراض ده مؤشراته عاملة إزاي؟ خلّي بالكم. طيب.. خدمتهم كام؟ يعني، 150 مليار جنيه في السنة كمان. مش كدا؟ طيب.

كنت عايز أقول إيه؟ عشان بس ما، مازودش عليكوا الكلام كتير. الـ 6 سنين اللي فاتوا دول احنا كسبنا فيهم حاجات كتير كمصريين، لكن كمان هم نتج عنهم تحديات كتير، ولازم نواجه هذه التحديات. أنا كلمت الحكومة ودايمًا معاهم في إن احنا لازم نخفف الأعباء دي عن الفئات الأقل دخلًا عشان تبقى يعني يتحملوا الظروف الصعبة ديّت.

وهقول موضوع أو موضوعين يطمنكم على دا، وتعرفوا إن الحكومة حريصة على إن الأمور ما تخرجش عن السيطرة. احنا واحنا بنعمل الإجراءات دي قلنا من فضلكم السلع الأساسية لا بد انها تكون متوفرة بسعر مناسب لمدة 6 شهور على الأقل حتى.. أصل موضوع الدولار دا مش هيستمر كدا كتير.. مش هيستمر بالرقم اللي فيه دا كتير، لأن ده مش سعره العادل. الاقتصاد المصري مش دا سعره الحقيقي إنه يبقى بـ 17 و18. بس عقبال ما يحصل التوازن اللي احنا بنتكلم عليه هناخد كام شهر. فاحنا قلنا ندّي لنفسينا 6 شهور فرصة، لازم الأسعار فيها، على الأقل السلع الأساسية اللي هي بتمس حاجات الناس الأساسية تبقى متوفرة بالسعر دا. بنحاول نعمل دا لكن لازم تكونوا عارفين.

إنه.. على سبيل المثال.. احنا... والنقطة دي أنا بقولها لأن أنا لاحظت إني خلال اليومين اللي فاتوا شائعات كتيرة جدًا على موضوع رغيف العيش وهايغلا وماهايغلاش، لا طبعًا، أنا بس عايز أوضحلكم حاجة.

احنا بنطلع تقريبًا كل يوم، يعني.. يعني حوالي هقول بردو رقم ممكن تحفظوه. احنا 90 مليون اضرب في 5. 90 مليون تقريبًا اضرب في 5 .. خمس ترغفة للإنسان يعني مش كدا؟ ف يعني.. كام؟ (يضحك) بالملاييين.. طيب.. الرغيف ده كان بيكلف قبل الإجراءات الاقتصادية اللي فاتت دي. كان يكلف 35، 40 قرش. الرغيف دا دلوقتي، بعد اللي احنا فيه ده، بيكلف.. واصل 55، 60 قرش. لم يُمَس ولن يُمَس. لم يُمَس ولن يُمَس.

(تصفيق)

بس لأنا.. وفي، بس لأنا مش عايز أتكلم في موضوعات أخرى زي دي. في حاجات زاد سعرها عن ما كان عليه ع الدولة بأكتر من 50، 60 في المية. لكن الدولة حرصت على إن هو يستمر كدا.

فأرجو مننا يا شعب مصر.. شوف.. كل التحية والتقدير ليك. لأنك انت ضربت مثل، الدنيا كلها كانت محتارة. الشهر اللي فات، ليه الناس دي ما تحركتش؟ فلما جم بيقولولي ليه قلتلهم لأنه شعب عظيم. وأنا مش بجاملكم وأنا بتكلم معاكم كدا، رغم غلبنا وضعفنا وحاجات تانية كتير. لكن شعب عظيم.

(تصفيق)

أنا عايز أقولكم انتم ماوقفتوش جنبي أنا انتم وقفتم جنب مصر، وماحافظتوش عليا أنا، انتم حافظتم على مصر.

(تصفيق)

آه.. الكل كان بيراهن الشهر اللي فات. وكل الجهد الي اتعمل... تصوروا أنا، هكررها تاني.. بيتقال.. أنا مابحبش التعبيرات اللي.. مش المنضبطة.. يقولك "هانقلب البلد دي" ياه! الـ 90 مليون مصري دول.. اللي عمرهم 9000 سنة.. انت.. ياه! كان صعب عليا أوي وأنا بسمع الكلام ده، والأجهزة بتقولي دا فيه.. دول.. بتصرف، بدل ما تخفف معاناة الناس وتساعد، بتصرف عشان تخرّب وتهدّ. سيبونا في حالنا بس واحنا إن شاء الله هنقدر نبقى كويسين.

(تصفيق)

وفي الختام، أدعوكم جميعًا لأن نستلهم صفات النبي العظيم، نبي الرحمة المهداة، فيما تحلى به من حكمة وصبر على المكاره، وفيما امتلأ به قلبه من شجاعة نابعة من الثقة المطمئنة في الله سبحانه وتعالى، وفي رحمته وعطفه على الضعيف، وحزمه وشدته أمام الطاغي المفسد في الأرض.

شكرَا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

متشكرين.. كل سنة وانتم طيبين.

 

سحابة كلامية خطاب المولد النبوي

* تم عمل سحابة عد الكلمات بعد استبعاد حروف الجر والعطف والإشارة.

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في قاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر، أمام 500 ضيف، أبرزهم شيخ الأزهر ورئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء.