أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة/يونيسف عن قلقها إزاء تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة الأممية كاثرين راسل إن التقارير والصور الواردة من قطاع غزة "مرعبة، بل تفوق الرعب. فقد قتل مئات الأشخاص حسب التقارير، وبينهم أكثر من 130 طفلًا، وهو أكبر عدد من وفيات الأطفال في يوم واحد خلال العام المنصرم".
وحذرت كاثرين راسل "عاد مليون طفل في غزة، أطفال تحمّلوا أكثر من 15 شهرًا من الحرب، عادوا مرة أخرى إلى عالم الخوف والموت. لا بد أن تتوقف الهجمات وأن يتوقف العنف فورًا".
وأضافت "هناك مزاعم بأن بعض الضربات أصابت ملاجئ مؤقتة كان ينام فيها أطفال وأسرهم، وهو تذكير مميت آخر بأنه لا يوجد مكان آمن في غزة بأسرها".
وتأتي هذه الهجمات، حسبما قالت كاثرين راسل، أمس، في وقت لا تزال فيه المساعدات المنقذة للحياة تُمنع عن غزة، مما يزيد من المخاطر على الأطفال "فقد مرّ 16 يومًا منذ دخلت إلى غزة آخر شاحنة تحمل مساعدات إنسانية. كما تم قطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه الرئيسية، مما يقلل بشكل كبير من كمية المياه الصالحة للشرب".
وحثت جميع الأطراف على إعادة تطبيق وقف إطلاق النار على الفور "ندعو البلدان ذات النفوذ إلى استخدام نفوذها لضمان ألا يتفاقم الوضع أكثر. يجب على جميع الأطراف احترام القانون الدولي الإنساني، والسماح بتوفير المساعدات الإنسانية على الفور، وحماية المدنيين، وإطلاق سراح جميع المحتجزين".
وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت عن مقتل أكثر من 420 شخصًا وأكثر من 562 مصابًا، أمس الثلاثاء، في غارات جوية إسرائيلية مباغتة، أنهت اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بينما لا يزال آخرون تحت الركام الذي خلفه القصف تعمل فرق الإسعاف والدفاع المدني على انتشالهم.
ومطلع الشهر الحالي، أعلنت إسرائيل أنها أوقفت إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، ما اعتبرته حماس "ابتزازًا رخيصًا، وجريمة حرب وانقلابًا سافرًا على الاتفاق".
ولا تزال حماس تحتجز 59 شخصًا في قطاع غزة، أكد جيش الاحتلال مقتل 35 منهم. وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن 22 منهم على قيد الحياة، بينما لا يزال وضع اثنين آخرين غير معروف، ومن بين المحتجزين 5 أمريكيين.
وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد وساطة مصرية قطرية أمريكية، نتج عنها وقف مؤقت لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي تدريجي من مناطق وسط قطاع غزة إلى المناطق الحدودية الجنوبية والشرقية والشمالية، والسماح بعودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله بعد تفتيش مركباتهم من قبل مراقبين دوليين، إلى جانب عمليات تبادل المحتجزين بين الجانبين.
وكان من المفترض أن تبدأ إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا بنهاية المرحلة الأولى، بالتوازي مع المحادثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية.
لكن إسرائيل لم تنسحب من فيلادلفيا ولم تبدأ في محادثات المرحلة الثانية، وطالبت بتمديد المرحلة الأولى واعتمدت مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، في وقت رفضت حركة حماس المقترح، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.