أزمة في "الصحة": مطلوب ألفي طبيب لتخصص تنظيم الأسرة غير الجاذب

 يثير توزيع الأطباء على المستشفيات بعد انتهاء فترة تكليفهم، فيما يسمى "حركة النيابات" أزمة مع وزارة الصحة حاليًا، في ظل "غياب عدد من التخصصات عن القائمة التي طرحتها الوزارة على الأطباء للاختيار فيما بينها، فضلًا عن قلة العدد المطلوب في بعض التخصصات والزيادة في أخرى"، بحسب الطبيبة نورا الشحات للمنصة، وهي إحدى الطبيبات في حركة النيابة الحالية، في وقت قالت الوزارة إنها ستعيد النظر في الحركة. 

وكان لقاء تم الثلاثاء الماضي بين مقرر لجنة الشباب بنقابة الأطباء دكتور أحمد السيد وعدد من ممثلي حركة النيابات لعامي 2022 و2023 بينهم نورا، بحضور كل من المتحدث الإعلامي لوزارة الصحة حسام عبد الغفار ورئيسة قطاع التدريب والبحوث بوزارة الصحة والسكان الدكتورة علا خير الله، ومدير الإدارة المركزية للمستشفيات دكتور أشرف الأتربى، لبحث أزمة التخصصات مثل تخصص تنظيم الأسرة، الذي لا يجد إقبالًا من الأطباء.

والنائب هو طبيب أكمل فترة تكليفه وعمله بمراكز الرعاية الأولية كممارس عام، والتحق ببرنامج تدريبي في اختصاص طبي معين في حركة التخصصات أو حركة النيابات ويطلق عليه أيضًا مسمى "النائب"لأنه ينوب عن الطبيب الاختصاصي في واجباته ولكن تحت إشراف كامل.

وبعد انقضاء فترة التكليف للطبيب في الوحدات الصحية يتقدم عن طريق حركة خاصة بالنيابات بوزارة الصحة لاختيار التخصص الطبي الذي سيكمل به الطبيب فيما بعد دراساته العليا وحياته المهنية، ويستلم نيابته في إحدى المستشفيات، بحسب تصريحات مقرر لجنة الشباب وعضو نقابة الاطباء الدكتور أحمد السيد، للمنصة.

تنظيم الأسرة 

ولخص مقرر لجنة الشباب بنقابة الأطباء أحمد السيد، الأزمة الأخيرة في زيادة تخصص "تنظيم الأسرة" من ضمن احتياجات وزارة الصحة لحركة النيابات، فمن بين 12 ألف طبيب نيابات لدفعتي 2022 و2023، تطلب "الصحة" حوالي 2000 طبيب لهذا التخصص تحديدًا، و16 فقط لتخصص الجلدية، وهو تخصص مُلح أيضًا.

وأشار السيد إلى أن اعتراض الأطباء يأتي من أنهم لا يمكنهم فتح عيادة خارجية فيما بعد في هذا التخصص، وأيضًا يعتبر التخصص هو ذاته ما تم في سنة التكليف لأن تنظيم الأسرة يمارس في الرعاية الأساسية في الوحدات الصحية التي تستقبل التكليف الذي يسبق النيابة وهو تخصص يختلف عن طب الأسرة.

واستكمل "نناشد المسؤولين لو هناك حاجة ملحة لتخصصيّ تنظيم وطب الأسرة يجب أن يكون هناك فائدة أو مميزات لهما مثل مرتبات مرتفعة عن باقي التخصصات، مع إمكانية تحضير ماجستير نساء وتوليد فيما بعد أو عمل دراسة تكميلية لطب النساء بعد النيابة، أو أي تخصص آخر يختاره الطبيب.

وتقول نورا الشحات عن الأزمة إن أعداد الاحتياجات في جميع التخصصات التنافسية والملحة غير متناسب مع أعداد المتقدمين لحركة النيابات، كما أن أغلب المستشفيات غير المكتملة في الحركة السابقة غير مدرجة بالحركة الحالية، موضحة أن احتياجات كل مستشفى محدودة جدًا مقارنة بالحركات السابقة رغم وجود عجز شديد في جميع المستشفيات والتخصصات، وحصر الاحتياجات على تخصصات معينة لإجبارنا عليها.

وتتمثل التخصصات الملحة وفق موقع وزارة الصحة، الاستقبال والطوارئ، التخدير، بنوك الدم، العناية المركزة، طب الأسرة، تنظيم الأسرة، الباثولوجي الإكلينيكي، الأشعة، الباطنة العامة، الجراحة العامة، جراحة المخ والأعصاب، جراحة الأوعية الدموية، جراحة القلب والصدر، النفسية والعصبية، الصدر، الحميات.

لكن رئيسة قطاع التدريب والبحوث بوزارة الصحة والسكان الدكتورة علا خيرالله نفت وجود متطلبات لمستشفيات لم تكتمل منذ حركة النيابات السابقة، مشيرة إلى أنه من الوارد أن تكون قد اكتملت في حركة الزمالة لذلك لم تكن ضمن تلك الحركة.

بينما يتفق السيد مع الشحات قائلًا هناك عدد من التخصصات يتم فرضها على الأطباء مع حرمان مستشفيات من تخصصات في حاجة لها،  معلقًا "اتفقنا من خلال جلسة تمت مع ممثلين لوزارة الصحة على أن هناك تخصصات غير متواجدة مثل الجلدية، والرمد، والأنف والأذن، والتخدير، وكلها تخصصات ملحة أيضًا ولكن الوزارة مصممة على عدم إدراجها وحصلنا على وعد بإعادة النظر فيها". 

وتساءل "ما الذي يجبر الطبيب أن تصبح نيابته في مستشفى حدودية نائية أو في مستشفى به نقص مستلزمات طبية؟" مشيرًا إلى أنه في هذه الحالة قد يقبل على تقديم استقالته ويتحول لكشوف "طبيب حر" بنقابة الأطباء، ويقوم بتحمل الدراسات العليا على نفقته الخاصة في أي جامعة، وعلق "هذا حل لا يرضي الجميع".

وتابع أن في أصعب الأمور سيكون نيابته تحصيل حاصل دون مجهود مميز من ناحيته، موضحًا أن هناك عددًا من المستشفيات لديها نقص في الأطباء وعلى الرغم من هذا غابت عن حركة النيابات.

استجابة 

في غضون ذلك، قررت وزارة الصحة الاستجابة للأطباء وإعادة النظر في النيابات المطروحة بحسب خير الله، قائلة للمنصة، إنه سيتم تعديل وإعادة النظر في احتياجات بعض التخصصات وأعدادها ولكنها تمسكت بعبارة "طبقًا لإحتياجات وزارة الصحة"، مشيرة إلى أنهم أغلقوا الموقع لفترة لحين تعديل الرغبات، ثم سيتاح للأطباء للتسجيل حتى الخميس المقبل. وتابعت "سيتم زيادة أعداد بعض التخصصات بناء على شكاوي وردت من الأطباء".

كما أشارت خير الله إلى أن هناك أيضًا تعديلات سيتم إدراجها للحاصلين على "الامتياز" في إمكانية تقديمهم في مستشفيات الأمانة "التخصصية"، موضحة أنه بالطبع التقدير العام هو الفارق بين المكلفين بالنيابة.

ماذا لو غابت الرغبات؟

هناك 300 رغبة متاح اختيارها في التسجيل الإلكتروني، لكن تُكتب الرغبات التي يريدها الطبيب سواء كانت متاحة في محافظته أو في محافظة أخرى، ولا يُفرض أي تخصص عليه، وفي حالة عدم وجود التخصص سيقوم بانتظار حركة النيابات القادمة، بحسب ما أخبرنا مازن ضبيش، طبيب دفعة تكليف 2023.

وتابع أن هذا يقوم بتأخير الحياة العملية للطبيب، خاصة أنه بعد دراسة 9 سنوات وسنة تكليف سيجبر على تخصص لا يريده، وفي حالة رفض تظلمه سينتظر الحركة التالية، وإذا لم يجد رغبته سينتظر ما بعدها وهكذا، وهو ما جعل عدد الأطباء في النيابات 12 ألف طبيب، لأن هناك متخلفين من الحركات السابق ويجعل المنافسة على الأماكن الشاغرة أصعب.