جيجي إبراهيم- فليكر
صورة أرشيفية لمظاهرات طلاب الجامعة اﻷمريكية في 2011-

الكامب اﻷسود: الحركة الطلابية لـ"فرافير" الجامعة الأمريكية

منشور الاثنين 24 فبراير 2020

قبل سنوات عديدة كنتُ مع صديقين داخل مطعم في أحد الأحياء الأرستقراطية المصرية، أكلنا ثم طلبنا الحساب، وجد صديقي المُعتاد على القدوم إلى المطعم أن هناك فارق سعر كبير وأغلى من المُعتاد، بينما صديقي الآخر كان يرى أنه غير مهم زيادة هذا الرقم البسيط عمومًا، إذا كنّا قررنا من الأساس أن نأكل في مطعم هذه أسعاره، لأن "مش هتفرق".

أغضب ذلك الرد صديقنا الأول فوق غضبه، رفض دفع المبلغ ثم سبّه وأنا معه، دون أن أتكلم حتى، بلفظ متوقع، أثناء مغادرتنا ظل يحكي قصة شباب الجامعة الأمريكية الذين اعتصموا عندما قررت الجامعة زيادة مصروفاتها، وعارضوا مبررات زملاءهم الآخرين الذين كان ردهم هو ذاته رد صديقنا "المغفل" لأنه دائمًا هناك فرق، ودائمًا هناك مستفيد من المطالبة بالحقوق أيًا كانت بساطتها، كبديهية يمكن تناسي الوعي بها أغلب الوقت.       

فاهم غلط

كثيرًا ما تتكون صورة ذهنية لدى بعض الناس عن شيء، وما تلبث أن تتحول هذه الصورة المتخيلة إلى عقيدة على الرغم من عدم تجريبها ومناقشتها، من الصعوبة مثلًا أن تُقنع أحد الأفراد أن بعض الشوارع المصرية في الخمسينيات كانت مليئة بالقمامة، مثل حالها حاليًا، أو أنه كان هناك تحرشات قليلة أو غير ذلك، لأن ذلك يتعارض مع الصورة الذهنية التي رسمتها المسلسلات والصور القديمة للأحياء، فتلك صورة ذهنية رُسمت على مدار سنين واتخذت موضعها داخل الروؤس وصعب تغييرها، حتى لو كانت لا تمثل الحقيقة.

على ما يبدو هكذا يمكن أن تجد الصورة الذهنية المرسومة لطلاب الجامعة الأمريكية السبعة آلاف لدى جزء ليس بقليل من المصريين؛ مجموعة من الطلاب الأغنياء المرفهون؛ فطورهم بيتزا وعطلتهم في المالديف. غموض مريب يحوط سيرتها منذ نشأتها عام 1919 على يد مجموعة مرتبطة بالكنيسة المشيخية الأمريكية، وحتى انتقالها من شارع محمد محمود في التحرير والهروب بعيدًا نحو منطقة التجمع الخامس الأرستقراطية الهادئة.

الجامعة اﻷمريكية بالتجمع الخامس. الصورة: صفحة الجامعة على فيسبوك

في حين أنه يمكننا الحديث عن أشياء تمت بناءً على مجهودهم دون سواهم؛ فكانوا أول من استطاعوا دخول ميدان التحرير عام 2003 في مظاهرات حرب العراق، ونظّموا قافلة للمؤن والأدوية إلى فلسطين بعد الانتفاضة، ونظموا القافلة الطلابية التي ذهبت لزيارة غزة خلال عدوان 2012 وأشياءً أخرى سنحكي عنها. 

مع متعة الحديث حول هذا الكيان الغامض يأتي الحديث عن الحركة الطلابية في مصر منذ نشأتها، بالتالي دورها في هذا الحراك الطلابي عمومًا ليمد مساحة أطول حول أهمية النميمة حولها.

إلى جانب عدد كبير من الرموز الثقافية الذين تخرجوا في الجامعة الأمريكية، هناك من قرروا كتابة تجربة حياتهم التي ربما ترسخت في الجامعة الأمريكية؛ المصورة رندا شعث التي ساعدت في وجود جيل يحمل أفكارًا جديدة في ما يخص التصوير الصحفي والتوثيقي نشرت قبل أيام سيرتها الذاتية جبل الرمل تحكي خلالها حكايتها؛ هي من أب فلسطيني وأم مصرية تنقّلت بين مصر ولبنان وأمريكا (حيث ولدت) بينما كانت القاهرة والجامعة الأمريكية في الثمانينيات مكان نضوجها وانخراطها في الواقع السياسي والثقافي.

في 1982 تُحَاصر بيروت بحرًا وبرًا وجوًا وتعقد لجنات مناصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني، وتحاول هي أن تكون "مواطن مفيد" فتساعد يوميًا في توزيع أوراق تحض على المقاطعة الأمريكية. هذه الفتاة التي كان جدها أستاذًا في الجامعة الأمريكية في مصر، والتي كانت تسكن بجانب مقر الجامعة القديم، بالتحديد في حي جاردن سيتي الأرستقراطي مع أهلها.

ذات مرة أثناء استقلالها سيارة أحد زملائها لتوصيلها للمنزل بعد توزيع المنشورات، وعندما توقفت السيارة أمام عمارتها، صاح "إيه دا ساكنة في جاردن سيتي؟ برجوازية يعني؟" كان ردها "أيوه برجوازية عندي تطلعات بروليتارية".

فرافير الـAUC

في كتابه الصادر حديثًا عن دار الكتب خان "الحركة الطلابية داخل الجامعة الأمريكية" يتناول رئيس اتحاد الطلاب في الجامعة الأمريكية عام 2012، طاهر المعتز بالله،  قصة الجامعة من خلال اتحاد طلّابها، يقدِّم أرشفة للحراك الطلابي في مصر عمومًا، ثم يتحدث حول هذا الكيان الغامض نوعًا ما، الذي يتم تصنيفه باعتباره بعيدًا ومنغلقًا، و"فرفور" ولديه مشكلات غير تلك التي يعيشها مجتمعه.

إضراب طلاب وموظفي الجامعة اﻷمريكية. سبتمبر 2011. صورة برخصة المشاع اﻹبداعي: حسام الحملاوي- فليكر

يقدّم الكتاب وجهة نظر شخصية لمُعايش لها يسرد ويؤول الخاص والعام من الأحداث باعتبارها سيرة ذاتية وشهادة معاصر للأحداث، ليكون بمثابة "دليل للأجيال العاجزة عن التواصل مع أبناءها، لمساعدتهم في استيعاب سبب سخط أبناءهم على المجتمع وفهم محاولتهم الدؤوبة لتغييره"، ينقل أيضًا انقسامات الحركة الطلابية التي حدثت وأخطاءها وشرح تكتيكات ذلك، موضحًا نقاط ضعفها، ليصبح دليلًا للذين يريدون بدء حراك مشابه "كي يتعلموا من فشل الجيل السابق وليبنوا على نجاحاته دون الحاجة لإعادة اختراع العجلة".

لكن دائمًا ما نجد لغة الكاتب تحمل العديد من الألفاظ الإنجليزية، ولا أعلم إن كان ذلك هو السبب في كم الأخطاء اللغوية التي يحملها الكتاب أم لا، وهو أمر غير معتاد على دار النشر نفسها، لكن "محدش بياخد كل حاجة".

غلاف الكتاب

قل لي أين تجلس أقول لك من أنت

في الغالب يقضي شباب الجامعات الحكومية والخاصة، أمثالي، أوقاتهم داخل جامعاتهم برحابة وحرية أكثر في التنقل من مكان لآخر، فأن تمتلك شخصية معينة واهتمامات تجمعك مع آخرين داخل جامعة ما، لا يعني اعتياد جلوسك في مكان بعينه إلّا فيما ندر، تمشي من هنا لهناك دون ملاحظة أي تغيرات سوى الأشخاص بالتالي من الصعب تصنيف الطلاب بناءً على أماكن جلوسهم، التي تتغير طوال الوقت.

