تصوير: محمد الراعي - المنصة
حرق علم إسرائيل خلال وقفة للصحفيين على سلالم النقابة في 15 يناير 2024

حال تهديد الأمن القومي.. "الصحفيين" تدعو لطرد السفير الإسرائيلي وإلغاء اتفاقية السلام

قسم الأخبار
منشور الاثنين 12 فبراير 2024 - آخر تحديث الاثنين 12 فبراير 2024

دعت نقابة الصحفيين المصرية، اليوم، لطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، واستدعاء السفير المصري من تل أبيب، إضافة إلى إلغاء اتفاقية السلام بين البلدين، و"اعتبارها كأنها لم تكن، كرد على أي عدوان يمس الحدود أو يهدد الأمن المصري"، في وقت تؤكد إسرائيل عزمها اجتياح مدينة رفح الفلسطينية بريًا قريبًا. 

ويكتظ نحو مليون و400 ألف فلسطيني في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وسبق وحذرت مصر من اجتياح المنطقة بريًا، كونه سيؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا، في وقت تجاوز عدد قتلى العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي 28 ألفًا. 

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال، السبت الماضي، إن القاهرة حذرت تل أبيب بتعليق معاهدة السلام بين البلدين، إذا دفعت الفلسطينيين للتهجير نحو مصر، إثر الحديث عن اجتياح وشيك لمدينة رفح الفلسطينية على الحدود مع سيناء.

ورفضت النقابة، في بيان، "تهديدات الكيان الصهيوني بشن عملية عسكرية ضد أهلنا في رفح الفلسطينية"، معتبرة أن "التهديدات تكشف حجم التواطؤ الدولي في مواجهة الإجرام الصهيوني، وحرب الإبادة الجماعية، التي تُمارس ضد الشعب الفلسطيني، ومحاولاته تصفية القضية الفلسطينية وسط صمت دولي مطبق"، على حد وصف البيان.

وأدانت النقابة في هذا السياق "موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن الداعم للتهديدات الصهيونية"، واعتبرته بمثابة "ضوء أخضر" لشن الهجوم وقتل المدنيين وإشعال المنطقة.

وأضافت النقابة أنه "مع مطلع الشهر الخامس لحرب الإبادة (...)، وعلى الرغم من الموقف المصري الواضح، والحاسم برفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني إلى سيناء، واعتبار ذلك خطًا أحمر، وهو الموقف الذي توافقت عليه كل فئات ومكونات الشعب المصري، إلا أن الكيان الصهيوني بقيادة المجرم نتنياهو ما زال يسعى لتنفيذ مخططه (...) بكل ما يمثله هذا التهديد من مخاطر على الأمن القومي المصري".

وشدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة على أن "حل القضية الفلسطينية لن يكون على حساب مصر". كما اتفق السيسي وبايدن في اتصال هاتفي بينهما في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على رفض تهجير الفلسطينيين. وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2023 قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن تهجير الفلسطينيين "يشكل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني. أي شكل من النزوح، سواء كان داخليًا أو خارجيًا، وإن كان بشكل مؤقت، يعتبر انتهاكًا، ولن نصبح طرفًا في مثل هذا الانتهاك".

وشدد بيان نقابة الصحفيين اليوم على أنه "لم يعد من الممكن احتمال المجازر التى يقوم بها الكيان الصهيوني على مدار الساعة طوال الشهور الماضية"، مثمنة "كل التحركات، التى تسعى لوقف هذا الهجوم، وكذلك الإجراءات التى تتخذها تحسبًا لما قد تشهده الحدود المصرية - الفلسطينية من تطورات على صعيد الهجوم الصهيوني على رفح".

وأكدت النقابة "وقوفها، والشعب المصري كله، خلف كل الإجراءات الرامية للتصدي لأي عدوان صهيوني محتمل يهدد الأمن القومي المصري، ويعد بمثابة إعلان للحرب"، مطالبة بـ"اتخاذ ما يلزم من وسائل دفاعية حاسمة".

وكانت وكالة أنباء رويترز نقلت عن مصدرين أمنيين مصريين في 9 فبراير/شباط الجاري أن القاهرة أرسلت نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء خلال الأسبوعين الماضيين، في إطار سلسلة تدابير لتعزيز الأمن على حدودها مع قطاع غزة، وسط تلويح إسرائيل باجتياح مدينة رفح الحدودية مع مصر.

ودعت النقابة إلى "تجريم كل أشكال التطبيع، أو التعاون مع الكيان الصهيوني، ووقف دخول السلع المقاطعة، وإلغاء تصاريح عمل الشركات والمصانع المدرجة في المقاطعة".

كما دعت النقابة إلى "مراجعة العلاقات مع الدول العربية المتماهية في التطبيع مع الكيان الصهيوني" على حساب مصالح الشعب الفلسطيني، ومصالح الأمة العربية، وكل متطلبات الأمن القومي العربي، عبر "الانفتاح على كل الدول المناصرة للقضية الفلسطينية، وقطع أو تعليق العلاقات مع الدول، التى دعّمت الكيان الصهيوني في حربه على غزة والضفة، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول الأوروبية".

وعادة ما ترفض نقابة الصحفيين المصرية التطبيع مع إسرائيل، وسبق وصدر قرار من إحدى الجمعيات العمومية لنقابة الصحفيين بحظر كل أنواع التطبيع الشعبي والمهني والشخصي، وعاقبت النقابة كل من خرج عن هذا الإجماع في الجمعية العمومية مهما كان منصبه.

واختتم البيان بتأييد الموقف السياسي والقانوني الداعم لجنوب إفريقيا في الدعوى المرفوعة منها أمام محكمة العدل الدولية، التي تتهم فيها إسرائيل بممارسة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين. 

وسبق وأصدرت محكمة العدل الدولية في 26 يناير/كانون الثاني الماضي قرارات تلزم إسرائيل بمنع الإبادة الجماعية في غزة، ضمن نظر دعوى جنوب إفريقيا.

ونظمت نقابة الصحفيين المصرية الشهور الماضية العديد من الفعاليات للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في مقدمتها تظاهرات على سلالم النقابة تطالب بإدخال المساعدات للفلسطينيين ووقف العدوان.