تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، باستكمال العمل لبناء دولة حديثة ديمقراطية متقدمة في العلوم والصناعة والعمران والزراعة والآداب والفنون، ومواصلة وتعميق الحوار الوطني وتنفيذ توصياته في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال السيسي، خلال أداء اليمين الدستوري لفترة رئاسية أخيرة تنتهي حسب الدستور في 2030، "أقسمت أن يظل أمن مصر وسلامة شعبها العزيز وتحقيق التنمية والتقدم بها هو خياري الأول، فوق أي اعتبار".
ولجأ السيسي إلى الآيات القرآنية مرتين خلال بيانه الذي ألقاه في مراسم أداء اليمين الدستورية، التي تعد أول حدث يشهده مقر مجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ورئيس مجلس الوزراء، والوزراء، ورئيس حملته الانتخابية المستشار محمود فوزي، ورؤساء الأحزاب السياسية، وعدد من السفراء.
بدأ السيسي خطابه بالآية القرآنية "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير"، وختمها بالآية القرآنية "رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث، فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين".
وشهدت جلسة أداء اليمين الدستوري تدخلات من جانب ثلاثة من أعضاء مجلس النواب في بدء الجلسة وخلال كلمة رئيس مجلس النواب، المستشار حنفي جبالي، وأثناء خطاب السيسي، تضمنت المقاطعات الدعاء لرئيس الجمهورية ودعم مسيرته، وقال أحد النواب قبيل بدء خطاب السيسي "روحك على إيدك من أجل سيادة الرئيس، وقفنا وراك، سير على بركة الله، رئيس ونعم الرئيس".
وتخلل الجلسة تصفيق من جانب الحضور تكرر سبع مرات، وافتتحها جبالي بتلاوة قرار الهيئة الوطنية للانتخابات رقم 39 لسنة 2023 بإعلان نتيجة انتخابات رئاسة الجمهورية، تلاها تصفيق الأعضاء تحية للسيسي، ثم دعوة الرئيس لأداء اليمين الدستوري، وأعقبه إطلاق المدفعية في فناء مجلس النواب 21 طلقة.
واستعرض السيسي، خلال خطابه عددًا من المحاور التي وصفها بـ"مستهدفات العمل الوطني" خلال المرحلة المقبلة، لافتًا إلى أنه في مجال السياسة الخارجية سيواصل العمل على تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف في عالم جديد تتشكل ملامحه، وتقوم فيه مصر بدور لا غنى عنه لترسيخ الاستقرار، والأمن، والسلام، والتنمية.
أما على الصعيد السياسي، فتعهد السيسي باستكمال وتعميق الحوار الوطني خلال المرحلة المقبلة وتنفيذ التوصيات التي يتم التوافق عليها.
وبشأن الوضع الاقتصادي أعلن السيسي تبني استراتيجيات تعظم من قدرات وموارد مصر الاقتصادية، وتعزز من صلابة ومرونة الاقتصاد المصري في مواجهة الأزمات مع تحقيق نمو اقتصادي قوي ومستدام ومتوازن.
وأشار إلى تعظيم الاستفادة من ثروات مصر البشرية من خلال زيادة جودة التعليم، وتفعيل البرامج والمبادرات، الرامية إلى الارتقاء بالصحة العامة للمواطنين، واستكمال مراحل مشروع التأمين الصحي الشامل، فضلًا عن دعم شبكات الأمان الاجتماعي، وزيادة نسبة الإنفاق على الحماية الاجتماعية، وزيادة مخصصات برنامج الدعم النقدي "تكافل وكرامة" وكذلك إنجاز كامل لمراحل مبادرة حياة كريمة.
أما رئيس مجلس النواب، المستشار حنفي جبالي، فألقى كلمة عقب أداء اليمين الدستور ي، قال خلالها "شهد الواقع على أيديكم تغيرات ملموسة"، مشيرًا إلى ما اعتبره "تعزيز حقوق الإنسان، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومساندة المرأة والشباب، وإصلاح النظام الاقتصادي".
كما لفت جبالي إلى حصول الرئيس على جائزة بطل السلام من قبل برلمان البحر المتوسط، واعتبرها تتويجًا لجهود السيسي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.