الفائزون بجوائز الدولة يعتزون بـ"قيمتها الخاصة"..وهاني شنودة بينهم
عبر الفائزون بجوائز الدولة للتفوق والتقديرية والنيل عن سعادتهم البالغة لفوزهم بالجوائز التي عدوها، في تصريحات إلى المنصة، تكريمًا خاصًا لمشاريعهم الإبداعية والأكاديمية كونها تأتي من الدولة.
وأعلنت وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، أمس، أسماء الفائزين بجوائز الدولة الثلاث في فروع الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، خلال الاجتماع التاسع والستين الذي عقد بمقر المجلس الأعلى للثقافة بحضور أمينه العام الدكتور هشام عزمي، وقيادات قطاعات وزارة الثقافة، وأعضاء لجان المجلس الأعلى للثقافة الذين يحق لهم التصويت على جوائز الدولة، ورؤساء النقابات المهنية ذات الاهتمام المباشر، وعدد من الشخصيات الثقافية والإعلامية البارزة.
وفاز بجائزة النيل في فرع الفنون، الفنان التشكيلي الدكتور عبد السلام عيد، بينما حصل عليها في فرع الآداب الدكتور الراحل محمد عناني، وفاز بها في مجال العلوم الاجتماعية الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية. أما جائزة النيل للمبدعين العرب، فذهبت إلى الفنان التشكيلي العراقي ضياء عزاوي.
وعبر الفنان التشكيلي عبدالسلام عيد، عن امتنانه لفوزه بجائزة النيل، قائلًا للمنصة "لم يكن مشواري هينًا ولذلك أعد الجائزة تتويجًا لمسيرتي، فهي تمثل لي الكثير لأنها تثبت جذوري المصرية"، لافتًا إلى أن انتمائه لمصر أعطاه ثقة في المستقبل، وفي كل ما حققه،"وتلك الثقة جعلتني متأكدًا أن مصر تجود على أبنائها بكل خير، وأنها تعطيه بقدر اجتهاده واصراره على النجاح".
وتعد جائزة "النيل" أعلى جائزة في جوائز الدولة وتبلغ قيمتها المادية 500 ألف جنيه للمبدعين "المصريين، والعرب"، وميدالية ذهبية، وتمنح في ثلاثة مجالات هي "الفنون"، و"الآداب"، و"العلوم الاجتماعية".
أما جائزة الدولة التقديرية التي تبلغ قيمتها مائتي ألف جنيه وميدالية ذهبية، فحصل عليها في مجال الفنون، الموسيقار هاني شنودة، والدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، والدكتورة دليلة الكرداني، أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسية جامعة القاهرة.
وفي مجال الآداب، فاز بها اسم الدكتور الراحل عبدالرحيم الكردي، أستاذ النقد والأدب العربي الحديث، والروائية هالة البدري، والدكتور أحمد يوسف، أستاذ النقد الأدبي والبلاغة بجامعة الزقازيق. بينما حصل عليها في مجال العلوم الاجتماعية، المستشار عبد المجيد محمود، والدكتور السيد فليفل، والدكتور حسن السعدي، وصلاح سالم.
وقال الموسيقار هاني شنودة "أنا سعيد جدًا جدًا، لسبب مهم، لأن الجائزة تحمل اسم التقديرية، وهو ما يعني أن هناك من يقدر ما قدمته في بلدي خلال مشواري الفني". مضيفًا في تصريحات للمنصة أنه يعد نفسه "خُلق ليسعد الناس"، وأن هذا دوره الذي يحبه وعاش من أجله "وإذا كانت الدولة بمنحها لي هذه الجائزة تخبرني أن عينها عليا وبتقول إحنا شايفينك، ونعرف قدرك ومشوارك الفني الطويل، فهذا أمر عظيم، فصحيح أني حصلت على تكريمات من كل دول العالم لكن يبقى أن هاني شنودة صنع في مصر".
من جانبه عدّ عميد معهد البحوث والدراسات الإفريقية الأسبق السيد فليفل، جائزة الدولة التقديرية "مكافأة نهاية العمر، واعترافا رسميا بالجهد الذي بذلته، وتقديرا كبيرا للترشيح الذي نلته من الجمعية التاريخية المصرية، وتقديرا لجهود الأساتذة الذين كان لهم الفضل في تكويني علميا الدكتور أحمد الحتة، والدكتور عبدالملك عودة، والدكتور بطرس غالي، والدكتور عمر عبدالعزيز، والدكتور عاصم الدسوقي، وعشرات من الذين أدين لهم بكل ما تعلمته".
وتابع للمنصة أنها "في الوقت نفسه هي رسالة تقدير للدراسات الإفريقية وتأكيد أن الوطن المصري يحتاج إلى البحوث في الشأن الإفريقي لأن مصر دولة إفريقية تعتمد في وجودها على القارة الإفريقية اعتمادًا مطلقًا".
وقال الدكتور أستاذ النقد الأدبي والبلاغة بجامعة الزقازيق أحمد يوسف، إن حصوله على التقديرية يعد اعترافًا بعطائه المستمر منذ خمسين عام، مؤكدًا للمنصة أنها أفضل الجوائز عنده "لأنها جاءت من بلدي، ولو قُدر لي أن أحصل على جائزة نوبل، لكان أفضل عندي أن أحصل على جائزة بلدي، فهي الأولى في نظري، وليس هناك تقدير لمن يعمل ويجتهد طوال عمره أفضل من التقدير الذي تقدمه له بلده".
ولفت إلى علمه بالخبر بعد نشره على وسائل التواصل "فمنذ تقدمت إلى الجائزة، انقطعت صلتي بالمجلس الأعلى للثقافة نهائيًا ضمانًا للحياد، فأنا أثق في وزيرة الثقافة، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، كما أثق في اللجنة العليا التي اجتمعت اليوم. "وكان لدي إحساس كبير أن الجائزة سوف تأتي، لأني قدمت عطاء كبيرا ممتدا على مدار 50 عام، وكنت أشعر أن الملف الذي قدمته كاف وواف، وهو ما أشار إليه الدكتور هشام عزمي أثناء تهنئته لي".
ويوسف هو أحد أعضاء المجلس الأعلى للثقافة الذي يضطلع رؤساء لجانه بالتصويت على الجائزتين السابقتين، فضلًا عن التفوق التي أسفر التصويت على المرشحين لها عن فوز 7 مبدعين مصريين يمثلون ثلاثة مجالات هي الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، فحصل عليها في مجال الفنون الدكتورة رانيا يحيى أستاذة بأكاديمية الفنون، والفنان التشكيلي فتحي عفيفي. أما في مجال الآداب ففاز بها اسم الدكتور الراحل مصطفى سليم، والشاعر فتحي عبدالسميع، وفي مجال العلوم الاجتماعية فازت الدكتورة هناء الجوهري، والدكتور حسن سلامة، والدكتور أحمد رجب.
وقال الشاعر فتحي عبدالسميع، إن الجائزة "تتويج لمسيرتي الشعرية، وأعتبرها جائزة كل من له فضل علىّ ووقف إلى جواري وساعدني، بخاصة الشعراء الذين استفدت منهم في بداية حياتي كالشاعران عطية حسن، سيد عبدالعاطي رحمهما الله"، لافتًا في تصريحات للمنصة أنهما من وضعا قدمه على بداية الطريق "ولذلك فأنا أهدي إليهما هذه الجائزة، فهما من أعظم شعراء الصعيد" وتابع،"اعتبر هذه الجائزة مجرد وعد مني أن أعمل وأنتج وأجتهد بشكل أفضل".
ومن ناحيته لفت الدكتور أحمد رجب، عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة، أنه شعر بسعادة فور معرفته الخبر بعد قراءته على المواقع الصحفية، "لأنه رغم حصولي على العديد من التكريمات من دول مختلفة، إلا إن فوزي بجائزة من بلدي له إحساس خاص مختلف، ودليل أن الدولة تقف إلى جوارنا وتدعمنا وتدفعنا إلى الأمام وإلى بذل مزيد من الجهد"، وعد في تصريحات إلى المنصة الجائزة "تقديرا لجهودي وحافزا لي في مواصلة عملي ومسيرتي، ودليلا على إن لكل مجتهد نصيب، وأن العمل الجيد والمحترم لابد وأن يقابل بالتتويج".
من جهتها عبرت أستاذة علم الاجتماع بجامعة القاهرة الدكتورة هناء الجوهري، عن سعادتها بفوزها بجائزة الدولة التقديرية قائلة للمنصة "ليس لدي ما أقوله غير أن أهدي الجائزة إلى والدتي لأنها كانت تدعمني وتقف إلى جواري في كل الأوقات، وفوزي بالجائزة يكلل مسيرة دعمها لي".
وتبلغ قيمة جائزة التفوق مائة ألف جنيه مصري وميدالية فضية لا يجوز تقسيمها، أو منحها لمبدع واحد أكثر من مرة واحدة. ويشترط للحصول عليها مرور خمسة عشر سنة أو أكثر على بداية النشاط الإبداعي أو الفكري للمبدع.
وكانت وزيرة الثقافة أعلنت في بداية اجتماع المجلس، أمس، أسماء الفائزين بجوائز الدولة التشجيعية في مجالات الأدب والفنون والعلوم الاجتماعية والترجمة والعلوم القانونية والاقتصادية.