يوميات صحفية برلمانية| بداية عنيفة للنواب.. عبدالعال يمنع صحفية ونائب يتوسل حق نجله

منشور الثلاثاء 4 أكتوبر 2016

بدأ دور الانعقاد الثاني لمجلس النواب اليوم بداية عاصفة. كان في القلب منها -كالعادة- رئيس البرلمان على عبد العال الذي وضع نفسه في مرمى النيران بعد إصداره قرارًا بمنع الزميلة رنا ممدوح من دخول المجلس لمباشرة عملها الصحفي. 

منع صحفية 

في حوالي الساعه الثانية عشرة والنصف ظهرًا، وصلت رنا للبوابة الرئيسية للمجلس وأظهرت هويتها الصحفية المعتمدة من المجلس والمذيلة بتوقيع اللواء طارق الفرارجي، مدير الادارة العامة لشرطة مجلس النواب، فاستخدم أحد أفراد الأمن على البوابة اللاسلكي مرددا كلمتين فقط "وصلت يا باشا". وبعد دقائق قليلة كان يقف معها أحد المسئولين الكبار عن الأمن في المجلس ليخبرها بصدور قرار من رئيس المجلس شخصيًا بمنعها من الدخول، وسحب بطاقتها الصحفية التي تعترف بها محررة برلمانية لصالح صحيفة "المقال". وفي حوالي السابعة والنصف من مساء اليوم، تراجع عبد العال عن قراره بعد تدخل شعبة المحررين البرلمانيين وعقد اجتماع معه في نهاية اليوم. وسنرى كيف ستتمكن رنا من أداء عملها خلال الأيام القادمة، وإن كانت ستتعرض لتضييقات أخرى أم لا.

لكن قرار رئيس المجلس يكشف عن ضيق صدره بالنقد الذي يتعرض له، وبالآراء المغايرة لمواقفه. رنا ليست محررة برلمانية تنقل الخبر فقط، ولكنها صاحبة وجهة نظر متخصصة في كتابة تقارير تحليلة، لم تغض طرفها عن أية سلبيات تحت القبة. في الحقيقة؛ قدم علي عبد العال اليوم خدمة للزميلة رنا ممدوح، إذ قدمها لجمهور مختلف عن جمهور جريدة المقال الورقية التي تكتب لها الزميلة. وعرَّف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ومتصفحي المواقع الإلكترونية باسمها، بعدما أشارت محكمة القضاء الإداري إلى إحدى مقالاتها في حكمها الخاص بجزيرتي تيران وصنافير.

"عجينة" في القيم

أما المشهد تحت القبة، فتخللته عدة أمور، أهمها إحالة النائب إلهامي عجينة للجنة القيم وسط تصفيق الأعضاء وترحيبهم بمحاسبة زميلهم عمّا أدلى به من تصريحات مسيئة، بدأت بحديث الختان ووصلت إلى المطالبة بتوقيع كشف عذرية على الملتحقات بالتعليم الجامعي. بداية؛ أعطى علي عبد العال الكلمة للنائب صلاح حسب الله الذي رفع اللائحة مطالبا بالكلمة، وقال: "إن هذا النائب صدر له خمس تصريحات شاذة من قبل وهذا ليس التصريح الأول". وطالب بإحالته للجنة القيم والتحقيق معه.

بعدها تحدث النائب يسري المغازي مدافعًا عن نفسه، ونفى التصريحات المنسوبة له في موقع برلماني، والتي تطابق تصريحات عجينة بشأن كشوف العذرية على الفتيات قبل التحاقهن بالجامعة. المغازي اتهم في دفاعه "شخص ما مدفوع من زميله النائب" باختراق هاتفه والرد على المكالمات بدلاً منه. وقال: "المتحدث في التسجيل ليس صوتي وليس اسمي". وطالب رئيس المجلس باتخاذ موقف حازم ضد النائب الذي لم يسمه، كما طالب بتدخل النائب العام. بعدها أعلن عبد العال إحالة عجينة -الذي لم يحضر إلى مقر المجلس اليوم- إلى لجنة القيم والتحقيق معه.  

الخدمة المدنية يمر بالكاد 

بعد طول انتظار وتأجيل من دور الانعقاد الأول، وافق المجلس اليوم نهائيًا على قانون الخدمة المدنية وسط مشادات بين الأعضاء ورئيس المجلس. حاول عبد العال مرارًا الحفاظ على هدوء القاعة وضبط حركة النواب خلال الجلسة، وحذرهم أكثر من مرة مطالبًا إياهم بعدم الوقوف مع الوزراء أو الحديث معهم خلال الجلسة، وهدد برفع الجلسة. وذكرهم بأن مصير 6 مليون موظف قائم على تمرير هذا القانون. ورفض عبد العال طلبات بعض النواب باعادة المداولة في عدد من المواد وقال منفعلاً: "قانون 47 (قانون العمل القديم) لن يعود، أرفض المداولة انتهى هذا الموضوع". وتحدث عن وجود محاولات لتعطيل صدور قانون الخدمة المدنية، ولم يحدد من الجهات أو الاشخاص المسؤولة عن تلك المحاولات. 

