الوكالة الوطنية للإعلام
الفنان الراحل زياد رحباني

وفاة زياد الرحباني

قسم الأخبار
منشور السبت 26 يوليو 2025

أعلن التليفزيون الحكومي اللبناني اليوم السبت، وفاة الفنان زياد الرحباني؛ أحد رواد الموسيقى والمسرح الغنائي العربي خلال السنوات الخمسين الماضية، عن 69 عامًا، بعد صراعٍ مع المرض. 

ولد زياد، وهو أيضًا سياسي وصحفي وعازف بيانو وبُزُق، لأبويه نهاد حداد (فيروز) وعاصي الرحباني عام 1956 في بلدة أنطلياس في منطقة المتن بلبنان. وقبل أن تتفجر موهبته الموسيقية ظهر حبه للكتابة، عندما كتب في أواخر الستينيات ديوانه صديقي الله، الذي نُشر عام 1971.

ونعى الرئيس اللبناني جوزيف عون، زياد مُقدِّمًا العزاء لوالدته "السيدة فيروز، سفيرتنا إلى النجوم، التي نوجِّه لها اليوم أصدق التعازي، وقلوبنا معها في هذا المصاب الجلل، تشاركها ألم فقدان من كان لها أكثر من سند. كما نعزي العائلة الرحبانية الكريمة بهذه الخسارة الكبيرة".

أما رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام؛ فغرَّد على إكس قائلًا إن لبنان فقد "فنانًا مبدعًا استثنائيًّا وصوتًا حرًّا ظلّ وفيًّا لقيم العدالة والكرامة". وذكَّر بأن زياد "قال ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود. بصراحته الجارحة، زرع وعيًا جديدًا في وجدان الثقافة الوطنية. أتقدّم من القلب بأحرّ التعازي لعائلته، ولكل اللبنانيين الذين أحبّوه واعتبروه صوتهم".

ويعد زياد من أبرز المجددين في الأغنية العربية منذ لحنه الأول لفيروز "سألوني الناس" في مسرحية المحطة عام 1973 أثناء مرض أبيه عاصي. وفي العام نفسه؛ قدَّم مسرحيته الغنائية الأولى "سهرية".

ورغم إرث الرحابنة الذي يُعدُّ امتدادًا لهم؛ فقد أظهر زياد في مسرحياته اللاحقة خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات؛ "نزل السرور" و"بالنسبة لبكرا شو؟" و"فيلم أميركي طويل"، مع احتدام معارك الحرب الأهلية، تمردًا على مسرح أبيه وعمِّه، اللذين شكَّلا معًا منذ خمسينيات القرن الماضي ثنائية الأخوين رحباني. 

ومنذ عام 1979 مع انفصال والديه إنسانيًا وفنيًا بعد عودة العائلة الرحبانية من جولة فنية في فرنسا أحيت خلالها فيروز حفلها الشهير على خشبة مسرح الأولمبيا؛ قاد زياد ثورة التجديد في مسيرة والدته الفنية مع ألبوم "وحدن" في العام نفسه. لكن بصمته ظهرت بوضوح أكثر في "معرفتي فيك" عام 1987 و"كيفك إنت" عام 1991 حيث مزج موسيقى الجاز بالموسيقى الشعبية اللبنانية.

وفي بيان نعيه، أشار الرئيس عون إلى أن زياد "من خلال مسرحه الهادف وموسيقاه المتقدة بالإبداع المتناهي بين الكلاسيك والجاز والموسيقى الشرقية، قدّم رؤية فنية فريدة، وفتح نوافذ جديدة في التعبير الثقافي اللبناني بلغ العالمية وأبدع بها".

وإلى جانب رحلته الفنية مع فيروز، بَلْور زياد تجربته الموسيقية مع رفيق رحلته جوزيف حرب، الذي كان ممثلًا ومؤديًا في مسرح الأخوين رحباني، قبل أن يشارك بالغناء في عدة ألبومات مع زياد، أهمها "هدوء نسبي" عام 1985 و"بما إنو" عام 1996.

وبالإضافة إلى إرثه الموسيقيِّ؛ عُرف زياد أيضًا بنشاطه السياسي من بوابة الحزب الشيوعي اللبناني؛ كما قدَّم في إذاعة صوت الشعب المملوكة للحزب عدة برامج إذاعية ساخرة، كان أشهرها "العقل زينة" عام 1987، و"تابع لشي تابع شي" عام 1976.

وأحيا زياد الرحباني ثلاث حفلات غنائية في مصر أعوام 2010 و2013 و2018، بالإضافة إلى مشاركته كموزعٍ موسيقيٍّ وعازف بيانو في حفل فيروز عند سفح أهرام الجيزة عام 1989.