تعاقدت عليها جهة سيادية.. تأخر وصول صفقة قمح روسي أكثر من شهرين

أبحرت سفينة مصرية أمس متجهة إلى روسيا؛ لاستلام 63 ألف طن قمح تمثل الشحنة الأولى من مناقصة تعاقدت عليها جهة سيادية بالأمر المباشر سبتمبر/أيلول الماضي، لتوريد 430 ألف طن قمح، على أن تصل منتصف الشهر الجاري بعد تأخر أكثر من شهرين نتيجة بعض المعوقات في روسيا، حسب مصدر مسؤول بوزارة التموين مطلع على ملف الاستيراد لـ المنصة.

وفي سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة التموين التعاقد من خلال الهيئة العامة للسلع التموينية على 430 ألف طن قمح مستورد من روسيا بسعر 235 دولارًا للطن، لكن أحد مستوردي القمح المصريين قال لـ المنصة، إن الصفقة تفاوض فيها وأنهاها جهاز سيادي بالدولة، وسلم متابعتها لوزارة التموين.

والخميس الماضي، تولى جهاز مستقبل مصر التابع للقوات المسلحة، عمليات استيراد الحبوب والسلع عبر آليات الشراء المباشر والمناقصات من الجهات والمناشئ المعتمدة للاستيراد في مصر، بقرار رئاسي بدلًا من هيئة السلع التموينية، حسب مصدر رفيع بوزارة التموين مطلع على ملف استيراد الحبوب، في تصريحات سابقة لـ المنصة.

وكشف المستورد المصري الذي طلب عدم نشر اسمه، أن الشحنة المقرر وصولها خلال أيام ستخرج من روسيا دون فحصها أو وجود رقابة زراعية عليها في بلد المنشأ، موضحًا أن الجهات المعنية بالفحص والمعاينة ستمارس مهامها بعد وصول الشحنات لمصر، على عكس المعروف والمتعامل به وهو الفحص من أرض المنشأ قبل شحنها على المراكب.

وفي 2016 تعاقدت هيئة السلع التموينية مع شركة "إس جى إس" السويسرية، ومقرها جنيف، لفحص القمح المستورد في بلد المنشأ.

ولفت إلى أن التعاقد على تلك الشحنة كان بنظام الـFOP وهو أن يكون الشحن والنقل من خلال مراكب الجهة المستوردة، لذلك تسافر مركبًا من مصر لاستلام الشحنة، والاستلام يكون من ميناء بلد المنشأ، وأن فريقًا من الحجر الزراعي سيفحص الشحنة فور وصولها لمصر.

وذكرت بلومبرج في وقت سابق، أن شحنة القمح الضخمة البالغ حجمها 430 ألف طن المتعاقد عليها سبتمبر الماضي قد لا تمضي قدمًا، وأن الشحنة التي كان من مقرر تسليمها بحلول الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي تأخرت، حيث لم يجرِ تكليف سفن بجمع الحبوب ولم تكتمل الأوراق المطلوبة.

وتعليقًا على تأخر وصول الشحنة قال وزير التموين شريف فاروق، إن مصر ستتسلم الشحنة مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو ما لم يحدث.

لكن المصدر بوزارة التموين قال لـ المنصة، إن الشحنة الأولى من المناقصة ستصل خلال الفترة من 15 إلى 20 ديسمبر الجاري، على أن تصل باقي الصفقة تباعًا حتى منتصف يناير/كانون الثاني المقبل، لرفع حجم الاحتياطي الاستراتيجي من القمح إلى 4.1 أشهر حتى الآن، موضحًا أن هذا الاحتياطي يتضمن كميات القمح التي دخلت مصر، والكميات المتعاقد عليها ولم تصل بعد.

وسجلت واردات مصر من القمح 13.5 مليون طن خلال الفترة من يناير الماضي وحتى منتصف نوفمبر الحالي، لتحقق أعلى معدل استيراد منذ 10 سنوات، وتسجل 35% معدل نمو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حسب وثيقة رسمية حصلت عليها المنصة.

وتستهدف الحكومة، ممثلة في وزارة الزراعة، زيادةَ المساحات المزروعة من القمح خلال الموسم المقبل الذي ينطلق خلال أيام بنحو 250 ألف فدان، لتصل إجمالي المساحات المزروعة إلى 3.5 مليون فدان، بهدف الحد من فاتورة الاستيراد، حسب مساعد وزير الزراعة لقطاع الخدمات والمتابعة أحمد عضام في تصريحات سابقة لـ المنصة.