
كييف توافق وأوروبا ترحب وموسكو تنتظر.. مقترح أمريكي لوقف النار في أوكرانيا
طلبت روسيا من الولايات المتحدة الاطلاع على نتائج المحادثات الأمريكية الأوكرانية في السعودية، قبل التعليق بالموافقة أو الرفض على مقترح وقف إطلاق النار لمدة شهر، في وقت رحب قادة في الاتحاد الأوروبي من بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، بالاتفاق بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وقالوا إن "الكرة الآن بملعب موسكو".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الأربعاء، "لدينا اتصالات متوقعة مع الأمريكيين في الأيام المقبلة، ونعوّل عليها للحصول على معلومات كاملة" بشأن المقترح، حسب سكاي نيوز.
ولا يستبعد بيسكوف إمكانية إجراء مكالمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى "إمكانية الإعداد لها سريعًا جدًا إذا لزم الأمر".
وكانت الولايات المتحدة وأوكرانيا أعلنتا، في بيان مشترك الثلاثاء، بعد جولة محادثات استضافتها السعودية، أن كييف وافقت على اقتراح أمريكي بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، واتخاذ خطوات نحو استعادة السلام الدائم بعد الغزو الروسي.
وأضاف البيان أن وقف إطلاق النار المقترح "يمكن تمديده بموافقة متبادلة من الطرفين، ويخضع للقبول والتنفيذ المتزامن من قبل روسيا، وأن الولايات المتحدة ستبلغ موسكو بأن المعاملة بالمثل من جانب روسيا هي مفتاح تحقيق السلام".
ووافقت واشنطن من طرفها على وقف تعليق المساعدات العسكرية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف فورًا.
وقالت الرئاسة الأوكرانية إن الوفدين الأمريكي والأوكراني ناقشا أهمية جهود الإغاثة الإنسانية كجزء من عملية السلام، خاصة خلال وقف إطلاق النار المقترح "بما في ذلك تبادل الأسرى والإفراج عن المعتقلين المدنيين، وإعادة الأطفال الأوكرانيين المنقولين قسرًا".
والثلاثاء، أجرى مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرجي ناريشكين ونظيره الأمريكي جون راتكليف اتصالًا عدته وسائل إعلام تطورًا لافتًا "هو الأول منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض".
وعقب الاتفاق الأمريكي الأوكراني رحب رئيس الوزراء البريطاني باقتراح وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا وقال إن الأمر متروك الآن لروسيا لإنهاء القتال.
وقال ستارمر في بيان "كما قال الوفدان الأمريكي والأوكراني، الكرة الآن في الملعب الروسي"، وأضاف أنه سيستغل اجتماعًا لزعماء العالم تعقده بريطانيا يوم السبت لمناقشة الخطوات التالية، وتابع "نحن مستعدون للمساعدة في إنهاء هذه الحرب بطريقة عادلة ودائمة تتيح لأوكرانيا أن تنعم بحريتها"، وفق مونت كارلو.
وسبق أن أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن خطة لضمان السلام لأوكرانيا وإنهاء الحرب والدفاع عنها ضد روسيا، وذلك بعد قمة عقدت في لندن وضمت 18 زعيمًا معظمهم من أوروبا، إلى جانب الرئيس الأوكراني الذي أكد امتنانه لدعم الولايات المتحدة، حسب BBC.
وبالمثل أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتقدم المحرز وقال إن الكرة هي الآن "بوضوح في الملعب الروسي"، وأضاف أن "فرنسا وشركاءها ملتزمون بتحقيق سلام راسخ ودائم مدعوم بضمانات أمنية قوية لأوكرانيا".
من جانبها وصفت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا الاتفاق بين أمريكا وأوكرانيا في السعودية بـ"إنجاز مهم وخطوة نحو السلام الدائم".
ومن جهته، رحب مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، بالمحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا التي تستضيفها المملكة ضمن "مساعيها لإنهاء الأزمة؛ لا سيما في ظل علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف، ودورها الريادي في تعزيز الأمن والسلام العالمي، وترسيخ الحوار بوصفه الوسيلة الأنجح لحل النزاعات وتقريب وجهات النظر"، وفق الشرق الأوسط.
واستضافت السعودية المحادثات بعد مواجهة محتدمة غير مسبوقة على الهواء في المكتب البيضاوي، وبخ خلالها الرئيس الأمريكي ونائبُه جي دي فانس الرئيسَ الأوكراني قبل طرده من البيت الأبيض. إذ ذكرت CNN أن ترامب أمر زيلينسكي بمغادرة البيت الأبيض رغم رغبة أوكرانيا في مواصلة المحادثات، وألغى مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا كان مقررًا عقده لمناقشة استغلال أمريكا موارد أوكرانيا من المعادن.
وكانت واشنطن ألمحت إلى إمكانية رحيل زيلينسكي، وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز "نحتاج إلى قائد قادر على التعامل معنا والتعامل مع الروس في وقت ما وإنهاء هذه الحرب".
وفي وقت سابق، اعتبر ترامب أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "ينبغي أن يكون أكثر امتنانًا" للولايات المتحدة، وذلك بعد خوضه مشادة كلامية معه الجمعة في البيت الأبيض.
وحذر ترامب من أن الولايات المتحدة "لن تتسامح طويلًا" مع موقف الرئيس الأوكراني حيال إبرام وقف لإطلاق النار مع روسيا، بعد أن تلقّى دعمًا من حلفائه الأوروبيين رافضًا وقفًا لإطلاق النار بدون ضمانات أمنية "جدية"، حسب BBC.
ومؤخرًا، علقت الولايات المتحدة كل المساعدات العسكرية لأوكرانيا. ووفق الجارديان، وافق الكونجرس الأمريكي على 175 مليار دولار كمساعدات إجمالية لأوكرانيا منذ الغزو الروسي قبل ما يقرب من 3 سنوات، وفي ديسمبر/كانون الأول، قبل مغادرة منصبه مباشرة، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن 5.9 مليار دولار إضافية.