يختلف ذلك نوعًا ما مع طلاب الجامعة الأمريكية في مصر، وفقًا للكتاب، إلى جانب عدد من طلاب الجامعة الذين سألناهم حول هذا التصنيف؛ يصبح من السهل التعرف على ميول الطلاب من أماكن جلوسهم المعتادة؛ الجالسون في الساحة الكبيرة "البلازا" معروف عنهم حبّهم للأنشطة الطلابية المختلفة هم دائمًا شباب اﻷكتفيتيز أي شباب الأنشطة.  

هناك أيضًا طلاب الـSteps على سلالم كلية العلوم والهندسة؛ محبو الحفلات ومتجاهلو الجامعة بمن فيها "شباب بيحب ونمبر وان" هم بمثابةامتداد طبيعي لشباب الـ Gucci corner  في حرم الجامعة القديم بالتحرير، الذين كانت تظهر بينهم موضة ارتداء الملابس الجديدة قبل أي مصري آخر. إذا أسعدك الزمن قديمًا كان يمكن أن يشبهك أحد بأنك من الـ"جوتشي كورنر"، لتصبح أشيك واد في روكسي بالفعل.

بالعودة للحرم الجديد لا يمكن تناسي شباب الهاس؛ في الغالب هم شباب كليات الإنسانيات والعلوم الاجتماعية المشهورون بأحاديثهم الفلسفية وأذهانهم النشطة دائمًا، وتدخينهم المستمر للسجائر وأحيانًا المخدرات بغزارة ربما داخل الجامعة.

في الركن البعيد الهاديء داخل جامعة مساحتها 260 فدانًا يجلس شباب الـpva  فنانو المستقبل من دارسي السينما والفنون المسرحية والعازفين على الأدوات الموسيقية وغير المهتمين بالمشاركة في النشاطات العامة لأن الفنان فنان، بهدوء دون صخب يعتبرهم الآخرين "جامعة داخل الجامعة".

في ذيل القائمة ومقدمة الوظائف مستقبلًا يأتي "الدحيحة"، ليس لهم سوى مكانًا واحدًا يأويهم: المكتبة.

الجامعة اﻷمريكية بالقاهرة. الصورة: صفحة الجامعة على فيسبوك

فليبق كلٌ في مكانه.. أيها الشباب

كل هؤلاء تقسّمهم الانتخابات في النهاية لثلاثة "كامبات" أو معسكرات وفقًا للمعتز بالله؛ وهي الأحمر والأسود والأزرق بناءً على لون ملابسهم، كل كامب كان عبارة عن مجموعة من الأصدقاء، لكن مع زيادة أعداد الأعضاء احتاج لوضع استيراتيجيات تميّز الفرد عن الآخر؛ الأسود تميزه ثوريته والأحمر يقف نقيضه، فهو كامب يميني محافظ تمامًا، بينما يقف الكامب الأزرق بينهما باعتباره يخص الفن والمسرح بدون أي أدلجة ثورية أو غير ثورية، لتجد كل مجموعة ميزتها التنافسية المختلفة.

الانتخابات في اتحاد الطلاب عمومًا في الجامعة المصرية الحكومية والخاصة تعتبر انتخابات تصاعدية، أي لا يحق انتخاب رؤساء الاتحاد الطلابي سوى لأعضاء الاتحاد الطلابي فقط، ليس جميع الطلاب، ما يسمح للمجاملات والمصالح أن تجد لنفسها موطيء قدم راسخة، بخلاف الانتخابات في الجامعة الأمريكية، التي يحق لكل طالب فيها التصويت لاختيار حتى رئيس الاتحاد ونائبه، كما يمتنع الأمن تمامًا عن التدخل في هذه الانتخابات فعلًا وليس مجازًا، وبميزانية تزيد عن المليون جنيه يتسلَّمها رئيس اتحاد الطلاب الفائز، لتصبح تحت تصرفه وفريقه، وهو مبلغ يسمح بمساحة من التأثير والتغيير الفعلي لمجريات الأمور.

 كاتب هذا المقال كان ضمن الاتحاد الطلابي في كلية الإعلام لإحدى الجامعات المصرية، لذلك يدرك جيدًا مدى محورية هذه المميزات؛ هنا مساحة حديث الطلاب والنزول للشارع/ الجامعة أكبر وأشمل من غيرها، بالتالي يصبح برنامج كل مرشح ذي أهمية مصيرية في الحكم على معاييره وأجندته ومدى أهمية مشروعه، ذلك إلى جانب توافر المال الذي يدعم الأحلام الوردية ويمهّد طريقها. شكل مُصغَّر نموذجي لتعلّم الديمقراطية.

إضراب طلاب وموظفي الجامعة اﻷمريكية. سبتمبر 2011. صورة برخصة المشاع اﻹبداعي: حسام الحملاوي- فليكر

قصص كثيرة مثيرة وشيقة يحكيها الكاتب حول هذا العالم وحول ثورته الصغيرة غير المنتهية، وأحاديث حماسية عن مطالب فئوية صغيرة ومختلفة، كرفض زيادة سعر طبق السلطة من 18 إلى 21 جنيهًا، أو تخفيض رواتب عاملي النظافة من 600 إلى 400 جنيه شهريًا، في مكان ينفق طلابه هذا المبلغ وربما أكثر أثناء فطورهم فقط، كل ذلك في النهاية أشياء يريدها الطلاب ولا تريدها اﻹدارة/ الحكومة، تمرين بنّاء لبناء جيل حر دون مبالغة أو استعراض فارغ.

هذا عالم صغير يدور خلاله صراع تتزايد حدته وتتساوى قوة أطرافه تمامًا بعكس غيره؛ لا تسقط كفة الطلاب ولا يعامَلوا باعتبارهم "شوية عيال"، ولا يمكن سجن أو اعتقال طالب واحد فيهم حتى لو أصرَّ على غلق الجامعة كلها مطالبًا بحقوقه، في وقت يعد فيه ارتفاع صوتك في أحد الجامعات الأخرى هو رهان على مستقبل عائلتك بأكملها، لكن كونك طالبًا في الجامعة الأمريكية يوفر لك الحماية الكافية لاعتبارك ذي أهمية، أنت وكلامك الثقيل عن حقوق العمال والفلاحين والطلبة.  

هذه كلمات لا تسخر من المحاولات التي قدّمها طلاب الجامعات الأخرى باختلاف مستوياتهم، بل تضعها في صورتها الكاملة الأكثر جرأة وبطولية لو جاز لنا المقارنة، فهناك أنت تتكلم وتطالب بحقوقك وتجازف بكل ما تملك، وهنا في الجامعة الأمريكية أنت تطالب بحقوقك والأموال تدافع عن أشياء قد تعكر مزاجك؛ الأموال تتكلم دون ضجيج، لكن لا تنفي ثورية أصحابها وقلوبهم النقية.

هذه الديمقراطية التي يثور الطلاب خلالها في أمان نسبي، يقدمها طلاب في مكان يرفع علم دولة هي الأكثر استعمارية في التاريخ، قامت على أنقاض أكبر مذبحة عرقية عرفها البشر، قتل خلالها 70 مليون مواطن كانوا يقبعون في حالهم، لُقبوا زورًا وبهتانًا بالهنود الحمر؛ دولة الولايات المتحدة الأمريكية: الخصم والحكم.

                                     أغنية "هي المصاريف زادت كدا ليه"- أحمد صافي ومروان إمام، من طلاب الجامعة الأمريكية

جوّا وبرّا   

الأحداث داخل اتحاد الطلاب للجامعة الأمريكية (الذي كان أول من طالب بعمل اتحاد طلابي للجامعات على مستوى مصر كلها) كانت تجري بمحاذاة لما يحدث في الخارج المصري عمومًا، أي مع إرهاصات ثورة 25 يناير من حراك وتجارب أولى تطبّق، وسط تخوين وخوف من الجميع، فمثلًا مع قيام الثورة في ميدان التحرير، قام الطلاب هناك على بُعد خطوات من مقر الجامعة القديم في محمد محمود بنزع لافتة سوزان مبارك من على أحد جدرانها.

