أثناء إلقاء الخطاب. الصورة: المتحدث باسم الرئاسة- فيسبوك

نص كلمة السيسي خلال مشاركته في القمة الرابعة لمبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا 27/8/2021

منشور السبت 28 أغسطس 2021

 

بسم الله الرحمن الرحيم،

فخامة السيدة أنجيلا ميركل، مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية،

أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات،

السيدات والسادة،

أود في بداية حديثي إليكم اليوم أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير والاحترام للسيدة المستشارة أنجيلا ميركل على استضافة القمة الرابعة لمبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا. وعلى ما تبديه بشكل مستمر، برغة قوية وصادقة، وفي دعم مساعي الدول الأفريقية نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، في إطار من الشراكة البناءة بين ألمانيا والدول الأفريقية. سواء من خلال المحافل متعددة الأطراف، كقمتنا اليوم، أو من خلال علاقات التعاون الثنائية التي تربط ألمانيا بدول القارة الأفريقية.

كما أود في هذا السياق أن أثمّن مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، التي نجتمع في إطارها اليوم، والتي تمثل منذ تأسيسها محفلا مهما وآلية فعالة لدفع جهود التنمية الاقتصادية في دول القارة، بالشراكة مع مجموعة العشرين، لاسيما وأنها تعتمد على صياغة خطط عمل تناسب أولويات كل دولة، وتتسق مع أهدافها وتطلعاتها الوطنية.

السيدات والسادة،

تعد هذه القمة الأولى للمبادرة منذ بداية جائحة كورونا، والتي تمثل أحد أصعب التحديات التي واجهها العالم منذ عقود، ولا يزال يعاني من تداعياتها وآثارها السلبية الممتدة. خاصة على جهود دولنا الأفريقية الساعية لتحقيق التنمية الشاملة، فبعد أن نجحت دول القارة في تحقيق معدلات نمو اقتصادي إيجابية، جاءت الجائحة لتبطئ تلك الجهود، ولتهدد بتبديد مكتسبات سنوات من العمل، فارضة على دولنا مراجعة أولوياتها وإعادة ترتيب أهدافها.

فمع تراجع مصادر الدخل من النقد الأجنبي، وانكماش حجم السيولة امتاح، اضطرت كثير من الدول إلى توجيه مواردها المحدودة والمتناقصة إلى جهود مكافحة الجائحة، وفي ذات الوقت تقلصت قدرات العديد من الدول الأفريقية على إقرار حزم تحفيز اقتصادية، لمساندة القطاعات الأساسية، أسوة لما قامت به كثير من الدول المتقدمة، بما انعكس على قدرتها في بدء التعافي من تبعات الأزمة الراهنة.

وفي هذا السياق، لم تكن مصر بمعز أبدًا عن تلك المؤثرات، إلا أن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه الحكومة منذ عام 2016، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، ساهم بشكل كبير في تجنيب مصر الكثير من التبعات السلبية للجائحة، ومكَّن الدولة من تنفيذ إجراءات اقتصادية واجتماعية أثبتت فاعليتها على كافة المستويات.

 وذلك دون إخلال بمسيرة الإصلاح والتنمية الاقتصادية، التي تسير مصر عليها بلا تراجع، وهو ما يبرهن على صواب الرؤية المصرية إزاء أولويات ومتطلبات الإصلاح الاقتصادي، فلقد أصبح الاقتصاد المصري اليوم قادرا أكثر من أي يوم مضى على وماجهة التحديات التي تفرضها تطورات الأوضاع العالمية، وعلى تلبية واحتياجات وتطلعات الشعب المصري، إلا أننا ندرك تماما حجم التحديات التي لازال علينا مواجهتها لتحقيق أهدافنا المنشودة.

ومن هنا، تأتي أهمية شراكتنا مع مجموعة العشرين التي نعول عليها كأحد آليات التعاون الدولي لتحقيق التنمية، والتعافي من التبعات السلبية للجائحة، إلى جانب غيرها من الآليات الدولية، إلا أنها على الرغم من التعهدات التي صدرت عن المجتمع الدولي خلال العامين الماضيين، فإن حجم الدعم الموجه إلى القارة الأفريقية يقل كثيرًا عن احتياجها الفعلي. كما أن العديد من المبادرات الطموحة التي تم الإعلان عنها لم تتحول بعد إلى واقع ملموس.

ومن ثم، فإننا نأمل أن نخرج من اجتماعنا اليوم برؤية تنفيذية، تساهم في الإسراع من وتيرة خطوات التنفيذ الفعلي لآليات التعاون في إطار المبادرة وتطويرها، لكي تتمكن من الإسهام بشكل أكبر في دعم قدرات الدول الأفريقية على تحقيق التنمية الاقتصادية، وجذب الاستثمارات لمواجهة التحديات الراهنة. وفي مقدمتها تداعيات جائحة كورونا، والآثار السلبية لتغير المناخ.. وشكرًا لكم.

...

ألقيت الكلمة عبر الفيديو كونفرانس، في القمة الرابعة لمبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، والتي تنظمها ألمانيا سنويا، برئاسة المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل، ومشاركة لفيف من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة والأعضاء بمجموعة العشرين، إلى جانب رؤساء عدد من المؤسسات الدولية الشركاء بالمبادرة

...

خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط