جانب من مؤيدي عكاشة القلائل الذين اجتمعوا في وقفة أمام البرلمان اليوم لتأييده - خاص للمنصة - صفاء عصام الدين 

يوميات صحفية برلمانية| حذاء على رأس "عكاشة".. وديكتاتورية "عبد العال" مستمرة

منشور الأحد 28 فبراير 2016

جلسة البرلمان 28 -فبراير -2016

 

كما كان متوقعا بدأت الجلسة الصباحية لمجلس النواب بعاصفة هجوم على توفيق عكاشة، وانتهت بضربه بالحذاء فوق رأسه من جانب النائب المخضرم كمال أحمد، بعد استقبال عكاشة للسفير الإسرائيلي في بيته وإعلانه عن تصديه للتفاوض مع إسرائيل من أجل المصالح المصرية. 

موضوعنا يركز على كواليس الاعتداء بالضرب على عكاشة وتوابع استقباله السفير الاسرائيلي، خاصة أن مناقشة مواد اللائحة لم تستحوذ على نفس الاهتمام من جانب النواب أنفسهم.

1- النواب سبق وقدموا طلبات ببيانات عاجلة، طالبوا فيها بالتحقيق مع توفيق عكاشة بعد استقباله السفير الإسرائيلي في منزله، ومناقشة أمور اعتبروها تمس الأمن القومي مثل أزمة سد النهضة. أعداد البيانات العاجلة كانت كبيرة وصلت لأكثر من 100 بيان، ولا نستطيع حصرها بشكل دقيق؛ لأن الأمانة العامة كانت تستقبل العشرات من تلك البيانات يوميًا، حتى أن هناك أعضاء قاموا بتقديم بياناتهم أكثر من مرة.

2- قبل الجلسة تجمعت أعداد محدودة من مؤيدي النائب توفيق عكاشة أمام بوابة المجلس من ناحية شارع قصر العيني.

                            

أنصار عكاشة أمام البرلمان- 

 وداخل المجلس كانت هناك اجتماعات في مكتب رئيس المجلس مع نواب "مهمين" ووكيلي المجلس، من بينهم أسامة هيكل -عضو ائتلاف دعم مصر- الذي أفصح لرئيس المجلس عن رغبته في عدم فتح الموضوع في جلسة عامة "، حتى لا يتحول الأمر لساحة مفتوحة للمزايدات والشتائم"، وطرح التصويت على إحالة عكاشة للتحقيق في لجنة خاصة.

3- رئيس المجلس علي عبد العال خيَّب آمال أسامة هيكل ولم يأخذ باقتراحه، وفتح النقاش في الجلسة؛ لكنه استطاع السيطرة عليه والحد من تحول المناقشة لشتائم موجهة لشخص عكاشة. كما كان محددًا في عدد الأعضاء الذين سمح لهم بالكلمة، ولم يعط الكلمة لكل الأعضاء الذين سبق وتقدموا ببيانات.

4- بدأ النقاش بمصطفى بكري وهو من أوائل النواب الذين ثاروا ضد تصرف عكاشة، وكان تحدث أمس في بيان عاجل آخر عن تزوير عكاشة لشهادة الدكتوراة. بكري قال في كلمة مطولة نسبيًا: إن الحديث عن سد النهضة يمس الأمن القومي، وأنه اختصاص من اختصاصات السيادة. بقية الكلمات كانت في نفس الاتجاه من محمود بدر، وإيهاب غطاطي، اللذان طالبا باسقاط عضوية النائب عن دائرة طلخا بالمنصورة.

5- الجديد جاء على لسان النائب  أسامة شرشر الذي طالب بعدم التحقيق مع عكاشة، شريطة عرضه على أطباء نفسيين لفحص حالته النفسيه والعقلية. رئيس المجلس قاطع شرشر ولم يسمح له بالاسترسال في حديثه وقال له: "ممنوع الحديث في هذا الشأن".

6- أنهى عبد العال الكلام في موضوع عكاشة بعد مناقشة قصيرة نسبيًا لم تستغرق أكثر من نصف ساعة، وطرح الموضوع للتصويت ووافق أغلبية الأعضاء على إحالة عكاشة للجنة خاصة.

7- بدأت مناقشة اللائحة وفجأة دخل عكاشة من أحد أبواب القاعة، وبدلا من الجلوس على أول مقعد يقابله تحرك لمنتصف القاعة في اتجاه المنصة، ولاحقه النائب كمال أحمد بضربتين بحذائه فوق رأسه. تجمع عدد كبير من النواب بعضهم حاول فض الاشتباك مثل خالد يوسف ومرتضى منصور ، والبعض الآخر سعى للمشاركة في الاشتباك مع عكاشة.

8- فور تعرض عكاشة للضرب تحدث رئيس المجلس: "هذا الفعل الذي صدر من النائب كمال أحمد يرفضه المجلس تماما". وأخذ عبد العال تصويت الأعضاء على طرد النائبين - الضارب والمضروب من القاعة- وبالفعل وافق أغلبية النواب، ثم أمر عبد العال برفع الجلسة لمدة عشر دقائق، لكن التوقف امتد فعليًا إلى 45 دقيقة.

