الفحص الأمني للمسافرين بمطار ميونخ

مُتَرْجَم| دليل المسلمين للسفر الآمن

منشور الأربعاء 10 أغسطس 2016

حومة خليلي- الجارديان

الأسبوع الماضي؛ اعتقلت سيدة بريطانية لقراءتها كتابًا حول سوريا بينما كانت على متن طائرة. قضيتها ألقت الضوء على ما يواجهه المسافرون المسلمون من تمييز وخوف مرضي. على من نلقي اللوم؟ على شركات الطيران، أم الحكومات أم على ثقافة الخوف؟

في السادس والعشرين من مارس/ أذار الماضي، كان حسن الدويشي في طريقه للعودة من مؤتمر علمي في فيينا، وكان يتطلع لرؤية عائلته. وما إن استقر على مقعده في الطائرة المتجهة إلى جاتويك (ثاني أكبر مطارات انجلترا)؛ أرسل حسن لزوجته رسالة يخبرها بأن الطائرة تأخرت عن الموعد المقرر لإقلاعها. سيدة تجلس على الجانب الآخر من الممر نهضت وتركت مقعدها، وبعد دقائق؛ وصلت الشرطة.

طُلِب من الشاب عراقي الأصل، الطالب في جامعة شيفيلد هالام البريطانية أن يغادر الطائرة، وصودر هاتفه وتُرِك في المطار دون تذكرة طيران بديلة، ولا رد قيمة تذكرة طائرته التي أقلعت من دونه. السبب؟ كانت رسالته لزوجته مكتوبة بالعربية.  

ارسل الرسائل النصية بحذر 

قصة الدويشي مجرد مثل على المخاطر المرتبطة بما صار معروفًا بمصطلح "الطيران كمسلم"، وهو مصطلح ساخر للتدليل على التمييز الذي يتعرض له العديد من المسلمين في المطارات منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر. هذه الممارسات تمتد من الأسئلة الزائدة من العاملين في المطارات، إلى التفتيش الرسمي من الشرطة، والفحص الأمني المضاعف ومشاكل الفيزا عند السفر للولايات المتحدة. أحيانًا يبدو وكأن كل مسلم لديه حكاية يحكيها.

منذ أسبوعين، أُجبر زوجان يحتفلان بعيد زواجهما على مغادرة الطائرة المتجهة من فرنسا إلى الولايات المتحدة. أحد أفراد طاقم الطائرة زعم أن "نازية علي" -34 عامًا- التي ترتدي حجابًا كانت تستخدم هاتفها بشكل مثير للريبة، وأن زوجها فيصل كان يتصبب عرقًا. وزعم فرد الطاقم أيضًا أن الزوجين استخدما كلمة "الله". شركة الطيران المسؤولة عقبت على الواقعة بأنها "ملتزمة بشدة بمعاملة كافة عملائها باحترام".  

الأمثلة الأخرى هذا الصيف تتضمن فايزة شاهين العاملة في خدمات الصحة العقلية، التابعة للخدمة الطبية العامة في بريطانيا. كانت فايزة عائدة من قضاء شهر العسل عندما تم اعتقالها واستجوابها بموجب البند السابع من قانون الإرهاب البريطاني. أفراد طاقم الطائرة التي كانت تستقلها قالوا إنهم رأوها تقرأ كتابًا عن سوريا. تقول شاهين أنها لم تتمالك نفسها من البكاء بعد تعرضها لتلك التجربة. أما خطوط طيران تومسون المالكة للطائرة فقالت: " طاقمنا مدرّب على الإبلاغ عن أي شئ مثير للقلق من باب الاحتياط".  

القصص التي صارت تجد طريقها لعناوين الصحف تتشابه في الغالب مع حكايتي الدويشي وشاهين. عندما يكون سلوكًا فرديًا عاديًا مدعاة للشك لمجرد أن من يمارسه تصادف أنه مسلم. وما يتكرر بشكل أكبر لكن نادرًا ما يتم الإبلاغ عنه؛ هو ما يشعر به المسافرون كل يوم من شكوك ظاهرة بسبب دينهم.

