من لقاء السيسي مع وفد مشايخ القبائل الليبية. الصورة: المتحدث باسم الرئاسة- فيسبوك

نص كلمة السيسي أمام وفد مشايخ القبائل الليبية 16/7/2020

منشور الخميس 16 يوليو 2020

 

السلام عليكم، أهلا وسهلا بيكم، (تصفيق) أهلا وسهلا، اتفضلوا استريحوا.. اتفضلوا استريحوا.. اتفضلو.. اتفضلوا استريحوا.

بسم الله الرحمن الرحيم،

بسم الله الرحمن الرحيم، اسمحوا لي إن أنا أرحب بيكم جميعا أهلا وسهلا، شرفتونا في بلدكم مصر، وإحنا سعداء إن إحنا نلتقي بيكم كوجهاء وشيوخ لكل قبائل الدولة الليبية، كل الاحترام وكل التقدير وكل الاعتزاز بيكم، وكل الأماني الطيبة لليبيا المستقرة الموحدة، ليبيا الأمان والسلام.

وأنا يمكن كنت حريص على إن أنا ألتقي بيكم عشان، يعني تسمعوا مني بشكل مباشر قد إيه إحنا بنحترمكم، وقد إيه إحنا بنحبكم، وقد إيه إحنا بنتمنى لكم زي ما بنتمنى لبلادنا كل الخير والسلام، وعمرنا (تصفيق) وعمرنا ما نظرنا إليكم إلا بكل إحترام وبكل تقدير وبكل اعتزاز، وحرصنا دائما على ألا نتدخل في شؤونكم.

الموقف في ليبيا بقى له النهاردة ما يقرب من 10 سنوات، وخلوني أتكلم، يعني في كلمة المفروض أقراها، لا أنا هاكلمكم كلام إنسان، أخ لكم، بيتابع الأحداث اللي بتمر في منطقتنا، ومش هاقول أكتر من ملاحظاتنا على وضعنا، وضعنا كـ.. يعني، كبلاد حصل فيها تغير كبير خلال الـ 10 سنين اللي فاتوا.

ويا ترى التغير ده اللي حصل، كان بداية لخير، وحدة، وبناء، وتنمية وتعمير؟ ولا كان بداية لحاجة تانية؟ السؤال إجابته عند، علينا، يعني عندنا كلنا، أتصور إن إحنا شايفينه، سواء كان التغير ده كان تغيير الهدف منه كان بناء، ولكن ممكن تكون الأمور ما مشيتش في طريقها السليم.

وبالمناسبة، عندما تدخل البلاد في الفوضى، يصعب إنها تنتهي منها، إلا بإخلاص المخلصين من أبناءها، وطبعا مش هايبقى في أخلص من الشيوخ ووجهاء القبائل في ليبيا، لأن هم مسؤولين، كل شيخ قبيلة، وكل، يعني، كبير من كبرائكم، حريص على ناسه، وبالتالي هاتبقوا حريصين على استقرار ليبيا.

وهاقولكوا حاجة، اللي هايحدد مصير ليبيا مش الناس اللي برة.. إنتم... إنتم، عندما يعني تضعوا أيديكم في يدي بعض، و.. تُخلص النوايا والجهود لصالح الناس في ليبيا، إنها تعيش بأمان وسلام.

مافيش حد هايقدر أبدا يقرر مصيركم، إنتم.. إنتم اللي هاتحددوا ده، وبالمناسبة، إحنا بنتعامل مع ليبيا، كليبيا، مافيش حاجة عندنا اسمها يعني المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية والجنوب، إلا إذا كان ده تقسيم جغرافي يعني (تصفيق) يعني إحنا موجود معانا هنا من المنطقة الغربية عندنا شيوخ وقبائل ووجهاء القبائل المصرية، في المنطقة الغربية، لكن ده معناه إن المنطقة الغربية تبقى جزء بعيد عن مصر؟ لأ.

فإحنا بنتعامل، ولازم كلنا، إذا كنا.. (يتكلم أحد الحضور) نعم؟ أيوة ليبيا واحد... ليبيا واحد (تصفيق) وإحنا مع ليبيا الموحدة، وده خط وثابت إحنا قلناه على مدى الفترة اللي إحنا كنا ملتزمين بيها. يعني من أول ما أنا ماتوليت المسؤولية في مصر، كنا دايما بنقول ليبيا، وحدة الأراضي الليبية، ليبيا بعيدا عن الميليشيات والمتطرفين والإرهابيين، ليبيا.. (تصفيق) ليبيا اللي اتكلمنا عنها، ليبيا اللي هي إرادة شعبها، ليبيا إرادة شعبها هو اللي هايبقى دعمنا، ده هايبقى تقديرنا، هايبقى مستعدين إن إحنا نحترم جدا إرادة الشعب الليبي في اختيار مساره وقيادته كمان، إحنا ده كان موقفنا على كل حال اللي إحنا قلناه.

فأنا بس عايز أرجع مرة تانية وأقول إحنا كلنا، لا نبغي إلا استقرار الدولة الليبية، وحدة الدولة الليبية، لا تقسيم ليبيا على أي شكل من الأشكال، وإحنا مالناش في مصر أي مصلحة غير في استقراركم وفي وحدتكم، إحنا مش عايزين حاجة، (تصفيق) اسمعوا مني الكلام ده، إحنا مش عايزين منكم حاجة، وليس لنا مصالح في كدة، وأنا بأكدلكوا ده عشان تبقوا سمعتوها مني، عشان إنتوا كمان تنقلوا ده لناسكم.. مصر أشقاء لكم، وأنتم أشقاء لنا، أمنكم وسلامكم هو أمننا وسلامنا، استقراركم هو استقرارنا، نموكم هو نمونا.

فأنا حبيت أقول بس الكلمتين دول في بداية كلامي لحضراتكم.. كل الدعم، كل الدعم لوحدة الأراضي الليبية (تصفيق) كل الدعم، كل الدعم لاستقرار ليبيا، كل الدعم لاستقرار ليبيا.. وبقول تاني، إنتوا هنا عندكوا فرصة ودائما عندكوا الفرصة، أن يسمع الناس كلمة واحدة، كلمة سواء، لليبيين، متمثلين في مين؟ في البرلمان الليبي، واللي إنتوا جزء منه، أو اللي انتوا بتشاركوا فيه، ثم شيوخ وقبائل ليبيا، شيوخ وقبائل ليبيا.. أنتم لديكم قدرة عندما تشكلون منكم مجموعة، فريق، حكماء، يجمع القبايل كلها على كلمة واحدة، يجمع القبايل كلها على كلمة واحدة، كلمة إيه؟ واحدة الدولة الليبية، مواجهة التحديات اللي بتقابل ليبيا.. طب إحنا دورنا إيه؟ دعمكم ومساندتكم، وييجي بعد كدة أي مصلحة تانية.

إحنا كان موقفنا لما قلنا إن خط سرت الجفرة لا يتم تجاوزه، لا من الشرق ولا من الغرب، كان الهدف منه هو دعوة للسلام، دعوة للاستقرار، دعوة لمرحلة جديدة من، يعني، الـ، نبذ العنف، وبدء مرحلة.. إحنا كنا قلنا قبل منها بأسبوع أو عشر أيام، مبادرة القاهرة، وكان مبادرة القاهرة الهدف منها زي ما إنتم سمعموا عبارة عن فتح مسارات كانت بدأت قبل كدة، بدأت في مسار برلين، وبدأت في باليرمو، وبدأت في أبو ظبي، وبدأت في باريس، وقبل منها بدأت في الصخيرات، فإحنا كل الكلام الي اتقال كله عبارة عن محطات من أجل سلام واستقرار ليببيا. فإحنا مبادرتنا كانت، يعني عبارة عن امتداد لهذه الجهود.

لما اتكلمنا في المنطقة الغربية يوم 13 وقلنا إن خط سرت الجفرة من فضلكم حافظوا عليه، لا ده يتجاوزه ولا ده يتجاوزه، إحنا مش هانقسم ليبيا يا جماعة، إحنا مش هانقسم ليبيا، إحنا عايزين ليبيا موحدة، وأول حاجة نعملها إن الاقتتال يتوقف، الاقتتال يتوقف، وندي فرصة لنفسنا إن إحنا نتباحث مع بعضنا البعض على المستوى السياسي وعلى المستوى العسكري وعلى المستوى الاقتصادي.. حتى المسائل العالقة، اللي أحد أسباب أو هي مسببة للحالة اللي موجودة فيها ليبيا، ترجع وتقل وتبقى المجال في ليبيا متاح لإجراء انتخابات، سواء انتخابات برلمانية، أو انتخابات تنفيذية لقيادة تيجي منكم، منكم محدش يفرضها عليكم، إنتوا اللي تختاروا الشخصية اللي ممكن تتولى قيادة ليبيا خلال المرحلة القادمة.

