التعليم الهندسي.. النقابة تتمسك بـ25 ألف طالب و"اﻷعلى للجامعات" يعتبرها "وصاية"

تجددت معركة تحديد أعداد المقبولين في الكليات والمعاهد الهندسية، بين نقابة المهندسين ووزارة التعليم العالي، ويتمسك كل طرف بأحقيته في تحديد المقبولين وشروط الالتحاق، ففي الوقت الذي تشدد النقابة على عدم زيادة عدد الملتحقين بالتعليم الهندسي عن 25 ألف طالب، يعتبر المجلسُ الأعلى للجامعات الأمرَ "وصاية مرفوضة".

وفي 17 يوليو/ تموز الجاري، جدد نقيب المهندسين طارق النبراوي، مخاطبة وزير التعليم العالي والبحث العلمي أيمن عاشور، وطالب بتطبيق ثلاثة شروط تمثلت في ألّا يزيد عدد المقبولين على 25 ألفًا سواء خاص أو حكومي للعام 2022، وألا يتعدى الفارق في تنسيق الجامعات الخاصة والحكومية 5%، مع تحديد مسار للتعليم الفني، بألا يدخل كليات الهندسة إلّا من حصل على شهادة المعادلة فقط.

بداية، أرجع عضو لجنة التعليم الهندسي بنقابة المهندسين عبد الفتاح هاشم، سبب تمسك النقابة بـ25 ألف طالب سنويًا، إلى أن النسبة العالمية تقدر بمهندس لكل 200 مواطن، وعدد سكان مصر 100 مليون أي يقابلهم 500 ألف مهندس، "لكن عدد المهندسين حاليًا 850 ألف مهندس، مع الأخذ في الاعتبار أننا نزيد سنويا 2.5% فتصبح النسبة 12.500 مهندس سنويًا".

وقال هاشم في حديثه للمنصة، "قمنا بعمل مذكرة وأرسلناها لوزير التعليم العالي، لكن في النهاية تم قبول ما يزيد عن الأربعين ألف طالب العام الماضي، ولم تصرح الوزارة بهذا، لكن كان من السهولة معرفة العدد الحقيقي، من أعداد الدفعات".

وأكد هاشم أن عدد طلاب كليات ومعاهد الهندسة حاليًا يبلغ 240 ألف طالب، منهم 115 ألف طالب في شعبة مدني، مشيرًا إلى أن هناك قواعد يجب أن يطبقها قطاع التعليم الهندسي عند فتح أي قسم جديد في الجامعات، منها أن يكون واحد على الأقل من بين كل ثلاثة مدرسين بدرجة أستاذ مساعد، وتوفير عضو هيئة تدريس لكل 35 طالبًا.

من ناحيته، رأى رئيس لجنة القطاع الهندسي بالمجلس الأعلى للجامعات محمد عبد الحميد شعيرة، أن المجلس الأعلى هو الجهة المنوطة بتحديد أعداد الطلاب المقبولين في الجامعات والمعاهد بالعام الدراسي الجديد 2023 - 2024، مشددًا على أن "نقابة المهندسين ليس لديها أي اختصاصات في تحديد أعداد الطلاب بالكليات والمعاهد ولا تستطيع توجيهنا، ومخاطباتها مجرد توصيات، ولسنا مجبرين على تنفيذها".

وقال شعيرة، للمنصىة، "منذ  سنوات وفيه اتجاه يتم تطبيقه هو تخفيض الأعداد سواء في الكليات أو المعاهد الهندسية، وده بيتم بناء على إمكانيات الكليات والبنية التحتية واستجابتها لاستقبال الطلاب"، موضحًا أن المجلس الأعلى للجامعات، لم يحدد حتى الآن أعداد المقبولين بالعام الجديد.

وفي يونيو/حزيران من العام الماضي، أعلنت نقابة المهندسين أن 12% من خريجي الثانوية العامة 2021-2022 التحقوا بالتعليم الهندسي.

في المقابل يرد هاشم "نتحدث عن قواعد تم وضعها من قبل قطاع التعليم الهندسي بالتعليم العالي وليست مطالب نقابة المهندسين، ويتم تصوير الأمر أنها قرارات صارمة من طارق النبراوي، وذلك لتبديد قضية حقيقية ألا وهي جودة مخرجات التعليم الهندسي".

ويضيف هاشم أن "هناك تضارب مصالح في قضية التعليم الهندسي، ويدفع الثمن خريجو المعاهد الهندسية، الذين يدخلون معهدًا مرخصًا في التعليم العالي دون استيفاء الشروط مما يجعل النقابة ترفض قيدهم".

"الجودة" شهادة غير متوفرة

يضيف هاشم، شرطًا رابعًا للشروط التي تطالب النقابة بتنفيذها، وهو حصول المعاهد الهندسية على شهادة الجودة، موضحًا وجود معهدين من أصل 65 معهدًا وجامعة معتمدة لدى التعليم العالي حاصلين على شهادة الجودة.

ويشير إلى أن وزارة التعليم العالي "لم تجبر ولم تلزم تلك المعاهد بشهادة الجودة، على الرغم من كونها شرطًا مهمًا لضمان جودة مخرجات التعليم الهندسي".

وسبق أن أوضحت النقابة أن الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد لم تعتمد في مصر سوى 20 كلية هندسة حكومية، و5 كليات خاصة ومعهدين خاصين.

وعن قضية "الجودة" رد شعيرة، أن الجودة شهادة من جهة أخرى خلاف المجلس الأعلى للجامعات، ودون حصول المعهد على الشهادة، يتم حرمانه من امتيازات كثيرة منها عدم حصوله على الأعداد التي يحددها سنويًا.

ولفت إلى أنه يتم منح المؤسسة أو المعهد الفرصة للحصول على الشهادة، "عدم حصوله على الأعداد المطلوبة له سنويًا يؤثر عليه بشكل سلبي في الدراسة، وعدم وجود الطاقة البشرية التي تؤهله للاستمرار وهو ما يقوده للإغلاق لعدم وجود طلاب، لذا هو دائمًا مطالب بالتجديد والتطوير والحصول على الجودة كشهادة له تضمن له الاستمرارية والإقبال من الطلاب بخلاف الاعتماد من وزارة التعليم العالي".

ويتيح موقع الهيئة القومية للضمان والاعتماد -التي تتبع رئاسة مجلس الوزراء، وجرى إنشاؤها عام 2006- التحقق من اعتماد أي معهد أو جامعة خاصة أو حكومية بنظام الجودة من عدمه.

التعليم الفني دون "معادلة"

أثار هاشم مسألة قديمة، وهي حصول طلاب التعليم الفني على المعادلة، "حتى 2007 كان الحاصلون على الثانوية الصناعية يخوضون امتحان معادلة للالتحاق بكليات ومعاهد الهندسة، وكان هذا الامتحان موحَّدًا، ويُعقَد في جامعة القاهرة فقط، وعدد من يتجاوز هذا الاختبار سنويًّا يتراوح بين 50 إلى 100 طالب فقط، لكن بدءًا من 2008 تم تخصيص 4 أماكن لامتحانات المعادلة في أسيوط والزقازيق وحلوان وكفر الشيخ".

وقال هاشم، الذي كان عضوًا في لجنة المعادلات المصرية بلجنة التعليم الهندسى من 2006 حتى 2011، "ارتفع عدد الناجحين ليكون بالآلاف، وفي 2012 تم السماح لطلاب الثانوية الصناعية نظام 5 سنوات بالالتحاق مباشرة بكليات ومعاهد الهندسة دون امتحان معادلة".

يأتي ذلك بينما أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أن نتيجة الثانوية العامة جاهزة للاعتماد بالأسبوع الأخير من شهر يوليو الجاري، ومن المقرر أن يعلن عن تنسيق 2023 بمراحله الثلاث لطلاب الثانوية العامة، عقب إعلان النتيجة الثانوية العامة.