تصميم: يوسف أيمن- المنصة 

أمهات عائدات للعمل: الخيارات الصعبة لرعاية الأطفال في ظل الجائحة

منشور الأحد 12 يوليو 2020

تمر أميرة بين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كعادتها اليومية في الوقت القليل الذي تقضيه بمفردها بعد نوم طفلتها الصغيرة، فتتوقف عند خبر عودة فتح الحضانات، وإعادة تشغيلها مع الأول من يوليو، وينتابها إحساس بالقلق على طفلتها، وعلى وظيفتها أيضًا، فالوباء لم ينتهي بعد، والحضانات ستعود، ومعها سيعود عمل الأمهات من خارج المنزل، لتبدأ الحيرة.

نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، أعلنت عودة العمل بالحضانات في الأول من يوليو/ تموز، مع وضع شروط محددة، وضوابط يجب الالتزام بها، منها تقليص ساعات العمل وكذلك تقليل كثافة الحضانات، وتوافر مواد التعقيم، ليأتي هذا القرار مع مخاوف الأمهات من ترك أبنائهن في الحضانات والعودة للعمل الذي كان يتم من المنزل، لأن الفيروس لم ينته بعد، كما قالت أميرة دسوقي، أم لطفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات.

تعمل أميرة في إحدى شركات التسويق بمدينة نصر التي تقيم بها أيضًا، وكانت تترك ابنتها في حضانة قريبة من عملها الذي كان يبدأ في التاسعة وينتهي في الخامسة مساء، من الأحد للخميس حتى مارس/ أذار الماضي، وصدور قرار غلق الحضانات، لتقرر الشركة عمل الأمهات بنفس عدد الساعات والأيام من المنزل، حتى عودة الحضانات مجددًا.

ثلاثة أشهر قضتهم أميرة مع طفلتها جنى في المنزل "مكنوش 3 شهور هنا وسعادة بالعكس ده كان ضغط عصبي فظيع إن البنت لازقة فيا طول الوقت وأنا بشتغل، ومفيش وقت ليا خالص وبنهار من الزن والعياط والشغل بس ده كله أرحم وأهون من المرض، وكمان شغلي بينفع عادي يتعمل من البيت لأن كله قايم على كتابة المحتوي اللي ممكن أعمله من أي مكان".

تواصلت أميرة مع رئيسها في العمل وسألته عن عودة السيدات للعمل مجددًا من الشركة أم سيستمر من المنزل، ليخبرها أنه عند فتح الحضانات ستعود السيدات للعمل بمقر الشركة بساعات عمل تتناسب مع ساعات عمل الحضانات التي تحددها وزارة التضامن "هو الحقيقة ثقافة الشغل من البيت مش موجودة خالص في مصر ، يعني أنا شغلي مش لازم أكون موجودة في المكتب، وبعمل نفس الشغل من البيت بنفس عدد الساعات، بس طول الوقت صاحب الشغل بيحس إنك مش بتشتغلي ومش عاملة اللي عليكي علشان مش شايفك".

المخاوف والقلق بدأت تراود أميرة، كما راودت ريهام محمد أم لطفل يبلغ من العمر 20 شهرًا، تعمل بإحدى المؤسسات الصحفية "الموضوع عندي محسوم وبعت قلت لهم على جروب الشغل كده لو قالوا لنا نرجع نشتغل من المكان هاخد إجازة مفتوحة، ولو رفضوا باعتبار إننا قطاع خاص هقدم استقالتي، صحة ابني أهم وأعداد الإصابات في زيادة كل يوم".

تقيم ريهام في حدائق القبة، وأسرتها في شبرا، ولكن من الصعب ترك نجلها عند والدتها أو حماتها، فالتنقل اليومي به سيكون صعبًا في المواصلات، وسيعرضه للعدوى أيضًا، وزوجها يعمل بنفس مجالها، ولكن يؤدي عمله من داخل المؤسسة منذ بداية الجائحة.

السيطرة المستحيلة

ترى ريهام أنه حتى مع وضع ضوابط أو شروط، لن يتم السيطرة على الأمر، لأنه في النهاية التعامل سيكون مع الأطفال، وهم غير مدركين للإجراءات الاحترازية أو الوقائية، وسيصعب السيطرة عليهم "ابني لسه مبيعرفش يتكلّم أو يعبّر، وفي أطفال أصغر منه بيحبوا على الأرض، ومستحيل ميكونش بينهم وبين بعض تلامس، وأساسًا فكرة الحضانة إن في حد يشيل الأطفال ويقعد بيهم، وكأننا بنودي ولادنا للعدوى بإدينا".

صدر القرار الرسمي من وزارة التضامن الذي تبعه قائمة بشروط فتح الحضانات، لتقرّر ريهام عدم العودة للعمل "مديري المباشر تواصل معايا وقالي إن كل الأقسام رجعت وإنه أنا كمان لازم أرجع من الأحد للأربع مواعيد عمل الحضانة واليومين الباقيين لأننا بنشتغل 6 أيام في الأسبوع أكون من البيت فرفضت وقلت له لأ يا أما تسمحولي بالإجازة بدون مرتب أو أقدم استقالتي".

تقول ريهام إنها غير معيّنة في الجريدة التي تعمل بها، لهذا يكون حصولها على الإجازة صعبًا، حتى ولو كانت إجازة دون مرتب كما أخبرها مديرها المباشر، ووعدها بمحاولة حل الأمر مع الإدارة والوصول لحل لإمكانية عملها من المنزل، فأخبرته أنها لن تترك نجلها حتى لو دفعها الأمر لترك الوظيفة.

وكذلك الحال بالنسبة لأميرة، فالإجازة خيار غير متاح لها، فعرضت الأمر على مدير الشركة التي تعمل بها ولكنه رفض بداعي "حاجة العمل".

الحضانة كانت الخيار الأمثل للأمهات لترك الأبناء والذهاب للعمل، لكنها تحولت الآن لخيار مخيف، بسبب انتشار العدوى، ووصولها للأطفال، فوفقًا لتقرير نشره موقع بي بي سي، فالأطفال ليسوا في مأمن من الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد، إذا كانوا في بيئة ينتشر بها الفيروس.

وأوضح التقرير، أن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بالفيروس، لكن هذه البيانات قد لا يعوّل عليها لأن بعض الدول لا تجري فحوصًا مخبرية إلا للمرضى الذين يُنقلون إلى المستشفى بعد تفاقم أعراض المرض، ولا يشكّل الأطفال في الغالب إلا نسبة ضئيلة منهم.

الأمهات والكارير

التضحية بالـ"كارير"، أمر تفكر فيه الأمهات ويزيد من حيرتهن، خاصة بعد التدرج في الوظيفة والوصول لمنصب مهم، فما حدث مع أميرة حدث مع دينا السيد، التي تعمل بأحد البنوك، أم لطفلين؛ عاليا وعمر، يبلغان من العمر 6 و9 سنوات، ومنذ بداية الجائحة، قرر البنك تقليل ساعات العمل، لأنه من الصعب تأدية عملها من المنزل "شغلي كله تعامل مع عملا فطبعًا مستحيل يتم من البيت، فاللي حصل إنهم قللوا عدد الساعات اللي كنا بنقعدها، وفتحوا المجال الأكتر للإجازات اللي ممكن نبدل فيها مع بعض أنا وزمايلي، فمكنش قدامي غير إني أسيب ولادي لوحدهم في البيت، لأن جوزي كمان شغله لازم من الشركة وأهلي وأهله مش معانا".

خيار ترك الطفلين بمفردهما في المنزل كان صعبًا على الأم، لكنه كان الخيار الوحيد "مكنش قدامي غير كده والقرار ده وصلت له أنا وجوزي بعد متكلمنا إنه صعب أسيب شغلي علشان يوم ما الوباء هينتهي فكان لازم نشوف بديل مؤقت، ومخسرش شغلي ودخلي".

البديل المؤقت الذي بحثت عنه دينا، مهّدت له مع طفليها، وأخبرتهما في جلسة مطولة أنه لابد من اعتمادهما على نفسيهما، وخاصىة نجلها الأكبر، وحماية شقيقته، وتنبيهات بعدم إشعال البوتجاز أو التعامل مع الكهرباء، والمسموح به فقط، التعامل مع التلفزيون أو الآي باد والبلاي ستيشن فقط، مع تناول الطعام التي تعده لهما من اليوم السابق وتضعه جاهزًا للأكل.

"طبعًا الموضوع مش سهل، بسيب طفلين لوحدهم 8 ساعات من وقت مبنزل الشغل لحد مرجع، وجارتي بتبص عليهم كل شوية، وأنا بكلمهم في التليفون كل ساعة أطمن عليهم، بس القلق موجود من إنه لا قدّر الله يحصل حاجة، لأن في الآخر هما أطفال وممكن يفكروا يستكشفوا البوتجاز أو الكهرباء أو حتى يقفوا في البلكونة، لكن للأسف مفيش حل".

دلع الجدود "أحسن الوحشين"

خيار الجدود حل آخر، ولكنه "أحسن الوحشين"، كما تصفة زيزي شريف، أم لطفلين يبلغان من العمر 3 و5 سنوات، ومنذ بداية أزمة كورونا، تترك الأم طفليها عند أسرتها في الهرم طيلة الأسبوع، وتذهب لرؤيتهما هي وزوجها في الإجازة الأسبوعية "أنا ساكنة في الشيخ زايد وطبعًا مستحيل أروح المشوار ده كل يوم، فكان الحل أسيب ولادي عند ماما، واتحمل بعدهم عني طول الأسبوع علشان مفيش حل تاني".

تعمل زيزي محاسبة بشركة في الشيخ زايد، وزوجها يعمل معها بنفس الشركة، ومع بداية الجائحة، خفَّضت الشركة الموظفين، واستغنت عن عدد منهم، وأبقت العدد الآخر للعمل من داخل المكان "مدير الشركة قال إنه القطاع الخاص مبيمشيش عليه قرارات القطاع العام والشركة محتاجة الموظفين وأنا وجوزي دخلنا سوا هو اللي بيمشي البيت فكان لازم نفضل في الشغل وندور على بديل".

ترى زيزي أن خيار ترك طفليها عند والديها ليس جيدًا طوال الوقت، لكنه الخيار الوحيد أمامها "طبعا مبيسمعوش كلامي في اليومين اللي بقعد معاهم فيهم ودلع رهيب وكل طلباتهم مجابة، وكل العادات اللي اتعودوا عليها في البيت اتنسفت زي الأكل الصحي والنوم بدري وكده، وأهلي بيعملوا ده من كتر حبهم فيهم وأنا مضطرة أقبل كل التغييرات دي لحد ما الأزمة تنتهي ونرجع لحياتنا تاني".

استطاعت زيزي حسم أمرها بترك طفيلها مع والديها، لكن أميرة لن تتمكن من هذا الأمر، لأن والديها متوفيّن، وحماتها مُسنّة، فلن تستطيع رعاية طفلة صغيرة تحتاح لتغيير ملابس ومجهود طوال اليوم.

الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أوضح في تقريره السنوي الذي أصدره في اليوم العالمي للمرأة، أن نسبة مساهمة المرأة في قوة العمل بلغت 15.6% من إجمالي قوة العمل في المرحلة العمرية من 15 سنة وأكثر، مقابل 67. 3% للرجال، ومعدل البطالة للإناث سجل 21.7% مقابل 4.8% للذكور.

ووفقًا للقانون، يمكن للسيدة العاملة في القطاع العام أو الحكومة، الحصول على إجازة رعاية طفل دون أجر، لمدة تصل لعامين، ثلاثة مرات طوال الفترة الوظيفية، وفقا لقانون العاملين المدنيين بالدولة.

حيرة مشتركة

الحيرة هي القاسم المشترك بين الأمهات وأصحاب الحضانات، فكما قالت منال ياسر، صاحبة حضانة في منطقة حدائق الأهرام بالجيزة، إن الأمر محيّر والقرار صعب "طبعًا عاوزة اشتغل تاني لأن مبقاش في دخل وأنا لسه بدي مرتبات للبنات اللي بتشتعل في الحضانة علشان معندهمش دخل تاني، بس في نفس الوقت أنا أم وخايفة على الأطفال، وكلنا عارفين إن السيطرة على الأطفال صعبة ومستحيلة، إزاي ممكن نقنع طفل إنه يسيب مسافة بينه وبين زميله، أو إنه ميمسحش وشه بإيده".

وضعت وزارة التضامن الاجتماعي عدة شروط لإعادة فتح الحضانات، منها تقليل كثافة الطلاب لـ50%، والاستعانة بأحد المتخصصين في أساليب مكافحة العدوى، والكشف على الأطفال وقياس درجة حرارتهم قبل دخول الحضانة، وتخصيص غرفة للعزل عند ظهور الأعراض على أحد الأطفال أو العاملين في الحضانة، وخلع الأحذية عند باب الحضانة للعاملين والأطفال، وضرورة ارتداء العاملين الكمامة طوال التواجد في الحضانة، ويمكن تطبيق العديد من تلك الاشتراطات في الحضانات المرخَّصة، ولكن في الحضانات غير المرخَّصة، يكون الأمر صعبًا لأن إمكانيات الحضانة في الغالب لا تسمح.

بحكم سكني في حي المنيرة الذي انتقلت إليه منذ ما يقرب من عامين، والذي يقع بالقرب من السيدة زينب ويتميز بالطابع الشعبي، اكتشفت حضانة مجاورة لمنزلي، بالطابق الأرضي لا توجد أي علامة تدل على وجودها، أخبرتني عنها زوجة حارس العقار الذي أسكن به، باعتبارها "رخيصة وقريبة فليه موديش بنتي فيها؟".

وبالفعل احتجت لتلك الحضانة مرّة منذ ما يقرب من عام، لترك طفلتي نور التي كانت تبلغ من العمر حينها عامين لقضاء مشوار هام، فذهبت لأجدها شقة سكنية حجرتين وصالة بالطابق الأرضي، وتكلفة الحضانة في الشهر 300 جنيه، وهو بالفعل رقم بسيط جدًا صمقارنة ببقية الحضانات في المنطقة ومتوسطها بين 1000 و1500 جنيه، لكنها لا تقدّم أي نوع من الاستفادة من مهارات أو تعليم أو أطعمة للأطفال كما هو المتبع في باقي الحضانات، فيذهب الطفل بطعامه وشرابه لينتظر عودة أسرته، وأخذت رقم الهاتف الخاص بأحد العاملات بها، فربما أحتاج لها في أوقات لاحقة عند المشاوير الضرورية، وتدعى أم منة.

اتصلت بأم منة، لأسألها هل ستعود للعمل بالحضانة فعلًا، وهل يمكنها تطبيق الإجراءات الاحترازية التي تفرضها وزارة التضامن، فقالت "تعالي يا مدام هنشتغل من يوم الأحد إن شاء الله، وهنمسح بكلور متقلقيش"، مواعيد عمل الحضانات الجديدة ستكون وفقًا لقرار وزيرة التضامن الاجتماعي من الأحد للأربعاء، فسألتها هل ستلتزم بكثافة الطلاب لتكون بالنسبة التي حددتها الوزارة، وتخصص حجرة للعزل، لترد بنفس الرد السابق "متقلقيش يا مدام هنضف كل شوية بالكلور وهنحط الولاد في عنينا".

أما منال، فأوضحت أن جزءًا من الضوابط يمكن تنفيذه بالفعل، ومنها الالتزام بتعقيم الحضانة قبل حضور الأطفال وبعد العودة للمنازل، مشيرة إلى أنه لا يمكن التنظيف باستخدام الكلور والمطهرات مع وجود الأطفال بسبب الخوف من تلامسه مع الجلد أو محاولة العبث به، وقياس درجة حرارة الأطفال أمر يمكن تنفيذه أيضا، ولكن وجود متخصص في أساليب مكافحة العدوى سيحتاج لبند إضافي من التكاليف، وهنا ستحتاج إما لتقليل المرتبات أو زيادة سعر الحضانة الشهري، كما أن تخصيص حجرة للعزل سيحتاج أيضا لقليل عدد الأطفال الذين سيتواجدون بالحضانة، لأن هناك غرفة كاملة لن يتم استخدامها وسيتم إغلاقها بإحكام حتى لا يدخلها الأطفال.

بدأت منال تتلقى اتصالات بالفعل من أولياء أمور "لو خلاص نوينا وهنفتح تاني فطبعا الأولولية هتكون للسيدات العاملات بس لأن كمان في أمهات قاعدة في البيت ومن كتر تعب الأطفال بقت محتاجة تنزلهم حضانة وهنا مش هقبل الأطفال دي لأن قرار الفتح في الأساس علشان المرأة العاملة".

حضانة منال كانت تضم ما يقرب من 30 طفلا قبل بداية أزمة كورونا، ومع عودة العمل بالنظام الذي طرحته وزارة التضامن فلن تسمح بقبول سوى 15 طفلا فقط، كما أنها لن تقبل أطفال جدد لم يذهبوا للحضانة من قبل "الأولوية طبعا لأطفال الحضانة وأظن لو قررنا نفتح فعلا لازم كل حضانة تعمل كده"، كما أنها كانت تستعين بـ4 عاملات للأطفال الرضع، و5 مدرسات للسن الأكبر، وهذا العدد من العاملين والمدرسات لن يتأثر عند العودة، بحسب قولها، وكان هذا الحديث قبل وضع الشروط النهائية لفتح الحضانات من قبل وزارة التضامن.

نظام الاستضافات اليومية كان متاحًا في حضانة منال، وهو عبارة عن استضافة طفل ليس من المسجلين بالحضانة بصفة منتظمة، لبضع ساعات أو ليوم كامل بحسب ظروف الأم، ولكن هذا النظام لن يطبق مجددًا بحضانة منال عند الفتح مجددًا، ولكنه مرحَّب به في الحضانة التي تعمل بها أم منة "بكل سرور" كما أكدت لي.


اقرأ أيضًا: كيف نساعد أطفالنا على تجاوز آثار الوباء؟

 


إقرار وتعهُّد

في اتصال آخر للمنصة مع منال بعد وضع الشروط من قبل وزارة التضامن، قالت إنها تواصلت مع أحد العاملين بوزارة التضامن الاجتماعي، وأخبرها بأن هناك إقرار يجب التوقيع عليه، والتعهد بالشروط الموضحة لفتح الحضانات، فقررت عدم فتح الحضانة في الوقت الحالي، لأن مصلحة الأطفال أهم، موضحة أن الحضانة كانت قائمة على شقين، الأول رعاية الأطفل وهو أمر صعب في هذا التوقيت، والشق الثاني التعليم للأطفال الأكبر سنًا، وهو الآن متاح عبر دروس تقدمها مدرِّسات الحضانة "أونلاين" للأطفال من المنزل "الموضوع صعب ومسؤولية مقدرش أتحملها لو لا قدّر الله حصل حاجة لحد من الأطفال، هي فترة صعبة ولازم كلنا نعديها سوا".

تنتظر ريهام رد مديرها المباشر في العمل، هل ستكمل عملها من المنزل أم ستتقدم باستقالتها، فمفاوضته مع الإدارة لم تنتهِ بعد، أما أميرة فقررت الاستعانة بمربية تقيم معها في المنزل من الأحد إلى الأربعاء وهي المواعيد التي تعمل بها من مقر الشركة، "واحدة صحبتي رشحت لي مربية كويسة كانت بتستعين بيها في تربية ولادها، وبالفعل تواصلت معاها وقلت لمدير الشركة يسيب لي أسبوع أظبط فيه الأمور مع المربيةوأعرفها التفاصيل وتاخد على البنت والبيت".

ستتقاضى المربية حوالي 35% من راتب الأم، بعكس الحضانة التي كانت تأخد 25% من الراتب، ولكنه الحل الذي تراه الأم أيسر من خروج الطفلة يوميًا للحضانة حتى انتهاء الجائحة، وفي نفس الوقت تنتظرني أم منة لترك ابنتي في الحضانة المجاورة لمنزلي.