المجموعات المهتمة بالمساواة والحريات المدنية تحذر من أن الشبكة صارت تُلقَى الآن على مدى واسع، لتَصِمْ وتعزل آلاف المسلمين. وهذا – كما يطرح عديدون- يمكن أن يجعل وقتنا الذي نقضيه معلقين في الهواء (على متن الطائرات) أقل أمانًا، عبر نثر بذور التفرقة. حتى المسلمين ذوي الشهرة لا يسلمون من التمييز. لاعب الكريكيت الإنجليزي مُعين علي، كات ستيفنز (مطرب بريطاني أشهر إسلامه وتسمّى بيوسف إسلام) المنتج الموسيقي نوتي بوي، الكوميديان عادل راي، شكوا جميعهم من التمييز ضدهم في المطارات. هذا الشهر، أصدر الممثل ومغني الراب ريز أحمد أغنية بعنوان T5 عما يلاقيه على متن الطائرات.    

الموسيقي البريطاني نوتي بوي

الدويشي، الذي عاش في المملكة المتحدة منذ 2010، لا يزال يعاني آثار التجربة: "كان الجميع ينظرون إلي ويفترضون أنني فعلت خطأ ما، هذا ليس حذرًا أمنيًا زائدًا؛ إنه تنميط (استهداف على أساس الهوية)".

تلقى الدويشي اعتذارًا من البوليس النمساوي، ويقول إنه لم يُعْطَ أية تفسيرات لما حدث معه سوى أن راكبة أبلغت أنها "رأت شيئًا يتصل بـ(داعش)". العالم المتخصص في الكيمياء الحيوية تلقى أخيرًا اعتذارًا وتعويضًا عن قيمة التذكرة من شركة إيزي جيت بعدما تم نشر قصته في إحدى الصحف.

يعتقد الدويشي أن التركيز على الإرهاب في الإعلام لا يساعد في تحسين الأوضاع. "من يعرفونني مصدومون مما حدث. أنا هادئ وصموت. إنهم لا يفهمون كيف يمكن لأي أحد أن ينظر إلي ويخاف". "لنقارنه بشئ في مجال تخصصي، إن ما جرى أشبه بأنفلونزا الخنازير. الكل ظن أنه مصابًا بها لمجرد أنه سمع عنها الكثير".

خير الدين مخزومي بإمكانه تفهُّم ما جرى مع الدويشي. في إبريل/ نيسان كان ابن السادسة والعشرين في طريق العودة إلى جامعته في كاليفورنيا عندما اتصل بعمه في العراق ليخبره أنه جرت دعوته لعشاء يحضره بان كي- مون، السكرتير العام للأمم المتحدة، حتى أنه ألقى سؤالاً على المسؤول الأممي. سيدة تجلس أمامه في الطائرة أبلغت عنه، وطُلِب من مخزومي أن يغادر الطائرة. وواجهته الشرطة وقامت بتفتيش حقيبته أمام أعين باقي الركاب. طالب العلوم السياسية قال إن مدير شركة الطيران قال له: إنه كان عليه أن يعلم أن "التحدث بهذه اللغة" يشكل تهديدًا أمنيًا. ورغم ذلك أصدرت شركة الطيران "ساوث-ويست" بيانًا قالت فيه: إن فحوى حديثه هو ما رؤي فيه تهديدًا أمنيًا وليس حديثه بالعربية.

لا تتحدث بلغة أجنبية (غير انجليزية)

في مارس/آذار الماضي، لاعب موسيقى في لندن يدعى دي جي مهاري يماني- تسفاجورجيس، وهو من أصول إفريقية قال إنه كان ضحية تمييز عنصري.

لالو أوبيبي يحيا في لندن أيضًا، وهو مسيحي مولود في نيجيريا، طُلب منه مغادرة الطائرة بعدما رأي على هاتف لالو رسالة لمجموعة صلاة تدعى Isi -وهو اختصار لـ" الْحَدِيدُ بِالْحَدِيدِ يُحَدَّدُ"، جملة واردة في الكتاب المقدس (سفر الأمثال)- وفي وقت مبكر من هذا الشهر، طُرِد جويدو مينزو أستاذ الاقتصاد بجامعة بنسلفانيا الأمريكية ذا الشعر الأسود المجعّد من الطائرة، بعدما أثارت المعادلات التي يكتبها خوف واحدة من الركاب.   

في الولايات المتحدة تعرّض العديد من الشيوخ لفحص أمني أكثر تضييقًا بسبب ملابسهم، وأطلق ائتلاف الشيوخ تطبيقًا هاتفيًا لإلقاء الضوء على حالات التمييز. كاتي سيان، مُحَاضِرة في جامعة يورك (جامعة بريطانية) والتي تجري بحثًا يتعلق بالمشكلات التي يتعرض لها الشيوخ في المطارات، تقول إن المشكلة تُظهِر أن "أجساد الرجال السُمْر زُجَّ بها في الحرب على الإرهاب".    

عندما سألت عائلة صديق عن "الطيران كمسلمين" جاءت الحكايات مكثفة وسريعة. صديق تذكر منعه من الصعود للطائرة واستجوابه من قبل مسؤولي الأمن. محرر بالجارديان جرى استيقافه واستجوابه في أربع مرات من ضمن سبعة سافر فيها من بريطانيا إلى الولايات المتحدة، منها مرة سُئل فيها عن حضور معسكر تدريبي في الشرق الأوسط.

قريب لي يحيا في المملكة المتحدة ولديه جوازي سفر بريطاني وأمريكي، تم استيقافه في 80% من رحلاته إلى أو داخل الولايات المتحدة "وأنا أسافر هناك 5 أو 6 مرات كل عام".

بدأ الأمر بعد 11 سبتمبر بقليل في رحلة داخلية، وأثناء وجوده في مينيسوتا جاءه ضابط بوليس وطلب التأكد من اسمه ثم اصطحبه للاستجواب. "عندما سألته ماذا يحدث، قال لي إن قائد الطائرة لاحظ أنني كنت مضطربًا أثناء وجودي على متنها. وعندها تحولت نحو محاولة الظهور كأمريكي شديد الأمركة. قلت شيئًا على غرار: (إيه يا صاحبي دا كلام فارغ، أنا أصلا مكلمتش حد). قلت له أنه يبدو شخصًا لطيفًا، ولكن هذا تمييز عنصري. وعندما قلت ذلك اعتذر لي وقال لي إن رئيسه طلب منه أن يفحصني".  

الآن يصل صاحبنا هذا إلى الولايات المتحدة مبكرًا عن موعده تحسبًا لإضاعة الوقت في الفحص الأمني. يقول: "ما إن قالوا لي إن الفحص يجري بموجب اختيار عشوائي، سألت: على أي أساس؟ فقالوا لي: الاسم، العمر، الأصل العرقي".

 

تحسَّب للاحتجاز وقتًا طويلا بغرض الاستجواب

 "في تركيا قيل لي أن اسمي متطابق مع اسم ابن أحد الإرهابيين، وأن الولايات المتحدة تشاركهم قائمة المطلوب مراقبتهم". "دائمًا ما أتشاجر بسبب الطريقة البشعة التي يعاملونك بها. وجهة نظري أنني عضو في الكشافة الأمريكية، لو لم أقل أنا شيئًا ضد هذا الوضع فمن سيتكلم؟"

هيو هانديسايد عضو الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، يشرح أن تكرار طباعة SSSS (الاختيار للفحص الأمني الثانوي) على تذاكر الطيران الخاصة بأحدهم، يعد مؤشرًا قويًا على أن اسمك قد وجد طريقه إلى قائمة "الاشتباه لأسباب متعلقة بالإرهاب" وهي قائمة الآخذة في الاتساع، وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية. وأحيانًا يكون من الكافي أن يتشابه اسمك مع اسم واحد ممن هم في القائمة كي تتعرض لهذا الإجراء.

يُعتقد أن قاعدة بيانات قائمة الاشتباه الأمريكية تلك تضم مئات الآلاف من الأسماء، وتسببت السرية الشديدة المحيطة بها في جعلها محل جدل. في إبريل/ نيسان الماضي تقدم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية- فرع ميتشجان بدعوى قضائية أمام المحكمة العليا بالنيابة عن "آلاف الأمريكيين المسلميين الذين اعتبروا إرهابيين معروفين أو مشتبه بهم عن طريق الخطأ. دون وجود ما يستدعي هذا الاتهام". كما تقدم بدعوى قضائية أخرى للمطالبة بإعلان قائمة الاشتباه "غير دستورية".

هانديسايد يقول إن الدعاوى القضائية التي تقدم بها الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، كشفت أن السفر لدول بعينها في سنوات بعينها اعتبر سببًا كافيًا لإدراج أحدهم في القوائم الفرعية العديدة للاشتباه والمراقبة والمنع من السفر.  

في 2014، كشفت تفاصيل مُسربة عن أن بعض ذوي الأصول المسلمة تم إدراجهم على نحو خاطئ في قائمة الاشتباه، وأن نيويورك حوت أغلب المدرجين على تلك القوائم، تليها ديربورن؛ وهي مدينة صغيرة في ميتشجان (ميتشجان ولاية أمريكية جاذبة لذوي الأصول العربية والإسلامية). وكما يوضح هانديسايد؛ فإن ديربورن "يوجد بها أعلى تركيز لذوي الأصول العربية خارج الشرق الأوسط". وحقيقة أن السلطات تستخدم خوارزميات الكمبيوتر لتحديد من هو الأولى بالوضع على قائمة الاشتباه والمراقبة، هو أمر يشي بغباء النظام وعدم حياديته.

المحامي الذي قضى عامين في العمل لصالح المخابرات المركزية الأمريكية، يقول إن تزايد أعداد المضافين لتلك القوائم "لا يعني أننا صرنا أكثر أمنًا. هذا يزيد من حجم كومة القش. لو أن هناك إبرة في تلك الكومة فإن صعوبة إيجادها تتزايد.. ما يحدث يزيد من (الدوشة البيضاء)".

 وفي حالات الاشتباه عن طريق الخطأ بسبب تشابه الأسماء، هناك نظام للمراجعة والإصلاح. يقول مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية إن هذا النظام نفسه مغلف بالسرية، ولن تعرف إن كان هذا النظام ناجحًا إلا لو تمكنت من السفر لاحقًا بعد توقيفك خطءً، دون عوائق.  

المنخرطون في الحملات المعارضة لهذا النظام، يقولون إن القليل من المسلمين مستعدين للإبلاغ عن تلك الانتهاكات التي تطالهم في المطارات. فالوصم المتصل باتهام المرء بكونه إرهابيًا، حتى لو لم يكن لهذا الاتهام ما يعززه؛ يمكن أن يكون كافيًا لإسكات العديدين. وآخرون يخشون من عواقب الشكوى ضد السلطات.

يرى هانديسايد أن الذين يحاولون تناسي تعرضهم لتلك الإجراءات لا يدركون عواقبها "لا يمكننا أن نقلل من شأن الوصم وسوء التجارب التي يتعين على من يتعرضون لتلك الإجراءات خوضها في كل مرة يسافرون فيها- أن ينظر إليك الجميع وهم يظنونك إرهابيًا".

إمام أجمال مسرور كان بالغ الغضب بسبب المعاملة التي تعرض لها في المطار، حتى أنه أنشأ موقعًا إلكترونيًا لجمع حكايات من تعرضوا لمثل تلك التجارب. بعد سفره من وإلى الولايات المتحدة عدة مرات خلال 2015، استوقفه مسؤولون من السفارة الأمريكية [لدى بريطانيا] في المطار خلال ديسمبر/ كانون أول الماضي، وأخبروه بلا سابق إنذار أن فيزا العمل التي حصل عليها تم إلغاؤها.

مسرور البالغ 44 عامًا يقول إنه تلقى تهديدات بالقتل بسب تنديده بالإرهاب في الماضي. ويشرح أنه عرف في نهاية المطاف أن السبب فيما تعرض له هو وجود شخص معين ضمن متابعي صفحته على فيسبوك. "ولكن أنا لدي أكثر من 30 ألف متابع، أنا لا أعرف من هو هذا الشخص الذي يقصدونه". ورغم تلقيه خطاب من وزارة الخارجية الأمريكية يخبره فيه مسؤولوها أن إلغاء الفيزا كان خطءًا؛ إلا أن زياراته المتعددة إلى السفارة الأمريكية في بريطانيا للحصول على تأشيرة بديلة؛ لم يثمر عن شيء.

واحدة من السياسيين الذين حاولوا استكشاف حجم المشكلة هي ستيلا كريسي عضو حزب العمال البريطاني. دأبت ستيلا على إلقاء الأسئلة حول شؤون الأمن الأمريكي بعدما تكرر استيقاف عائلة مكونة من 11 فرد من مقاطعة "والثماستو" (التي تنتمى إليها وتمثلها ستيلا) في المطارات، أثناء محاولاتهم السفر إلى ديزني لاند. خسرت العائلة حوالي 13 ألف جنيه استرليني بسبب إجبارهم على تفويت طائراتهم، وأخبرتهم السلطات أنهم لن يستعيدوا قيمة تلك التذاكر الضائعة. الصدمة- بالطبع- يصعب أن تقدر بثمن "تم إلغاء تأشيراتهم الإلكترونية. كان أطفالهم يبكون، وأجبروا على إرجاع كل الأشياء التي اشتروها من منطقة الإعفاء الجمركي. كان الوضع رهيبًا، لماذا لم يخبروهم قبل الوصول للمطار؟".   

ستيلا كريسي

عندما سمعت ستيلا قصصًا شبيهة من ناخبين آخرين؛ طرحت أسئلتها في البرلمان، ولكن لم يخبرها أحد بعدد واضح للمواطنين البريطانيين الذين جرى منعهم من زيارة الولايات المتحدة، بينما تنشر السلطات البريطانية بيانات واضحة عمَّن قامت باستيقافهم وتفتيشهم، مقسمة حسب الأعراق والخلفيات، لكن الولايات المتحدة أقل شفافية.

تقول ستيلا: "هناك تأكيدات بأن أمن الولايات المتحدة يعمل في مطارات مانشستر وجاتويك وهيثرو، ولكن تحت أي إشراف؟ هذا غير واضح". وتواصل: "لو كانت لدينا البيانات، فسيصير بإمكاننا إما ان ندعم تلك التخوفات أو أن نفعل شيئًا بخصوصها. ولكن الحكومة [البريطانية] لا تعلم، وهذا كفيل بإثارة قلقنا".

هي الآن تأمل في تحريك استجواب تتهم فيه الحكومة بالافتقار للبيانات. وتصر على أن هذا فشل للقطاع الحكومي في القيام بواجب المساواة. "لا أحد يقترح إلغاء الفحص الأمني؛ ولكن نقص المعلومات والتمييز هو المشكلة".

متحدث من سفارة الولايات المتحدة شدد على أن الدين والإيمان والمعتقدات الروحية ليست محددات للحق في السفر إلى الولايات المتحدة. إدارت المراقبة الجمركية وحماية الحدود الأمريكية أكدت أنها لم تفصح عن نسبة المسافرين الذين جرى اختيارهم للخضوع للتفتيش والفحص الثانوي، وأنها لم تقسمهم بحسب الأصول العرقية أو الدينية. ولكن؛ متحدث باسم إدارة حماية الحدود قال إن تلك الأرقام "تكاد تكون لا تذكر" بالمقارنة بعدد البريطانيين المسافرين إلى الولايات المتحدة يوميًا.

وبينما تحتفظ المملكة المتحدة ببيانات حول من تم استيقافهم وتفتيشهم في المطارات؛ فإن هذا لا يعني أنها ليست لديها مشاكل. في 2012 واجه مطار جلاسكو مقاطعة من المسافرين المسلمين، قالوا إن تحرشات ضباط مكافحة الإرهاب فاقت قدرتهم على التحمل.

قبلها بعام؛ كشف وزير النقل الاسكتلندي حمزة يوسف عن أنه تم توقيفه بموجب المادة 7 من قانون الإرهاب لعام 2000، وأن تلك لم تكن المرة الأولى التي يجري توقيفه فيها.

بموجب التشريع الأصلي لهذا القانون الذي يتيح التوقيف والتفتيش؛ فإن أي شخص يدخل إلى المملكة المتحدة أو يخرج منها يمكن احتجازه بحد أقصى 9 ساعات، دون الاحتياج إلى تقديم أية مبررات للشك في أمره. في ذورة تطبيق هذا القانون في عامي 2009 و2010؛ تم احتجاز 85 ألف مسافر سنويًا، وكان أبناء الأقليات العرقية أكثر عرضه للتوقيف بنسبة 42% أكثر من المسافرين البيض.

يقول يوسف إن احتجازه المتكرر أثبت أن الاستيقاف يعتمد على لون البشرة، لا المعلومات الاستخباراتية.

في عام 2014؛ وبعد انتقادات قوية، أدخلت تعديلات على القانون وخاصة البند السابع منه. صار هناك نص يحتم وجود ممثل قضائي أثناء عملية الاحتجاز، وتقليص وقت الاحتجاز من 9 إلى 6 ساعات. أدى هذا إلى انخفاض حاد في عدد المحتجزين. وآخر البيانات المتاحة تشير إلى انخفاض واضح في العدد.

 في 2015، انخفض عدد المحتجزين بنسبة 21% عن السنة السابقة عليها. ديفيد أندرسن المراقب المستقل لتطبيق قانون الإرهاب، يرجع هذا إلى الاعتماد بشكل أكبر على المعلومات والتحليل السلوكي "وتقليل الاعتماد على الاشتباه والاستيقاف اعتمادًا على الحس الشخصي لرجال الأمن". ولا يرى أندرسن أن السلطات التي يمنحها البند السابع يتم استخدامها بطريقة فيها عنصرية وتمييز؛ رغم تأكيده على أن الاحتجاز يتسبب في انزعاج واضح لدى المسافرين من كافة الأعراق؛ "إلا أن معدلات الاعتقال تبقى منخفضة جدًا بالمقارنة بمعدلات الاستيقاف والتفتيش".     

هذا العام؛ نشرت الحكومة دليلاً جديدًا يشدد على أن قرار استيقاف أحدهم يجب ألا يكون اعتباطيًا (بلا مبررات واضحة)، وأن الدين والعرق يمكن اعتبارهما فقط عوامل ثانوية مهمة، تترافق مع "عوامل تظهر الصلات بين الفرد المشتبه به والتهديدات الإرهابية".  

ارتد ملابس لائقة

وفقًا لتحليل أرقام 2015 في تقرير منظمة فايث ماترز؛ فإن الأشخاص بيض البشرة لديهم احتمال بنسبة 37% أن يجري استيقافهم في المنافذ الحدودية والمطارات، وذوي الأصول الأسيوية ترتفع احتمالات استيقافهم إلى 80 ضعف الشخص الأبيض. "هذا إلى جانب الأدلة الثابتة؛ يؤكد أن هناك درجة عالية من التصنيف العرقي تحتاج إلى تدخل عاجل للتأكد من أن المواطنين البريطانيين وأصحاب الجنسيات غير البريطانية القادمين لزيارة بريطانيا، ستجرى معاملتهم على قدم المساواة".

ستيفانو بونينو، خبير علم الجريمة في جامعة نورثمبريا أجرى مؤخرًا مقابلات مع 39 مسلم اسكتلندي. ووجد أنه في الوقت الذي اختبر فيه معظمهم مواقفًا إيجابية تتصل بالتناغم مع مجتمعاتهم المحلية؛ إلا أنهم مروا جميعًا بتجارب في المطارات خلقت لديهم شعورًا حقيقيًا بالاغتراب، والظلم والتفرقة الاجتماعية "غضب وإهانة".  

فيليب باوم، مؤلف كتاب "عنف في السماوات" يقول إن الاشتباه بسبب الجذور العرقية لا يساعد في مواجهة الإرهاب، وأنه يجب أن يكون لدينا المزيد من التحليل السلوكي في المطارات، أكثر مما نقوم به حاليًا. "حتى لو نفذ الهجوم تنظيم القاعدة أو الدولة الإسلامية، فلن ينفذه شخص (يبدو مسلمًا). ولدينا مثال كلاسيكي هو حالة آن ماري ميرفي في 1986، التي منعت من الصعود لطائرتها في تل أبيب. كانت امرأة بيضاء وحامل. هذه ليست الصورة المعتادة للإرهابي". ألقي القبض على ميرفي لأنها كانت تحمل المتفجرات في حقائبها دون أدنى محاولة لإخفائها، بعدما زرعها هناك خطيبها الأردني نزار هنداوي الذي حكم عليه بالسجن 45 عامًا.  

باوم يرى أن شيوع الاعتقاد لدى المسلمين بأنه سيتم استهدافهم على كل حال؛ سيدفعهم بالتبعية لتغيير سلوكهم: "هناك خوف مرضي، وأحيانًا يتأثر الناس بتلك البارانويا ويتصرفون بشكل يثير الشكوك لظنهم أنهم سيتعرضون لمضايقات".

بينما الخوف من الإرهاب في المطارات، يعني أن العديد من الأشخاص لديهم استعداد لتحمل المزيد من الإجراءات الأمنية المزعجة؛ إلا أن المرور بالتمييز الذي يعانيه المسلمون في المطارات وما يحمله من تهديدات ومخاطر، يخلق انقسامًا ورفضًا لتلك الإجراءات.

بالنسبة لبونينو (خبير علم الجريمة) فالعواقب واضحة: "الدعاية الجهادية القائمة على المظلومية يمكنها أن تستخدم مثل تلك الممارسات، عندما تريد من المسلمين أن يتعاونوا مع السلطات لمواجهة العنف المتشدد؛ فلن يساعدك أبدًا أن تُشْعِر الناس بأنهم مستهدفون من قبل السلطات نفسها التي تطلب منهم التعاون".


اعرف حقوقك:

دليل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية لحقوقك

  • موظف الجمارك لديه الحق في استيقاف واحتجاز وتفتيش كل شخص وكل شيء.
  • ضباط الفحص والتفتيش لديهم الحق في اتخاذ إجراءات تفتيش زائدة لحقائبك.
  •  قائد الطائرة لديه الحق في رفض استمرار أحد الركاب على متن الطائرة إن كان يعتقد أن هذا الشخص يشكل تهديدًا على أمن وسلامة الرحلة. قرار القائد يجب أن يكون مُسببًا ومبنيًا على ملاحظة دقيقة، وليس مجرد استنادًا لأنماط محددة مسبقًا.

لو أنك تعتقد أنه تجري معاملتك بطريقة فيها تمييز:

  • سجل أسماء وأرقام هوية المتورطين الموضحة على بطاقاتهم التعريفية.
  • اطلب التحدث إلى أحد المشرفين.
  • اسأل بأدب إن كان اختيارك قد تم بسبب اسمك أو ملامحك أو ملابسك أو أصولك العرقية أو معتقدك الديني أو جنسيتك الأصلية.
  • اطلب من شهود الواقعة بلطف أن يعطوك أسماءهم وسبل الاتصال بهم.
  • سجل وثيقة قانونية بما حدث فور وقوع الاحتجاز. سجل فيه رقم الرحلة وموعدها واسم شركة الطيران.

 

قائمة المنع من السفر جوًا وقائمة الاستهداف:

ربما تكون مسجلاً على قائمة الاستهداف، إذا لم تتمكن من استخدام الإنترنت أو أكشاك المطار في عملية التسجيل الإلكتروني لدخول الطائرة. ولكن يجب السماح لك على كل حال بركوب الطائرة ما دمت ضمن هذه القائمة فقط. أما قائمة المنع من السفر جوًا؛ فهي تمنع الأفراد من استقلال الطائرات نهائيًا. مادام بإمكانك الصعود إلى متن الطائرة، بصرف النظر عن قدر الأسئلة والتفتيش الذين تعرضت لهما؛ فهذا يعني أنك غير مدرج على قائمة حظر السفر جوًا.

المادة 7 من قانون الإرهاب البريطاني- تعليق منظمة فايث ماترز:

 

  • وفقًا للمادة السابعة من قانون الإرهاب؛ يمكن إخضاعك للتفتيش والفحص والاحتجاز على يد الشرطة عند المنافذ الحدودية وفي المطارات.
  • لو جرى احتجازك فإن شخصك ومتعلقاتك مسموح بتفتيشهما، ولكن من حقك أن تطلب أن يجري التفتيش الذاتي على يد شخص ينتمي لنفس الجنس الذي تنتمي إليها.
  • لست مطالبًا بالإجابة على أسئلة تتعلق بأشخاص آخرين، أو أن تقبل بالتجسس على أي شخص آخر.
  • لك حق في الحديث إلى ممثل قانوني.
  • لو تم احتجازك، فعلى مسؤولي الشرطة أن يصطحبوك إلى قسم شرطة في أقرب وقت ممكن. لا يسمح باحتجازك دون توجيه تهمة لأكثر من 6 ساعات. ولك الحق في إبلاغ شخص واحد معروف بكونك خاضع للاحتجاز.