حَقِّق | ذنون السبعاوي.. مصدر يحترف الأخبار الكاذبة

منشور السبت 28 نوفمبر 2015

الزمان: فجر الأربعاء 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الخبر: مقتل 28 طفلا عراقيا في قصف فرنسي على مدرسة "فاطمة الزهراء" بالموصل الناشر: (وكالة الأنباء الألمانية- دويتش فيلله - روسيا اليوم، والعديد من الصحف والمواقع العربية) المكان: الموصل - العراق مصدر الخبر:  العميد ذنون السبعاوي

تداولت الخبر العديد من المواقع الإخبارية فجر الأربعاء الماضي، ودار حول قصف المدرسة الابتدائية بمنطقة الزهور شرق مدينة الموصل الواقعة بمحافظة نينوى العراقية، وهو الخبر الذي تحققت "المنصة" من عدم صحته قبل أن يكذبه اللواء نجم الجبوري قائد عمليات الجيش العراقي في نينوى في تصريحات أدلى بها لوكالة شفق الكردية.

وبينما ينفي "الجبوري"الخبر المختلق؛ لم تخل الأخبار والتقارير التالية التي نقلتها الصحف، جميعها من تصريحات وتأكيدات وإيضاحات على لسان العميد ذنون السبعاوي بخصوص الواقعة التي لم تحدث من الأساس.

ولكن من هو ذنون السبعاوي، الذي اعتمدت عليه الوكالة الألمانية والصحف العربية في نقل الخبر المختلق؟

اسمه الكامل ذنون يونس حسن يونس السبعاوي، ضابط بالجيش العراقي برتبة مقدم، أُحيل إلى التقاعد ضمن قائمة ضمت 500  من ضباط الجيش العراقي، والذين شملهم "قرار اجتثاث البعث" الصادر عن الهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة في فبراير/شباط 2013. وهى مؤسسة حكومية تختص بالتحقيق وتوثيق الجرائم التي ارتكبت خلال فترة حكم حزب البعث للعراق.

وينتمى المقدم المتقاعد إلى عائلة السبعاوي التاريخية، وهي واحدة من أبرز عائلات محافظة نينوى العراقية ويتركز وجود أفرادها في مدينة الموصل، التي شارك العديد من أفراد عائلاتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي فيما يعرف بانتفاضة الموصل العسكرية. 

وبالبحث وجدت المنصة أن خبر قصف المدرسة الوهمية لم يكن الخبر المختلق الوحيد المنقول عن لسان ذنون السبعاوي، فعلى مدار العامين الماضيين، وعقب إحالته للتقاعد كان السبعاوي هو المصدر الأول للصحف والمواقع الإخبارية العربية ولاسِيَّمَا الوكالة الألمانية (د ب أ) حول ما يدور في محافظة نينوى؛ إذ نشرت العديد من المواقع أخبارا بناءً على تصريحات من "السبعاوي"، تارة كضابط من الفرقة الثانية من شرطة نينوى، وتارة أخرى كعميد بالجيش العراقي من الفرقة الثانية بمحافظة نينوى. لكن قرار الاجتثاث الذي اشتمل على إحالته للتقاعد يذكر أن منصبه الأخير  هو: مقدم بالجيش العراقي. 

"ذنون" المقدم المتقاعد، لم يخل موقع من أخبار عديدة صدرت بناء على تصريحاته، والتي دائمًا تكون مصدر التصريحات الوكالة الألمانية، ففي أكتوبر/تشرين الأول نقلت "الألمانية" خبرًا عن "ذنون"مفاده "اختطاف 90 منتسبا في الجيش والشرطة العراقيين وإعدام 25 منهم بالموصل" الخبر الذي تناقلته المواقع اعتمادًا على وكالة الأنباء، دون تأكيد أو نفي من قيادات الجيش العراقي، أو تواجد للخبر في وكالات أنباء عالمية أخرى.  جدير بالذكر بأن المقدم المتقاعد، على الرغم من كم التصريحات التي يُصدرها لوسائل الإعلام بما يجري في الموصل، لا توجد له أي صورة على الإنترنت.