حساب ali zein على إكس
مظاهرات في نيويورك للمطالبة بالإفراج عن الفلسطيني محمود خليل، 11 مارس 2025

جامعة أمريكية توقف باحثة لدعمها فلسطين.. ومطالبات شعبية ونيابية بإطلاق سراح محمود خليل

قسم الأخبار
منشور الخميس 13 مارس 2025

أوقفت جامعة ييل في أمريكا الباحثة هيليه دوتاجي المختصة في القانون الدولي، عن العمل ومنعتها من دخول الحرم الجامعي، بدعوى الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، تزامنًا مع مظاهرات حاشدة في نيويورك للمطالبة بالإفراج عن الفلسطيني محمود خليل الذي تم اعتقاله مساء السبت الماضي لمشاركته في احتجاجات طلابية داعمة لغزة.

وبدأت دوتاجي عملها كنائبة مدير لمشروع القانون والاقتصاد السياسي بكلية الحقوق في جامعة ييل عام 2023، وهو مشروع يروج لمفاهيم المساواة الاقتصادية والعرقية والجندرية، حسب نيويورك تايمز.

اتهام بالذكاء الاصطناعي

وأفادت الصحيفة بأن قرار إيقاف الباحثة جاء بعد ثلاثة أيام من نشر منصة Jewish Onliner الإخبارية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تقريرًا يربطها بمجموعة صامدون المؤيدة لفلسطين والتي أدرجتها وزارة الخزانة الأمريكية العام الماضي ضمن قوائم العقوبات، متهمة إياها بجمع التبرعات للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة.

وادعى Jewish Onliner أن الباحثة شاركت في فعاليات نظمتها صامدون، واستند إلى منشورات توثق ظهورها في ندوات برعاية المنظمة، رُغم نفي محاميها إريك لي صلتها بصامدون، مؤكدًا أنها ناشطة تدافع عن حقوق الفلسطينيين ضمن إطار قانوني وأكاديمي.

ويأتي هذا القرار في وقت تواجه فيه الجامعات الأمريكية ضغوطًا متزايدة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، فالأسبوع الماضي، فقدت جامعة كولومبيا 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي بعد اتهامها بـ"التسامح مع معاداة السامية". 

كما أعلنت إدارة ترامب الاثنين الماضي أن جامعة ييل من بين 60 مؤسسة قد تواجه تخفيضات في التمويل إذا أثبتت التحقيقات الفيدرالية أنها سمحت بسلوكيات يُنظر إليها على أنها معادية للسامية.

ويأتي إيقاف دوتاجي في سياق تصاعد الرقابة الحكومية على الأصوات المعارضة، حيث كشفت تسريبات جديدة أن شركة ShadowDragon، التي تعمل مع وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية/ICE ووكالات حكومية أخرى، تراقب أكثر من 200 منصة إلكترونية لجمع البيانات، بما في ذلك مواقع السوشيال ميديا وخدمات تحويل الأموال وحتى منصات لعب الشطرنج.

وكانت هآرتس الإسرائيلية نشرت في يناير/كانون الثاني الماضي تحقيقًا يشكك في مصداقية المنصات الإخبارية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي تعمل على تعزيز الرواية الإسرائيلية على الإنترنت.

تنديد بحبس طالب فلسطيني

طالب متظاهرون في عدد من المدن الأمريكية أمس، بإطلاق سراح الفلسطيني محمود خليل، الذي اعتقلته السلطات الأمنية السبت الماضي، رافعين لافتات تحمل صورًا له، منددين بإلغاء تصريح إقامته، في وقت وصفوا التعامل الأمريكي معه بأنه "هجوم على حرية التعبير".

ووقّع أكثر من 2.5 مليون شخص على عريضة يطالبون فيها بإطلاق سراح خليل فورًا، كما طالبت عضوة الكونجرس رشيدة طليب بالإفراج الفوري عن خليل، خلال عريضة مفتوحة وقّع عليها 13 برلمانيًا أمريكيًا، بينهم رشيدة، وجاء فيها "يجب أن نكون واضحين تمامًا، نحن أمام محاولة تجريم لعملية احتجاج سياسي، في اعتداء مباشر على حرية التعبير المكفولة للجميع في هذا البلد".

في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن اعتقال خليل لا يتعارض مع موقف إدارته بشأن الدفاع عن حرية التعبير، مؤكدًا أنه سيتم توقيف المزيد من الطلاب المنخرطين في أنشطة "معادية للسامية".

وقال روبيو في تصريح صحفي أمس إن "الأمر لا يتعلق بحرية التعبير لكنه يتعلق بأشخاص ليس لديهم الحق في الوجود في الولايات المتحدة".

فيما طالبت عائلة خليل وفريق الدفاع عنه السلطات الأمريكية بإطلاق سراحه فورًا، وقالت زوجته في بيان قرأته محامية من فريق الدفاع عنه، أمس، إن زوجها اختطف من المنزل، و"من المعيب أن تواصل سلطات الولايات المتحدة احتجازه بسبب موقفه".

إبعاد انتقامي

وقال رمزي قاسم أحد أعضاء فريق الدفاع إن "السلطات نقلت خليل إلى لويزيانا في إجراء انتقامي لمنعه من الوصول إلى محاميه وسلب حقوقه القانونية"، مشيرًا إلى أنهم تقدموا بطلب إلى المحكمة من أجل إعادته إلى نيويورك.

وألقت سلطات الهجرة الاتحادية الأمريكية، مساء السبت، القبضَ على خليل من مقر سكنه لمشاركته في احتجاجات طلابية ضد إسرائيل في جامعة كولومبيا، تمهيدًا لترحيله.

ويُعتبر اعتقال الشاب الفلسطيني أول إجراء يُكشف عنه علنًا في إطار الحملة التي وعدت بها إدارة ترامب ضد الطلاب المشاركين في الاحتجاجات المناهضة للحرب على غزة، التي انتشرت في الجامعات الأمريكية خلال في مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين.

وشهدت الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية قمعًا غير مسبوق، حيث تم اعتقال مئات الطلاب.

وتزعم الإدارة الأمريكية أن المشاركين في هذه التظاهرات فقدوا حقوقهم في البقاء في البلاد بسبب دعمهم المزعوم لحركة حماس، حيث تصنّف واشنطن حماس منظمةً إرهابيةً منذ عام 1997.

في السياق، قال مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية لم تسمهم أكسيوس، في تقرير نشرته الخميس الماضي، إن وزير الخارجية ماركو روبيو بصدد إطلاق حملة تستخدم الذكاء الاصطناعي لإلغاء تأشيرات الطلاب الأجانب الذين يبدو أنهم "مؤيدون لحماس".