قيادي بحماس: حديث ترامب عن الجحيم موجه لنتنياهو

اعتبر عضو في المكتب السياسي لحركة حماس، اليوم، أن حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أن الشرق الأوسط سيشهد جحيمًا حال عدم الإفراج عن المحتجزين لديهم قبل تنصيبه، موجه إلى الحكومة الإسرائيلية، وليس للحركة التي أبدت وفق حديثه استعدادًا لإبرام صفقة مرات عدة.

وقال المصدر الموجود خارج غزة لـ المنصة، طالبًا عدم الكشف عن اسمه أو مكانه، إن حركته أعلنت منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، استعدادها لوقف إطلاق النار بشكل دائم، بهدف إنهاء الهجمات الإسرائيلية على الغزيين، بالإضافة إلى سعيها الدائم منذ أكثر من عام لإبرام صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال الذي مارس التضليل وتعطيل إتمام صفقة، حسب قوله.

واتهم عضو المكتب السياسي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإحباط جميع محاولات إبرام اتفاق خلال الأشهر الماضية، مضيفًا "في كثير من الأحيان، كنا قريبين للغاية من توقيع صفقة، ولكن بسبب تصرفات نتنياهو وقراراته، انهارت الصفقات".

وتابع أن حركته تعتبر رسالة ترامب "موجهة في المقام الأول نحو نتنياهو وحكومته، لأنهم بحاجة إلى إنهاء لعبتهم الشريرة باستخدام المفاوضات كغطاء لمصالحهم الأيديولوجية السياسية الشخصية"، حسب قوله.

وسبق ودعت حماس أكثر من مرة ترامب إلى الضغط على إسرائيل لإبرام صفقة لوقف النار في غزة، وتنفيذ وعده الانتخابي بإنهاء الحرب في غزة حال فوزه.

وأكد عضو المكتب السياسي التزام حركته بالتنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 2735 والاتفاق المبرم في 2 يوليو/تموز الماضي، معبرًا عن أملهم في الوصول لليوم التالي بعد الحرب وإنهاء الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعودة النازحين إلى منازلهم، وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين.

وكان مجلس الأمن أقر في يونيو/حزيران الماضي قرارًا بوقف النار في غزة وفق الخطة الأمريكية التي اقترحها الرئيس جو بايدن في مايو/أيار الماضي، وطلبت حماس تعديلات عليها، حتى وصلوا لنسخة مقبولة في يوليو/تموز الماضي، قبل أن تعرقلها إسرائيل.

وميدانيًا، قصفت طائرات الاحتلال الحربية، بصاروخين، فجر اليوم، هدفًا في بلدة القرارة شمال شرق مدينة خانيونس، دون معرفة المكان المستهدف بدقة. وحسب مصدرين في الإسعاف والدفاع المدني أكدا لـ المنصة أنه لم تصلهما أي مناشدات من المدنيين نتيجة القصف. 

وألقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عشرات المنشورات وأوامر الإخلاء على النازحين في عدة مدارس ببيت لاهيا شمال القطاع. وقال شاهد عيان لـ المنصة إن الاحتلال طالب النازحين في المدارس بالإخلاء الفوري والتوجه نحو شارع صلاح الدين الرئيسي شرقًا، ثم إلى مدينة غزة جنوبًا، وذلك تحت تهديد من مسيرات كوادكوبتر التي تحوم بكثافة على ارتفاعات منخفضة فوق المدارس التي تؤوي مئات العائلات.

وقصفت مدفعية الاحتلال قذيفة باتجاه واحدة من المدارس التي تؤوي نازحين ببيت لاهيا، بهدف دفعهم للنزوح والإخلاء، ما تسبب في مقتل 8 مواطنين وإصابة 20 آخرين، حسب ما أفاد به شاهد عيان لـ المنصة.