هو المسار بالبساطة دي، طب ممكن يتحقق؟ أيوة، يتحقق بإيه؟ باللي إحنا بنقول عليه ده لا يتم تجاوزه، لما بنقول لو سمحتم، الخط ده نتوقف عليه بقى، كفاية كدة، بنقول أوقفوا الاقتتال، وخلونا نبدأ مسار سلام، تنطلق ليبيا منه إلى مستقبل أفضل، طب قلنا بعد كدة إن أي تهديد لهذا الخط يمثل بالنسبة لنا تهديد لأمننا، أمننا القومي، ليه؟ لأن إحنا في مصر شوفنا كويس قوي، مش بس في مصر، ومش بس في ليبيا، في دول عربية كثيرة جدًا، شوفنا المليشيات المسلحة بتبقى تأثيرها إيه على الاستقرار، وعلى أمن المجتمع، لأن الدولة بتبقى أثيرة لهذه المليشيات.

حضرتك معاك سلاح وأنا ماعييش سلاح، فإنت بتتكلم بلغة أقوى مني، ما أقدرش أتكلم، لكن لما نكون كلنا بنتكلم لغة واحدة والسلاح موجود مع طرف واحد، الدولة موافقة إن هو يبقى حامل للسلاح ده؟ جيش؟ خلاص، والجيش لها قيادة، والقيادة لها قيادة أكبر منها بتنظم لها المهام والواجبات بتاعتها.

لكن المليشيات هاتبقى بتنظمها كل قائد مليشيا هو هايبقى طبقا لوجهة نظرة، وتتمزق البلاد وتفضل أسيرة لهذه المليشيات ولا تستقر أبدا، ولا تستقر أبدا. فده اللي إحنا شوفناه واللي بنشوفه في منطقتنا واللي إحنا بنحذر نفسنا وبنحذركم منه... دي نقطة.

النقطة التانية، إحنا كمان في مصر، عانينا وبنعاني من الإرهاب.. شوفنا ده في مصر وقاسينا منه، وبالتالي إحنا ماعندناش.. قعدنا 5 سنوات، ومازلنا لغاية دلوقتي بنجابه الإرهاب، ماعندناش استعداد إن المليشيات ديت تقترب مننا في بلدنا.. لكن إحنا خلال السنين اللي فاتت كلها بالكامل، عمرنا ما قلنا كلمة ولا قلنا إن إحنا ندخل ليبيا، احترمناكم، احترمناكم.. وخفنا على مشاعركوا إن إنتوا تقولوا إن مصر بتستكبر بقوتها على اخوانها في ليبيا، أبدا، ماعملناش كدة.

لكن المرحلة اللي إحنا موجودين فيها ديت، إنتوا شايفين الموقف عامل ازاي.. بنقول خط سرت الجفرة، خط يتم التوقف عنده. لا قوات الشرق ولا قوات الغرب ولا أي قوات أخرى يعدوه. طب ليه بنقول كدة؟ هي دعوة للحرب ولا دعوة للسلام؟ هي دعوة والله للسلام. دعوة للسلام، عشان نبتدي كلنا، نبتدي زي ما تقولوا نستكمل مرحلة التفاوض، ونبقى ننهي المرحلة اللي موجودين فيها، مرحلة الاقتتال دي تنتهي، وتعبر ليبيا الوضع الصعب اللي هي موجودة فيه.

قبل ما أقولكم إن إحنا داعمين ليكم وإن إحنا مستعدين نساعد ومستعدين نبقى موجود اللي هو جيش مصر جيشكم.. صدقوني، إحنا مابنفكرش قبل ما ندخل، نقول هانخرج إزاي؟ لو دخلنا ليبيا، هانخرج إزاي؟ شوف أنا بقولها إمتى؟ مش بقول هادخل، بقول أدخل ازاي، أخرج منها إزاي؟ إحنا مش هاندخل إلا بطلب منكم.. وهانخرج بأمر منكم، مش بطلب. (تصفيق)

أقول تاني؟ إحنا ندخل ليبيا بطلب منكم.. (أحد الحضور يتكلم) أكلكم لكم كلامي، عشان بس توصلكم.. أنا لا بقرا من ورقة، ولا بقول كلام مترتب.. أنا بكلمكم كإنسان مسؤول، وإنتم موجودين في ضيافة بلدكوا مصر، وبين أشقاءكم، إحنا مش هانخش ليبيا إلا بطلب منكم، ومش هانخرج إلا بأمر منكم.. أمر يعني إيه؟ اتفضل.. حاضر.. حاضر شكرًا. (تصفيق)

طب عايزين.. إيه المقابل في ده، اللي إحنا عايزينه؟ حاجة واحدة، الاستقرار والسلام لكم وليبيا.. بس.. مش عايزين أكتر من كدة.. إحنا مصير مشترك.. ودايما كانت مصر وليبيا في مواجهة التحديات ومواجهة الاستعمار كان لها خط واضح، وده مش هايتغير، وده مش هايتغير.

