يوميات صحفية برلمانية .. النواب يردون على "نيويورك تايمز"

منشور الثلاثاء 9 يناير 2018

انعكس الحديث عن المكالمات المسربة، التي نشرت صحيفة النيويورك تايمز تحقيقًا عنها، بين إعلاميين وفنانين وشخص قالت الصحيفة أنه أحد ضباط المخابرات، على قاعة مجلس النواب خلال الجلسة العامة اليوم. واعتبر النواب أن المنشور في الصحيفة، والتسجيلات المسربة التي ادعت الجهات التي بثتها أنها لضابط مخابرات مصري، جزء من حرب إعلامية ستتصاعد ضد مصر خلال الفترة المقبلة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.

كانت البداية من عند النائب سعيد حساسين، الذي طلب الكلمة خلال مناقشة مشروع قانون تعديلات قانون العقوبات بشأن جرائم خطف الأطفال، تبعها كلمات وتعليقات من نواب، وانفعال كبير من رئيس المجلس وحديثه عن مؤامرات لاسقاطه.

حساسين الذي كان أحد الأسماء التي وردت في التسجيلات المسربة، نفى على الإطلاق صلته بضابط المخابرات الذي ادعت نيويورك تايمز اتصاله به، ودافع حساسين عن نفسه مؤكدًا أنه لم يتلق أية تعليمات أو اتصالات منذ صعوده على المنابر الإعلامية، سواء من المخابرات المصرية أو أية جهة أخرى.

وقال "استيقظنا بالأمس على نشر نيويورك تايمز تسريبات كاذبة مائة في المائة، وكان اسمي واردًا فيها ضمن الأربعة الذين ادعت التسريبات أنهم تمت مكالمتهم من جانب ضابط المخابرات".

وأضاف "وأنا أُشهد الله أمام كل النواب والشعب المصري، وأمام كل من يسمعونني، أنني على مدار عامين، كنت أقدم برنامج انفراد على قناة العاصمة، لم أتلق اتصالًا واحدًا من ضابط مخابرات، ولا من أي جهة".

وأضاف حساسين، "تذكرت في هذا الموقف كلمة سيادة الرئيس، الذي تحدث عن فوبيا إسقاط الدولة"، وتابع "جريدة مثل نيويورك تايمز دأبت على الإساءة لمصر وللقيادة السياسية، وكل التسريبات خاطئة، وسبق لها أن قالت إن حبيب العادلي في السعودية، ووجدنا أن الرجل موجود في مصر، وأطالب بالتقدم بشكوى ضد كل من يحاولون إسقاط الدولة، ومصر لن تسقط."

كلمات حساسين تبعها تعليقات من النواب على الموضوع نفسه، وقال النائب مصطفى الجندي "من أيام ثورة 30، يريدون إسقاط هذه الدولة، لأننا أسقطنا مخططًا عالميًا. وما يحدث حرب بكل معنى الكلمة، ليس فقط لإسقاط دولة أو رئيس، لكن لإسقاط شعب".

وأضاف مشيرًا أيضًا إلى أزمة مياه النيل "اقرأوا التاريخ، وستعلموا أن هذا البلد آمن بشعبه ونيله سيستمر يجري لأن هذا هو مصدر حياته، وكُتب له أن يعيش وأن يبقى، وأي إنسان يفكر في الاقتراب من مياه مصر، أقول لهم: لا تقتربوا من حياة المصريين".

أما النائب علاء عابد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار قال "ليس لدينا متحدث إعلامي يقول البرلمان يعمل إيه، سنقابل في الفترة المقبلة بحروب ما أنزل الله بها من سلطان".

كلمات عابد دفعت رئيس المجلس عليعبد العال للتعليق مشددًا على رفضه لوجود متحدث إعلامي باسم البرلمان، لعدم اتفاقه مع طبيعة عمل المجلس واستقلال نوابه، ولكن في الوقت نفسه استرسل وقال "أنا شخصيًا لا أخشى على المجلس من أي وسيلة إعلامية، لكن أخشى على المجلس من بعض أعضائه ".

ولاقت كلمات عبد العال قبولًا من عدد كبير من النواب الذين صفقوا له، واستطرد  "إن كان في عضو، أسقطت عضويته من قبل لتصرفات معينة، لازال يتواصل مع قلة قليلة داخل المجلس، أعلمها جيدًا، وأعرف أهدافها جيدًا. ولا تنسوا أني رئيس المجلس، وأعمل في إطار منظومة الدولة المصرية"، وكرر مرتين "أعمل في إطار منظومة الدولة المصرية..أعمل في إطار منظومة الدولة المصرية".

العضو الذي يشير له عبد العال، هو النائب محمد أنور السادات، الذي أسقط البرلمان عضويته بعد توجيه جملة من الاتهامات له.

 وتابع عبد العال حديثه منفعلًا، "سيأتي يوم، وسأكتب كيف حميت هذا المجلس من الإسقاط، وتحملت الكثير في شخصي وكرامتي وكثيرًا من التصرفات، ولكنني، والجميع يعلم منذ أن عاملوني طالبًا في الثانوية والجامعة، لا أقبل الابتزاز إطلاقًا، للتفريط في هذا المجلس".

وقال "الأمين العام والأمانة العامة تعلم جيدًا مدى حرصي على ذلك. لا أريد أن أقول ما أفعله"، ثم كرر عدة مرات "الأمانة العامة تعرف كويس جدا من هو علي عبد العال"، وفي الوقت نفسه أشار إلى وجود بعض من يحاولون ابتزاره.

وقال وصوته ما زال مرتفعًا وملامحه صارمة غاضبة، "45 سنة أمتهن القانون، وأعمل محامي وجيد جدا، داخل مصر وخارجها، والجميع  يعلم أني انتقلت لدفتر غير المشتغلين في النقابة العامة، الذين يحاولون المتاجرة بمواقف معينة، وكانت لهم طلبات معينة، وغير مشروعة، يحاولون الالتفاف بطريقة أخرى. لن أقبل لهم أن يسقطوا هذا المجلس".

وعاد يكرر "أعمل في إطار الدولة المصرية، وأعمل مع كل جهاتها، وأعلم كل شاردة وواردة داخل هذا المجلس، ويعلم الجميع أني أحمي هذا المجلس وأعضاءه".

أما بشأن صحيفة نيويورك تايمز قال "إن الجميع يعرف من هي جريدة نيويورك تايمز، ومن يمولها"، واستطرد "دويلة صغيرة هي التي تنفق على نيويورك تايمز، ولا يجب أن تأخذنا إلى معركة لا نرغب فيها، وكلنا يعلم أن الحملة الإعلامية ستشتد شراسة كلما اقتربت الانتخابات الرئاسية، وكل النواب يعلمون ذلك، ويعلمون كل ما تقوم به وسائل الإعلام المأجورة."