تصوير سالم الريس، المنصة
آثار قصف عنيف لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مدرسة أبو هميسة التي تأوي عشرات النازحين بمخيم البريج وسط قطاع غزة، 6 مايو 2025.

تعثر أولى جولات المفاوضات.. وإسرائيل تقتل 110 فلسطينيين خلال 24 ساعة

سالم الريس قسم الأخبار
منشور الاثنين 7 يوليو 2025

انتهت مساء أمس الأحد الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون التوصل إلى نتائج حاسمة، حسبما نقلت رويترز عن مسؤولين فلسطينيين اثنين لم تسمهما، بالتزامن واصل جيش الاحتلال تصعيده العسكري في غزة ما أسفر عن مقتل أكثر من 110 فلسطينيين خلال الـ24 ساعة الماضية، وفق مصدر طبي في وزارة الصحة بالقطاع لـ المنصة.

وأكد المصدران أن الوفد الإسرائيلي المشارك في المباحثات "غير مفوض بشكل كافٍ للتوصل إلى اتفاق"، مشيرين إلى "غياب الصلاحيات الحقيقية لديه"، الأمر الذي أضعف فرص إحراز تقدم في هذا المسار.

تأتي هذه التطورات بالتزامن مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، أعرب فيها عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى هدنة وشيكة. وقال "أعتقد أن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق مع حماس هذا الأسبوع"، مشيرًا إلى أن المحادثات تتعلق بإطلاق سراح عدد كبير من المحتجزين.

وأضاف ترامب "نجحنا سابقًا في إخراج عدد من الرهائن، ونتوقع أن يتم الإفراج عن عدد إضافي خلال هذا الأسبوع"، وذلك قبل لقاء مرتقب من المقرر أن يجمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض اليوم.

وكانت المفاوضات غير المباشرة انطلقت مساء أمس في الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق يشمل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل المحتجزين بين الجانبين، ونقلت فرانس برس عن مصدر فلسطيني لم تسمه أن المحادثات تركزت حول "آليات تنفيذ الاتفاق المحتمل"، مشيرًا إلى أن المواقف تُنقل وتُناقش عبر وسطاء.

وفي إسرائيل، كشفت مصادر سياسية عن أن نتنياهو اتخذ بالفعل قرارًا بالمضي قدمًا في تنفيذ اتفاق جديد متعلق بغزة رغم اعتراضات داخل حكومته عُرضت خلال اجتماع لمجلس الوزراء مساء السبت.

بالتزامن مع المفاوضات، شهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا واسعًا، أسفر عن مقتل أكثر من 110 فلسطينيين خلال الـ24 ساعة الماضية، وفق مصدر طبي في وزارة الصحة بالقطاع لـ المنصة.

وتركز القصف الإسرائيلي على مدينة غزة، حيث استهدفت الغارات عشرات المنازل وتجمعات المواطنين ومدارس تؤوي مئات العائلات النازحة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 60 شخصًا في المدينة وحدها.

كما شنت قوات الاحتلال هجمات مدفعية عنيفة على أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح والدرج شرق المدينة، أسفرت عن سقوط ضحايا تحت أنقاض منازلهم وسط صعوبات بالغة في وصول فرق الإنقاذ بسبب شدة القصف وخطورة الأوضاع الأمنية.

وحسب مصادر صحفية محلية، أطلق سكان هذه الأحياء نداءات استغاثة بعد أن حوصروا داخل منازلهم المدمرة، بينما فشلت محاولات الإسعاف والدفاع المدني في الوصول إليهم، رغم التنسيق مع منظمات دولية، حيث قوبلت تلك المحاولات برفض جيش الاحتلال. 

وامتد التصعيد إلى وسط وجنوب القطاع، حيث استهدفت الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية ثمانية مواقع تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 شخصًا، كما تم استهداف تكية طعام ومخيمات للنازحين في النصيرات وسط غزة، خلفت قرابة 30 قتيلًا إضافيًا.

وفي حادثة أخرى، أفادت مصادر ميدانية بمقتل أربعة مواطنين جوعى أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية من نقطة توزيع أمريكية قرب جسر وادي غزة على شارع صلاح الدين، فيما أصيب أكثر من 30 آخرين تم نقلهم إلى مستشفى العودة بمخيم النصيرات.

وفي بيان صدر فجر الاثنين، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن "جيش الاحتلال ارتكب 59 مجزرة خلال الـ100 ساعة الماضية، أدت إلى مقتل 288 مواطنًا، بينهم 99 شخصًا قضوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إغاثية، وإصابة 1088 آخرين، بينهم 394 جريحًا في الحوادث ذاتها".

وأكد البيان أن "جيش الاحتلال يتعمد استهداف مراكز الإيواء المكتظة بالنازحين"، إضافة إلى المنازل والأسواق والتجمعات الشعبية، بل وحتى العيادات والمرافق الصحية. وقد استهدفت طائرة مروحية إسرائيلية فجر الاثنين غرفة داخل عيادة الرمال في وسط مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة آخرين.

ويواصل الوسطاء في مصر وقطر وأمريكا جهودهم للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعدما رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، واستأنفت حربها في قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي.