تصوير سالم الريس، المنصة
عودة النازحين عن طريق وادي غزة بشارع البحر إلى الشمال سيرًا على الأقدام، 27 يناير 2024

سيرًا على الأقدام.. آلاف الغزيين يبدأون مسيرات العودة إلى الشمال لأول مرة منذ 15 شهرًا

سالم الريس
منشور الاثنين 27 يناير 2025

بدأ الآلاف من النازحين الفلسطينيين في غزة يتدفقون إلى شمال القطاع، لأول مرة منذ 15 شهرًا، بعدما انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم، الذي يقسم القطاع إلى نصفين، فيما انتشرت طواقم الإسعاف على شارع الرشيد لاستقبال النازحين العائدين.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن فتح شارع الرشيد لعبور المشاة فقط بالاتجاهين، وذلك منذ الساعة السابعة صباحًا.

وفيما يتعلق بالانتقال بالمركبات، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه سيسمح لها بالانتقال شمال قطاع غزة "بعد الفحص" عن طريق صلاح الدين. ومن المنتظر أن يبدأ عبور المركبات بعد فحصها بدءًا من الساعة التاسعة صباحًا.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أعلن أمس عن اتفاق بين حماس والاحتلال يقضي ببدء عودة النازحين صباح اليوم، بعد التوافق على تسليم وتبادل المحتجزين بين الطرفين.

وقال الأنصاري، على إكس، إنه "وبعد جهود قادها الوسطاء (مصر وقطر الولايات المتحدة الأمريكية) تم التفاهم بين حماس والاحتلال على تسليم الرهينة (الإسرائيلية) أربيل يهودا واثنين من الرهائن قبل يوم الجمعة المقبل كما ستقوم حماس بتسليم 3 رهائن إضافيين يوم السبت وفقًا للاتفاق بالإضافة إلى تقديم معلومات عن عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق".

مسيرات العودة إلى شمال غزة لأول مرة منذ 15 شهرًا، 27 يناير 2025

ومقابل هذا التفاهم، وافق الاحتلال الإسرائيلي على السماح بعودة النازحين في قطاع غزة من الجنوب إلى المناطق الشمالية، بالإضافة إلى تسليم الاحتلال قائمة بأسماء 400 فلسطيني من الذين تم اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر 2023 كل يوم أحد في المرحلة الأولى من الاتفاق.

وفي بيان مقتضب صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إنه جرى الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود، وأجام بيرجر، ومحتجز آخر، بينما سيطلق سراح ثلاثة محتجزين آخرين السبت، مشيرًا إلى تلقي حكومته قائمة من حماس حول حالة جميع المحتجزين الإسرائيليين المقرر إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى.

وأضاف البيان "في إطار هذه التفاهمات، ستسمح إسرائيل ابتداءً من صباح الغد بمرور سكان غزة إلى شمال القطاع".

ومن جانبها، قالت حماس في بيان على تليجرام، إن وفدها المفاوض سلّم الوسطاء مساء الأحد، كافة المعلومات المطلوبة عن قائمة المحتجزين الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. مشيرة إلى أنها التزمت بما نص عليه الاتفاق الذي يطالبهم بتسليم القائمة.

ومن جهته، حذر المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي من نقل الأسلحة إلى شمال القطاع، موضحًا أنّ نقل المسلحين أو الأسلحة سيعتبر خرقًا للاتفاق. كما أكد ضرورة عدم الاقتراب من قوات جيشه في مناطق تمركزهم على محور نتساريم، حيث سينسحب الاحتلال من الجزء الغربي فقط.

وشدد على استمرار منع الغزيين من الاقتراب من منطقة معبر رفح ومحور فيلادلفيا المحاذي للشريط الحدودي مع مصر، أو الاقتراب من المنطقة البحرية على طول الساحل الغربي لمدن القطاع ومنع السباحة والصيد والغوص خلال الأيام المقبلة.

بدوره، قال مدير عام العمليات المركزية في وزارة الداخلية التابعة لحماس العميد علي النادي لـ المنصة إنّ داخلية غزة ستكون متواجدة في عدة نقاط على شارع صلاح الدين قبل حاجز نتساريم لتنظيم عودة النازحين بمركباتهم إلى شمال القطاع.

وأشار إلى أن وفدًا أمنيًا مصريًا سيكون متواجدًا على حاجز نتساريم، الذي سيقوم بدوره بتحديد نقاط وجود أفراد الشرطة التابعة لحماس، والتنسيق بينهم وبين جيش الاحتلال والشركات الأمريكية التي ستكون مهمتها فحص المركبات قبل السماح لها بالمرور عبرّ الحاجز الإسرائيلي.

ونجحت الوساطة المصرية القطرية الأمريكية منتصف يناير/كانون الثاني الجاري، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، بعد 15 شهرًا من بدء الحرب في أعقاب طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.

والأسبوع الماضي، سلَّم عناصر من كتائب القسام 3 محتجزات إسرائيليات لجيش الاحتلال الذي أفرج في المقابل عن 90 معتقلًا فلسطينيًا.

وقضت مئات العائلات النازحة منذ ليلة السبت في العراء على حاجزي نتساريم الشرقي والغربي، في انتظار السماح لهم بالدخول والعودة سواء مشيًا على الأقدام عن طريق شارع البحر، أو بسياراتهم عبر شارع صلاح الدين.

وأخر ذلك القرار، حسب إعلام عبري، عدم التزام حماس بالأسماء المتفق عليها في إطلاق سراح الدفعة الثانية من المحتجزات الإسرائيليات، حيث تطالب تل أبيب بالإفراج عن أربيل يهود، لكن حماس أفرجت عن مجندة إسرائيلية بدلًا منها.

ونتيجة تخوفات من مقتل أرييل يهود، طالبت تل أبيب عن طريق الوسطاء، باستلام دليل من حماس يفيد بأنها على قيد الحياة.

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، عن الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بعد تسلمها 4 مجندات كن محتجزات لدى حركة حماس في مدينة غزة.