واستخدم رئيس المجلس مجددا آلية التصويت الإلكتروني، بعدما اعتمد لفترة طويلة على رفع الأيدي، واستحدث آلية التصويت وقوفًا أيضا. وأظهرت نتائج التصويت رفض 26 عضو للقانون، فيما امتنع خمسة أعضاء عن التصويت، ووافق 398.

وبالكاد نجح النواب في إكمال النصاب القانوني المطلوب للتصويت على القانون، بعد حدوث ارتباك في التصويت وتكرار دخول وخروج النواب. 

اللواء يبحث عمّن يواسيه

بعد إصرار من النائب هاني أباظة على الحديث، وتوسطه القاعة وإلحاحه في طلب الكلمة؛ سمح له عبد العال بالحديث، فوجه انتقادات شديدة للحكومة، وانفعل في وسط القاعة خلال روايته عن تعرض نجله لمعاملة سيئة في كمين شرطة في المعادي.

وقال لعبد العال منفعلاً: "أنا جيت لك وإنت ما أخدتليش حقي". وحاول وزير الشئون القانونية مجدي العجاتي تهدئة أباظة، ولكن الأمر كاد يتطور إلى اشتباك ومشادات بين النائب والوزير، الأمر الذي دفع زملاءه للتحرك من أماكنهم وتهدئة أباظة، مع تكرار عبد العال لعبارة "سيبوه سيبوه، الموضوع هيتحل، اقعد يا هاني".

دعك عزيزي القارئ من تفاصيل ما حدث وتوقف معي عند بعض المعطيات. أولها؛ أن أباظة ليس مواطن عادي هو نائب في مجلس النواب، ثانيًا؛ هو ليس نائب عادي هو لواء متقاعد في القوات المسلحة. ثالثًا؛ لجأ لرئيس المجلس شاكيًا سوء معاملة نجله فلم يحصل على حقه!

الشوبكي

انتهى اليوم بلا حس ولا خبر عن تنفيذ حكم محكمة النقض بتصعيد عمرو الشوبكي وأحقيته في مقعد دائرة الدقي.

عبد العال خالف توقعات النواب اليوم، ولم يعلن أي شيء يتعلق بسقوط عضوية أحمد مرتضى منصور، وموقف الشوبكي، وكأن الأمر لم يكن، وستظل الاجابة لدى عبد العال وحده بشأن سبب المماطلة في تنفيذ الحكم.    

لوم وحداد 

كان مشروع قانون "مكافحة الهجرة غير الشرعية" على جدول أعمال المجلس اليوم. وأعلن عبد العال عن رغبته في تمرير القانون اليوم، ولكن النصاب القانوني وتزويغ النواب لم يمكنه من الموافقة عليه من حيث المبدأ.

ألقى عبد العال كلمة قبل الخديث عن القانون قال فيها: "إن بعض الأسر ترمي أبنائها في التهلكة استغلالاً للثغرات القانونية في الدول الأوروبية، التي تمنع عودة المهاجرين دون الثامنة عشرة إلى بلادهم. وليس صدفة أن تكون معظم الرحلات مستهدفة أطفال غير مصحوبين بذويهم". وأضاف "وهذا كله يستدعي أن تواجه الدولة وجميع مؤسساتها هذه الظاهرة، وتنظيم الصيد والهجرة، وتشجيع إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة". وقاطعه نائب شمال سيناء قبل البدء في المناقشة وقال: "مش نقف على أراواحهم دقيقة حداد الأول"، فاستجاب عبد العال ووقف النواب حدادا على أرواح ضحايا مركب رشيد.

 وقال النائب علاء عبد المنعم في كلمته إن المجلس "قَصَّرَ في هذا القانون الوارد من الحكومة منذ يوم 4 يوليو، والنتيجة أن من ارتكبوا هذه الجريمة لن يُحاسبوا". وتساءل " إيه اللي خلى 500 يخرجوا من غير ما حد يحس بهم فين الشرطة، فين المباحث، فين مدير الأمن، فين السلطات البحرية، يجب أن يُساءَل كل مسئول عن هذا قبل مناقشة القانون". فرَدَّ بهاء أبو شقة رئيس اللجنة التشريعية على انتقادات عبد المنعم، مبررا التأجيل بالبت في قانون بناء الكنائس، الذي يتعلق "بالوحدة الوطنية" على حد تعبيره.