@Prinz_Sherif- إكس
إحدى مظاهرات دعم فلسطين في برلين تحمل لافتة بأسماء بعض ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة 5 يناير 2024

الشرطة الألمانية تقتحم مؤتمرًا لدعم فلسطين

قسم الأخبار
منشور السبت 13 أبريل 2024

اقتحمت الشرطة الألمانية أمس، مؤتمرًا لدعم فلسطين في برلين بعد ساعتين فقط من انطلاقه، وقطعت البث المباشر لفاعلياته، ثم قطعت الكهرباء عن المكان. تزامن الاقتحام مع مداخلة للطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة عبر الفيديوكونفرانس، بعدما مُنع من دخول ألمانيا للمشاركة في المؤتمر بدعوى "سلامة النظام العام". 

وكان أبو ستة وصل مطار برلين صباح أمس الجمعة قادمًا من بريطانيا، لكن مكتب الجوازات احتجزه لساعات، ثم طلب منه العودة إلى المملكة المتحدة. وقالت شرطة المطار إنها منعت دخوله من أجل "سلامة الحضور في المؤتمر ومن أجل النظام العام"، حسب ما نقله موقع المدن عن أسوشييتد برس.

والطبيب الفلسطيني -البريطاني أبو ستة، كان يرأس سابقًا قسم الجراحة التجميلية في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث أسس برنامج طب النزاعات. وعمل كجراح لدى منظمة أطباء بلا حدود في العديد من مناطق الصراع حول العالم، بما فيها غزة واليمن والعراق. وأمضى شهورًا في غزة يعالج جرحى الحرب، وقام بتوثيق الفظائع التي شهدها أثناء العدوان على المستشفى المعمداني في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وتم انتخاب الدكتور أبو ستة رئيسًا لجامعة جلاسكو هذا الشهر.

ولاحقًا، ذكرت شرطة برلين أنها ألغت الفعالية التي حضرها نحو 250 شخص في أول أيامها، "بعد بث مباشر أظهر شخصًا ممنوعًا من ممارسة النشاط السياسي في ألمانيا". ورفضت الشرطة تحديد هوية الشخص، لكنها قالت أنها اتخذت القرار بعد تقييم قانوني، وطلبت من الحضور مغادرة الفعالية، حسب موقع المدن.

وقال موقع دويتش فيله أنه "فور تحدث الرجل قطعت الشرطة الإرسال".

ولم يكن اقتحام الشرطة للمؤتمر بالمفاجئ، إذ سبق انطلاقه إجراءات أمنية مشددة، فضلًا عن تصريحات من مسؤولين ألمانيين يحذرون من ارتكاب مخالفات فيه. 

وأعلن المنظمون للمؤتمر في وقت سابق، حسب المركز الفلسطيني للإعلام، أنهم سيقيمون في ختامه محاكمة مجازية للحكومة الألمانية بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية بغزة. وأنهم كانوا سيتناولون مجموعة من القضايا، منها شحنات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، والتضامن مع النضال الفلسطيني، حسب موقع المدن.

وتنظر محكمة العدل الدولية حاليًا دعوى رفعتها نيكاراجوا ضد  ألمانيا، تتهمها فيها بمعاونة إسرائيل على الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة، عبر تصدير الأسلحة لهم. واقتنت إسرائيل 30% من المعدات العسكرية، في 2023، من ألمانيا. وبلغت قيمة مشتريات الأسلحة الألمانية 300 مليون يورو. 

وسبق ونفت ألمانيا أمام محكمة العدل الدولية الأربعاء، الاتهامات الموجهة لها، مؤكدة في الوقت ذاته إن تاريخهم يجعلهم ملتزمين بدعم إسرائيل.

وفي إطار هذه الحماية، حذرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، من الدعاية ضد إسرائيل في المؤتمر، قائلة في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أمس، "من ينشر دعاية إسلاموية وكراهية ضد اليهود، عليه أن يعلم أن ذلك سيُجرى ملاحقته بسرعة وبحسم... نحن بحاجة إلى تدخل فوري وصارم عند ارتكاب مثل هذه الجرائم"، حسب دويتش فيله. 

الأمر نفسه أكده عمدة برلين كاي فيجنر، الذي انتقد مؤتمر فلسطين، معلنًا تدخلًا حاسمًا للشرطة حال صدور تصريحات معادية للسامية. وأضاف أن "ما يسمى بمؤتمر فلسطين في برلين أمر لا يُطاق"، محذرًا "نحن لا نتسامح في برلين مع معاداة السامية والكراهية والتحريض ضد اليهود".

وفي المقابل قالت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي/DAWN، في بيان صدر أمس، إن ترحيل ألمانيا لجراح الحرب البارز، "هو إهانة مروعة لحرية التعبير في ألمانيا".

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية للمنظمة "إن ترحيل ألمانيا للدكتور أبو ستة هو عمل سافر من أعمال الرقابة الاستبدادية، يتماشى مع سياسات الدول الديكتاتورية مثل المملكة العربية السعودية والصين أكثر من كونه ديمقراطية تحترم الحقوق". وأن "في جهودها المستمرة للدفاع عن إسرائيل ضد الانتقادات ودعم سياسات الإبادة الجماعية في غزة، تنزلق ألمانيا إلى الاستبداد".