انطلقت السفينة "حنظلة"، الأحد، من ميناء سيراكوزا في إيطاليا، وعلى متنها نحو 15 ناشطًا دوليًا من مختلف أنحاء العالم، في مهمة جديدة تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وإعلان رفض جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان القطاع.
ومن بين النشطاء على متن "حنظلة" فيجديس بيورفاند، صاحبة السبعين عامًا التي تنشط في دعم فلسطين منذ عام 1978، وتقول إنها لا تريد أن يأتي يوم يقول فيه حفيدها "جدتي، لماذا لم تفعلي شيئًا؟".
وواجهت السفينة مشكلات في الانطلاق من الميناء الإيطالي "بسبب الرياح القوية التي دفعت السفينة نحو الرصيف، حيث تم إرجاعها إلى الخلف، ثم غادرت الميناء وهي تبحر بالمؤخرة أولًا"، وفق بيان اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة.
وأكدت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن "هذا التحرك الشعبي والدولي يأتي امتدادًا لسفن سابقة مثل الضمير ومادلين، ومقدمة لموجة تضامنية أكبر خلال هذا العام".
وشددت على أن "جرائم الاحتلال من قرصنة بحرية، واختطاف النشطاء، ومصادرة السفن، واعتقال المتضامنين لن تُرهبنا، ولن توقف مساعينا، ما دام الحصار مستمرًا".
"إننا في اللجنة الدولية، وضمن تحالف أسطول الحرية، نعمل على تصعيد الحراك البحري الدولي لكسر الحصار، وندعو جميع الحراكات والمؤسسات التضامنية حول العالم إلى توحيد الجهود وتصعيد الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الدوليين، من أجل إنهاء الحصار تمهيدًا لإنهاء الاحتلال نفسه، باعتباره أصل كل مآسي المنطقة"، حسب البيان.
وتعتبر اللجنة الدولية أن السفينة "حنظلة" ليست مجرد قارب "بل صرخة ضمير عالمي في وجه التطبيع مع الحصار، ورسالة إلى شعوب العالم أن التحرك التضامني ليس خيارًا، بل واجبًا إنسانيًا وأخلاقيًا".
في الأثناء، أكدت هيئة البث الإسرائيلية، الأحد، أن المؤسسة الأمنية تتابع استعداد مؤيدين للفلسطينيين إرسال سفينة من إيطاليا لكسر حصار غزة، وفق الجزيرة.
والشهر الماضي أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه، بعد أن غادرت صقلية في إيطاليا، في الأول من يونيو/حزيران الماضي، واعتقل الاحتلال النشطاء على متنها، ورحلهم.
وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة أيضًا لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.
من جهته، قال رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة زاهر بيراوي، أمس "نأمل أن تُشعل حنظلة انتفاضة تضامن عالمية كبرى وحراكًا بحريًا ضخمًا لكسر جدار الصمت عن غزة".
والسفينة "حنظلة" سفينة صيد نرويجية صنعت عام 1968، وكانت تعرف سابقًا باسم"نافارن"، وانضمت إلى "أسطول الحرية" عام 2023، وشاركت في مبادرات تضامنية واسعة حول دول العالم بين عامي 2023 و2024، أبرزها في 13 يوليو/تموز 2025 حين انطلقت من إيطاليا في رحلة شعارها "من أجل أطفال غزة".
أما أسطول الحرية فهو تحالف دولي تأسس عام 2010 في سياق الجهود المبذولة من المنظمات الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007، وُلدت فكرة تأسيسه على يد متطوعين أتراك أسسوا هيئة الإغاثة الإنسانية التركية عام 1992 بهدف إغاثة ضحايا حرب البوسنة والهرسك، ثم توسع عملها ليبلغ الشرق الأوسط وإفريقيا.
ودعت الهيئة التركية للإغاثة عام 2010 إلى تنظيم مبادرة "أسطول الحرية" وتشكيل ائتلاف مكون من 6 هيئات دولية غير حكومية، منها حركة غزة الحرة والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ونظم الأسطول منذ تأسيسه 6 مبادرات وحملات تضامنية، أبرزها مشاركة السفينة مافي مرمرة عام 2010، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترضها، مما خلّف 10 قتلى وجرح العشرات من المتضامنين.
واختار تحالف أسطول الحرية أن يطلق على السفينة اسم "حنظلة"، وهو اسم أشهر شخصية كاريكاتيرية ابتكرها الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي، وقد ظهرت الصورة لأول مرة عام 1969.
ومن المقرر أن تبحر السفينة النرويجية السابقة المحملة بمساعدات رمزية لأسبوع في البحر المتوسط لعبور مسافة 1800 كيلومتر إلى سواحل غزة، على أن تتوقف في جاليبولي جنوب شرق إيطاليا حيث ستنضم نائبتان من حزب فرنسا الأبية/LFI هما جابرييل كاتالا وإيما فورو إلى الناشطين.