قتل المصور الصحفي إسماعيل أبو حطب و23 آخرون، الاثنين، في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي جراء استهداف صاروخ من طائرة حربية مقهى الباقة بمدينة غزة.
وقال شاهد عيان لـ المنصة طالبًا عدم نشر اسمه إن الطائرة الحربية استهدفت المقهى المصنوع من الأخشاب والحديد والمطل على شاطئ البحر بصاروخ، ما أسفر عن مقتل وإصابة من كانوا بداخله.
وقتل الصحفي أبو حطب الذي يعمل مصورًا صحفيًا ومخرج أفلام وثائقية، نتيجة تعرضه لإصابات بالغة في الرأس والظهر، حيث نقل إلى مستشفى الشفاء جثةً هامدةً، فيما أصيبت الصحفية بيان أبو سلطان إصابات طفيفة خلال وجودها داخل المقهى.
سبق وأقام أبو حطب بمساعدة أصدقائه معرضًا لصور فوتوغرافية في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة بعنوان "ما بين السماء والبحر"، وثق من خلاله حياة النازحين الغزيين الذين أُجبروا على النزوح القسري من منازلهم إلى خيام على شاطئ البحر.
وتعرض أبو حطب لإصابة بالغة بقدمه في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 مع بدايات حرب في غزة، وذلك خلال وجوده في الطوابق العلوية ببرج الغفري غرب مدينة غزة، حيث كان يصور عمليات القصف الإسرائيلية المتواصلة، ليفاجأ باستهداف المكان بقذيفة مدفعية.
وكادت أن تتعرض قدمه اليسرى للبتر إثر الإصابة، لكن بعد عمليات عدة ورعاية طبية خاصة عاد للسير عليها حديثًا، ولم تحمله قدمه طويلًا حيث قتل في المجزرة الإسرائيلية التي قتلت فيها أيضًا الفنانة التشكيلية آمنة السالمي المعروفة باسم "فرانس"، وعدد آخر من النساء والأطفال والشباب، و4 من العاملين في المقهى.
وارتفع عدد الضحايا من الصحفيين والصحفيات إلى 228 ضحية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، حسبما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة التابع لحماس على واتساب.
وأدان الإعلام الحكومي استمرار جيش الاحتلال في قتل واغتيال الصحفيين، داعيًا الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، وكل الأجسام الصحفية في العالم لإدانة الجرائم الإسرائيلية.
وأشاد المكتب بأعمال أبو حطب الصحفية، وتنفيذه عدة معارض فوتوغرافية خارج فلسطين، نقل خلالها ما يجري في قطاع غزة، مطالبًا المجتمع والمنظمات الدولية بالعمل على ملاحقة الاحتلال في المحاكم الدولية ومحاسبته جراء الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين.
وكثف جيش الاحتلال، مساء الاثنين وحتى فجر الثلاثاء، عمليات القصف الجوي والمدفعي في مختلف مدن القطاع، ما تسبب في مقتل أكثر من 110 أشخاص وصلوا إلى المستشفيات، من بينهم 65 شخصًا قتلوا في مدينة غزة.
واستهدف الاحتلال المقهى على شاطئ البحر ومخزن بضائع يقيم فيه نازحون بحي الزيتون، بالإضافة إلى عدة منازل ونقطة شحن إنترنت ومدرستين تحولتا إلى مراكز نزوح، وعربة كارو يستعملها المواطنون في نقل جثامين القتلى.
وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن القصف الإسرائيلي طال مختلف مناطق مدينة غزة، حيث ارتفعت وتيرته خلال الأيام الأخيرة إلى جانب توسيع المناطق العسكرية الإسرائيلية، وإجبار عدد من سكان أحياء البلدة القديمة والصبرة وأحياء أخرى على النزوح القسري من منازلهم ومناطق سكنهم وانتقالهم إلى غرب المدينة، ما زاد من حجم التكدس السكاني.
وقتل 29 شخصًا بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، من بينهم 15 ضحية قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على طرود غذائية من نقطة التوزيع الأمريكية شمال غرب مدينة رفح.
وحسب ما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة، فإن ضحايا المساعدات قتلوا نتيجة إطلاق جيش الاحتلال النار عليهم بشكل مباشر.
وفي وسط القطاع قتل شاب خلال محاولته الحصول على المساعدات من النقطة الأمريكية على محور نتساريم، فيما أصيب أكثر من 50 آخرين، حسبما قال مصدر طبي في مستشفى العودة بمخيم النصيرات لـ المنصة.
سبق ووصفت حماس عملية توزيع المساعدات في غزة بأنها "مصائد موت مدروسة"، متهمة الولايات المتحدة وإسرائيل بتدبير هذه الآلية للقضاء على المدنيين ضمن سياسة ممنهجة للإبادة الجماعية ضد أبناء غزة.
وقتل 6 من عائلة العيماوي في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا بحي التعابين شمال مدينة دير البلح، حيث وصلت جثامينهم إلى مستشفى شهداء الأقصى.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي راح ضحيته 56500 قتيل و133419 مصابًا منذ السابع من أكتوبر، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.