تصوير سالم الريس، المنصة
آثار قصف عنيف لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مدرسة أبو هميسة التي تأوي عشرات النازحين بمخيم البريج وسط قطاع غزة، 6 مايو 2025.

إسرائيل تغتال وزيرًا سابقًا في حكومة حماس.. وأوامر إخلاء واسعة لمخيمات وسط غزة

سالم الريس
منشور الثلاثاء 15 يوليو 2025

نعت حركة حماس، اليوم، القيادي البارز وعضو المجلس التشريعي ووزير العدل الأسبق محمد فرج الغول، الذي قُتل إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزله في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، فيما أصدر جيش الاحتلال تحذيراتٍ للفلسطينيين عبر منشورات ونداءات من طائرات مسيرة تدعوهم إلى إخلاء المخيمات في وسط غزة والنزوح غربًا.

وقالت الحركة في بيان عبر قناتها على تليجرام إن "اغتيال الغول يشكل خسارة فلسطينية لمشروع المقاومة الذي تقوده الحركة، حيث شغل منصب رئيس الدائرة القانونية في المجلس التشريعي خلال السنوات الماضية، ووزير الأسرى والمحررين ثم وزيرًا للعدل في الحكومة التي شكلها إسماعيل هنية، التي قدمت استقالتها عام 2014 بموجب اتفاق مصالحة لم يكتمل مع حركة فتح في ذلك الوقت".

وأوضحت الحركة أن الغول كان من الشخصيات القانونية البارزة، ورأس اللجنة الحكومية لمتابعة توصيات لجنة تقصي الحقائق الأممية بشأن حرب 2008-2009، وساهم في صياغة عشرات القوانين داخل المجلس التشريعي.

في سياق متصل، استهدفت طائرات الاحتلال، فجر اليوم، منزلاً مكوّنًا من ثلاثة طوابق وسط مخيم الشاطئ المكتظ باللاجئين، ما أدى إلى دمار المبنى بالكامل وسقوط 7 قتلى على الأقل، وفق مصادر طبية وأمنية لـ المنصة، مع وجود عدد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض.

وتشهد مناطق واسعة من قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا متزايدًا، وأفادت مصادر في الإسعاف لـ المنصة بوصول أكثر من 30 قتيلًا منذ ساعات الفجر، نتيجة لغارات استهدفت منازل وخيام نازحين في غزة وخانيونس، بينما لم تتمكن الطواقم من انتشال الضحايا في أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح بسبب كثافة القصف.

وأكدت المصادر أن طواقم الإنقاذ، بالتنسيق مع منظمات دولية، تمكّنت من دخول حي التفاح وانتشال جثمان امرأة من منزل عائلة عرفات، لكن 14 فردًا آخرين من العائلة ما زالوا تحت الأنقاض بعد استهداف المنزل في غارة جوية عنيفة.

في سياق آخر، شهدت مخيمات النازحين في جباليا ومنطقة النفق وسط غزة تحليقًا مكثفًا للمسيرات الإسرائيلية، التي بثت تحذيرات صوتية تُطالب السكان بإخلاء المخيمات فورًا، ما تسبب بحالة من "الهلع" بين العائلات والأطفال، كما ألقت منشورات ورقية تطالب بالانتقال إلى منطقة المواصي غرب خانيونس، تمهيدًا لهجوم وشيك، وفق شاهدي عيان لـ المنصة.

وأصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء واسعة لأحياء الزيتون والدرج والصبرة والتفاح شرق غزة، إلى جانب مناطق جباليا البلد ومعسكر جباليا والروضة والنهضة والزهور والنور والسلام وتل الزعتر شمال القطاع، مطالبًا إياهم بالتوجه إلى المواصي بخانيونس قبل تنفيذ الهجمات العسكرية، وسط تأكيدات عن توسيع رقعة العمليات العسكرية باتجاه الغرب.

ومن البحر، أطلقت الزوارق الحربية قنابل غاز باتجاه مخيمات النازحين داخل ميناء غزة ومخيم الشاطئ، وسط تحذيرات أطلقها المنسق الإسرائيلي بمنع دخول المدنيين إلى البحر حسب مصدر صحفي لـ المنصة، في خطوة اعتبرتها مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان امتدادًا لحصار شامل يستهدف سكان غزة منذ أكتوبر 2023.

وقالت المؤسسة الحقوقية إن القرار يحرم أكثر من 6 آلاف صياد من مصدر رزقهم، مشيرة إلى مقتل 204 صيادين، وتدمير أكثر من ألفي قارب منذ بدء الحرب، واصفة تلك السياسات بأنها "عقاب جماعي وإبادة ممنهجة"، وطالبت بتدخل دولي عاجل لإنهاء الانتهاكات الإسرائيلية ورفع الحصار البحري المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة.