غزة.. برميل بارود ينتظر ساعة الصفر

منشور الخميس 25 مايو 2017

قبل أسابيع من حديث دونالد ترامب عن "صفقة القرن" الساعية لتحقيق عملية سلام شاملة في الشرق الأوسط، يظل الوضع في غزة مضطربًا، فقبل زيارة ترامب بأسابيع، فرض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عقوبات صارمة على القطاع، إذ بدأ بخصم وصل إلى 30% من رواتب موظفيه بغزة، ثم أوقف المستحقات المالية لشركات الكهرباء الإسرائيلية التي توفر ما نسبته 40% من كهرباء قطاع غزة، ومن المرجح أن الهدف من  إجراءات السلطة الفلسطينية المتعلقة بالطاقة هو إجبار "حماس" على تسليم القطاع لحكومة الوحدة الوطنية التي تمارس أعمالها منذ 3 أعوام. 

الكهرباء الواصلة لقطاع غزة من الشركات الاسرائيلية هي الخيط الأخير لسكان القطاع بعد توقف محطة توليد الطاقة، عقب فرض السلطة ضرائب باهظة على الوقود المورد إليها، بالإضافة للانقطاع المتكرر للخطوط المصرية التي تغطي ما نسبته 15% من احتياج القطاع بسبب الظروف الميدانية في سيناء.

تزامنت خطوة رئيس السلطة بوقف المستحقات المالية للشركات الإسرائيلية مع قرار صادم بوقف مستحقات الفصائل الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعلى رأسهم الجبهة الشعبية والتي أكدت الخبر و رجحت أن تكون هناك ضغوط دولية على القيادة الفلسطينية في رام الله لوقف تمويل الفصائل الفلسطينية التي تُقاوم الاحتلال. تلا ذلك، عقب عودة وفد السلطة الفلسطينية من واشنطن، قرارًا بوقف توريد الأدوية لقطاع غزة وإعفاء المواطنين القاطنين في قطاع غزة من الضرائب التي تجبيها حكومة "حماس" في القطاع، تلك القرارات توشي بنيه رئيس السلطة حصار الحكومة الغزّية اقتصاديًا، الأمر الذي يزيد من تأزم الموقف الحالي.

أما في قطاع غزة ففصائل المقاومة قاطبة ترفض طريقة التعاطي هذه مع قطاع غزة. تزامن الرفض الفصائلي مع تصريحات حادة من بعض الأذرع العسكرية للمقاومة الفلسطينية أن الخناق على قطاع غزة سيؤدي للإنفجار في وجه المحتل الإسرائيلي الذي يتحمل المسؤولية القانونية أمام الجميع وعليه توفير متطلبات هذا الشعب الخاضع للاحتلال وفقًا للقوانين الدولية.

قيادي في المقاومة الفلسطينية العسكرية أكد أنه لن يسمح الوصول للوضع الكارثي كي نقوم بالتدخل وإجبار الاحتلال لدفع الثمن، ولأننا لن نوجه البندقية إلا لصدر الاحتلال حتى لو كان المشارك في هذا الحصار هم أبناء جلدتنا،  وعليه نراقب تطورات الأيام القادمة ووفقًا لتقديرات الموقف سيكون لنا تحرك عسكري لكسر الحصار عن قطاع غزة.

الاحتلال ووفقًا لتقديرات المقاومة سيسعى لتوفير حصة قطاع غزة من الكهرباء وذلك لتجنيب المنطقة الوقوع في حرب، ويسعى لإبعاد النار عن برميل البارود الموجود في قطاع غزة، لذا بدأ الاحتلال اتصالات دولية عاجلة لبحث حلول ممكنة لتدارك الأمر وعدم الانزلاق لأي مواجهة. وفي سياق آخر بدأت اتصالات دولية رفيعة تجري مع قيادة السلطة في رام الله لتدارك الموقف وتجنب حدوث كارثة للمدنيين في قطاع غزة، منها اتصالات يقوم بها منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف. 

صار من المتوقع أن تزيد الاضطرابات في غزة، خاصة بعد خطاب ترامب في القمة العربية الإسلامية، والذي وضع فيه حركة حماس في صف واحد مع تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة، وكذلك تصريح السفير القطري محمد إسماعيل العمادي بأن "القادم أسوأ" في القطاع.