يوميات صحفية برلمانية | ماذا يجري في لجان البرلمان السري؟

منشور السبت 4 يونيو 2016

السرية والخوف من "أهل الشر" والمتآمرين أسلوب حياة في مجلس النواب، الذي رفض منذ بدء جلساته البث المباشر، ويقيد المصورين الصحفيين ويسمح لهم بدقيقة واحدة في بداية كل جلسة.

لا أتوقع من مجلس يخشى رئيسه من الإعلام ويهدد النواب ويلوح بإحالتهم للجنة القيم أن يكون منفتحًا مع الصحفيين وأن ييسر عليهم الحصول على المعلومة. 

دعوني أوضح لكم أمرين سريين يجريان تحت القبة:

اللجان السرية

يوجد عدد كبير من اللجان يفرض رؤساؤها السرية على اجتماعاتها منذ اليوم الأول، ويبالغ رؤساء اللجان في التشديد على منع الصحفيين. من هذه اللجان الدفاع والأمن القومي، والثقافة والإعلام، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة والطيران، والتعليم.

لجنة الدفاع والأمن القومي التي يرأسها كمال عامر لجنة مغلقة منذ اليوم الأول، ولكن رئيسها يتعامل مع الصحفيين ويعقد اجتماعًا معهم عقب انتهاء كل اجتماع للجنة.

الطريف أن عامر كان استقبل أحد المسؤولين من السفارة الأمريكية قبل أسبوعين، وجلس بعدها مع الصحفيين ولم يُجب على أي من الأسئلة الموجهة له.

وكنت سألت عامر إذا ما كان المسؤول الأمريكي ناقش في الاجتماع أمورًا تخص منظمات المجتمع المدني، لكن عامر لم يُجب على السؤال، وحوّل مجرى الحديث إلى اتجاه آخر وهو العلاقات المصرية الأمريكية. 

سألته زميلة أخرى: "هل تطرّق الاجتماع للمحبوسين من المتظاهرين الشباب؟" ليستعيد عامر حينها شخصيته العسكرية ويقول بحزم "عيب لما تسألي سؤال زي ده، أنا لا أسمح أن يطرح أي شخص هذا السؤال، ولا أسمح لأي مسئول من دولة أخرى مناقشتنا في هذه الأمور".

وفي مرة أخرى جلس عامر في اجتماع مع الصحفيين عقب لقاء عدد من النواب مع وزير الدفاع صدقي صبحي، وبدأ يحدثهم عن ما جرى في الاجتماع، ورفض الإجابة على أسئلة الصحفيين.

لجنة الثقافة والإعلام التي يرأسها أسامة هيكل وزير الإعلام في عهد المجلس العسكري، ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي حاليًا، منعت الصحفيين من حضور أي اجتماع منذ بدء عملها. اللجنة المعنية بقوانين الإعلام وحرية تداول المعلومات تقيد حق المحررين البرلمانيين في الوصول للمعلومات، وناقشت عددًا من الأمور في جلسات سرية مثل أزمة الصحفيين والداخلية، وموازنة ماسبيرو ووزارة الآثار.

لجنة الاتصالات التي ترأسها الصيدلانية مي البطران، التي دخلت مجلس النواب عبر قائمة في حب مصر، تفرض حاجزًا من السرية على أعمالها منذ اليوم الأول.

مي لا تجيد التعامل مع الإعلام وتخشاه في الوقت نفسه، لا تملك حسًا سياسيًا للحديث عن قوانين الاتصالات والجريمة الإلكترونية التي تناقشها في اجتماعات مغلقة مع مسؤولين بالدولة، وسبق وشاركت في اجتماع عقدته لجنة الإصلاح التشريعي قبل أسابيع من قوانين الاتصالات وحضره عدد من ممثلي أجهزة امنية في الدولة، وبسؤالها عما دار في الاجتماع قالت "ما حضرتش"، رغم أنها كانت خرجت أمام الصحفيين من القاعة التي جرى بها الاجتماع.

سحر طلعت مصطفى، سيدة الأعمال الإسكندرانية تنتمى لعائله لها مجموعة شركات في مجالات مختلفة منها الطيران، والتي اُنتخبت رئيسة للجنة السياحة، تتمسك بإغلاق اللجنة امام الصحفيين عدا اجتماع وحيد حضره وزير السياحة.

لجنة التعليم التي تهم قطاعًا كبيرًا جدًا من المصريين لم تفتح بابها حتى الآن للصحفيين.

رحلات عبد العال للخارج

يحكي الصحفيون المخضرمون تحت القبة عن أيام خالد الذكر فتحي سرور، ويتحدثون عن مصاحبة الصحفيين للنواب في السفريات الرسمية للخارج. وعندما يطالب الصحفيون المجلس الحالي بنفس الأمر، يرد عبد العال برغبته في ترشيد النفقات.

لكن "ترشيد النفقات" ليس سببًا كافيًا يبرر التكتم على المعلومة؟ ما علاقة عدم إهدار المال العام في رحلات ومجاملات بحق الصحفي في معرفة نشاط المجلس؟

لكن يبدو أن رحلات عبد العال الخارجية ليست سرًا على الصحفيين فقط ولكن على عدد من النواب أيضًا. النائب أسامة شرشر جمع توقيعات اليوم من 20 نائبًا في خطاب موجه لعبد العال مستنكرًا طريقة اختيار الوفد المرافق لعبد العال في سفرياته وعدم الوضوح والشفافية في الإعلان عن هذا الاختيار.

 

خطاب النائب أسامة شرشر - خاص للمنصة