موقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
نساء ينزحن من السودان في ظل الحرب

لمواجهة المجاعة.. مؤتمر باريس حول السودان يجمع أكثر من 840 مليون يورو

محمد الخولي
منشور الاثنين 15 أبريل 2024

استضافت اليوم الاثنين العاصمة باريس مؤتمرًا دوليًا حول السودان، بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب، فيما قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين إن الأزمة الغذائية التي يمر بها السودان قد تكون "الأكبر من نوعها على الإطلاق".

وحسب موقع فرانس 24، ترأس المؤتمر فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، وشمل شقًا سياسيًا على المستوى الوزاري، لمحاولة إيجاد مخرج للنزاع، وشقًا إنسانيًا بهدف تعبئة التبرعات وتقديم معونة ضخمة للسودان، وضم اجتماعًا لنحو 40 شخصية من المجتمع المدني السوداني.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف ليموين، إن "الفكرة هي وضع الأزمة على رأس جدول الأعمال (...) يجب ألا نسمح للسودان بأن يصبح ملفًا منسيًا".

وأشار إلى أن "الاهتمام الدولي منصب على غزة وأوكرانيا أكثر من السودان".

وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه خلال المؤتمر إن هدف الاجتماع كسر جدار الصمت المحيط بهذه الحرب، ودفع المجتمع الدولي إلى التحرك".

وأشار إلى أنه "منذ عام، وجد السودانيون أنفسهم ضحايا حرب رهيبة... لا تترك إلا الفوضى والمعاناة"، مضيفًا "السودانيون هم أيضًا ضحايا النسيان واللا مبالاة". 

ومنذ افتتاح المؤتمر، أعلن جمع أكثر من 840 مليون يورو (110 ملايين من باريس، و244 من برلين، و350 من بروكسل، و138 من واشنطن).

وكان مصدر دبلوماسي فرنسي أكد أن المؤتمر يهدف لجمع "ما يزيد كثيرًا على مليار يورو".

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها إنه بعد مضي عام على اندلاع النزاع في السودان قُتل ما يزيد على 14700 سوداني، بما في ذلك في هجمات متعمدة وعشوائية على المدنيين. ونزح ما يقرب من 10.7 مليون شخص، ما جعله أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 14 مليون طفل، أي نصف أطفال البلاد، يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.

وتحذر شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة من حدوث مستويات كارثية من الجوع بين الأسر في أجزاء من ولايات غرب دارفور والخرطوم وبين السكان النازحين في دارفور، بينما تحذر منظمة إنقاذ الطفولة من أن ما يقرب من 230 ألف طفل وامرأة حامل وأمهات جدد قد يموتون في الأشهر المقبلة بسبب الجوع ما لم يلب التمويل والمساعدات العاجلة المنقذة للحياة احتياجاتهم.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حذر من أن الاستجابة الإنسانية الدولية للسودان لا تزال تعاني نقص التمويل بشكل حاد، على الرغم من تحذير المنظمات الإنسانية من المجاعة. 

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، على هامش المؤتمر، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين إن الأزمة الغذائية التي يمر بها السودان قد تكون "الأكبر من نوعها على الإطلاق".

وأشارت إلى أن الوضع في البلد الإفريقي "شبه كارثي"، وأن "هناك جوعًا، الكثير من الجوع"، مضيفة "حتى لو أعلنّا حالة المجاعة، سيكون قد فات الأوان (...) برنامج الأغذية العالمي لا يمكنه إطعام الناس إذا لم تكن الحكومات والكيانات الخاصة مستعدة لتمويله".

وقالت إن "غزة موضع كل الاهتمام وهذا أمر مفهوم، لكن لا يمكننا أن ننسى دولًا مثل السودان".