وفي مدينة غزة، أطلقت الدبابات الإسرائيلية عشرات القذائف المدفعية باتجاه المنازل بحي تل الهوا جنوب غرب المدينة، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة 4 آخرين من المواطنين جراء سقوط قذيفة مدفعية على منزلهم، وقصفت المدفعية منطقتي المصلبة وحسن البنا بحي الزيتون جنوب شرق غزة، دون أن يبلغ عن وصول ضحايا وإصابات.

وأصيب 5 مواطنين، بينهم أطفال، في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية وسط مدينة دير البلح وسط القطاع، دون سابق إنذار أو تحذير، وهي تقع ضمن المناطق الإنسانية التي طالب الجيش الغزيين بالنزوح إليها بوصفها مناطق إنسانية آمنة.

وقُتلت امرأة وأصيب شقيقها بجراح بالغة، في قصف إسرائيلي استهدف شقتهم السكنية بمخيم النصيرات وسط القطاع، كما قُتل طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة برصاصة من قناص إسرائيلي بعد اقترابه من تلة النويري شمال غرب المخيم.

وكثف جيش الاحتلال من عمليات القصف وقتل المدنيين في شمال مدينة رفح، بعد محاولتهم الوصول إلى منازلهم التي نزحوا منها قبل عدة أشهر، وأفاد مصدر في وحدة الإسعاف الميداني التابع لوزارة الصحة بغزة المنصة، انتشالهم 13 ضحية من مناطق مختلفة شمال المدينة بعد تلقيهم بلاغات بوجود ضحايا في الشوارع كان الاحتلال قتلهم مساء الاثنين.

وفي بيان لجهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، اطلعت المنصة على نسخة منه، أعلن عن توقف 13 مركبة إطفاء وإنقاذ وتدخل سريع من أصل 22 مركبة كانت تعمل في محافظات وسط القطاع وخانيونس ورفح جنوبًا، وذلك بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل المركبات، ومنع الاحتلال الإسرائيلي من دخول الوقود خلال الأسابيع الأخيرة.

وأشار الدفاع المدني إلى أنّ طواقمه تعاني من عجز وعدم قدرة للعمل في مدينة غزة منذ 27 يومًا بسبب فقد معداتهم ومنع دخول الوقود أيضًا بالإضافة لاستهداف طواقمهم ومركباتهم، فيما تمنع طواقمهم من ممارسة عملهم وتقديم خدماتهم شمال القطاع منذ 42 يومًا متتاليًا.

وذكر الجهاز في بيانه تضرر 56 مركبة ما بين دمار كلي وجزئي، إذ دُمرت 40 مركبة متنوعة تدميرًا كليًا، فيما تعرضت 16 مركبة أخرى لدمار جزئي.

وفي مدينة غزة، استهدفت طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ واحد، مساء الاثنين، محلًا تجاريًا في سوق عمر المختار وسط المدينة، ما أدى إلى مقتل شابين وإصابة 10 آخرين، من بينهم إصابات خطيرة، حسب ما أفاد مصدر طبي بمستشفى المعمداني لـ المنصة.

وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن القصف تزامن مع أوقات الذروة في السوق وكثافة رواده من المدنيين، إذ تسبب القصف في احتراق المحل التجاري وتضرُّر عدد كبير من المحلات المجاورة.

وشهدت منطقة جباليا شمال القطاع انتشارًا كثيفًا للآليات العسكرية في مختلف الأحياء، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف ومرافقتها مسيرات كوادكوبتر كانت تطلق النار بشكل عشوائي، حسب شاهد عيان لـ المنصة.

وقُتلت طفلة نازحة مع عائلتها في مدرسة حليمة السعدية بجباليا، مساء الاثنين، وذلك إثر إصابتها بطلق ناري من مسيرة كواد كوبتر، حسب شاهد عيان لـ المنصة، إذ يوجد داخل المدرسة عشرات من العائلات النازحة نتيجة فقدانهم لمنازلهم ودمارها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وارتفعت أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 44 ألفًا و502 قتيل و105 آلاف و454 مصابًا منذ بدء العدوان حسب الإحصاء اليومي لوزارة الصحة الفلسطينية.