السيسي خلال القمة الصينية الإفريقية المصغرة - صورة من صفحة المتحدث باسم رئاسة الجمهورية على فيسبوك

نص كلمة السيسي خلال القمة الأفريقية الصينية المصغرة لمكافحة كورونا 18/6/2020

منشور السبت 20 يونيو 2020

بسم الله الرحمن الرحيم،

شكرًا فخامة الرئيس شي جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية،

فخامة الرئيس رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب إفريقيا ورئيس الاتحاد الإفريقي،

فخامة الرئيس ماكي سال رئيس جمهورية السنغال، الرئيس المشترك لمنتدى التعاون بين الصين وإفريقيا.

السادة الرؤساء أصحاب الفخامة والسعادة،

السيد موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي،

السيد جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة،

اسمحوا لي في البداية أن أتوجه بالشكر والتقدير لفخامة الرئيس شي جين بينج، على مبادرته القيمة، بالدعوة لعقد هذه القمة الاستثنائية، لبحث سبل تعزيز التعاون والتضامن بين القارة الإفريقية وجمهورية الصين الصديقة، لمكافحة تفشي جائحة كورونا.

إنني إذ أجدد مشاعر التضامن والتعازي لأسر ضحايا الوباء في جميع أنحاء العالم، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين، فإنني أعرب عن تقديرنا للتضحيات التي يبذلها من هم في الصفوف الأولى لمحاربة الفيروس، والحد من آفاته التي لا تفرق بين شعب أو عرق.

كما لا يفوتني أن أتوجه بالتهنئة لأخي فخامة الرئيس شي جين بينج على النموذج الذي قدمته الصين لمحاصرة هذا الوباء، وبالمثل أغتنم هذه الفرصة لأشيد بالجهود المشتركة لقارتنا الإفريقية للتصدي لهذا الفيروس، وأعرب عن تقديري للتعاون الإفريقي الصيني في مواجهة التحديات الناجمة عن هذه الأزمة.

السيدات والسادة،

ندرك جميعا أننا نعاصر خلال انعقاد قمتنا هذه إحدى أكبر الأزمات الصحية التي واجهت الإنسانية، والتي لم تنحصر آثارها في الخسائر البشرية فحسب، وإنما امتدت لينتج عنها تداعيات اقتصادية واجتماعية متشابكة، بالغة الأثر، وأرغمت دول العالم على اتخاذ إجراءات حاسمة إزاءها.

ويأتي انعقاد قمتنا الاستثنائية اليوم ليؤكد أن العلاقات الإفريقية الصينية تبقى وثيقة وصامدة أمام جميع الاختبارات والتحديات، وليعطي الإرادة السياسية القوية داخل القارة، لمواصلة التعامل الجاد مع تداعيات تفشي الفيروس مع شريك دولي مهم.

ومن هذا المنطلق، أود أن أعرض عليكم بعض النقاط، اتصالًا بالأزمة الراهنة التي نواجهها سويًا بروح التعاون والتضافر.

أولا، من الناحية الطبية: فمن الأهمية تعظيم الاستفادة من الدروس المستخلصة من تجارب الدول التي قطعت شوطًا أطول في النجاح في محاصرة فيروس كورونا، وعلى رأسها الصين، ونقل تلك الخبرات لبناء قدرات الدول الأكثر احتياجا لمساعدتها على تخطي الأزمة.

كما أنه يتعين علينا إيلاء الأولوية لحماية القطاع الطبي في القارة الإفريقية، عبر التمويل الكافي لضمان توافر المستلزمات الطبية والوقائية اللازمة.

فضلا عن المساعدة في بناء المستشفيات وتجهيزها، لا سيما في ظل محدودية الموارد المتاحة.

ثانيا، من الناحية الاقتصادية: نحرص على إعادة التأكيد على ضرورة تضافر الجهود الدولية لدعم الدول النامية، خاصة الإفريقية ولا سيما فيما يتصل بتخفيف أعباء الديون المتراكمة من خلال الإعفاء أو إعادة الجدولة، مما يمكنها من إعداد حزم تحفيزية لاقتصاداتها. وأشير هنا إلى المبادرات التي تم طرحها مؤخرا، لمواجهة وقع الأزمة على الدول والشعوب الإفريقية، خاصة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، ومن ضمنها، صندوق الاتحاد الإفريقي لمكافحة فيروس كورونا في إفريقيا.

ثالثا، ومن المنطلق التنموي: فإن اهتمامنا بمكافحة فيروس كورونا في إفريقيا، لا يجب أن يشغلنا عن الأولويات القارية في المجالات الأخرى، وعلى رأسها مكافحة الجوع، والأمن الغذائي، وتطوير مشروعات البنية التحتية القارية، وكافة أهداف القارة التنموية المنصوص عليها في أجندة التنمية 2063.

بجانب ذلك، يجب أن ننتبه من استغلال التنظيمات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة للأزمة الراهنة، لتحقيق أهداف تنعكس سلبًا على أمن ومستقبل القارة، وهو الأمر الذي يجب أن نتصدى له بكل قوة وحزم.

الأخوة والأخوات،

أجدد تقديري لفخامة الرئيس شي جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية، وفخامة الرئيس رامافوزا رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، ورئيس الاتحاد الإفريقي، وفخامة الرئيس ماكي سال رئيس جمهورية السنغال، والرئيس المشترك لمنتدى التعاون بين إفريقيا والصين، لجهدهم الدؤوب لتنسيق عقد قمتنا اليوم.

وأود أن أشير إلى انعقاد قمتنا اليوم يأتي ليبرهن على جدية الصين كشريك استراتيجي جاد للقارة الإفريقية في شتى المجالات، ويأتي نموذجًا يحتذى به للتعاون مع إفريقيا، الذي يستند إلى التضامن السياسي والمكاسب المشتركة.

كما أود أن أؤكد في ختام كلمتي على التزام مصر ببذل جميع الجهود لدعم تنفيذ نتائج قمتنا اليوم، بما يسهم في مكافحة تفشي فيروس كورونا، والحد من التداعيات السلبية لهذه الأزمة على شعوبنا واقتصاداتنا.

كما أدعو جميع المشاركين في قمتنا إلى مواصلة الجهد والتعاون نحو مزيد من المؤازرة، بغية تحقيق مصالحنا المشتركة، وتطلعات شعوبنا... وشكرا.


ألقيت الكلمة عبر تقنية الفيديو كونفرنس، بحضور شي جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية، وسيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، ورئيس الاتحاد الإفريقي،  وماكي سال، رئيس جمهورية السنغال، والرئيس المشترك لمنتدى التعاون بين إفريقيا والصين.


خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط