سكرين شوت من Youtube
الرئيس السيسي خلال الفعالية

نص كلمة السيسي خلال فعالية تحيا مصر تضامنا مع الشعب الفلسطيني 23/11/2023

منشور الجمعة 24 نوفمبر 2023

بسم الله الرحمن الرحيم،

طب اسمحوا لي.. قبل ما أبدأ في إلقاء الكلمة إن إحنا.. اسمحوا لي يعني.. إن إحنا نقف.. نقف جميعًا.. نقف جميعا تقديرًا واحترامًا وحدادا على أهلنا الذين سقطوا في فلسطين.

اتفضلوا استريحوا.

بسم الله الرحمن الرحيم،

الحضور الكريم،

السيدات والسادة،

شعب مصر العظيم،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إنه لمن دواعي السرور والفخر أن أتواجد في هذا الجمع الكريم من أبناء مصر الذين اجتمعوا من أجل الوطن والقضية، جمعتهم مصر والعروبة، ومن يتمسك بهما فلن يضل، ولن يتفرق أبدًا، وإن سعادتي تبلغ مداها وأنا... وأنا أرى الأمل في جمعنا هذا ونحن نصوغ للمستقبل عنوانا ونمهد له طريقًا.

وكما تعاهدنا.. وكما تعاهدنا معًا بأن تظل وحدة المصريين واصطفافهم هي الضامن لبقاء مصر بعد إرادة الله سبحانه وتعالى، والثابت الذي لا يقبل التغيير أبدًا.

السيدات والسادة،

شعب مصر الأبي،

تواجه المنطقة العربية أزمة جسيمة، تضاف إلى سوابق التحديات التي تعانيها على مدار عقود، كما تواجه القضية الفلسطينية منحنى شديد الخطورة والحساسية، في ظل تصعيد غير محسوب، وغير إنساني، اتخذ منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر وسيلة لفرض واقع على الأرض، يؤدي إلى تصفية القضية وتهجير الشعب والاستيلاء على الأرض. ولم تفرق الطلقات الطائشة بين طفل وامرأة وشيخ، بل دارت آلة القتل بلا عقل يرشدها، ولا ضمير يؤنبها، فأصبحت وصمة عار على جبين الإنسانية كلها.

ومنذ اللحظة الأولى لانفجار شرارة هذه الحرب، أدارت الدولة المصرية الموقف بمزيج من الحسم في القرار، والمرونة في التحرك، والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور، وتحديث المعلومات بشكل موقوت، والتواصل المستمر مع كافة الأطراف الفاعلة.

وقد تشكلت خلية إدارة الأزمة من كافة مؤسسات الدولة المعنية، تابعت عملها بنفسي وعلى مدار الساعة. وقد كان قراري حاسمًا، وهو ذات قرار مصر دولة وشعبًا، بأن نكون في طليعة المساندين للأشقاء في فلسطين، وفي ريادة العمل من أجلهم، ذلك القرار الراسخ في وجدان أمتنا وضميرها، فمصر قد كتب تاريخ كفاحها مقرونا بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وامتزج الدم المصري بالدم الفلسطيني على مدار سبعة عقود. وقد كان حكم التاريخ والجغرافيا أن تظل مصر هي الأساس في دعم نضال الشعب الفلسطيني الشقيق.

شعب مصر العظيم،

لقد بذلت مصر جهودًا صادقة ومكثفة للحيلولة دون التصعيد لهذه الحرب، وذلك على كافة المستويات، سياسيًا قمنا بعقد أول قمة دولية بالقاهرة، بمشاركة دولية وإقليمية واسعة، من أجل الحصول على إقرار دولي بضرورة وقف، وقف هذا الصراع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

كما كانت مشاركة مصر في القمة العربية الإسلامية مشاركة فاعلة وحيوية، حيث اتسقت مخرجاتها مع الموقف المصري بصفة عامة.

كما كثفت الدولة اتصالاتها.. كما كثفت الدولة اتصالاتها الدولية مع القادة والمسؤولين الإقليميين والدوليين، حيث أكدنا للجميع الموقف المصري الرافض والحاسم لمخططات تهجير أشقائنا الفلسطينيين قسريا، سواء من قطاع غزة، أو الضفة الغربية، إلى مصر والأردن.

واسمحوا لي إن أنا أتحدث قليلا في هذه النقطة... إحنا المصريين كلنا، كنا دايما لينا موقف متعاطف وإنساني، واستقبلنا خلال السنوات الماضية في أعقاب الصراعات التي حدثت في المنطقة ملايين من الأشقاء الذين تضرروا، ولم نتكلم أبدا، ولم نشتكي أبدا، ولم نطلب من أحد أبدا أي دعم في هذا الأمر.

الأمر اللي أنا بتكلم فيه ده، إحنا دايما بنقول إن إحنا عندنا 9 ملايين من الضيوف، يعني ما حدش يقدر يزايد علينا ويقول إن إحنا لما بنقول لن نقبل بتهجير قسري للفلسطينيين، ولن نقبل بتصفية القضية الفلسطينية أبدًا.. ما حدش يقدر يقول إن مصر ما لهاش مواقف إيجابية، ولها مواقف إنسانية نبيلة ورائعة... .

 لكن الأمر مختلف.. الأمر اللي أنا بتكلم فيه أمر مختلف. في الأشقاء والضيوف اللي بتكلم عنهم، بلادهم موجودة، ولكن غير مستقرة، وأرضهم موجودة، وباقية لهم. لكن الأمر في القطاع وفي الضفة الغربية أمر مختلف. إذا تركها أهلها، فلن يعودوا لها مرة أخرى. (هتافات).

عشان كدا، مصر بتقول إن التهجير بالنسبة لنا إحنا، خط أحمر.. خط أحمر.. لن نقبل به ولن نسمح به. (تصفيق وهتافات)

إحنا كنا دايما بنتكلم بهدوء، وبحكمة، وبصبر، وبتعقل... بس ما حدش يتصور أبدا إن ده معناه ضعف أو تهاون.. لا هو ضعف، ولا هو تهاون. لا تهجير.. لا تهجير للفلسطينيين في قطاع غزة إلى مصر. ده خط أحمر بالنسبة لنا. (تصفيق وهتافات)

الموقف المصري الرافض والحاسم لمخططات تهجير أشقائنا الفلسطينيين قسريًا، سواء من قطاع غزة، أو الضفة الغربية، إلى مصر والأردن، حفاظًا على عدم تصفية القضية، والإضرار بالأمن القومي لدولنا.

وهنا أيضا، أشكر دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي أكدت على دعمها للموقف المصري، ورفضها لأي محاولات بهذا الشأن.

كما أكدنا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة لطاولة المفاوضات للوصول إلى سلام عادل وشامل، وقائم على إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية.

وإنسانيا كان القرار.. وإنسانيا كان القرار باستمرار فتح معبر رفح البري لتدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود، وكذا استقبال الجرحى والمصابين، على الرغم من ضراوة وشدة القتال، إلا أننا حافظنا على استمرار فتح المعابر، أو المعبر، وقد بلغت المساعدات التي قامت الدولة المصرية بإدخالها إلى القطاع، إلى قطاع غزة أقصد، حوالي 12 ألف طن، نقلتهم 1300 شاحنة، منهم 8400 طن قدمتها الدولة المصرية من خلال الهلال الأحمر المصري، والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، وصندوق تحيا مصر، وبما يبلغ 70% من إجمالي المساعدات.

وهنا.. مرة تانية اسمحوا لي أكلم في النقطة دي اللي أنا تحدثت بيها في الخارج، عندما التقيت بالمتطوعين من أبناء مصر وبناتها، اللي بيقوموا بتسهيل وتقديم المساعدات على القطاع... .

بقول لكو يا مصريين، لازم تعرفوا إن معبر رفح لم يُغلق أبدا.. لم يُغلق أبدا.. وده (تصفيق) لأن خلال الفترة اللي فاتت، أنا بكررها تاني، في ناس كتير يعني سمعت كلام من هنا كلام من هناك، وإنتو عارفين كويس قوي إن إحنا صادقين معاكو يعني.. وإن شاء الله لا نكذب أبدا.. لا نكذب أبدا.. المعبر لم يُغلق أبدا، ولكن تم قصف المعبر 4 مرات من الجانب الفلسطيني. أقول مرة تانية.. لم يُغلق المعبر، معبر رفح، أبدا، ولكنه تم قصفه من جانب القوات الإسرائيلية 4 مرات على الجانب الفلسطيني. وبالتالي، كان مهم قوي إن إحنا نحافظ على أرواح الناس اللي بتقوم بنقل المساعدات، وكان لابد إن إحنا ننتبه للإجراءات اللي إحنا آآ في النهاية إحنا عايزين المساعدات تخش.. في النهاية إحنا عايزين المساعدات تخش.

كما خصصنا مطار العريش الدولي استقبال طائرات المساعدات القادمة من الخارج، بإجمالي 158 رحلة جوية، وقد تكللت الجهود المصرية المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والأشقاء القطريين، في الوصول لاتفاق هدنة إنسانية لمدة 4 أيام، قابلة للتمديد، وآمل أن يبدأ تنفيذها في الأيام القادمة دون تأخير أو تسويف.

وهنا أنا بتكلم إن شاء الله نبدأ الكلام ده من بكرة صباح بكرة الجمعة إن شاء الله. (تصفيق)

شعب مصر الكريم،

أؤكد لكم بعبارات واضحة وكلمات صادقة، بأننا عاقدون العزم على المضي قدما في مواجهة هذه الأزمة، متمسكين بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، وقابضين على أمننا القومي المقدس، نبذل من أجل ذلك الجهد والدم، متحليين بقوة الحكمة، وحكمة القوة. نبحث عن الإنسانية المفقودة بين أطلال صراعات صفرية، تشعلها أصوات متطرفة تناست أن اسم الله: العدل، يجمع البشر من كل لون ودين وجنس. وأن السلام هو خيار الإنسانية، ولو ظن اعداؤها غير ذلك. ولندعو الله أن يكلل جهودنا من أجل السلام بالنجاح، وتضحياتنا من أج الإنسانية بالتوفيق، مصطفين من أجل الوطن وأمنه، تجمعنا القضية وثوابتها.وتحيا مصر، وتحيا فلسطين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ألقيت الكلمة في إستاد القاهرة، حيث شهد الرئيس فعالية مؤتمر "تحيا مصر.. استجابة شعب.. تضامنا مع فلسطين"، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني، وعدد من الوزراء.