                                    

على عبدالعال رئيس البرلمان

9- تصرف كمال أحمد كان مفاجئًا للصحفيين وللنواب أنفسهم، الذين قال بعضهم: "كان وارد يحصل نفس الأمر من نائب شاب لكن من نائب كبير وله تاريخ برلماني (متزن) كان أمر غريب". وأثار التصرف حفيظة نواب من الرافضين لموقف عكاشة نفسه.

10- بعد رفع الجلسة اصطحب النواب كمال أحمد الذي كان في حالة ثورة غاضبة لمكتب رئيس المجلس، وتردد كلام عن إصابته بإغماء، بينما كان عكاشة في مكتب وكيل المجلس سليمان وهدان. أما مرتضى منصور؛ فوقف في طرقات المجلس يدعو النواب لاتخاذ موقف حاسم ضد كمال أحمد وإسقاط عضويته "اليوم اليوم وليس غدا".

11- بعد بدء الجلسة مرة أخرى حاول كمال أحمد الدخول لكن النواب رفضوا، وقال عبد العال إنهم صوتوا على عدم حضوره، فخرج وجلس في البهو الفرعوني -مكان استراحة النواب- وفي نفس المكان أيضا جلس عكاشة لكن لم تحدث أية مناوشات بينهما.

12- في حديث مع عكاشة أبدى النائب قناعته التامة بأنه لم يخطئ، وأن قرار إحالته للتحقيق خطأ من البرلمان وقال كلام متناقض -مسجل- "لن أمثل أمام لجنة التحقيق". وعندما سألته إذا كان هذا تصعيدًا من جانبه قال: "سأمثل وأبلغهم أنهم خطأ".

بالنسبة لزيارته لإسرائيل قال إنه ممكن يذهب لأي مكان من أجل مصلحة مصر، متقمصًا دور السادات ومستعيرًا إحدى عباراته الشهيرة التي مهد فيها لزيارته لإسرائيل. وحدد عدد من المطالب للمناقشة مع الحكومة الإسرائيلية منها تدخلهم لحل أزمة سد النهصة وبناء 10 مدارس بديلة عن مدرسة بحر البقر التي قصفتها إسرائيل خلال فترة حرب الاستنزاف، وإعادة القطن المصري إلى مكانته. 

عكاشة وعد المسيحيين بحل مشكلة زيارة القدس، وقال في كلام مسجل معي أيضا: إنه اتفق مع السفير على أن لا ترفق التأشيرات الممنوحة للمسيحيين المصريين للحج في القدس بجوازات سفرهم المصرية، وإنما تمنح كورقة منفصلة. كما ناقش عكاشة السفير في خفض سن الزيارة، التي قال إنها غير مسموح بها لمن هم أقل من 40 عامًا. 

13- بالنسبة لمناقشة اللائحة الداخلية للمجلس، أعرب على عبد العال رئيس المجلس عن رغبتة الشديدة في تسريع المناقشة، من خلال تجاهل عدد من المواد التي أسماها بالنمطية، رغم وجود طلبات مناقشة قدمها عدد من النواب، وحول عبد العال تلك المواد للتصويت مباشرة دون مناقشة.

14- علي عبد العال عنده مشكلة في الإنصات الجيد للأعضاء. اليوم علي مصيلحي تحدث عن اقتراح يخص زيادة عدد المستقلين في اللجنة العامة، وعندما طرحه عبد العال للتصويت لم ينقل نفس الفكرة التي قالها المصيلحي، والأمر نفسه تكرر مع علاء عابد الذي أبدى اقتراحًا آخر متعلق بنفس المادة ونقلها عبد العال بطريقة مختلفة.

وفي هذا تفسيرين؛ الأول: يستند لحسن النوايا، ونعتبر فيه أن الرجل منشغل وعقله غير مرتب، ولهذا يختلط عليه الأمر. التفسير الثاني: أن يكون رأيه الشخصي هو المحرك في طرح هذه الأمور للنقاش، وعندما لا يكون المقترح على هواه؛ يصيغه بشكل مرتبك يؤدي لإرباك القاعة وبما يؤدي لتثبيت النص الأصلي للمادة، وعدم منح فرصة للتصويت على الإضافة أو التعديل المقترحين.  

على الهامش 

                                    

وسط مؤيدي عكاشة وقفت سيدة تتساءل عن حقوق المعاقين-

وسط مؤيدي عكاشة وقفت سيدة معاقة تحمل طفلها البالغ أربعة أعوام، تحمل لافتة تقول: "أين حقوق المعاقين"، وملفًا يتضمن أوراق تعيينها في شركة القاهرة لتكرير البترول، وهو القرار الذي لم ينفذ من قبل مدير الشركة. ووسط ضجيج "خناقة الأحذية"؛ كان حملة الماجستير والدكتوراة يهتفون مطالبين بحقوقهم في العمل والتعيين. لا أعرف للمرة رقم كام !!