اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية قوات الدعم السريع بارتكاب "إبادة جماعية" في إقليم دارفور في السودان، وفرضت عقوبات على قائدها محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" وفق رويترز، فيما قالت المسؤولة الحكومية السودانية سليمة إسحق محمد الخليفة أنها وثّقت 554 حالة اغتصاب ارتكبها مقاتلو الدعم السريع بين أبريل/نيسان 2023 وديسمبر/كانون الأول 2024.
وتستمر الحرب بين الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، نائب البرهان سابقًا، منذ أبريل 2023، بعد تفجر صراع على السلطة بين قادة الجانبين، ما أدى إلى مقتل أكثر من 25 ألف شخص ونزوح أكثر من 14 مليونًا، وفق تقديرات المنظمات الدولية.
وقال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن في بيان إن فرض العقوبات استند إلى معلومات حول عمليات القتل "المنهجية" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد رجال وفتيان واغتصاب نساء وفتيات من مجموعات إثنية معيّنة.
وشدد بلينكن على أن "الولايات المتحدة لا تدعم أيا من الجانبين"، وقال "إجراءاتنا بحق قوات الدعم السريع أو حميدتي لا تعني دعم القوات المسلحة السودانية"، مضيفًا أن "الطرفين يتحملان مسؤولية أعمال العنف والمعاناة" في البلاد.
من جانبها، بررت وزارة الخزانة الأمريكية العقوبات على حميدتي بكونه طرفًا رئيسيًا في النزاع، ولأن "جرائم الحرب والفظائع" التي كشفتها الولايات المتحدة ارتكبت تحت قيادته، مضيفة "حميدتي يتحمل من خلال قيادته مسؤولية رئيسية عن الأعمال الفظيعة وغير القانونية التي تقوم بها قواته".
كما فرضت الولايات المتحدة أمس، عقوبات على 7 شركات مرتبطة بقوات الدعم السريع تتهمها بالمشاركة في تمويلها وشراء المعدات العسكرية لصالحها والمساهمة تاليًا في "استمرار النزاع في السودان".
وتؤدي العقوبات إلى تجميد الأصول العائدة بشكل مباشر وغير مباشر للأشخاص والشركات المستهدفة، فضلًا عن منع الشركات والمواطنين الأمريكيين من التعامل مع المشمولين بالعقوبات، كما تحد من إمكانية قيام حميدتي والشركات المعنية باستخدام الدولار في تعاملاتهم تحت طائلة تعرض الشركات التي تتلقى هذه الدفعات بدورها لعقوبات.
وفي 17 ديسمبر الماضي، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد.
بدورها أفادت المسؤولة الحكومية السودانية سليمة إسحق محمد الخليفة، أنها وثقت 554 حالة اغتصاب ارتكبها مقاتلون في قوات الدعم السريع بين أبريل 2023 وديسمبر 2024.
وأوضحت سليمة الخليفة أن هذا الرقم يستند إلى تقارير لأخصائيين في الصحة النفسية ساعدوا الناجيات من الاغتصاب في المرافق الطبية، وبالتالي يمثل جزءا صغيرا من العدد الفعلي للهجمات على النساء خلال تلك الفترة.
وتابعت "هناك عدة عوامل تمنع تسجيل كل الحالات، وهي أن هناك ولايات معزولة تماما مع قطع الاتصالات وعدم تبليغ معظم النساء عن الاغتصاب بسبب الوصم الاجتماعي، وهناك أماكن لا توجد بها أصلا رعاية صحية".
وكانت الأمم المتحدة وجهت أمس، نداء لجمع 4.2 مليار دولار لتوفير المساعدات إلى 20.9 مليون شخص داخل السودان من إجمالي 30.4 مليون شخص قالت إنهم في حاجة إلى المساعدة في ما أسمته "أزمة إنسانية غير مسبوقة".
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، حذر نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من "وباء عنف جنسي" تتعرض له النساء في السودان جراء الحرب، مشيرًا إلى أن نطاق هذه الاعتداءات "غير مقبول".
ونهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حمّلت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان، قوات الدعم السريع، مسؤولية ارتكاب عنف جنسي على نطاق واسع و"بدرجة مهولة"، في أثناء تقدمها في المناطق التي تسيطر عليها، بما في ذلك "الاغتصاب الجماعي، والخطف والاحتجاز ضمن ظروف ترقى للاستعباد الجنسي".
وقالت البعثة في تقريرها إن معظم حالات الاغتصاب والعنف الجنسي ارتكبتها قوات الدعم السريع، بالتحديد في ولايات الخرطوم الكبرى ودارفور والجزيرة، كجزء من نمط يهدف إلى "إرهاب ومعاقبة مدنيين بسبب صلاتهم المفترضة مع الطرف الآخر"، وإلى قمع أي معارضة لتقدمها.