مش عايز أطيل عليكم أكتر من كدة.. (أحد الحضور يتكلم) آآ يعني أتمنى من ربنا سبحانه وتعالى يوفقنا جميعا، وبقول تاني، إن الموضوع اللي إحنا موجودين بصدده هو مستقبل، مستقبل ليبيا، ومستقبل أبناءكم وأحفادكم، إحنا موجودين هنا، وبنتكلم مش في مستقبل الحاضرين، خلاص إحنا كبار كلنا تقريبا يعني وسننا يعني... لكن الأجيال القادمة، اللي هي حطت.. حطت حياتها ومستقبلها في رقبتنا.. فيا ترى هانحافظ على مستقبلهم؟ ولا هانضيعهم؟ هانضيع ولادنا وولاد ولادنا؟ ولا نحافظ عليهم؟

(تصفيق)

بسم الله الرحمن الرحيم،

السادة مشايخ وأعيان القبائل الليبية الممثلين لأطياف الشعب الليبي في كافة ربوع البلاد،

وبردو هاقول، شيوخنا ووجهاءنا، قبايل أعيان القبائل الليبية، القبايل المصرية، في المنطقة الغربية.

أرحب بكم جميعا في بلدكم الثاني مصر، وأؤكد أن حضور القبائل الليبية إلى بلدهم مصر في هذا التوقيت يبعث رسالة للعالم مفادها وحدة مصير البلدين.

كما أرحب بأبناء وأهالي مشايخ القبائل من المنطقة الغربية بمصر. وأؤكد أن العلاقات بين الشعبين المصري والليبي، تمتد على مر التاريخ ولا يمكن بأي حال من الأحول المساس بها، وأؤكد لكم، إن دفاع مصر عن ليبيا والعكس صحيح، لهو التزام ناتج عن حالة التكاتف الوطني بين البلدين.

كما أؤكد لكم على ثراء التاريخ المشترك بين مصر وليبيا في مواجهة كافة أشكال الاستعمار، وأن بطولات الليبيين وعلى رأسهم الشيخ عمر المختار (تصفيق) وكفاجهم على مر العصور للحصول على استقلالهم، خير دليل على رفض الشعب للتدخلات الخارجية الطامعة في الثروات الليبية.

إن مصر، تعول على القبائل الليبية الحرة الرافضة لاستمرار الأوضاع الراهنة في ليبيا، وأؤكد استعداد مصر لتقديم كافة جهودها لأشقائها الليبيين، الراغبين بشكل صادق في إنهاء الأزمة الليبية، وأشدد أمامكم، أن مصر لن تسمح بتكرار تجربة الرهان على المليشيات المسلحة مرة أخرى في ليبيا، أو أن تتحول ليبيا.. أو أن تتحول ليبيا لبؤرة جديدة يجتمع بها الإرهابيون، وملاذ للخارجين عن القانون، حتى وإن كلف هذا الأمر تدخل مصر بشكل مباشر في ليبيا لمنعه. (تصفيق)

إننا ندعو كافة القبائل الليبية في المناطق الشرقية والجنوبية والغربية لمراجعة موقف أبنائها المرابطين في صفوف القتال، وأحثهم على أهمية بناء الوطن من خلال ترك السلاح في المقام الأول، والاندماج داخل جيش وطني موحد، هدفه مصلحة البلاد، وليس لديه أطماع شخصية.

وهنا خلوني أتوقف عند النقطة ديت وأقول إن إحنا في مصر.. إحنا استقبلنا، وأنا كنت وزير للدفاع في الوقت دوت في 2012 و13، طلبة في الكلية الحربية في مصر، طلبة ليبيين عشان يبقوا ظباط في الكلية الحربية في مصر، وأؤكد لكم إن إحنا مستعدين زي ما أنا قلت كدة في الخطاب اللي أنا اتكلمت فيه قبل كدة، إن إحنا مستعدين نستقبل أبناؤكم الليبيين، نجهزهم وندربهم ليكونوا امتداد أو نواة لجيش وطني ليبي (تصفيق) إحنا مابندربش...

