صورة ذائعة الصيت على مواقع التواصل الاجتماعي

حَقِّق | هل يبدو هؤلاء كلاجئين؟

منشور الأحد 11 أكتوبر 2015

ألقت الأزمة السورية بظلالها على ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد تصاعد موجة تدفق المهاجرين إلى أوروبا في الآونة الأخيرة عقب تفاقم الصراع الأهلي في سوريا والذي يدخل عامه الخامس دون انفراجة سياسية أو دولية تساعد في التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة.

فريق عمل "المنصة" تحقّق خلال الشهر المنصرم من مدى صحة ما تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي ليعرض لكم بعض الصور التي تم التلاعب بها، وبالأخص المتعلقة بملف اللاجئين السوريين. أول هذه الصور نشرتها العديد من المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي عبر موقعي فيسبوك وتويتر المحسوبة على تيارات اليمين المتطرف في أوروبا وأمريكا، مثل حركة "PEGITA" الألمانية، وموقع "المحافظ الصغير" الأمريكي. والتي تُظهر رجل ذو بنيان قوي على متن سفينة.

تم تداول الصورة من خلال تغريدة نشرها حساب يحمل أسم "Young Conservative" - المحافظ الصغير -  من ولاية نيو جيرسي الأمريكية يصل عدد متابعيه ما يقرب من 33 ألفًا تحت عنوان: "هل يبدو لك هذا الشخص كلاجيء؟" 

تحقّق فريق عمل "المنصة" من مدى صحة الصورة، لتُظهر حقيقة مغايرة لما تم نشره خلال الأيام الماضية، الصورة ألتقطتها مصورة محلية تدعى "تشاس" ضمن مجموعة أخرى من الصور لوصول بعض المهاجرين إلى شاطىء جزيرة "كريسماس" الأسترالية الواقعة بالمحيط الهندي، حيث يرجع تاريخ نشر الصورة إلى يوليو 2013 على مدونة "مايكل سميث" - مدون أسترالي. 


"سفينة فلورا" أغلب الصور انتشارًا على مواقع التواصل الاجتماعي يجب التحقق منها، الجملة السابقة تنطبق مع الصورة التي نشرها "مارك هيلديتش" عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك" تحت عنوان: "هؤلاء ليسوا سوريين، إنهم أوروبيين يحاولون الوصول إلى شمال أفريقيا، إبان الحرب العالمية الثانية، لذا في المرة القادمة عندما تفكر في إغلاق الحدود ربما تحتاج إلى رأي أجدادك" 

 لسوء الحظ الصورة ليست لها علاقة من قريب أو بعيد بالحرب العالمية الثانية أو دول شمال أفريقيا، حيث يرجع تاريخ الصورة إلى فترة "الشتات الألباني" التي شهدتها ألبانيا عقب انهيار حكم النظام الشيوعي للبلاد عام 1991 نتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية،  حيث أقلعت السفينة "فلورا" وعلى متنها ما يقرب من 15 ألف مهاجر ألباني متجهة إلى إيطاليا، والتي نجحت في الثامن من أغسطس 1991 في الوصول إلى ميناء باري الإيطالي.


فيديو: مهاجرون مسلمون يرفضون الطعام

تداولت المواقع المحسوبة على اليمين المتطرف في أوروبا مقطعا مصورا تحت عنوان مهاجرون مسلمون يرفضون الطعام لوجود شعار الصليب الأحمر على مغلفات الطعام.

وعند التدقيق في الفيديو نرى أنه يُظهر المئات من المهاجرين السوريين المحتجزين خلف أسلاك شائكة على حدود مقدونيا مع صربيا ملوحين بأيديهم رافضين الطعام المقدم لهم من قبل جنود مقدونيين كنوع من أنواع الاحتجاج بسبب منعهم من استكمال رحلتهم إلى ألمانيا، وليس لكونه يحمل شعار الصليب الأحمر أو كونه غير حلال كما تناولت مواقع التواصل الاجتماعي المحسوبة على اليمين الأوروبي.