الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة
الرئيس السيسي خلال الجلسة

نص إجابات السيسي خلال الحوار المفتوح مع مجموعة من شباب العالم 16/12/2019

منشور الخميس 19 ديسمبر 2019

المحاورة: السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، السادة الوزراء،الحضور الكريم، شباب العالم من مختلف دوله وأنحائه، تحياتي لحضراتكم، وأهلا بكم في هذا اللقاء المفتوح الذي يجمع بينكم وبين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.

لذلك في البداية دعونا نجدد الترحيب به مرة أخرى، سيادة الريس تحياتي لحضرتك، ولو حضرتك تحب توجه كلمة، يعني، بسيطة، قبل ما نبدأ الجلسة.. اتفضل.

السيسي: الكلمة.. بسم الله الرحمن الرحيم، الكلمة هي ترحيب بيكم، أهلا وسهلا بيكم على أرض مصر. سعداء إن إنتوا موجودين معانا، نتشارك، نتكلم، بمنتهى الأريحية زي مابيقولوا، نسمعكوا، وتسمعونا، وتشوفوا شكل مختلف... فأهلا وسهلا. وأرجو إن إحنا يكون تنظيمنا واستعداداتنا مناسبة ليكوا. ولو كان في تقصير ولا حاجة، معلش، تجاوزوا. (تصفيق) (يضحك الرئيس)

ثلاثة أسئلة من الشباب

المحاورة: سيادة الرئيس، المحور الأور تمكين الكرد واستعادة حقوقهم مرة تانية.. وبنتكلم في تاني سؤال: أجندة مصر 2063 في الاتحاد الإفريقي في ظل رئاستها.. وتالت نقطة والنقطة الأخيرة تمكين الشباب من خلال هذا المنصب الجديد: نواب المحافظين، وتوليهم لهذه السلطة.. اتفضل.

السيسي: والله عال يا محمد (يضحك الرئيس والحضور) طيب.. أنا، يعني، مقاربتي لأختنا الكردية هاتبقى مختلفة كتير عن اللي إنتي ممكن تسمعيه من حد تاني.

شوفي.. طبعا بدون شك خلال ال70، 80 سنة اللي فاتوا حصل، يعني، تقسيم للدولة الكردية القديمة، أو الدولة الكردية يعني. وأفرزت الواقع اللي إحنا موجودين فيه، في سوريا، وفي تركيا، والعراق، وإيران، وغيره يعني. وده مؤلم.

بس أنا ليا مقاربة، يعني، هادئة جدا، مقاربة تعتمد على العمل والسلام. هويتك ماحدش هايقدر ياخدها منك. لأن، أنا بكلمك صحيح، وبقولك كده عشان، وماحدش يقدر ياخد هوية حد، ولا يغيرهاله، بدليل إن إحنا بعد كل عدد السنين ده، إحنا النهارده إنتي بتتحدثي في هذا الأمر وبتقولي أين هي، لو كانت راحت، على الأقل اللي في سنك، الاجراءات اللي اتعملت خلال ال50 سنة اللي فاتوا، كانت كفيلة بالتغيير أو الطمس، ده ماحصلش، ومش هايحصل.

إنما هو الحكاية إيه بقى؟ يعني يمكن حد تاني في موقعي ده، يقول فرصة لإشعال القابل للاشتعال. عشان نثأر حتى للي بيتعمل فينا يعني من دول معينة يعني. لا إحنا مابنفكرش كده. ومابنقولش أبدا نصايح تؤدي إلى تدمير وخراب الأمم والشعوب، والناس.

لو كان ليا نصيحة أقولها، الهوية لن يستطيع أحد زي ما قلت كده، مازالت اللغة الكردية موجودة، نعم، العادات والتقاليد والثقافة الكردية موجودة، نعم، رغم التقسيم اللي حصل، أيوه، هاتفضل كدة؟ أيوه. طب إيه اللي ممكن التمن اللي بيتدفع النهارده هو اقتتال، هو تضييع قدرات وموارد الشعب الكردي لمدة 60 سنة فاتوا. تصوري إن هذا الجهد كان بدل ما يُبذل في ده، بيُبذل في بناء القدرات، بناء الإمكانيات، بناء التعليم، بناء الصحة، بناء التنمية...

والجسور ستُمد، مش عارف الإجابة دي يعني هاتسعدك ولا هاتؤلمك، بس دي وجهة نظري، الجسور هاتُمد غصب عن كل الناس، عن الدول المختلفة اللي إحنا بنتكلم فيها دي، بس بالسلام. الدول والحكومات، أنا هاكلمك كمسؤول هنا، لما يكون عندي مجموعة عايزة تنفصل عن الدولة، ده أمر الأمن القومي للدولة لا يقبله. بغض النظر عن مدى، عن مدى وجاهة الطرح أو الطلب. لا يُقبل، لا يُقبل. (تصفيق)

خليني، أنا عايز أقول ادرسوا. شوفوا التجارب اللي موجودة، وأنا مش عايز أجيب أسماء دول انفصلت بالفعل، وقيل لها إنك مجرد ماتنفصلي، ستكون كل شيء متاح. الدولة مقوماتها كبيرة جدا. وأنا هنا مابتكلمش عن الأكراد خالص. بتكلم بصفة عامة. النهادة لو أنا دولة مساحتها 2 مليون كيلومتر، ليا جيش واحد، وليا سفارة واحدة، في السفارات يعني، يعني ليا حكومة واحدة، لما ننقسم اتنين، ده تضرب في اتنين، طب اتقسمنا تلاتة، ده يتضرب في تلاتة. طب هل قدراتنا وإمكانياتنا تسمح ببناء ده، ولا تبقى دول هشة وضعيفة، وغير قابلة للاستمرار والنجاح؟

فأنا، زي ما قلتلك كده في بداية الكلام، أنا إنسان مسالم جدا، مش معنى مسالم إن أنا مش مقاتل، لأ، مقاتل عندما تُفرض علي القتال، أقاتل بأشرس مما تتصوروا. لكن قبل كدة بدفع بالحسنة يعني أو بالطيب، بالمعروف، بالإنسانية، قبل ما ألجأ للعمل العنيف.

طب أنا النهارده النتيجة بعد50 سنة إيه؟ أنا عايزك إنتي تجاوبي، مش ليا، لنفسك، ليكم، إيه اللي حصل؟ كم قُتل؟ كم من المقدرات راحت؟ قد إيه؟ والنتيجة إيه؟

اسمعي.. الطرح ده بيتطرح على الشعوب وعلى، بالمناسبة، في كل المجتمعات، ممكن يبقى في ناس، يعني، ممكن الصعيدي يقول أنا صعيدي، وعايز أبقى مختلف، ممكن يقولي كده. لو حد زكّى جوة المجتمع المصري اتجاه معين، وغذاه، واختار من جواه من يقوم بالتنظير ليه، والعمل عليه، يحصل مشاكل.

 ولو النهارده، هاجيب مثال مايئلمكيش ولا يئلم أي حد، يوغسلافيا دي من قبل ما يحصل اللي حصل في التسعينات، أو التمانينات والتسعينات، كانت دولة واحدة، بقوميات مختلفة، بقوميات مختلفة. طب ما انفصلتش ليه؟ لو إنتوا بتدرسوا ده، أو درستوا ده، وشوفتوا التجربة ديت، والرئيس تيتو كان بيعمل إيه في، مع شعبه، وإن هو كان إنصافه وتعامله معاه على إنه نسيج واحد، وهذا الأمر انعكس على تماسك الدولة، هاتعرفي إن اللي أنا بقول عليه، قابل إنه يبقى، إنه يعيش. إن هو، إن إحنا كلنا الدعوة للقتال والاقتتال من أجل إنشاء الدولة.

 وده زي مابقول كده، يعني، معرفش انتي سمعتي التعبير ده مني ولا لأ، يعني أنا طيّع مع القدر، طيع مع القدر، واللي حصل، يعني، في التاريخ، ده كان قدر، ماكنتوش إنتوا مسؤولين عنه. لكن اللي إنتوا بتعملوه دلوقتي، إنتوا مسؤولين عنه وبتتلقوا نتايجه. خلي عملكم كله هو بناء وتنمية، وسلام. لا الهوية هاتتاخد، ولا الثقافة هاطُمس، ولا حد هايقدر يعملكوا حاجة، بالعكس.

تصوري لو أنا النهارده، كل الاقتتال اللي موجود، اقتتال من قبل بناء القدرة، وبناء الكفاءة، في أي من المناطق اللي موجودة في سوريا أو في العراق أو في تركيا أو في أي حد تاني، كان كل الجهد اللي معمول، كل الغضب، كل الألم، وكل الرفض يمكن، اتحول لطاقة عمل، وبناء، وتعمير.

دة بإن.. اسمعي.. أفكار بتُطرح عشان أمم تاكل بعضها، وتدمر مقدراتها على مدى سنين طويلة جدا جدا دون أن يتحقق شيء. الإرهاب كفكرة، أنا بتكلم على الإرهاب الإسلامي كما، الإرهاب كفكرة اتعملت فقط، عشان إن هي تبقى عبارة عن دول بتموت في نفسها، لا ده ينجح، ولا ده ينجح. أنا بتكلم على يعني الإرهاب في مصر على سبيل المثال. بقاله 70 أو 60 سنة ولا أكتر ولا أقل. هو بيعمل إيه؟ هو بيعجّز من طاقة الحركة بتاعة مصر للأمام. لكن نتيجة حاسمة إنه يحصل على مصر ويبقى مشروعه ينجح؟ غير قابل للنجاح. مافيش مشروع أبدًا ممكن ينجح مبني على الاقتتال والتدمير والخراب.

المشروع اللي بينجح في تقديري أنا ودي تجربتي على كل حال، مبني على إن هو العمل والبناء والتنمية والتعمير والسلام والاستقرار، وفي عمركوا، عمر الدول مش كتير. عمر الدول يعني عمرك في عمر الدول مش كتير. يعني الواحد هايعيش 60، 70 سنة، و أنا بتكلم على نفسي يعني، وخلاص، لكن الدول بتعيش آلاف السنين.

فـ.. لما نيجي نتكلم على الفكرة بتاعة الاقتتال من أجل الهوية يعني. كثير يراها مشروعة. وأنا أقول إن هي محتاجة، يعني، تتصوب حتى لا، يعني، تضيّع الأمل في مستقبل أفضل لسنين طويلة قادمة.

فـ.. دي، ده وجهة نظري، وأرجو إنك تقبليها مني.. مش تقبليها، يعني تسمعيها وتحطيها ضمن اللي بتسمعيه عن الفكرة ديت يعني. (تصفيق)

السؤال بتاع، يعني قبل ما أخش على أفريقيا، خليني بردو أجاوب على السؤال بتاع محمد موسى وكده، وهاقول بصوا للفكرة ديت، الفكرة أنا هاطرحها عليكوا دلوقتي. هل حد طلب مني إن أنا أعطي فرصة لشباب الأحزاب؟ حد طلب ده؟ لأ، لسه شوية، مش كده؟ لكن أنا، الكلام اللي بقوله على القادة للي هي تنظر إلى شعبها بتجرد، بغض النظر عن توافقهم معاه، أو عد التوافق. يعني هو مش الهدف أبدًا إن إنت تيجي معايا وتوافقني على كل شيء، هبقى أنا راضي، ولو العكس هابقى مش راضي. لأ.

لكن أنا قلت إيه، طب أنا أدي فرصة لشبابنا إنه يبقى معانا، مش معانا إحنا، مع مصر، تعالى يا محمد يا موسى وخش شوف في محافظة المنوفية، في ظل ما لدينا. ماهو اللي إنت هاتطالبني بيه، هو دلوقتي بقى الناس هاتطالبك بيه، مش كده؟ (تصفيق) آه.

هاتطالبك بيه تقولك إيه، إنت النهارده نائب محافظ ولك صلاحياتك ولك مهام، يلا ورينا، فتيجي تروح إنت جاي تقولي تعالى بقى، إنت عينتني نائب محافظ، هاتلي وهاتلي وهاتلي وهاتلي. هاقولك ماهو لو كان متاح إن أنا أجيبلك، كنت جبت لغيرك. (يبتسم الرئيس) (تضحك المحاورة) (تصفيق)

فاهمني؟ فالفكرة إن إحنا قلنا كوطن، إحنا الوطن ده مش بتاع حد لوحده، الوطن مش بتاع حد لوحده، مش بتاعي أنا أفضل وإنت لأ، لأ الوطن ده بتاعنا كلنا، كلنا نتشارك فيه، وكلنا نجري عليه.

وكانت الفكرة في إن إحنا ندفع بشبابنا بصفة عامة وبشاباتنا إن هم يخشوا معانا في العمل العام والشأن العام، وبدأناه مش من باب يعني توزيع.. لأ، إحنا عملنا الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب على القيادة، واختارنا وبنتختار وهانختار، وكنا هانـ، يعني وصل بيهم الأمر إن هم كانوا عايزين يحطوا فقرة في الدستور إنه لا يتم توظيف حد إلا من خلال الأكاديمية، فقلت ده كتير، قلت لأ خلوها إيه (يضحك) نخليها إن إحنا تبقى وسيلة لتأهيل وإعداد القادة لتبوء المناصب القيادية أو المناصب في الدولة.

إذن التوجه العام للقيادة، إذا كنت شئت إنك تسمع مني، هو المشاركة والتشارك لينا كلنا. يلا مع بعض. مش يلا مع بعض عشان أسكتك، لا والله. اتكلم وقول، وأنا دايما أقول كده، اتكلموا وقولوا ما شئتم، بس خلوا الكلام موضوعي ومنطقي، يعني اعرف القضية اللي إنت بتتكلم فيها كويس قوي. وأنا معاك. ولو قلت رأي أنا هاحترمه وأقدره، لأن لو رفضته هابقى أنا مش منصف يعني يمكن.

وأتمنى سواء من المحافظين أو من الوزرا إن هم يعطوا الفرصة للجيل ده، الجيل ده، يعني، مش حد، يعني مش هايزاحمني يعني، ولا يزاحمني، يعني ولا حتى يزاحمني، فيها إيه لما يزاحمني؟ طب ما أنا كده كده يعني هاسيب المكان، فأجهزه كويس جدا، ما أحجبش عنه حاجة، ما أحجبش عنه خبرة، ما أحجبش عنه معلومة، وأديله الفرصة، يعني أدربه تحت السيطرة.

فـ.. النقطة الخاصة بالشباب وتمكينهم، أنا قلت تمكين الشباب بصفة عامة. طب أنا لقيت إن لسه فكرة إن إحنا نقوي الأحزاب، رغم إن أنا ناديت بيها خلال السنوات الماضية، لسة ماجابتش الصدى بتاعها. قلت هاستنى لما يقووا الأحزاب، وبعدين نبقى ناخد، يخشوا بقى الانتخابات التشريعية، والمحلية، ويبقى ليهم مكان، وبعدين نعين منهم... طب ما أنا آخد خطوة للأمام، ويعني، أسبق شوية، وأعين منهم دلوقتي.. ولما الأحزاب تقوى، يبقى الفرصة بقت متاحة بالتدافع الطبيعي يعني.

فهو دي الحكاية.. وطبعا أنا مش هاغفلهالك، محمد موسى ييجي، يعرض عليا تقرير.. (يضحك الرئيس) (تصفيق) عن المحافظة...

طيب.. نيجي لأفريقيا...

السؤال كان، يعني، من عمرو درويش بردو عن الموقف في أفريقيا والنزاعات اللي موجودة، والجهد اللي إحنا.. إحنا بننظر لأفريقيا على إنها، يعني إحنا جزء منها، جزء أصيل منها، وده أمر يمكن تفتكروا من أول ما توليت المسؤولية وأنا قلت نحن عدنا إلى أشقائنا، أو إلى إفريقيا. وده الوضع الطبيعي بالمناسبة.

وفي خلال فترة مش طويلة قوي، كانت النتيجة إن إحنا، زي ما إنتوا شوفتوا كده تولينا رئاسة الاتحاد، وبقت النهاردة صدقوني وده مش كلام بقوله عشان أنا موجود هنا، بقى لينا مكان، ولينا صوت، بالاعتدال بالتوازن بالإخلاص، تجاه أفريقيا كلها.

النزاعات اللي موجودة، في نزاعات بنسعى ونجحنا فيها. وفي نزاعات هاتاخد وقت. لكن اللي أقدر أقولهولك إن هايُطلق العام القادم المبادرة بتاعة إسكات البنادق 2020 اللي إنتوا اتكلمتوا عنها. وإحنا بنساعد لأن الموضوع، دور مصر ماينتهيش بإن إحنا نسلم رئاسة الاتحاد لجنوب أفريقيا، لا إحنا هانستمر في دعمنا لجنوب أفريقيا في عملها في هذا الأمر، وفي مساعينا لإنهاء الأزمات اللي موجودة.

خليني أقول المعني إلى حد كبير كمؤسسات في الاتحاد الإفريقي لهذا الموضوع، هي مجلس السلم والأمن في إفريقيا، في أفريقيا يعني، أو في الاتحاد الإفريقي. المعنِي في هذا الموضوع في الاتحاد الإفريقي القوة الأفريقية اللي هي ممكن تُستخدم ل، يعني، لحفظ السلام. المعنِي بهذا الموضوع لجنة زي ما بنسميها لجنة الأركان حرب، أو لجنة التنبؤ بالنزاعات، أو لجنة الحكماء، أو صندوق السلام اللي موجود.

كل دي عبارة عن كيانات معنية بإدارة التغلب على النزاعات اللي موجودة في إفريقيا. كل ده إحنا ليها في دعم وجهد مصري فيه لتحسين وتطوير أداؤه، خلال السنة اللي كنا موجودين فيها وحتى فبراير القادم إن شاء الله، وطبعا خلال، الأمر لن ينتهي زي ما قلت كده بتسليمنا لرئاسة الاتحاد.

طيب.. النزاعات اللي موجودة، يعني، هل إحنا كان لينا مشاركة في تهدئة الأوضاع في جنوب السودان؟ نعم. هل كان لينا مشاركة في تهدئة الأوضاع في مناطق أخرى؟ كان لينا. هل الأمر ده كان بيتم، بيتم تناوله في الإعلام، وبيتم التحدث الحديث عنه في الإعلام، ولكن يمكن ماكانش ال، يعني مابيبقاش هو ال، في بؤرة اهتمام المواطن المصري العادي في ظل الظروف اللي إحنا موجودين فيها.

طب هانـ، يعني، الدول الساحل والصحراء الخمسة اللي أنا اتكلمت عنهم دول. إحنا كان لينا نقاش قاسي جدا وممتد مع في ألمانيا في زيارتنا الأخيرة، إن إحنا لا نترك، مش كده؟ لا نترك الدول الساحل والصحراء تقاتل بمفردها لأنها ليست قادرة، لا بمواردها وقدراتها الأمنية، ولا بمواردها وقدراتها الاقتصادية على الاستمرار في هذه الحرب. ومش عايز أسبق بس الأحداث لغاية ما اللي إحنا بنتحرك فيه ربنا يوفقنا فيه، ويعني، نعمله.

أفكركم بالمبادرة بتاعة البنية الأساسية. أصل في ارتباط كبير جدا بين الاستقرار، وبين النزاع. التنمية، والصراع. كل مابيبقى في تنمية أكتر، كل ما فرص الصراع بتقل. والعكس صحيح، وإنتوا شايفين، يعني، لما التنمية تعرضت لأي شكل من الأشكال خلال الكام سنة اللي فاتوا دول لبعض الدول، إنها توقفت، رد الفعل على الرأي العام والشعب إيه؟ يعني من غير مانجيب أسماء دول، إحنا اتكلمنا الصبح بشكل أو بآخر، يعني قلنا كده، ماهو الشباب عايز يعيش زي ما قلت. طب لو الدول ماخدتش بالها وماجريتش تنمي في نفسها وتعمل فرص لشبابها، الشباب هايتحرك لا محالة. هو في الآخر عايز، عايز فرصة.

فإحنا لما بنيجي بنتكلم على البنية الأساسية القارية اللي بنتكلم فيها ديت، يعني، مش عارف إنتوا، يعني أنا بكلم كل اللي بيسمعني. إنتوا شايفين اللي أنا شايفه ده؟ شايف إنك إنت تطلع من مصر هنا، توصل لغانا، توصل للسنغال، توصل لنيجيريا، سواء بالسكة الحديد، أو بطرق برية عادية، أو حتى بخطوط طيران، ده لغاية دلوقتي دول كثير جدا منها إنت بتروحلها بشكل غير مباشر، يعني مافيش خط طيران مباشر من مثلا بين دولة أفريقية ودولة أخرى.

يعني ممكن تروح دولة أفريقية عن طريق أوروبا، تخيل؟ الدولة جنبك على مسافة مثلا ألف كيلو، تروحلها إنك تسافر لغاية دولة أوروبية مثلا تلات أربعتلاف كيلو وترجع تلت أربعتلاف كيلو عشان تخش الدولة ديت. مافيش كده. مافيش أبدا أمر بالشكل ده غير في أفريقيا. وبالتالي إذا كنا بنتكلم على فض نزاعات، الموضوع مش بس عمل عسكري إنك تنهيه، لأ، ابني. ابني قدرة تنمية هائلة في إفريقيا، وأنا بقولك إنك إنت تجد الاستقرار بشكل كامل، من غير ما، بردو بقول، دولة فيها مقاطعات كثيرة، أو ولايات كثيرة جدا، مختلفة، وحتى ليها حكومات مختلفة. طب هل النتايج المتوقعة، يعني ممكن تبقى فعلا نرى خلال العام القادم إن كل الأزمات اللي موجودة، انتهت؟ أتمنى ذلك.. أتمنى ذلك.

المحاورة: طيب سيادة الرئيس إحنا بنستأذن حضرتك ممكن ناخد 3 أسئلة كمان؟

السيسي: حاضر

المحاورة: يعني بعد إذن حضرتك. (تبتسم)

السيسي: ما أنا قلت حاضر يا فندم، حاضر. (يبتسم الرئيس)

يتلقى الرئيس ثلاثة أسئلة

المحاورة: طيب سيادة الرئيس إحنا معانا السؤال الأول والتالت بيتكلموا على نفس الفكرة يعني، تمكين الشباب، ونقل تجربة مصر يعني بشكل كبير جدا سواء في الأكاديمية لتأهيل الشباب، أو بشكل عام. والسؤال التاني بيتكلم على تقريب العلاقات مابين مصر ودولة المغرب الشقيقة.. اتفضل.

السيسي:  يعني... خليني أقول بس الأول، يعني، أختنا من التشيك اللي موجودة في العراق، وعايشة، بتقول يعني الوضع الأمني هناك وكده.. بس أنا عشان أجاوب على السؤال ده، لازم أجاوب عليه بشكل، هارجع في التاريخ شوية. ما أتصورش إن سنك يجيب العراق سنة 89 وسنة 90، ماتصورش، يعني.. أنا فاكر العراق كويس، لأن أنا سني يجيب قبل كدة بكتير قوي.

فـ.. العراق كانت دولة مستقرة، قوية، متطورة، متقدمة، اقتصادها قوي جدا، العلم عندها والمعرفة جيد جدا، قياسا بواقعنا العربي. وهنا الكلمة دي بقولها ليا ول، ولكن، المسؤول عن الدولة إذا أخطأ، ممكن الخطأ بتاعه يدفع تمنه الوطن كله، زي ما إذا يعني إذا أصاب، الوطن كله بيستفيد.

لكن على كل حال، ده اللي أنا قصد أقوله إن العراق كانت، كانت كده. وأرجو إن أنا ماكنش، يعني، الكلام ده مايسببش حاجة يعني... لغاية، وفي خطأ حصل كبير من القيادة في الفترة ديت، سنة 90-91 وترتب عليها تداعيات كبيرة حدثت في العراق.

الدولة، أي دولة في العالم، عندما تتداعى، بيبقى مسلسل التراجع لقدراتها وأداءها يصعب إيقافه، إلا بـ، يعني، بظروف خاصة جدا. يعني، يعني لغاية 2003 كان ممكن العراق، كان ممكن إنها يعني، يعني، تعوض الخطأ أو يعني تصوب الخطأ اللي حصل ده، وتستعيد نفسها في سنوات قليلة. يعني لو جبنا من 2003 للنهارده، ال16، 17 سنة دول، كان ممكن كل اللي فات يتصلح وكده.

لكن الي حصل إن حصل تدخل في 2003 في العراق. التدخل ده أدى إلى، يعني، إسقاط الدولة، وإسقاط مؤسساتها، وكان على رأس المؤسسات اللي تم إسقاطها هو الجيش في العراق، والمؤسسات الأمنية. لما حصل كده، يعني كان الناس متصورة زي ما بيحصل كتير يقولك إيه، اسقط وهد وابني تاني.. ده صعب. اسقط وهد وابني تاني ده صعب. بياخد سنين طويلة جدا مع فرضية نجاح الخطة، لأن في الآخر إنت بتتعامل مع بشر، مع كيانات، مع ظروف كتيرة جدا. الانسجام اللي كان موجود، حتى لو ماكانش مرضي عنه، لكن كان موجود. النسيج اللي كان متماسك حتى لو ماكانش مرضي عنه، لكن كان موجود.

فـ.. طبعا، مادام إنتي عايشة هناك، يبقى شوفتي حجم التدمير والتخريب اللي حدث في مدن عراقية كثيرة نتيجة هذا الأمر. إعادة بناء ما تم تدميره يحتاج فلوس كتير أموال كتيرة جدا، مليارات من الدولارات، وده الأمر اللي إحنا بنقول عليه، يا جماعة ياللي جيتوا قلتوا تتحرك الناس وتهد وبعدين نبقى نبني. اللي بيتهد مش هايتبني تاني، ودي رسالتي لكل ال، قلتها كتير لو كنتوا سمعتوها مني، أقول خلي بالكوا من بلادكم خلي بالكوا من بلادكم. خلي بالكوا من بلادكم ليه؟ لأن البلاد أو الدول بتاعتنا إذا تعرضت لأذى، يصعب إن هي تستعيد واقعها مرة تانية.

فـ.. لما حصل التقاتل مع داعش، كل قدرات العراق جُندت لهذا الأمر. زمايلي في الحكومة هنا كانوا شايفيني إن أنا يعني عندي نهم شديد واندفاع شديد للبناء، وعايز أختزل الوقت "في إيه مالك؟" أقولهم، يقولولي 3 سنين أقولهم لا سنة. ونجري على إن إحنا نخلص في سنة، الموضوع ده اعملوه في 6 شهور، الموضوع ده، فهو ليه؟ ليه إنت، ليه إنت مستعجل جدا كده؟ أنا مستعجل لأن أنا كنت خايف على المصريين. خايف عليهم إن هم لا يتحملوا الظرف الصعب، وبالتالي، إذا اتحركت الجماهير، مافيش حد يقدر يوقفهم، أبدا، مهما كانت قوته، إلا إذا كان، وشوفتوا الخراب اللي بيتم في حالة التعامل العنيف مع الجماهير.

فأرجع تاني للمقاربة بين ما يحدث في مصر وما يحدث في العراق. إن في مصر عشان أكون منصف، ويمكن، يعني، وأرجو إن إنتوا تقبلوا ده، جزء كبير من الموضوع هو، هو.. هو لطف إلهي، وأنا قلت الكلام ده كتير، بس إنتوا أول مرة تسمعوه مني.. ربنا قال لأ. قال دي مش هاتتدمر. خططوا، ورتبوا وادفعوا، واصرفوا، اعملوا زي ما إنتوا عايزين، لكن مصر مش هاتتدمر.. قال كده.. طب قال كده و.. وهيأ لها الأسباب، هيأ لها إيه؟ الأسباب.

(يبتسم) مش عارف اللغة دي هاتقبليها مني.. (تصفيق) يا ديريتا ولا لأ يعني، من تشيك... لكن إحنا في، في ثقافتنا في كده، في ثقافتنا عندنا الاعتقاد ده، فإحنا، أنا زي ما أنا شايفك كده، أنا عارف إن ربنا منع سقوط مصر، زي ما أنا شايفك كده.

فـ.. مش عايز أظلم العراق بظروف ال10، 15 سنة اللي فاتوا بس، لأن العراق في التمانينات كان دولة غير الي إنتوا بتشوفوها دلوقتي، كانت دولة ينظر لها، يعني كده، العراق، للشباب الصغير اللي مايعرفش الكلام ده، كانت دولة قوية جدا.

المغرب وسلطنة عمان...

خليني أقول، أنا بس عايز أقول إيه، إنت بتقول في فرصة للتقريب بين الشعبين. شعب المغربي والشعب المصري دايما قريبين جدا من بعضهم يا حاتم، قريبين جدا، يعني، نحن قريبين جدا من بعضنا البعض، ولم نبعد، يعني مافيش بعد أبدا. ولكن طبعا الحالة اللي موجودة فيها منطقتنا العربية، أتصور إن هي في أصعب حالاتها يعني. أنا بتكلم المنطقة كلها، وبالتالي هل إحنا محتاجين نبقى مع بعض أكتر؟

أتصور، إحنا قلنا استعادة الدولة الوطنية، وأقول النقطة التانية بقى في نفس التوقيت، إن الدول اللي هي مستقرة تتقارب مع بعضها أكتر، وتتعاون مع بعضها أكتر، وتنسق مع بعضها أكتر، حتى تكون محصلة قوانا ضخمة في مواجهة التحدي اللي بيمر بمنطقتنا، وحتى نستطيع أن نتجاوز بتعاونّا مع بعض الواقع الصعب اللي احنا بنعيش فيه.

فـ.. رؤية مصر 2030 في ال، والمؤتمر كعلامة مصرية متميزة، أنا بشكرك على التعبير ده، لكن عايز أقولك إن إحنا خطواتنا في 2030، في برامج إحنا تجاوزنا فيها الخطة والمدى الزمني بتاعها، مش كده يا دكتورة؟ زي الطاقة على سبيل المثال. إحنا تجاوزنا المستهدف بتاعنا في التوقيت تماما، ليه؟ كان مثلا المفروض إن إحنا نكون وصلنا لحد معين في 2025 وكلام من هذا القبيل. أنا أقدر أقولك بوضوح إن في بعضهم إحنا تجاوزنا هذا المستهدف لمدة 4، 5 سنين قادمين، لمدة 4، 5 سنين قادمين، يعني إحنا المفروض كنا نصل إلى ما نحن، إلى ما المفروض نصله ده كمان 5، 6 سنين، إحنا بفضل الله سبحانه وتعالى، وبفضل جهد الحكومة، وجهد المصريين معانا، إحنا في بعض المستهدفات تجاوزت المدى الزمني المخطط، زي شبكة الطرق على سبيل المثال. (تصفيق)

فـ.. والدكتور مصطفى يصلحلي، يعني، إحنا بيتهيألي خلصناها خالص، لا صحيح؟ خطة مصر، أو شبكة الطرق القومية اللي إحنا حطيناها، كانت تخلص ألفين كام؟ 2050.. 2050.. طب حد يقولي طب ليه إن بتعمل كده؟ أقولك الله، ياريت أقدر أعمل كل حاجة بتاعة 2050 دلوقتي، (يبتسم) يا رب أقدر، يا رب نقدر كلنا.

البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، كان استكمال بقى لفكرة إن إنت، إنت جاد في إنك إنت تمكّن شبابك في إن هو يبقى موجود ويتولى المسؤولية ولا لأ؟ جاد، طب هاتعمل إيه؟ لو إنت النهارده خدته، وقلتله تولى المسؤولية كده، وبعدين هو مش جاهز، أكنك إنت بتزرعه في بيئة غير قابلة للنجاح، وتقولوا شوفتوا بقى دي التجربة وديناهم مانجحوش.. لأ، فقلنا لأ إحنا نعمل، والأكاديمية دي موجودة بس بشكل تاني في فرنسا بقالها أكتر من 40 سنة 50 سنة، مش كده يا دكتورة؟ وبتقوم بهذا الدور في تأهيل قيادات الدولة الفرنسية، ويمكن تكون الوظائف العليا هناك ده الممر أو المسار الوحيد ليها.

فإحنا قلنا نعمل ده، وعملنا ودخلنا انتقينا شباب بلجان، أتمنى إن إحنا نستمر على تجردنا في انتقاء أفضل العناصر، ثم الدورة بتستمر، 9 شهور، وفي دورات بتستمر أقل من كده لإعدادهم وتجهيزهم، وبتخرج 3 لغاية دلوقتي ولا 4؟ 3 دورات لغاية دلوقتي كل دورة 500، وخدنا مجموعة أخرى أكثر تأهيلا من حملة الماجستير والدكتوراه، أعتقد 200 شاب، مش كده؟ 200 شاب وشابة من حملة الماجستير والدكتوراه، عشان بردو ياخدوا التأهيل بتاعهم.

خدنا مجموعة شباب من أفريقيا، مدة مش 9 شهور ولا حاجة لكن مدة أقل من كدة، 40 يوم؟ 45 يوم بردو بنديهم دورة لمدة 45 يوم لشباب أفريقيا، وبيروحوا لبلادهم، وطبعا إحنا مستعدين إن إحنا بالتنسيق مع حكومات الدول اللي شايفة إنها ممكن، إحنا مستعدين نستقبل ده، لأن إحنا حريصين على إن إحنا يعني لو في عندنا فرصة لتأهيل شباب عربي مع الشباب الأفريقي مع الشباب المصري، ده أمر إحنا مستعدين ندعمه بشكل أو بآخر.

فإحنا دي الأكاديمية وده دورها، وأي دور لأي مؤسسة إذا اتسم بالجدية، الجدية والمسؤولية والنزاهة، هاينجح. الجدية والمسؤولية والنزاهة. التجرد في الاختيار والانتقاء، والمسؤولية والجدية في التأهيل، هاتنجح التجربة. سواء كان في مصر أو في أي دولة تعملها مافيش مشكلة يعني.

وإحنا بالمناسبة، أي شيء، وأنا الكلام ده قلته لأشقائنا في أفريقيا، أي تجربة موجودة عندنا هي متاحة للجميع، لأن إحنا نتمنى إننا نشوف الدنيا كلها متقدمة ومتطورة، وعمر ما حد بيتقدم على حساب حد، اللي بيتقدم بيتقدم على حساب نفسه. (تصفيق)

فـ.. فالمخرجات حتى الآن كويسة، بنتمنى إنها تتحسن أكتر من كده، لأن كل مايكون التأهيل والإعداد جيد، كل ما النتايج هاتبقى كويسة. إنت سألتني المخرجات بتاعة الأكاديمية جيدة. حتى الآن جيدة، لكن مزيد من التحسين، ومش هانفضل ثابتين على موقفنا في إن إحنا نقول اللي إحنا بنعمله ده كفاية، لا، هانطور ونحسن، ونطور ونحسن، لأن الإنسانية لا تقف عند حدود في تطويرها أو تحسين مستواها.

المحاورة:  الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، أنا بشكر حضرتك شكرا جزيلا، وعلى سعة صدرك يعني في استقبال هذه الأسئلة والإجابة عليها بشكل وافي وكبير، والشكر موصول للسادة الوزراء والحضور الكريم من شباب العالم من مختلف أنحائه، بشكر حضراتكوا شكرا جزيلا. (تصفيق)


ألقيت الكلمة بمدينة شرم الشيخ، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم في نسخته الثالثة، بحضور عدد من الشخصيات المحلية والعربية والدولية، بالإضافة إلى عدد كبير من الشباب من حول العالم. 


خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط