أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ثقته بأن حركة حماس تسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس، في البيت الأبيض، فيما كشف نتنياهو عن ترشيحه ترامب رسميًا لجائزة نوبل للسلام.
وقال ترامب في تصريحات للصحفيين عقب لقاء نتنياهو إن "الأولوية القصوى للإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط هي إنهاء الحرب في غزة وضمان عودة جميع الرهائن"، وفق ما أكدته أيضًا المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، التي أشارت إلى أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف سيتوجه هذا الأسبوع إلى الدوحة التي تستضيف جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية.
وكان ترامب قال في وقت سابق بأن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، مشيرًا إلى التقدم الحاصل في المحادثات، دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية بشأن الصيغة المطروحة، على الرغم من تقارير تشير إلى فشل أولى جلسات التفاوض التي أجريت الأحد.
وفيما يتعلق بمستقبل حل الدولتين، بدا ترامب مترددًا في إعطاء إجابة حاسمة، حيث قال "لا أعرف"، قبل أن يُحيل السؤال إلى نتنياهو الذي شدد بدوره على رفضه قيام دولة فلسطينية "تمتلك صلاحيات تهدد إسرائيل".
وأوضح نتنياهو أن "أي كيان فلسطيني يجب أن يكون منزوع السيادة الأمنية"، مضيفًا "نريد أن يحصل الفلسطينيون على جميع الصلاحيات لحكم أنفسهم، ولكن دون أن يتمكنوا من تهديدنا. السيادة الأمنية يجب أن تبقى في أيدينا".
واستشهد نتنياهو بأحداث السابع من أكتوبر 2023 "قالوا إن للفلسطينيين دولة في غزة، فماذا فعلت بها حماس؟ بنوا أنفاقًا ومخابئ، وارتكبوا مجازر ضد شعبنا، لذا من غير المرجح أن يقبل أحد بإقامة دولة فلسطينية جديدة".
وأكد أن أي اتفاق سلام مستقبلي يجب أن يضمن بقاء السيطرة الأمنية بيد إسرائيل، حتى وإن اعتبره البعض "دولة ناقصة" أو "ليست دولة على الإطلاق"، مشددًا على أن "ما حصل في السابع من أكتوبر لن يتكرر مجددًا".
في المقابل، يتمسك الفلسطينيون بإقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، ضمن إطار حل الدولتين المدعوم دوليًا، وهو ما يرون أن إسرائيل تفرغه من مضمونه عبر التوسع الاستيطاني وهدم البنية التحتية في غزة خلال الحرب، وهي اتهامات تنفيها الحكومة الإسرائيلية.
في سياق آخر، أبدى الرئيس الأمريكي استعداده لتخفيف العقوبات المشددة المفروضة على إيران، مشيرًا إلى أن إدارته "ستنتهز الفرصة عندما يحين الوقت المناسب".
وأكد ترامب أن موعدًا محددًا قد تم الاتفاق عليه لعقد محادثات مع الجانب الإيراني، قائلًا "هم يرغبون في الحوار... لقد تلقوا ضربة قاسية".
وأضاف الرئيس الأمريكي "أرغب في رؤية إيران تعيد بناء نفسها بطريقة سلمية، بدلاً من تكرار شعارات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، كما اعتادوا أن يفعلوا".
من جهته، أوضح المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن الاجتماع المرتقب مع الإيرانيين قد يُعقد خلال الأسبوع المقبل، دون أن يفصح عن مكان اللقاء أو جدول أعماله، مشيرًا إلى أن الترتيبات جارية على قدم وساق.
وفي سياق متصل، فاجأ نتنياهو الصحفيين خلال مأدبة عشاء جمعته بالرئيس الأمريكي، بالإعلان عن ترشيحه ترامب رسميًا لجائزة نوبل للسلام، موضحًا أنه سلّمه رسالة الترشيح خلال لقائهما في البيت الأبيض.
وقال نتنياهو "الرئيس ترامب يصنع السلام من دولة إلى أخرى، ومن منطقة إلى أخرى. إنه يستحق نوبل بجدارة"، مشيدًا بدوره في دعم إسرائيل وتوسيع دائرة التطبيع الإقليمي، في إشارة إلى الاتفاقيات الإبراهيمية التي أبرمت بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، برعاية أمريكية.
ويُذكر أن ترامب تلقى خلال فترته الرئاسية السابقة عدة ترشيحات لجائزة نوبل للسلام من أنصاره وعدد من النواب في الكونجرس الأمريكي، وقد أعرب مرارًا عن استيائه من تجاهل لجنة نوبل لجهوده، مستشهدًا بمساعيه في التهدئة بين الهند وباكستان، وتسوية النزاع بين صربيا وكوسوفو.