جانب من الفعالية- الصورة: المتحدث باسم رئاسة الجمهورية

نص كلمة السيسي في قمة المحيط الواحد 11/2/2022

منشور السبت 12 فبراير 2022

 

بسم الله الرحمن الرحيم،

فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية،

السادة أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات،

أود أن أتقدم بالشكر لفخامة الرئيس إمانويل ماكرون على دعوته هذه، لهذه القمة في هذا التوقيت المهم، على صعيد عمل المناخ الدولي وجهود حماية الطبيعة، انعكاسًا للأهمية التي باتت تحظى بها هذه الموضوعات والجهود الحثيثة التي تبذلها دولنا في هذا الإطار.

السيدات والسادة،

تمثل البحار والمحيطات نحو 70% من مساحة كوكبنا، وتربط بين شعوبنا وثقافاتنا، وتساهم في حركة التجارة والملاحة الدولية. فضلا عن كونها مصدرًا مهمًا للغذاء والموارد الطبيعية، ومحفزًا للنشاط الاقتصادي ولازدهار مجتمعات ودول بأسرها.

ونحن نعي ذلك في مصر جيدًا، فلقد ساهم موقعنا على البحرين الأحمر والمتوسط في نشأة حضارتنا الممتدة، وبناء تطورنا منذ فجر التاريخ. فضلًا عن امتلاك مصر لقناة السويس التي ساهمت ولا تزال في دفع حركة التجارة الدولية بوصفها أحد أهم الممرات الملاحية في العالم.

ولقد حرصت مصر منذ وقت مبكر على وضع الأطر القانونية المنظمة للأنشطة الاقتصادية ذات الصلة بالبحار والمحيطات، لتضمن استدامة الموارد البحرية والحفاظ عليها، ولتحول دون تعرض البحار للتلوث بشتى أنواعه. بما في ذلك التلوث بالنفايات البلاستيكية، الذي يمثل تحديا حقيقيًا، خاصة أمام الدول النامية التي تسعى للحصول على الدعم التكنولوجي اللازمين لتنفيذ استراتيجيات الحد من استخدام البلاستيك المضر للبيئة.

تتخذ مصر كذلك خطوات حثيثة للتحول إلى مركز للطاقة المتجددة، بما في ذلك التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر، بما يمثله من قصة حقيقية لخفض حجم انبعاثات قطاع النقل البحري.

وسنعمل خلال الفترة القادمة على طرح أفكار ومبادرات للتشاور حولها مع شركاء التنمية بهدف حشد المزيد من الدعم للجهود المصرية في هذا المجال المهم.

أما على الصعيد الدولي، فقد عملت مصر خلال رئاستها لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، على إطلاق مسار تفاوضي للتوصل إلى أهداف جديدة لحماية الطبيعة، وفي مقدمتها حماية البحار والمحيطات.

كما تشارك مصر باهتمام في المشاورات الجارية، تحت اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، للتوصل إلى أداة قانونية جديدة لحماية التنوع البيولوجي في المناطق البحرية خارج نطاق الولاية الوطنية.

السيدات والسادة،

يظل تغير المناخ التحدي الأصعب الذي يواجهنا، لما له من آثار سلبية تطول شتى مناحي الحياة. وليست البحار والمحيطات بمعزل عن تلك الآثار، حيث امتصت المحيطات ما يزيد على 90% من الحرارة الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري بوتيرة متسارعة منذ سبعينيات القرن الماضي.

ما ساهم في ارتفاع مستوى حمضياتها، وانخفاض نسبة الأكسجين بها، وتدهور الحياة البحرية. فضلًا عن التهديد المستمر الذي يمثله ارتفاع مستوى سطح البحار والمحيطات على المناطق الساحلية في العديد من دول العالم.

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الجهود الدولية للتغلب على الآثار السلبية لتغير المناخ على البحار والمحيطات لا ترقى إلى المستوى المأمول. ومن ثم، فإن مصر بصفتها الرئيس القادم لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، تدعو إلى تكثيف الجهود الدولية الرامية لحماية بحارنا ومحيطاتنا من تلك الآثار والحفاظ على استدامتها، وتنوع الحياة البحرية بها.

وسنعمل من جانبنا على أن تشهد الدورة القادمة للمؤتمر حوارا بناء حول المسألة، حول هذه المسألة، يستند إلى أفضل الممارسات والعلوم المتاحة، وأن تسفر الدورة عن نتائج ومبادرات طموحة تبني على نتائج مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات الذي تستضيفه البرتغال منتصف العام الجاري، لتساهم في تعزيز جهودنا.. جهود دولنا في تخفيف تبعات تغير المناخ على البحار والمحيطات. وفي حشد التمويل الذي تحتاجه الدول النامية والأفريقية منها على وجه الخصوص للقيام بهذا الجهد.

وتأكيدًا على مساهماتنا في الجهد الدولي لحماية البحار والمحيطات، يسرني أن أعلن عن انضمام مصر إلى الإعلان المقرر صدوره عن قمتنا هذها.. قدمتنا هذه، تحت عنوان: حماية المحيط وقت العمل.

وكذلك إلى مبادرتي التحالف العالمي للمحيطات، والتحالف على.. عالي الطموح، من أجل الطبيعة والبشر. ونتطلع إلى العمل في إطار تلك المبادرات المهمة مع كافة الأطراف، لضمان تحقيقهما للنتائج المرجوة.

السيدات والسادة،أثق أن قمتنا اليوم ستخرج بنتائج إيجابية تعكس التزام دولنا بتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ، وحماية البحار والمحيطات، وأتطلع في هذا الصدد إلى استقبالكم في شرم الشيخ خلال القمة القادمة لتغير المناخ لنواصل معًا حديثنا هذا، لصالح حماية الحياة على كوكبنا، لنا وللأجيال القادمة، وشكرًا. (تصفيق)


ألقيت الكلمة في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، وعدد من رؤساء الدول والحكومات.


خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط