الرئيس السيسي- الصورة: المتحدث باسم الرئاسة

نص كلمة السيسي خلال الاحتفالية الـ70 لعيد الشرطة 23/1/2022

منشور الأحد 23 يناير 2022

 

بسم الله الرحمن الرحيم،

السادة أعضاء هيئة الشرطة،

الحضور الكريم،

مع حلول يوم الخامس والعشرين من يناير كل عام، تهب علينا نسمات العزة والكرامة الوطنية، حينما نستعيد معًا ذكرى عزيزة غالية على قلب ووجدان كل مصري. ذكرى تعالت معها صيحات المطالبة بالحرية والاستقلال الوطني.

ففي ذلك اليوم من عام 1952، كانت هناك طليعة من أبناء مصر الشرفاء، على موعد مع المجد الذي قام بتخليد بطولاتهم في الذاكرة الوطنية. تتحاكى وتتفاخر بهم الأجيال المصرية. فقد أثبت رجال الشرطة المصرية في ذلك اليوم أن الدفاع عن الأوطان ليس مرهونا بامتلاك العدة والعتاد، وإنما هو مرهون بمدى إيمان عقيدة الرجال الراسخة داخل نفوسهم.

شعب مصر العظيم،

إن الغاية الأسمى للدولة، هي المحافظة على بقائها، وحفظ الأمن والأمان لمواطنيها، وهذا لن يتأتى دون وجود جهاز شرطة وطني واعٍ ومدرك لطبيعة مهمته جيدًا.

ولعل ما يقوم به أبناؤكم اليوم من رجال الشرطة من حفظ أمن واستقرار الوطن ومحاربة الإرهاب البغيض، لهو خير دليل على أن معين هذه الأمة لا ينضب أبدًا. وأرضها الطيبة تفيض دائمًا بالخير، وتنجب رجالًا يدركون جيدًا قيمة الانتماء لهذا الوطن.

وإنني من موقع المسؤولية، أثمن دورهم الوطني جنبًا إلى جنب، مع أشقائهم من رجال القوات المسلحة البواسل، والذين يمثلون معًا الحصن المنيع لحماية الوطن من كل شر. تحية لهم جميعًا على بطولاتهم وتضحياتهم، والتي لولاها ما كان لمصر أن تسير على طريق التنمية الشاملة، التي ننشدها لشعبها.

وتحية أيضا مملوءة بأسمى آيات التقدير والاعتزاز إلى أرواح شـ.. إلى أرواح الشهداء. تلك الشموع المضيئة التي اختارت الخلود في السماء على البقاء في الأرض. وإلى أسرهم التي عانت وتحملت فراقهم من أجل الهدف الأعظم، هو بقاء.. وهو بقاء مصر مرفوعة الرأس، ولكن تبقى مصر هكذا، ولكي تبقى مصر هكذا، لابد أن نستحضر الروح التي بثها فينا أبناء الوطن الشرفاء، ونحن نواجه المحن والأزمات التي تعترض طريقنا.

قبل ما أكمل الفقرة اللي جاية ديت.. إحنا صحيح الـ.. الإنجاز اللي تم فيما يخص دحر الإرهاب، كان إنجاز كبير قوي. وكمان كان تمنه كبير قوي. وعشان كده، اسمحولي أقولكم إن إحنا دايمًا محتاجين، مش بس.. يعني، نحيي ونتذكر أبناءنا الذين قدموا، والذين أصيبوا أيضًا في هذه المعركة من أبناء الوطن، من كل أبناء الوطن...

 وأنا لما بتكلم في النقطة ديت وبحاول إن أنا أستدعيها، مش كفقرة نقولها في خطاب.. لأ.. كتمن دفعته مصر، وأبناء مصر وشعبها.. أرجو إن إحنا كلنا كمصريين، ومصريات كمان، ماننساش أبدا إن في تمن كبير قوي اتدفع خلال الـ7 سنين اللي فاتوا عشان نصل إلى هذه المرحلة. فاسمحولي مرة تانية، وتالتة، إن إحنا نوجه التحية والتقدير والاحترام... (تصفيق)

وعايز أقول.. الأسر.. الأسر المصرية اللي قدمت الشهيد والمصاب.. إحنا مش هاننسى أبدًا.. أبدًا.. اللي أنتم عملتوه وقدمتوه بأبناءكم لهذا الوطن.. مش هاننسى.. والنسيان هنا مش اعترافًا بس بفضلكم، وبفضل أبناءكم اللي تم، اللي استشهدوا.. لأ، الفضل هنا إن إحنا هايكون تمن هذه الشهادة وهذه التضحية، هو بناء مصر القوية الجديدة.

هو ده بس اللي أنا عايز أأكده معاكم. عشان تبقوا عارفين إن التمن اللي اتدفع ده، هو تمن كبير صحيح، ولا يُعَوَّض صحيح. لكن عزاءكم فيه إن هو تمن لبلد فيها 100 مليون، الـ100 مليون دو يعيشوا إن شاء الله في أمان وسلام واستقرار وتقدم.

ونحن نواجه المحن والأزمات التي تعترض طريقنا، ومن هذه الأزمات تأتي جائحة فيروس كورونا التي تجتاح العالم كله. وما من مناسبة نلتقي فيها إلا وأنا أكرر شكري باسم المصريين جميعًا إلى أبنائكم من الأطقم الطبية على ما يقدمونه من تضحية في مواجهة هذا الوباء للحفاظ على صحة المصريين.

واسمحولي إن إحنا أيضا نوجه لهم التحية في هذه المناسبة يعني (تصفيق)

وأنا بردو مش ممكن أنسى إن أنا أوجه كل التحية وكل الشكر والتقدير لله سبحانه وتعالى، اللي هو كان له الفضل الأكبر علينا في إن حتى في ظل هذه الجائحة، كانت يعني تأثيرها في.. أتصور.. في أضيق وفي أقل ما يمكن يعني.. فلك الشكر والحمد يا رب، لك الشكر والحمد يا رب.

كما لا يفوتني اليوم أن أوجه لكم التحية بمناسبة ثورة الـ25 من يناير، والتي عبرت عن تطلع المصريين لبناء مستقبل جديد لهذا الوطن، ينعم فيه جميع أبناء الشعب بسبل العيش الكريم.

شعب مصر الأبي،

إن الطريق مازال أمامنا طويلًا، وما تم تحقيقه على الصعيد الاقتصادي والأمني هو مجرد خطوة على طريق بناء المستقبل، الذي نسعى لتثبيت دعائم استقراره، وبناء الجمهورية الجديدة، التي تحفظ كرامة المواطن المصري، وتوفر له أفضل الظروف المعيشية.

ولعلكم تتابعون ما يحدث من خلال مبادرة حياة كريمة، التي تجوب كل محافظات مصر لتحقيق غد أفضل للأجيال القادمة. ولكن هذا الطريق لن يكون ممهدًا دون وجود عوائق تعترض مسيرتنا، في ظل تحديات ومخاطر تواجه الأمن القومي المصري.

وقدر مصر أن تعيش وسط.. وسط منطقة مضطربة، كانت ولا زالت.. كانت ولا تزال هي بؤرة الأحداث الدولية، تتعارض فيها المصالح وتتشابك فيها التوازنات، وتتغير فيها التحالفات. فما كان مستحيلًا بالأمس، أصبح ممكنًا اليوم، وما كان من الثوابت في الماضي، أضح في الحاضر أمرًا قابلًا للتغيير، ولا سبيل أمامنا لمجابهة كل هذه الأمور إلا بوحدتنا وتماسكنا الوطني، فبهما دون غيرهما، نحافظ على ثوابتنا الوطنية التي لا تتدخل في شؤون الآخرين، ولا تقبل التفريط في حقوق المصريين.

هذا هو عهدنا، وتلك هي عقيدتنا التي لن نحيد عنها أبدا. مهما بلغت التحديات، ومهما كانت الصعوبات.

ودائمًا وأبدًا، وأخيرًا.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (تصفيق)


ألقيت الكلمة في القاهرة، بحضور اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وعدد من الوزراء، وأسر الشهداء.


خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط