كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، من عملياته العسكرية في مدينتي غزة وخانيونس، عبر قصف جوي ومدفعي ونسف لمربعات سكنية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 45 شخصًا وصلوا إلى مستشفيات القطاع، وفق ما أفاد مصدر طبي بوزارة الصحة، لـ المنصة، مشيرًا إلى تسجيل 123 ضحية أخرى الثلاثاء، فيما حالت شدة القصف دون انتشال مزيد من الضحايا.
في غزة، شهد حيّا الزيتون والصبرة جنوب شرق المدينة موجة قصف هي الأعنف منذ أيام، استهدفت خلالها طائرات الاحتلال الحربية أكثر من 10 منازل، نصفها مأهول بالسكان، بينما جرى التحذير قبل استهداف النصف الآخر، بحسب مصدر صحفي لـ المنصة، وأضاف المصدر أن عشرات العائلات نزحت تحت وطأة القصف المتواصل منذ يومين، دون صدور أوامر إخلاء مسبقة.
ووفق مصادر طبية، استقبل مستشفى المعمداني أكثر من 60 قتيلًا ونحو 150 مصابًا من مناطق القصف، فيما تعذّر وصول فرق الإنقاذ إلى مواقع الاستهداف أو إجلاء العالقين بسبب استمرار الغارات.
كما قُتل ثمانية من عناصر تأمين قوافل المساعدات الإنسانية في استهدافين منفصلين شمال غرب غزة، وفق مصدر صحفي لـ المنصة، أشار إلى مقتل سبعة وإصابة 15 آخرين جراء قصف بصاروخ من طائرة استطلاع إسرائيلية في دوار التوام، فيما قُتل عنصر آخر وأصيب أربعة في استهداف ثانٍ قرب برج الأندلس، على بعد أقل من كيلومتر واحد من الموقع الأول.
وفي خانيونس، صعّد الاحتلال قصفه منذ ليل الثلاثاء حتى ظهر الأربعاء، مستهدفًا ثلاثة مبانٍ سكنية فارغة وسط المدينة، دُمّرت بالكامل، وفق مصدر صحفي لـ المنصة، أفاد بأن جيش الاحتلال نسف مربعات سكنية في أحياء الأمل وجورة العقاد وعمارة جاسر بالروبوتات المتفجرة، في محيط مجمع ناصر الطبي.
كما أطلق جيش الاحتلال نيرانًا كثيفة على مبانٍ سكنية ومخيم اللاجئين الغربي، ما أصاب منازل مأهولة وأجزاء من المجمع الطبي، وأثار حالة فوضى وخوف بين السكان والمرضى.
وارتكب الاحتلال مجزرة بحق طالبي المساعدات الإنسانية في منطقة الطينة جنوب خانيونس، حيث وصل إلى مجمع ناصر 14 قتيلًا وأكثر من 40 جريحًا، بعد استهدافهم بالرصاص أثناء انتظارهم فتح نقطة توزيع مساعدات أمريكية.
وأشار مصدر طبي إلى أن الإصابات تركزت في الأجزاء العلوية من الجسم، ما يرفع احتمالات زيادة عدد القتلى.
في السياق، أعلن جيش الاحتلال أن رئيس الأركان أيال زامير صادق على الخطة المركزية للهجوم على مدينة غزة خلال الأسابيع المقبلة، في اجتماع ضم قادة الجيش وجهاز "الشاباك".
ووفق بيان، تستهدف الخطة السيطرة الأمنية والعسكرية الكاملة على المدينة، مع رفع جاهزية القوات واستدعاء وحدات احتياط وتنفيذ تدريبات استعدادًا للعمليات المقبلة.
وفجر الجمعة الماضي، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية/الكابينت خطةً اقترحها نتنياهو "للسيطرة العسكرية الكاملة" على مدينة غزة، بالتوازي مع توفير مساعدات إنسانية للفلسطينيين "خارج مناطق القتال".
وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان على غزة، واستأنفت حربها في القطاع التي بدأتها منذ السابع من أكتوبر 2023.