حقِّق | من السعودية إلى بيروت.. صورة "انتحاري" تصلح لكل أحداث العنف

منشور الثلاثاء 17 نوفمبر 2015

أصبح من الشائع على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة أُثناء الأخبار العاجلة انتشار صور ولقطات مصورة ليست مرتبطة بما حدث بالفعل، الأمر الذي يوقع الصحف والمواقع الإخبارية في فخ نشر صور مغلوطة، إذ تستعين بما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي دون التحقق والتأكد من مدى صحة ما يتم تداوله. الأمر الذي ظهر جليًا على العديد من الصحف والقنوات الإخبارية اللبنانية، إبان التغطية الصحافية للتفجيرين الذين شهدتهما الضاحية الجنوبية في بيروت؛ إذ نشرت قناة "الجديد" اللبنانية  عبر موقعها الإلكتروني ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها، صورة قالت فيها إنه تم "العثور على جثة إرهابي ثالث لم يتمكن من تفجير نفسه"، ولكن عند البحث المبسط على محرك جوجل للبحث عن الصور، يظهر استخدام "صورة الانتحاري" في أحداث أخرى في كل من السعودية واليمن.

 

الصورة  التي ذاع صيتها بعد تفجيريّ "برج البراجنة" والتي نشرتها قناة الجديد اللبنانية وتبعتها جريدة اليوم السابع المصرية، وقناة العربية الإخبارية، إلى جانب انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف في الأونة الأخيرة، كان لها انتشار مدوي في الصحف والمواقع السعودية منذ أربعة أشهر وقبل وقوع تفجيرات الضاحية الجنوبية، إذ تم تضمينها في الخبر المتعلق بمقتل يوسف عبد اللطيف الغامدي في مدينة الطائف في يوليو/تموز الماضي.

 

 

نشرت صحيفة الرياض السعودية صورة "الانتحاري" في الأخبار المتعلقة بمقتل "الغامدي"، وكانت الصورة ملحقة بصورة لقوات الشرطة السعودية تصدرت الصفحة الأولى. 

 

ولكن أعقب ذلك تأكيد تركي السديري، المشرف العام لصحيفة الرياض، على أن هذه الصورة "مغلوطة" بحسب ما نشرته صحيفة المواطن والتي اكتشفت عدم صحة الصورة وأن من يظهر فيها ليس "الغامدي". 

بعد التحقق من مدى صحة الصورة ومصدرها، تبين أن الصورة تعود إلى اليمن، بمدينة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، ويعود مصدر الصورة إلى موقع "وكالة مرصد للأنباء" الصادرة من اليمن. حيث نشرت مجموعة من الصور المتعلقة بمقتل أحد الانتحاريين قبل تفجير نفسه على حد وصفها.