قرار لجنة التحقيق مع كمال أحمد - تصوير: صفاء عصام - خاص المنصة

يوميات صحفية برلمانية| نائب الحذاء يدافع عن نفسه

منشور الثلاثاء 8 مارس 2016

 

جلسة الثلاثاء 8 مارس/آذار 2016

انتهى اليوم مجلس النواب من كافة بنود اللائحة الداخلية للمجلس، وسيأتي بعد ذلك دور مجلس الدولة لمراجعتها:

1- بدأت الجلسة متأخرة أكثر من ساعة، حيث كان من المقرر أن تبدأ في الواحدة ظهرًا، بينما افتتحها رئيس المجلس علي عبد العال في الثانية والربع ظهرًا.

2- عدّل المجلس صياغة طفيفة في إحدى المواد واستبدل كلمة "نيابي" بكلمة "برلماني"، كما وافق على إضافة مواد الإصدار التقليدية التي تضاف إلى أي قانون. وأعلن عبد العال تشكيل لجنة ثلاثية يرأسها بهاء أبو شقة رئيس تعديل لجنة اللائحة للانتهاء من صياغتها وتنسيقها وإرسالها لمجلس الدولة لمراجعتها. 

3- بإرسال اللائحة لمجلس الدولة يكون هذا أول تعامل بين النواب والقضاة، وأحيلكم هنا لمقال زميلتي رنا ممدوح في عدد اليوم الثلاثاء من جريدة المقال الذي تناقش فيه كيفية تعامل مجلس الدولة مع لائحة النواب، وطرحت رنا في مقالها المنشور بعنوان"في انتظار كشف مجلس الدولة انحيازات عبد العال" سؤال مدى حيادية مجلس الدولة تجاه البرلمان وإمكانية التحفظ على بنود غير دستورية، مما يضع عبد العال المؤيد لدور مجلس الدولة في مراجعة القوانين التي تعدها السلطة التشريعية في موقف حرج إذا تم كشف عوار دستوري بها. لكن أذكركم بما يذكر به عبد العال النواب دائمًا: "مجلس الدولة رأيه استشاري".

4- مثلما أخبرتكم بالأمس سيؤيد دعم مصر قرار لجنة التحقيق مع كمال أحمد بحرمانه من حضور الجلسات لدور انعقاد كامل.

ووقف النائب المخضرم،  الذي انهال على توفيق عكاشة بالحذاء تحت القبة عقب استقبال الأخير للسفير الاسرائيلي، وتحدث مدافعًا عن نفسه، بدأ كمال أحمد الحديث بصوت منخفض وحافظ في خطابه على قدر من الاستعطاف إلى جانب الاعتراف بالخطأ، وبدا منكسرًا. اعتذر للنواب عن تصرفه وبدأ في سرد مبرراته بأنه كان تحت ضغط تصرف زميله النائب السابق، ثم لجأ للخطاب الوطني المتعلق بالشهداء والأراضي العربية المحتلة، وأبدى استعداده لقبول أي عقوبة.

لم يلق خطاب كمال أحمد استحسان عدد من النواب الذين قاطعوه واستنكروا حديثه وطالبوا بإسكاته، إلا أن عبد العال دافع عن حق نائب "الحذاء" في الحديث والدفاع عن نفسه مُذكرًا بأن ذلك حق أصيل ودستوري لا يمكننا التخلي عنه.

وهنا أذكركم بما حدث مع عكاشة الذي منعه أمن المجلس من دخول القاعة خلال مناقشة تقرير لجنة التحقيق معه يوم الأربعاء الماضي. فسَر  رئيس المجلس ذلك بتصويت النواب في جلسة سابقة على عدم حضور عكاشة لعشر جلسات لإهانته رئيس المجلس.

بدا من عدة مواقف أن علي عبد العال يفتقد الحس السياسي، لأنه لم يسمح لعكاشة بالوقوف والدفاع عن نفسه حتى شكليًا. 

5- عودة إلى كمال أحمد، انقسمت كلمات النواب بين المدافعين المحاولين تخفيف العقوبة من جهة، والمزايدين على التقاليد البرلمانية من جهة اخرى.

هيثم الحريري وآخرون كانوا من أنصار تخفيف العقوبة وحرمانه من عشر جلسات فقط تقديرًا لتاريخه البرلماني، لكن جاء التصويت النهائي مؤيدًا لقرار اللجنة بحرمانه من دور انعقاد كامل.

6- على أبواب المجلس: استطاع بعض أصحاب المعاشات المحظوظين أن يتقدموا بمذكرة بمطالبهم لمجلس النواب، وظل بعض أنصار توفيق عكاشة واقفين أمام البرلمان، وحاول شاب بسيط أن يدخل البرلمان قائلًا للأمن: "عايز أقابل رئيس مجلس الشعب"، ولكن الموقف انتهى برحيل الشاب في سلام دون تحقيق طلبه.