أنا عايز أقولكوا على حاجة.. إحنا في مصر ماندربش هنا الجيش على إن يكون، يعني، له انتماءات مختلفة.. هو انتماء واحد.. انتماء للوطن.. يعني انتماؤه لا هو انتماء عقائدي ديني، ده مسلم وده مسيحي وده مذهبي.. لا لا لا، هو انتماء وطني، كلنا بيتم صهر المصريين في بوتقة الوطنية دفاعا عن وطنهم.. وأي جهد إحنا هانعمله لأشقاءنا الليبيين أو أبناءكم اللي هاتبعتوهم لنا، اللي هاتبعتوا، هاتبعتوهم هنا في مصر، هاندربهم كدة.. إن هم يحبوا ليبيا، ويخافوا على ليبيا.

(تصفيق)

وإعطاء فرصة للحلول السياسية والمفاوضات من خلال المجتمع الدولي، فحالة الانقسام السياسة الراهنة ومواصلة الحروب لن تؤدي في النهاية إلا إلى نتايج لا يحمد عقباها، مع ضرورة التركيز على مسار التنمية والبناء، خاصة في ظل معاناة الشعب الليبي من ويلات الحروب على مدار السنوات السابقة.

أؤكد لكم على تطابق وقوة الموقفين المصري والليبي، الرافض للتدخلات الأجنبية في ليبيا، والتي تمتلك أجندات محددة تستهدف ضرب الاستقرار في ليبيا وتطمع في ثروات وموارد الشعب الليبي. وأشدد على أننا لن نرضى سوى باستقرار ليبيا، سياسيا، واجتماعيا، وأمنيا، وعسكريا.

إن الخطوط الحمراء التي أعلناها هي بالأساس دعوة للسلام وإنهاء الصراع في ليبيا، ولكننا لن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة أي تحركات تهدد أمننا القومي الاستراتيجي على حدودنا الغربية، خاصة في ظل تزايد عمليات الحشد العسكري الراهن في محيط مدينة سرت.

وأرجو إن إحنا زي ما بقول كدة في بداية الكلام اللي أنا قلته لأشقاءنا الليبيين في الغرب إن هم يتفهموا النقطة ديت ويدوا فرصة ولا يتم تصعيد الموقف، لأن إحنا، بصراحة، لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي تجاوز لهذا الخط (تصفيق) أنا بأكدها لكم عشان تبقى الأمور واضحة.. خلونا نقف على الخط ده ونبتدي مسار سياسي.. مصر قالت كلمتها بعد سكوت وصمت 6 سنوات.. وسبنا الأمور تتفعل كما يرغب الليبيين، ولكن.. أن تتحول المنطقة الشرقية إلى منطقة غير مستقرة، ده أمر إحنا مش هانسمح بيه.

(تصفيق)

اسمحولي أن أنا أقولكم إنه بالرغم من قدرة مصر على تغيير المشهد العسكري بشكل سريع وحاسم حال رغبتها في ذلك..

أنا عايز أقولكم، وأنا قلت الكلام ده في المنطقة الغربية عندنا وإحنا بنتفقد القوات.. مصر لديها أقوى جيش في المنطقة وفي أفريقيا.

(تصفيق)

لكن إحنا.. لكن أنا بس عايز أقولكوا حاجة... أنا بس عايز أقول في النقطة ديت حاجة.. أنا قلت بردو ساعتها إن هذا الجيش، جيش، أولا رشيد جدا جدا، ولا يعتدي ولا يقوم بعمليات غزو خارج أراضيه، وعشان كدة حتى لو إحنا عايزين هذا الإجراء، هانبقى محتاجين في مصر إن إحنا نتوجه للبرلمان المصري حتى يسمح لنا، ويعطي لنا الإذن بالتحرك في هذا المقام.

لكن خليني أكمل النقطة ديت، بقول بالرغم من قدرة مصر على تغيير المشهد العسكري بشكل سريع وحاسم حال رغبتها في ذلك، إلا إن مصر كانت دوما تصر على الحل السلمي من خلال دفع الأطراف الليبية للمفاوضات.

وأؤكد لكم على عدم وجود أي مواقف مناوئة من جانب مصر تجاه حكومة المنطقة الغربية، أو الشعب في طرابلس، حيث سبق استضافة أقطاب المنطقة الغربية عدة مرات في القاهرة في محاولة للتوصل إلى صيغة تفاهم مشترك بين طرفي الصراع الليبي.

