تسربت مياه الصرف الصحي غير المعالجة، الأحد، من محطة المعالجة جنوب غرب مدينة رفح، إلى خيام النازحين وباتجاه الحدود المصرية، في وقت تنتشر الأمراض والأوبئة بين النازحين في المدينة، الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون شخص.
وقال رئيس لجنة الطوارئ في بلدية رفح، مهند معمر، لـ المنصة، إن البلدية تعاني في الوقت الراهن من كارثة إنسانية خطيرة للغاية، نتيجة النقص الحاد في المياه الصالحة للاستخدام الآدمي.
وأشار إلى الضرر البالغ الذي تعرضت له بنية الصرف الصحي في المدينة، نتيجة القصف الإسرائيلي وانقطاع الكهرباء، الذي يحرمهم من القدرة على تشغيل محطات معالجة الصرف، ما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين.
وأوضح معمر أن البلدية تعمل بإمكانيات أقل من الحد الأدنى للشهر السابع على التوالي، حيث تتسرب مياه الصرف الصحي في الشوارع والطرقات، وبين منازل المواطنين وخيام النازحين، ما اضطرهم إلى ضخ مياه الصرف غير المعالجة إلى البحر بشكل مباشر، لكن بسبب شح الإمكانيات، وعدم توفر المحروقات اللازمة لتشغيل المضخات، امتلأت بركة محطة معالجة مياه الصرف الصحي وبدأت في التسريب.
وقال "يأتي كل ذلك في الوقت الذي يهدد فيه الاحتلال الإسرائيلي باجتياح بري لرفح دون الأخذ في الاعتبار الظروف البيئية والصحية للنازحين، وتدمير المدينة وبنيتها التحتية كما فعل في باقي مدن قطاع غزة خلال الحرب الحالية".
وطالب رئيس لجنة الطوارئ، الجهات والمؤسسات الدولية، بالتدخل العاجل لتوفير المحروقات والآليات الضرورية لتخفيض حجم الكارثة البيئية والصحية.
والسبت، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من انتشار العديد من الأمراض والأوبئة نتيجة طفح مياه الصرف الصحي، وتراكم النفايات في الشوارع وبين خيام النازحين، وانتشار الزواحف والحشرات، في ظل ارتفاع درجة الحرارة "الأمر الذي ينذر بحدوث كارثة صحية".
ويتذمر النازحون في مخيمات غرب رفح من تسرب مياه الصرف الصحي، وانتشار القمامة، ما أدى إلى انتشار واضح للحشرات مثل "الذباب والباعوض والهسهس وغيرها من الحشرات"، وقال حسين العطار، النازح من شمال قطاع غزة إلى رفح، لـ المنصة، إنهم يعانون من انتشار الأمراض الجلدية والرئوية، خاصة بين الأطفال.
ويضيف "حاولنا عدة مرات التوجه لبلدية رفح ومؤسسات محلية لتقديم شكاوى، لكن دون فائدة، دائمًا يخبروننا بشح الإمكانيات أو برفع الشكوى للدوائر المختصة ولا نجد أي حلول"، مشيرًا إلى أن أحد أبنائه يعاني من أزمة تنفس منذ وقت سابق، تفاقمت بسبب الوضع الحالي مع عدم توفر العلاج اللازم، على حد قوله.
ويقول أحد النازحين، لـ المنصة، طلب عدم نشر اسمه، "إحنا كل يوم بنموت مليون موتة، مرة من النزوح، ومرة من القعدة بخيمة ليل نهار، ومرة من الحشرات والروائح والأمراض، وكله بسبب الاحتلال الإسرائيلي، بده يعذبنا قبل ما يقتلنا ويقتل أطفالنا ونساءنا".
وهاجم النازح، المؤسسات الدولية، قائلًا "هدول مؤسسات تدعي الإنسانية، لكن على أرض الواقع هي بتنفذ إللي بده إياه الاحتلال، إيش بسمحلهم بعملوه، وإللي ما بده إياه بمنعهم يعملوه، يعني هم طرف مساعد للاحتلال سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لا عندهم ثقل ولا قوة، ولا قدرة على فعل أي شيء ينهي وضعنا الحالي ويعيدنا لبيوتنا معززين مكرمين".
ووفق تقرير صادر عن وزارة الصحة، الخميس، اطلعت عليه المنصة، بلغ عدد المصابين بأمراض معدية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول مليونًا و164 ألفًا و544 شخصًا، منهم 38 ألفًا و260 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي، و621 ألفًا و582 إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة، و337 ألفًا و509 إصابات بالإسهال المائي الحاد.
وسجل التقرير إصابة 54 ألفًا و350 بالطفح الجلدي، و49 ألفًا و327 بالقمل، و36 ألفًا و751 بالجرب.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ205، الذي راح ضحيته 34 ألفًا و454 قتيلًا، و77 ألفًا و575 مصابًا، وفق أحدث إحصائية من وزارة الصحة الفلسطينية.