مع الوقت وبعد ما لحق الثورة من تشويه استهدف جميع من في ميدان التحرير وقتها، وجد أيضًا الطلاب أن معكسر اليمين الذي يدعم مقولات شر الثورة والثوريين وتخوينهم فاز في انتخابات اتحاد الطلاب. على ما يبدو أن ما كان يحدث في الخارج كان يجد له صدى واضحًا في الداخل.

أثناء التظاهرات العديدة داخل الجامعة والدعوات للنزول التي لم تهدأ داخلها مثلما هدأت خارجها، خرج عدد من أساتذة الجامعة للمشاركة في تظاهرات الطلاب.

مرة أخرى تضع نزاهة الاختيارات في الداخل وعدم تسييسها، وصراعات مجلس الآباء الحقيقية لفهم رغبات الطلاب وتهدئة ثورتهم، تساؤلات حول فداحة الخسارة في يناير على مستويات عدة، وضرورة إعادة النظر فيما يمكن إصلاحه والتعلّم منه دون الحديث فقط عن الأخطاء المراهقة، ونظريات المؤامرة التي لا تنتهي ولا تُصدَّق.

أثناء التظاهرات العديدة داخل الجامعة والدعوات للنزول التي لم تهدأ داخلها مثلما هدأت خارجها، خرج عدد من أساتذة الجامعة للمشاركة في تظاهرات الطلاب، وهو شيء ربما يجلب سخرية تكفي لتعبئة مسلسل كوميدي بالنسبة لطالب جامعة مصرية أخرى، لم يشاهد هكذا حدث من قبل.


اقرأ أيضًا: بين القمع والشطب.. ماذا تبقى للجامعة من جيلها الثائر؟


يحكي الكاتب عن موقف الدكتور جلال أمين، الكاتب الاقتصادي الشهير الذي يدرّس في الجامعة، حين دخل الطلاب المتظاهرون للقاعة أثناء شرحه أحد المحاضرات، فرَّحب بهم واستمع إليهم ثم قال للطلاب الحضور "من واجبي أن أشرح لمن يحضر ولكنني أفضل لو أنكم خرجتم مع زملائكم للمطالبة بحقوقكم". ووعدهم بإعادة الدرس في وقت آخر.    

أساطير حقيقية

ربما إلى جانب الحديث عن "فرافير" الجامعة الأمريكية، علينا أن نذكر أساطير أخرى حقيقية؛ فالجامعة لا تزال الجامعة المصرية الوحيدة التي تدخل تصنيف أعلى 500 جامعة في العالم. والجامعة عام 2001 (أي قبل وجود وسائل التواصل الاجتماعي) شهدت تظاهرت ضد زيادة المصروفات 3000 جنيه، جعلت الطالب الفلسطيني أبو لبن الذي يقال إن شخصية فتحي عبد الوهاب في فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية مستوحاة منه، ولم تنجح في خفض المصروفات فحسب، بل خصمت 3000 جنيه إضافية. الجامعة الأمريكية رُغم كل شيء، سمحت للطلاب، في 2015، بإجراء استفتاء على بقاء رئيستها ليزا آندرسون، رغم اعتراضاتها غير المنتهية على مطالب الطلّاب، وهو شيء لم يحدث بأي جامعة مصرية.

عالم صغير يؤهِل من داخله على التفكير والفهم والجرأة يحكي عنه كاتب عايش ذلك ليؤمّن على مقولة بيرني ساندرز التي ختم بها حديثه "إن الصراع من أجل حقوقنا ليس صراع يوم ولا سنة، إنه صراع حياة بأكملها ويجب أن يحارب فيه كل الأجيال"، ولأنه صراع حياة بأكملها، دائمًا هناك فرق في طلب أبسط الحقوق وهو ما يؤكد فعلًا أن صديقي الذي قال لنا "مش هتفرق" على زيادة فاتورة حسابنا في المطعم الأرستقراطي كان دون شك "مغفل".