لقد أكدت مجمل التطورات منذ مبادرة إعلان القاهرة ما يلي:

عدم امتلاك أحد أطراف النزاع الإرادة السياسية وإمكانية اتخاذ القرار لوقف اطلاق النار، واستئناف العملية السياسية، وذلك بعد سقوطه تحت سيطرة قوى خارجية توظفه لتحقيق أهداهما ومصالحها في المنطقة، بغض النظر عن المصالح الوطنية للشعب الليبي وانتمائه وهويته العربية الإسلامية.

تزايد النفوذ الخارجي على الأراضي الليبية والاستمرار في نقل المرتزقة والمتطوعين من سوريا، تمهيدا للسيطرة على مقدرات الشعب الليبي خاصة من الثورة النفطية، أو لتشكيل قاعدة انطلاق لتهديد دول الجوار.

وقد بات هذا الأمر يشكل تهديدا مباشرا قويا على، للأمن القومي، ليس المصري والليبي فقط، وإنما العربي والإقليمي والدولي.. وما يقتضيه ذلك من اتخاذ التدابير والإجراءات لإحباط هذه المخططات.

من هنا، كان ترحيبنا في مصر ببيان الأشقاء في مجلس النواب الليبي في 13-7-2020 الذي جاء معبرا ومتفهما ومدركا بقوة لمدى المخاطر والتهديدات التي بات من حق شعوبنا العمل على مجابهتها بكل قوة وحزم. خاصة مع حقائق محدودية الدور الذي يقوم به المجتمع الدولي في هذا التوقيت، انتظارا لما سيقوم به دفاعا وحماية عن هويتنا وكرامتنا، ومقدراتنا.

وإذا كان الأشقاء في مجلس النواب الليبي، السلطة التشريعية الوحيدة التي انتخبها الشعب بكامل إرادته، قد طلبت من الجيش المصري، إذا اقتضى الأمر، التدخل لحماية السيادة الليبية، وتأمين مصالح الأمن القومي (تصفيق)

وإذا كان الأشقاء في مجلس النواب الليبي، السلطة التشريعية، الشرعية الوحيدة التي انتخبها الشعب بكامل إرادته، قد طلبت من الجيش المصري، إذا اقتضى الأمر، التدخل لحماية السيادة الليبية، وتأمين مصالح الأمن القومي لبلدينا، فإن أشقائكم في مصر على استعداد لاتخاذ كافة الإجراءات تحقيقا للمصالح المشتركة في مجابهة هذه التهديدات.

وأؤكد لكم أن نجاح مصر بالتعاون مع الجيش الوطني الليبي، وأي من الدول الشقيقة والصديقة في تحقيق الأهداف المرجوة، لن يتحقق دون التكاتف والتضامن والتعاون الكامل للقبائل الليبية. فالقبائل الليبية لها دور في غاية الأهمية والخطورة، وهذا الدور يجب أن يشمل في البداية تحقيق التماسك والترابط بين القوى الوطنية الليبية لدعم القرارات السياسية والعسكرية، والتصدي لأي مخططات للعمليات النفسية بأبعادها، والتعاون في توفير احتياجات القوات، فضلا عن امتداد هذا الدور لمخاطبة الرأي العام العالمي لتأييد التدخل المصري ورفض انتشار المليشيات.

وأنا لما قلت الكلمة دي في براني، قلت إن إحنا هايكون القوات المصرية عندما تدخل ليبيا، هايكون شيوخ القبائل على رأس هذه القوات، بالعلم الليبي، بالعلم الليبي. (تصفيق)

وضرورة وقف نقل المرتزقة والإرهابيين والضغط على الأطراف الرافضة لوقف إطلاق النار والعودة لمسارات الحل السياسي.

وكما سبق، أن أكدت في لقائي بسيدي براني، خلال يونيو الماضي، فإن مصر عازمة على تقديم الدعم الكامل للأشقاء في ليبيا، حماية لأمننا المشترك، وأن القوات المصرية ستعمل خلف الجيش الليبي الوطني، وقبائل ليبيا ذات التاريخ الطويل والمضيء الذي مثل طاقة نور في تاريخ المقاومة العربية ضد الاحتلال والظلام.. وشكرا لكم على حسن الاستماع.

(تصفيق)


ألقيت الكلمة في القاهرة، بحضور مشايخ وأعيان القبائل الليبية.


خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط