دافعت وزارة التربية والتعليم، عن إدارج الفنانة سميحة أيوب كشخصية مصرية مؤثرة في منهج الصف السادس الابتدائي، بأن الهدف "إلقاء الضوء على تاريخ الفنانة القديرة، وتعريف الطلاب بأبرز الشخصيات المؤثرة في مجال المسرح"، فيما ألقت أيوب بمسؤولية غضب البعض من إدراجها في المنهج بـ"تجاهل المسرح المدرسي".
وقالت سيدة المسرح العربي لـ المنصة، اليوم السبت، إن إهمال المسرح المدرسي لسنوات طويلة، تسبب في فجوة بين الناس والثقافة والفن، وجعل بعض الأجيال الجديدة لا تعرف شيئًا عن الفنون، معقبة "ياريت نرّجع المسرح المدرسي تاني علشان نعلم الطلبة يعني إيه مسرح، ومين هم رواد المسرح".
وأثيرت حالة من الجدل، خلال الساعات الأخيرة، عقب انتشار صورة من كتاب مدرسي، تظهر فيه أيوب، بلقطة من دورها في فيلم "تيتة رهيبة"، وكُتب أعلى الصحة "شخصيات مصرية مؤثرة"، واستعرض الدرس سيرتها الذاتية والفنية وأبرز أعمالها، وسط موجة من الشد والجذب بين مؤيدين ومعارضين لتوجه "التربية والتعليم".
وإثر ذلك، أصدرت الوزارة، بيانًا رسميًا مساء الجمعة، قالت خلاله إن الهدف الأساسي، تنمية ثقافة الطلاب وتعريفهم بالشخصيات المؤثرة في عدد من المجالات المختلفة، والتي تتضمن العلوم والأدب والفنون والاقتصاد والصناعة من خلال كتاب المهارات والأنشطة.
وقالت أيوب لـ المنصة "أنا عرفت الأول من الإعلام والسوشيال ميديا.. في الوزارة محدش كلمني ولا قاللي قبلها، ولكن كلموني بعد الموضوع ما انتشر على مواقع التواصل، وأنا سعيدة جدًا بكده، وياريت يتعمل كده مع فنانين ومثقفين وكتاب كتير تانيين".
وحول غضب البعض من وضعها في المنهج، عقّبت "عادي، عمرنا ما هنلاقي إجماع على شخص، والأنبياء نفسهم كان عليهم اختلاف.. لكن الواضح إن السواد الأعظم من الناس سعيد بوجودي في المناهج.. ومش هيكون عندنا تحضر ثقافي وفني غير لما المسرح المدرسي يرجع تاني، وما يصحش يكون عندي جيل ما يعرفش حاجة عن رموز الفن والثقافة والأدب في بلده".
وفي بيانها، الذي اطلعت المنصة على نسخة منه، قالت الوزارة إن "الصفحات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي للتفاصيل المغلوطة المتعلقة بتاريخ الفنانة سميحة أيوب ليس لها علاقة بكتاب الوزارة ولا تمد له بصلة".
وكان الناقد الفني طارق الشناوي قال "عظيم جدًا أن يتضمن المنهج اسم الفنانة القديرة سميحة أيوب، ولكن الغريب والمفجع والمؤلم أن من كتب اسم سميحة أيوب ارتكب خطأ بيّنًا عندما أشار إلى أنها خريجة معهد السينما عام 1952 رغم أنها خريجة معهد المسرح، ومعهد السينما أساسًا تم افتتاحه بعد سبع سنوات من هذا التاريخ.. إنه مع الأسف يؤكد العشوائية حتى في وضع مناهج الطلبة".
وأضاف الشناوي في بوست على فيسبوك "أكرر تأييدي المطلق لوضع اسم العظيمة سميحة أيوب في المنهج، مع شجبي المطلق لتلك الحالة من الاستسهال في تدوين معلومات خاطئة للطلبة تضرب عرض الحائط بما ينبغي أن يكون عليه المنهج".
وعقّبت أيوب، على تعليق الشناوي وبيان وزارة التعليم، بقولها "أكيد غلطة مطبعية أو حاجة مش مقصودة.. الغلط لو حصل بسيط ويعدّي، وأكيد هيكون فيه تصليح للمعلومة لو دي فعلًا نسخة الكتب بس الوزارة نفت، لكن المهم عندي إن بقى فيه توجه متحضر لتعليم الولاد رموز الفن في بلدهم.. لكن المهم أكتر إن المسرح المسرحي يرجع تاني زي زمان".
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، دشن وزير التربية والتعليم رضا حجازي مبادرة "إحياء المسرح المدرسي والفنون بالمدارس المصرية"، خلال العرض المسرحي "تقدر" بالتعاون مع وزارة الثقافة ومجموعة قنوات مدرستنا والشريك الإعلامي "المتحدة للخدمات الإعلامية".
وآنذاك، قال حجازي، إنه سيتم تخصيص يوم كامل من كل أسبوع لممارسة الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية لاكتشاف الموهوبين ورعايتهم بالتعاون مع الوزارات ذات الصلة وخاصة وزارة الثقافة حتى يكون لدينا فنانين عظماء، فيما أعاد حجازي عقد اجتماع في أبريل/نيسان الماضي، بمسؤولي المسرح المدرسي، لمتابعة تنفيذ إجراءات إحياء المسرح المدرسي، تمهيدًا لتنفيذها خلال العام الدراسي الجديد الذي انطلق اليوم السبت.